سواليف:
2024-09-19@17:02:50 GMT

في العمق

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

#في_العمق د. #هاشم_غرايبه

لا شك أن صمود وبسالة المقاومة الإسلامية في غزة كان حدث القرن الأهم، الحقيقة ان ذلك يعود لعاملين أساسيين: الأول ان الدافع لانضمام المقاتل لحركة المقاومة لم يكن للحصول على وظيفة وراتب كباقي الجيوش النظامية، بل بدافع من العقيدة الإيمانية الراسخة، والثاني هو الحاضنة الشعبية الداعمة.


لم يكن ممكنا للعدو التدخل في إضعاف العامل الأول، فالإيمان يجعل العودة الى الوراء مستحيلا، لذلك انصب جهده على محاولة كشف الغطاء الشعبي عن المقاتلين، بالمبالغة في القتل والتدمير لأجل دفع الأهالي لتحميل المسؤولية فيما يصيبهم للمقاومة، لكن ذلك لم يؤثر إلا في قلة قليلة هم من قليلي الدين أصلاً، ولا تأثير لها في الرأي العام الشعبي.
السؤال: كيف تمكنت الحركة الإسلامية من بناء هذه القاعدة الشعبية العريضة والراسخة، بخلاف باقي الأنظمة العربية؟.
الإجابة نجدها ابتداء في أنها النظام السياسي الوحيد في الأمة الذي يعلن انتهاجه عقيدة مواطنيه (الإسلام)، ولا يخشى في ذلك أحدا.
لكن العامل الآخر يعود الى إخلاص الإدارة السياسية لواجبها، وغياب الفساد الذي هو سمة لازمة لباقي الأنظمة العربية الحاكمة.
الإدارة المخلصة تسلمت واقعا محبطا اقتصاديا بسبب الحصار الطويل، وواقعا اجتملعيا مفككا بسبب الإرث المريض الذي ساد القطاع بعد انسحاب قوات الاحتلال منه.
لكي نفهم ذلك الواقع سألخص المعلومات الهامة الواردة في تقرير أعده الأكاديمي النرويجي “تاج توستاد” يحلل فيه أوضاع القطاع، ونشرته “مجموعة الأزمات الدولية” قبل 15 عاما.
يبدأ التقرير بإعطاء لمحة عن الطبيعة السكانية والجغرافية للقطاع، فلكون تربته رملية صحراوية في أغلبها، فقد سكنها قديما البدو أكثر من الفلاحين الذين تركزوا في تجمعين: غزة وخانيونس، وبعد نكبة 48 جاءها 200 ألف لاجئ من جنوب يافا، ليصبح اللاجئون هم الأغلبية 75%.
حينما احتل العدو قطاع غزة عام 1967، أقلقته تلك النسبة العالية لللاجئين، كونهم يحلمون بالعودة، فلجأ الى التعامل مع السكان عبر شيوخ العشائر وكبار العائلات، من خلال اعتماد مختار لكل منطقة.
وبعد قيام سلطة أوسلو، تحسنت الظروف الاقتصادية لأبناء القطاع بتوفر الوظائف ضمن أجهزة السلطة التنفيذية والأمنية، ولتمتين سيطرتها لجأت لربط عائلات معينة بالسلطة أمنيا، كما أسست مجلسا عشائريا له 200 فرع، واستكملت نهج الاحتلال ذاته باعتماد مخاتير من بعض العائلات لضمان ولائها.
بعد الانتفاضة الثانية عام 2000 وتدمير العدو لمقار شرطة السلطة، نقلوا الأسلحة الشخصية لبيوتهم، لتصبح للعشائر قوة مسلحة، والتي أدت الى صراعات بين المخاتير وفقدان للأمن المجتمعي.
بعد نجاح الحركة الاسلامية بانتخابات عام 2006 وتسلمها الحكم، وجدت هذه الحالة من الفلتان الأمني، فكانت أول مهامها إنشاء قوة أمنية تنفيذية، شنت حملات على تجار المخدرات ولصوص السيارات والخارجين عن النظام، بالتزامن مع تنشيط دور الدعاة للحديث عن خطورة التعصب القبلي، والتنبيه للعدو الحقيقي المتمثل في الاحتلال.
ولما أن تحقق الأمن للمواطنين الذين كانوا يعانون الأمرين من العصابات المحمية من السلطة، فقد تنفسوا الصعداء، لذلك لم تنجح محاولة شيطنة الإسلاميين وتصويرهم بالإنقلابيين، قلق العدو ومعه كل معادي الإسلام في العالم، سواء الغرب أو عملائه من الأنظمة العربية المرتعدة من مطالبات جماهيرها بالعودة للإسلام، فأنشأ هؤلاء أعتى تحالف حصار عرفه التاريخ، ساهم بالدور الأكبر فيه النظام المصري، كونه المنفذ الوحيد القطاع للخارج، بعد اغلاق العدو المطار والميناء، فأحكم التحالف محاصرة القطاع براً وبحريا وجويا، بهدف دفع المواطنين للتمرد على سلطة الإسلاميين والمطالبة بعودة السلطة لحكم القطاع.
لكن سكانه صمدوا طوال السبعة عشر عاما المنقضية، بل سعوا بقدراتهم الذاتية الى بناء قاعدة تصنيعية عسكرية واقتصادية مستقلة، هي الوحيدة في المنطقة العربية الخارجة عن طاعة أمريكا، ورفضوا الانضمام الى قافلة التطبيع المخزية، وأصروا على أن النظام الإسلامي هو خيارهم.
لذلك ظل العدو يشاغلهم كل بضع سنوات باعتداء لمحاولة تدمير ما ينجزونه أولا بأول، لكان الله هداهم لما ينجيهم من شروره، فبنوا شبكة أنفاق عميقة تحمي كل ذلك وتخفيه.
لقد شكل هجوم السابع من تشرين صدمة لأركان تحالف شياطين الإنس، إذ تبين فشل حصاره المشدد، وفشل عملائه العرب (التنسيق الأمني) في رصد قدرات المقاومة، لذلك تراكض كل قادته الى الكيان اللقيط، يشدون أزره، خوفا من سقوطه الوشيك.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: في العمق

