الجزيرة:
2025-03-11@20:45:46 GMT

نموذج جِمني.. تحد لـشات جي بي تي أم مصدر إحراج لـغوغل؟

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

نموذج جِمني.. تحد لـشات جي بي تي أم مصدر إحراج لـغوغل؟

أفرجت شركة غوغل قبل عدة أيام عن نموذجها الجديد في الذكاء الاصطناعي التوليدي المسمى "جِمني" (Gemini). وأشار الرئيس التنفيذي للشركة ساندر بيتشاي إلى أن العالم مع هذا النموذج على موعد مع الولوج إلى عصر جديد من الذكاء الاصطناعي فائق القدرات.

ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تتعرض فيه شركة غوغل للعديد من الانتقادات نظراً لتخلفها وراء شركة "أوبن إيه آي" (Open AI) التي أصبحت رائدة الذكاء الاصطناعي التوليدي منذ أن أطلقت قبل ما يقرب من العام نموذجها ذائع الصيت "شات جي بي تي" (ChatGPT).

ويعتقد النقاد أن شركة غوغل من خلال هذا الطرح الذي ترافق مع حملة ترويجية كبيرة، تسعى إلى ترميم سمعتها في مجال الذكاء الاصطناعي واستعادة شيئاً من كبريائها الذي تضاءل مع الانتكاسات التي رافقت نموذجها السابق "بارد" (Bard) الذي بات يوصف على نطاق واسع بأنه نموذج للرتابة والملل وليس للذكاء الاصطناعي.

جمني.. نموذج عائلي

وتخطط شركة غوغل فيما يخص جمني أن يكون بعيدا عن النماذج أحادية الإصدار، بل نموذجا عائليا ينتمي إليه العديد من الإصدارات التي تتمتع بقدرات متفاوتة بناء على الاستخدام والحاجة.

ومبدئيا، يقع في المرتبة الأدنى من هذه العائلة نموذج "جمني نانو" المخصص للتشغيل على أجهزة أندرويد. أما الإصدار الأعلى منه فيسمى "جمني برو" الذي سيدخل الخدمة قريبا، ومن المرجح أن يعمل على تشغيل الكثير من خدمات غوغل للذكاء الاصطناعي، كما سيكون العمود الفقري لنموذج "بارد".

أما "جمني ألترا" فسوف يكون أقوى إصدارات هذه العائلة، ويتوقع أن يكون أقوى برنامج ذكاء اصطناعي للغات الكبيرة "إل إل إم" (LLM) تنشئه غوغل، وسيخصص بدرجة كبيرة لمراكز البيانات والتطبيقات المعقدة التابعة للمؤسسات والشركات الكبرى.

وفي الوقت الحالي، يقتصر نموذج جمني الأساسي على الأوامر النصية في عمليات المدخلات والمخرجات، ولذلك سيكون من المبكر جداً الحكم على نجاعة وكفاءة النموذج مقارنة بالنماذج الأكثر تقدماً مثل شات جي بي تي 4. غير أن الرؤساء التنفيذيين في غوغل يأملون في الوقت القريب أن تتمكن النماذج الأكثر تقدماً في جمني من التعامل بكفاءة مع الصور والفيديوهات والصوت أيضا.

ورغم تأكيدات شركة غوغل بأنها لا تسعى لمجرد المنافسة على أكثر نماذج متقدمة من الذكاء الاصطناعي التوليدي وحسب، فإنها تؤكد في الوقت نفسه على مسعاها نحو الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام، وهو النموذج الأكثر قرباً من محاكاة الإنسان بقدراته على الفهم والاستيعاب والإحساس، وهو هدف ترى غوغل أنها بدأت خطواته الأولى مع إطلاق أولى النماذج من عائلة جمني التي سوف "تكتسب المزيد من الحواس" وتصبح واعية، على حد قول ديميس هاسابيس الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا التفكير العميق (DeepMind Technologies) في غوغل.

وكالعادة رافق طرح غوغل الجديد لعائلة جمني العديد من الشكوك والتساؤلات عن حقيقة الكفاءة التي قد يتمتع بها النموذج، خصوصاً وأن إعلانها الترويجي للمنتج على منصة يوتيوب والذي حظي بأكثر من مليون و600 ألف مشاهدة لم يتمتع بالشفافية المطلوبة. ففي مقالة افتتاحية على بلومبيرغ زعمت كاتبة المقال بارمي أولسون أن غوغل أساءت تمثيل قوة جمني في مقطع الفيديو الترويجي، فقد عرض الفيديو قدرات مثيرة للإعجاب لنموذج جمني، ولكن في الحقيقة يبدو أن هذه القدرات مشكوك فيها.

