عقار لعلاج البدانة.. إيقاف تناول تيرزيباتيد يؤدي لعودة الوزن المفقود
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
تثير مجموعة جديدة من الأدوية المكافحة للبدانة حماسة ملايين المرضى، لكن ما النتيجة التي سيواجهها المريض بمجرد توقفه عن تناولها؟
بحسب دراسة نشرت الاثنين، فإن جزءا كبيرا من الوزن الذي يخسره الشخص أثناء العلاج يسترجعه بمجرد التوقف عن أخذ الدواء، مما يشير إلى أن هذه الجزيئات الجديدة قد تتسبب بأحد أشكال الإدمان على المدى البعيد.
وأجريت الدراسة التي نشرت في "جورنال أوف ذي أميريكن أسوسييشن"، باستخدام تيرزيباتيد Tirzepatide، وهو جزيء تستخدمه مجموعة "إيلاي ليلي" الأميركية في دوائها "زيباوند" الذي أجازت الولايات المتحدة استخدامه لمعالجة البدانة، التي تطال نحو 40% من البالغين في البلاد.
وينتمي "زيباوند" إلى مجموعة من الأدوية تشمل أيضا "ويجوفي" و"مونجارو" و"أوزمبيك"، تنتشر في المرحلة الأخيرة بشكل واسع، وتثير آمال ملايين المرضى في العالم بسبب خصائصها الجذابة، إذ تعالج مرض السكري من النوع الثاني، وتساعد في فقدان الوزن ويمكن استخدامها لعلاج البدانة.
وتعمل هذه الأدوية كهرمون تفرزه الأمعاء هو "جي إل بي 1" يتمثل دوره في تحفيز إفراز الإنسولين والحد من الشهية عن طريق توفير الشعور بالشبع.
نصف الوزن المفقودوفي الدراسة التي نشرت الاثنين، تناولت مجموعة من 670 مريضا بصورة أسبوعية جرعة من "زيباوند" الذي يؤخذ عن طريق الحقن، مما أدى إلى فقدانهم 21% من وزنهم في المتوسط بعد 36 أسبوعا.
وفرز المشاركون في الدراسة ضمن مجموعتين، الأولى استمرت في تناول "زيباوند" والثانية تلقت علاجا وهميا.
وبعد 88 أسبوعا (أكثر من عام ونصف عام)، استعاد من تلقوا العلاج الوهمي نحو نصف الوزن الذي خسروه، مع استمرار أوزانهم أقل بنسبة 10% مما كانت عليه عند البدء بتناول العلاج.
واستمرت أوزان المجموعة التي تناولت "زيباوند" في الانخفاض، إذ انخفض مؤشر كتلة الجسم لديهم 25% عما كان عليه في البداية.
وكانت المجموعة مؤلفة من أرجنتينيين وبرازيليين وتايوانيين وأميركيين، إذ كان متوسط أعمارهم 48 سنة، ونحو 70% منهم نساء. وكان معدل وزنهم عند بدء الدراسة 107 كيلوغرامات.
وتلقوا جميعهم نصائح لتناول كميات أقل من الطعام وممارسة الرياضة.
وأشار معدو الدراسة إلى أن هذه النتائج "تبرز الحاجة إلى مواصلة العلاج لتجنب استرجاع الوزن وضمان استمرار انخفاض الوزن"، وهو ما يحمل فوائد للقلب.
علاج مستمروتبين دراستهم، مثل ما أظهرت 4 تجارب سريرية أخرى، أن مع هذا الجيل الجديد من الأدوية "يسترجع الوزن بشكل ملحوظ" إذا توقف المريض عن أخذ العلاج.
وقال المسؤول في مختبرات إيلاي ليلي جيف إيميك، في بيان، "لا يفهم المرضى ومقدمو الرعاية والعامة بصورة دائمة أن البدانة مرض مزمن يتطلب علاجا مستمرا، مما يعني أن العلاج ينبغي أن يتوقف عند خسارة الوزن المطلوب".
وتبيع شركة "إيلاي ليلي" دواء "زيباوند" لقاء 1060 دولارا شهريا في الولايات المتحدة، وهو سعر مرتفع ونادرا ما تغطيه شركات التأمين الصحي في البلاد.
ويزيد الجيل الجديد من أدوية إنقاص الوزن خطر حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي. وحتى لو كانت هذه الآثار الجانبية غير خطرة على الأغلب، قد تكون أكثر من فوائد العلاج إذا أخذ على المدى البعيد.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ابتكارٌ طبّي يحمل أملًا لعلاج السكري وأمراض المناعة الذاتية
لندن "العُمانية": طوّر باحثون من مستشفى جامعة لندن علاجا يسمّى "علاج الخلايا التائية CAR " يمكنه محاربة العديد من الأمراض المناعية الذاتية التي كانت غير قابلة للعلاج.
ويظهر هذا العلاج، الذي طُوّر في البداية لمكافحة أنواع معينة من السّرطان، نتائج واعدة في معالجة اضطرابات المناعة الذاتية مثل مرض السكري من النوع الأول والتهاب المفاصل الروماتويدي والتصلب المتعدد.
ويستهدف العلاج، الخلايا المناعية الضارة التي تهاجم الجسم نفسه. ويعتمد على تعديل الخلايا التائية، وهي خلايا دفاعية في الدم، لإنتاج مستقبلات كيمرية (CAR) تسمح لها بالتعرف على الخلايا المريضة بسهولة أكبر.
وتقول البروفيسورة ماريا لياندرو، استشارية أمراض الروماتيزم في مستشفى جامعة لندن: يمكن لعلاج الخلايا التائية خلال فترة معالجة السرطان أن يعطي تأثيرا مشابهًا على العديد من الحالات المناعية الذاتية".
وأفادت لياندرو بأنه يتم اختبار العلاج في المملكة المتحدة على مرضى يعانون من الذئبة، وهو مرض مناعي ذاتي. وحقق العلاج في ألمانيا نجاحا مبدئيا مع مريضة تبلغ من العمر 15 عاما تم علاجها بشكل كامل بعد أن فشلت جميع العلاجات الأخرى، وأصبحت خالية من الأعراض في غضون أشهر.
وأشارت إلى أنه في حال نجاح العلاج في محاربة الذئبة، قد يمتد استخدامه ليشمل أمراضا أخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض السكري من النوع الأول والتصلب المتعدد.
وحذرت لياندرو من أن "علاج الخلايا التائية " لا يمكنه عكس الأضرار التي قد تسببت فيها هذه الأمراض بالفعل. إلا أن هناك أملًا في أن يساعد العلاج في تأجيل ظهور المرض لعدة سنوات، ما قد يخفف من الآثار الضارة على الأعضاء والأنسجة.
وفي السياق ذاته، أظهرت دراسة في جامعة هارفارد أن علاج الخلايا التائية يمكنه حماية البنكرياس لدى المصابين بمرض السكري من النوع الأول من الأضرار الناجمة عن الجهاز المناعي.
ويجري باحثون من مستشفى مانشستر الملكي ومستشفى جامعة لندن تجارب سريرية لاختبار العلاج على مرضى التصلب المتعدد، مع توقعات بأن تستمر التجارب حتى عام 2027.
وحذر القائمون على تطوير العلاج من المخاطر المحتملة، بما في ذلك التأثيرات الجانبية، مثل متلازمة إطلاق السيتوكين التي قد تتسبّب في تسارع ضربات القلب وصعوبة التنفس.