إقرأ أيضاً:

ماذا لو تعرض العمق الروسي لهجوم أوكراني بأسلحة غربية؟ خبراء يجيبون

موسكو- لأول مرة منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا تصبح موسكو أمام احتمال أكبر تهديد عملياتي على ضوء الحديث عن إمكانية سماح الغرب لكييف باستهداف عمق الأراضي الروسية بأسلحة بعيدة المدى.

وتشير تصريحات المسؤولين الروس إلى أن الكرملين يأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، لكن ثمة صمتًا رسميًا يلف آليات وأشكال الرد المحتمل على ذلك.

فقد صرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بأن موسكو سترد وسيكون الرد "متناسبا" إذا سمح حلفاء أوكرانيا الغربيون بشن ضربات في عمق الأراضي الروسية.

وأوضح بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين "حذر للغاية" في مناقشة موضوع الرد على الهجمات المحتملة على أراضي روسيا، مؤكدا أن بلاده لديها -في كافة الأحوال- القدرة على القيام بذلك.

مستعدة للانتقام

برأي الخبير العسكري أناتولي ماتفيتشوك، فإن القوات الروسية مستعدة لمواجهة أي تطور إذا رفعت البلدان الغربية القيود السابقة المفروضة على أوكرانيا وسمحت بضربات صاروخية بعيدة المدى.

ويوضح -للجزيرة نت- أن التصريحات المختلفة من الجانب الروسي بهذا الخصوص تدل على استعداده لـ"الانتقام" وأن القيادة العسكرية الروسية تدرك جيدا قدرات الصواريخ الأميركية والأوروبية. ويلفت إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أخذت في الاعتبار أنها قد تضطر يوما ما إلى مواجهة هذه الصواريخ.

وأضاف ماتفيتشوك أنه إلى جانب صواريخ "ستورم شادو" تريد القوات الأوكرانية استخدام نظامي "سكالب" الفرنسي المتطابق تقريبا، و"أتاكمس" الأميركي، مرجحا أن تشمل قائمة أهداف كييف المحتملة مراكز القيادة ومستودعات الوقود والأسلحة ومناطق تمركز القوات الروسية.

وحسب قوله، فإنه إذا حاولت أوكرانيا مهاجمة الأراضي الروسية بصواريخ "ستورم شادو"، فمن غير المستبعد أن ترد موسكو على ذلك باستخدام السلاح النووي التكتيكي، "لكن لحد الآن لا توجد تغييرات في العقيدة النووية تسمح بذلك".

بموازاة ذلك، تشير تصريحات مسؤولين غربيين حاليين وسابقين إلى وجود توجه يدعم إعطاء الضوء الأخضر لأوكرانيا لشن هجمات في عمق الأراضي الروسية.