ويظهر الفيديو الذي تبلغ مدته ست دقائق قدرات جمني المتعددة الوسائط، من قبيل التعرف على الصور واقتراح ألعاب والبحث عن كرات مخبأة تحت الكأس وأسئلة منطقية مثل اختيار الطريق الأكثر أمانا. وقد كان من الملاحظ السرعة الفائقة في عملية الاستجابة، وهو الأمر الذي كان مدعاة للدهشة من قبل المشاهدين.

ولكن بالنقر على الوصف المرفق مع الفيديو، ومن باب إخلاء المسؤولية من طرف غوغل، كانت هناك جملة تشير إلى أنه و"لأغراض هذا العرض التوضيحي، فقد تم تقليل زمن الوصول واختصار استجابة جمني للإيجاز". وأثارت هذه الملاحظة الاعتراضية حفيظة العديد من المراقبين والنقاد منهم أولسون التي أشارت في مقالها الافتتاحي إلى أن غوغل اعترفت بأن فيديو العرض التوضيحي لم يحدث في الوقت الفعلي باستخدام أوامر منطوقة، بل من خلال استخدام صور ثابتة وأوامر نصية قام نموذج جمني بالرد عليها لاحقا. وترى أولسون أن هذا مخالف تماما لما حاولت غوغل الإيحاء إليه بأن أي شخص يستطيع القيام بمحادثة سلسلة مع جمني والحصول على المخرجات المرجوة في وقت قياسي.

وتؤكد أولسون بأن غوغل إنما قامت عبر عملية تحرير المقطع المصور بعملية تلاعب لإقناع المشاهدين بأن نموذجها جمني يمتلك ذات الإمكانيات التي يتمتع بها نموذج شات جي بي تي، في حين أن الحقيقية هي أن جمني مازال في أفضل الأحوال يشبه الإصدار الأول من شات جي بي تي الذي صدر قبل أكثر من عام.

ومن جانبها حاولت غوغل وعلى لسان أوريول فينيالس -وهو نائب رئيس الأبحاث والتعلم في "التفكير العميق" (DeepMind) ومطور مشارك في نموذج جمني- إلى التخفيف من حدة هذه الانتقادات والتخوفات على حد سواء، وذلك عبر التأكيد على أن جميع "أوامر المستخدِم ومخرجاته التي وردت في الفيديو حقيقية، وهي مختصرة فقط من أجل الايجاز". ويضيف بأن الهدف من الفيديو هو توضيح الكيفية التي قد تبدو من خلالها تجارب المستخدمين المتعددة التي تم إنشاؤها باستخدام جمني، مؤكدا في الوقت ذاته أن غوغل قامت بذلك من أجل "إلهام المطورين".

النقاد يرون أن غوغل مازالت تعاني من عقدة النقص أمام النجاحات الباهرة التي حققها نموذج شات جي بي تي (شترستوك)

يشير النقاد إلى أن عمليات التحرير على الفيديوهات قد تكون مفهومة ومقبولة إلى حد ما ،ولكنها تثير العديد من التساؤلات عن حقيقية المنتج، خصوصاً وأن شركات التكنولوجيا لديها باع طويل في عمليات التلاعب التي تهدف من خلالها إلى تضخيم مدى جدوى وفاعلية منتجاتها. ويرون أن شركة غوغل كان من الممكن لها أن تسلك طريقا أكثر شفافية ومصداقية من خلال إتاحة النموذج على الجمهور للاستخدام المباشر والفعلي والحصول على ردود فعل حقيقية.

ويدل تصرف غوغل هذا على أن الشركة ما زالت تعاني من عقدة النقص أمام النجاحات الباهرة التي حققها نموذج شات جي بي تي، وهذا مفهوم. فقد كانت شركة غوغل من أولى الشركات التي أطلقت سباق الذكاء الاصطناعي، لتخسره على حين غرة أمام شركة "أوبن إيه آي" الناشئة. وأصابتها هذه الخسارة بنوع من فقدان اليقين لتحاول بعدها اللحاق بالركب.

ورغم حالة الطوارئ التي أعلنها الرؤساء التنفيذيون داخل الشركة، فإن غوغل حتى الساعة لم تقدم نموذجا للذكاء الاصطناعي مقنعا وجذاباً للجمهور. وبطبيعة الحال هذا لا يعني أن غوغل أصبحت خارج السباق، فنموذجها من الذكاء الاصطناعي "ألفا كود 2" من المرجح أن يُحدث ثورة في عالم التشفير على المستوى العالمي.