وقال رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، روب باور، في 14 سبتمبر/أيلول الجاري خلال كلمة ألقاها في براغ، إن "السماح لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى غربية الصنع لضرب عمق روسيا أمر مبرر من وجهة النظر العسكرية".

انتظار الإذن

أما رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون و5 وزراء دفاع سابقين، فقد دعوا رئيس وزرائهم الحالي، كير ستارمر، إلى عدم انتظار موافقة الولايات المتحدة والسماح للقوات المسلحة الأوكرانية باستخدام صواريخ "ستورم شادو" لشن ضربات ضد روسيا.

يأتي ذلك على خلفية تصريح الحكومة البريطانية بوجوب الحصول على موافقة واشنطن وباريس قبل السماح للقوات الأوكرانية باستخدام هذا النوع من الصواريخ.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده ليس لديها حتى الآن إذن باستخدام الأسلحة الغربية لشن ضربات في عمق الأراضي الروسية، في إشارة -على ما يبدو- إلى كلام نظيره الأميركي جو بايدن بأنه لن يسمح بذلك حتى يرى من كييف ما وصفها بـ"خطة النصر".

وهذا بالتحديد ما دفع الخارجية الروسية للقول إنه "لم يعد هناك أي معنى للتعليق على تصريحات زيلينكسي، إذ سبق أن أكد أن تنفيذ كافة نقاط خطته لإنهاء الصراع يعتمد بشكل مباشر على قرار بايدن".

وقبل ذلك، كانت السلطات الأوكرانية طالبت الولايات المتحدة بالسماح بضرب أهداف عسكرية على الأراضي الروسية بأسلحة غربية بعيدة المدى، لكن واشنطن -حينها- لم تعط موافقتها على ذلك.

وأوضح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الجانب الأميركي يشارك كييف "شعورها بالإلحاح"، لكنه لا يعتقد أن السماح بتنفيذ هذه الضربات باستخدام الأسلحة الغربية سيشكل نقطة تحول في الصراع.

تردد غربي

لكن محلل الشؤون الدولية ديمتري كيم، يلفت إلى وجود مشكلة بخصوص منح كييف الإذن باستخدام أسلحة بعيدة المدى بسبب وجود انقسام في واشنطن وعواصم أوروبية بهذا الخصوص.

وفي حديث للجزيرة نت، يشير إلى أن وزارة الخارجية الأميركية، "الأكثر انفتاحا على طلبات زيلينسكي"، تعارض موقف وزارة الدفاع (البنتاغون) والاستخبارات اللتين تتخذان موقفا أكثر حذرا من المخاطر التي ينطوي عليها هذا الإذن.

وبرأيه، فإن محاولة "إضفاء الطابع الرسمي" على فرضية ضرب العمق الروسي من خلال وسائل الإعلام تهدف إلى إبعاد الأنظار عن حقيقة تورط الدول الغربية في أحداث كورسك.

ويتابع كيم أن أوكرانيا ضربت بالفعل عمق روسيا بأسلحة غربية، كما اعترف بذلك رئيس استخباراتها العسكرية، كيريل بودانوف، في بداية الصيف.

ووفقا له، فإنه إذا تعرضت روسيا لهجوم فإن ردها سيتوقف على طبيعة الأهداف سواء كانت عسكرية أو مدنية.

وأضاف كيم أن الدول الغربية تدرك أيضا عواقب مثل هذا القرار، لأنه قد يسبب استياء لدى الرأي العام الأوروبي لا سيما إذا طال أهدافا مدنية وتسبب في خسائر بشرية.

مقالات مشابهة

  • أغلبية ساحقة.. البرلمان الأوروبي يصوت على استهداف العمق الروسي
  • تواصل العدوان الصهيوني على غزة لليوم الـ349 على التوالي
  • البرلمان الأوروبي يتبنى قراراً يسمح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي
  • البرلمان الأوروبي يتبنى قراراً موجهاً إلى العمق الروسي
  • اليوم الـ 349 للعدوان على غزة.. الإبادة الجماعية مستمرة
  • الإخوان والتسوية السياسية في مصر
  • أوكرانيا تستهدف مواقع للصواريخ في العمق الروسي
  • العدو يرتكب مجازر جديدة في غزة ويقر بمصرع 4 من جنوده بكمين للمقاومة في رفح
  • ماذا لو تعرض العمق الروسي لهجوم أوكراني بأسلحة غربية؟ خبراء يجيبون
  • العمق الصهيوني.. والرد اليمني