إننا في عصر سباق الذكاء الاصطناعي، وبالرغم من محاولات التضليل هنا وهناك، فإن الحقيقية الثابتة هي أن البشرية تقترب بخطوات ثابتة من تحقيق الذكاء الاصطناعي العام الذي يضاهي قدرات الإنسان بل ويتفوق عليها في كافة المجالات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی شات جی بی تی العدید من شرکة غوغل فی الوقت إلى أن

إقرأ أيضاً:

ذكاء Apple المتعثر.. هل فقدت الشركة سباق الذكاء الاصطناعي؟

يبدو أن Apple تواجه أزمة غير مسبوقة في سباق الذكاء الاصطناعي، بعد تأجيلها المتكرر لميزات Apple Intelligence التي روجت لها بقوة عند إطلاق سلسلة iPhone 16. 

وبدلاً من أن تكون هذه الميزات نقلة نوعية في تجربة المستخدم؛ تحولت إلى مصدر إحباط للعديد من المستهلكين، مما أثار موجة من الانتقادات حتى بين أكثر معجبي الشركة ولاءً.

تأجيلات متكررة تضع Apple في مأزق

كان من المفترض أن تقدم Apple Intelligence تحسينات غير مسبوقة، مثل مساعد ذكي متكامل مع Siri، وميزات متطورة لتحليل البيانات وإنشاء المحتوى. 

لكن بعد تأخيرات متتالية؛ أعلنت Apple مؤخراً أن هذه الميزات لن ترى النور حتى عام 2026، أي بعد إطلاق iPhone 17، مما يعني أن مستخدمي iPhone 16 لن يحصلوا على ما وعدت به الشركة عند الشراء.

أزمة Apple Intelligence.. تأجيلات جديدة وتكهنات بإعادة تطوير المشروع من الصفرمحكمة أميركية ترفض براءات اختراع AliveCor وتمنع حظر استيراد Apple WatchApple تكشف عن MacBook Air الجديد .. أسرع بـ 23 مرة من أخر إصدارتوقعات بإطلاق هاتف أبل Apple iPhone 17e في غضون عامقائمة أجهزة آبل المدعومة بتقنية Apple Intelligence.. اكتشف ما الجديدمنتجات غير ناضجة وصورة مهتزة

ولم ترتق الميزات التي تم طرحها، مثل تلخيص الإشعارات وتحرير الصور بالذكاء الاصطناعي، إلى مستوى المنافسين مثل Google وSamsung، بل جاءت بإمكانيات محدودة وأداء ضعيف. 

ودفع هذا الفشل المديرين التنفيذيين داخل Apple، مثل كريج فيديريجي، إلى التعبير عن استيائهم من التأخيرات المتكررة، وسط قلق متزايد بشأن تأثير ذلك على سمعة الشركة.

هل Apple متأخرة في سباق الذكاء الاصطناعي؟

في الوقت الذي تكافح فيه Apple لتحسين Apple Intelligence، تواصل شركات مثل Google وOpenAI وSamsung تطوير ميزات ذكاء اصطناعي متقدمة تدمجها بفعالية في أجهزتها.

وإذا استمرت Apple في هذا النهج المتأخر، فقد تجد نفسها في موقف صعب، حيث يصبح من الصعب عليها اللحاق بركب المنافسة في هذا المجال الحيوي.

مقالات مشابهة

  • الجابر: التفوق في الذكاء الاصطناعي يعتمد على إمدادات الطاقة
  • كيف يعزز الذكاء الاصطناعي من تحسين تجربة المستخدم ؟
  • «السبكي» يبحث مع شركة صينية سبل استخدام الذكاء الاصطناعي ونقل خبرات التجهيزات الطبية للمستشفيات
  • أول رد من سيلين ديون بعد وقوعها ضحية الذكاء الاصطناعي
  • شركة صينية تعلن عن أحدث نماذجها لـ«الذكاء الاصطناعي»
  • المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي
  • ذكاء Apple المتعثر.. هل فقدت الشركة سباق الذكاء الاصطناعي؟
  • موقف الشريعة من التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي
  • «الذكاء الاصطناعي» يرسم تصوراً لـ«شكل العالم» بعد 30عاماً
  • هل تقضي روبوتات الذكاء الاصطناعي على الصدق في تطبيقات المواعدة؟