قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم الأربعاء، إن المسيحيين في هذه الديار هم عنصر اصيل وليسوا عنصرا دخيلا وهم ينتمون لهذه الارض ولهذا الشعب وهم ليسوا اقلية في وطنهم ولا في اي مكان اخر في هذا المشرق حيث ان المسيحية بزغت من ديارنا ومن هنا انطلقت رسالتها الى كل مكان في هذا العالم .

وأضاف “حنا” ان " الله محبة " هذا ما نقوله بلغتنا المسيحية ومن لا يحب هو بعيد عن المسيحية وقيمها ورسالتها ، المسيحية لا تدعونا الى الشتيمة والكراهية والعنصرية وروح الانتقام بل تدعونا الى المحبة التي لا حدود لها واحترام الانسان الذي نعيش معه حتى وان اختلف عنا في معتقده او دينه .

وأكد “حنا” علي رفضه بشكل عام اي خطاب عنصري اقصائي لا يحترم التعددية الدينية ولا يحترم مشاعر الاخرين ونحن نتمنى من مسيحيي بلادنا ان يكونوا دوما ملحا وخميرة لهذه الارض ومصدر خير وبركة لهذا الشعب مع تأكيدنا على اننا متمسكون بمسيحيتنا ولكننا ايضا متمسكون بهويتنا الوطنية ولا يحق لاحد ان ينزع منا هذا الانتماء فنحن مسيحيون ونحن فلسطينيون وهذا هوتاريخنا وهذا هو انتماءنا ، ونرفض محاولات التشويش ومحاولات النيل من اصالة المسيحيين وانتماءهم وعراقة وجودهم .

واشار “حنا” إلى اننا نحترم كافة الاديان الاخرى ولا يجوز لنا ان نكره اي انسان بناء على انتماءه الديني، نحن نرفض الشر ونرفض العنصرية والكراهية وخاصة عندما تلبس ثوبا دينيا وندعو كافة اصحاب الديانات التوحيدية الى مزيد من التفاهم والاخوة واللحمة وتأكيد نبذ العنصرية بكافة اشكالها والوانها والمطالبة بوقف الحرب والمناداة بحل عادل للقضية الفلسطينية يضمن الحرية والكرامة لهذا الشعب الذي يحق له ان يعيش بحرية وسلام في وطنه مثل باقي شعوب العالم .

وتابع “حنا” : نتمنى من كافة المسيحيين في بلادنا ان يكونوا على قدر كبير من الوعي فأمام هذا الكم الهائل من وسائل التواصل الاجتماعي يجب ان يحصن ابناءنا انفسهم بالحكمة والرصانة والايمان العميق والانتماء النقي للمسيحية النقية القويمة والتي تحثنا على التمسك بالقيم الانسانية النبيلة وان نكون دوما الى جانب كل انسان مظلوم ومتألم في هذا العالم .

واستطرد “حنا” ، نرفع الدعاء الى الله من اجل ان يحفظ الحضور المسيحي في بلادنا بعيدا عن الاعداء المنظورين والغير المنظورين وان يحفظ بلادنا وهي ارض السلام لكي تكون بالفعل ارضا للسلام وتحقيق العدالة واحترام الكرامة الانسانية فلا يمكن للسلام ان يكون مع حرب واحتلال وامتهان لكرامة الفلسطيني وحقه في ان يعيش بحرية في وطنه وفي ارضه المقدسة .

وأوضح “حنا”: كونوا رسل محبة ورحمة وسلام ولا تقبلوا باولئك الذين يعملون على حرف بوصلتكم فنحن لسنا في جيب احد ولا يوجهنا احد ونحن لسنا تابعين لاي هيئة او حزب سياسي بل نعبر عن مواقفنا استنادا لمبادئنا وايماننا ومسيحيتنا القويمة التي من هنا انطلقت رسالتها الى مشارق الارض ومغاربها .

واختتم المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس قائلا: الى اولئك الذين يحتفلون بانارة اشجارهم وتزيين شوارعهم وحاراتهم اتمنى ان ينير الرب الاله قلوبهم وعقولهم لكي يكتشفوا في الميلاد بأنه لا يمكن ان يكون هنالك عيد بدون صاحب العيد وهو السيد المسيح الذي ولد متواضعا في مدينة بيت لحم بعيدا عن بهرجات ومجد العالم وبميلاده علمنا التواضع .

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المطران عطا الله حنا المسيحيين الله محبة خطاب عنصري فلسطين السيد المسيح الميلاد مدينة بيت لحم

إقرأ أيضاً:

ميناء الكرامة في وجه العدوان

 

حين يصبح القوت سلاحا، والشعب طوفانا، ووعد الله هو الغلبة!

في عمق شرايين الحياة اليمنية، يربض ميناء مدني، ليس مجرد مرفأ على ساحل، بل هو نبض شعب، وشريان يغذي وجوده، ومصدر قوته الذي يعرفه القاصي والداني، ميناء بني لخدمة الناس، لتبحر منه سفن الرزق، وترسو فيه بواخر الحياة، ليطعم الجائع، ويداوي المريض، ويكسي العاري.

ولكن الأعداء، يا ويح الأعداء، لا يعرفون للرحمة سبيلا، ولا للكرامة قيمة، ولا للإنسانية معنى. يا من تلبسون ثوب الحضارة الزائف، وتخفون تحته قلوبا سوداء كالفحم، وأيادي ملطخة بدماء الأبرياء يا من عرفناكم أعداء قذرين، ليس من اليوم ولا من الأمس، بل منذ زمن طويل، وأنتم تحتلون بلداننا، وتقتلون شعوبنا، وتدعمون عدونا الصهيوني في إجرامه ووحشيته.

واليوم، في غمرة عجزكم وفشلكم في الميدان، وبعد أن أسقطت أيادي الإيمان طائراتكم المسيرة كأوراق الخريف، وبعد أن استهدفت صواريخ الحق حاملات طائراتكم وقطعكم الحربية الواحدة تلو الأخرى، حتى اضطر معتوهكم الأكبر للاعتراف بغرق سفنكم، وبعد أن باتت طائرات شبحكم تلاحق في سمائنا، وباتت أمريكا، التي تدعي السيطرة على البحار، عاجزة عن إدخال سفن بني صهيون بالقوة لجأتم إلى سلاح الجبناء، إلى استهداف قوت الشعب، إلى ضرب شريان حياته، ظنا منكم أنكم بذلك ستركعونه، وأنكم ستجبرونه على التخلي عن موقفه، وأنكم ستحولون سخطه عليكم إلى سخط على قواته المسلحة التي تساند غزة.

يا لغباء الأعداء! ويا لجهلهم بهذا الشعب العظيم! حسبتم أن لقمة العيش ستنسينا قضيتنا؟ ظننتم أن الجوع سيطفئ نار الإيمان في قلوبنا؟ توهمتم أن الضغط الاقتصادي سيفرق بين الشعب وقائده، وبين الشعب وقواته المسلحة؟

كلا وألف كلا! إن كل ضربة توجهونها إلى قوتنا، وكل استهداف لسبل عيشنا، لن تزيدنا إلا إيمانا، ولن تزيدنا إلا ثباتا، ولن تزيدنا إلا عزيمة على مواجهتكم لن يتحول سخطنا إلا عليكم، يا أعداء الله والإنسانية سيخرج شعبنا اليوم، وكل يوم، وكل جمعة، في طوفان بشري هادر، ليصدح في وجهكم بـ “الموت لأمريكا” “الموت لإسرائيل” وليجلجل في آذانكم بـ “لن نترك غزة”.

لن نسكت على استهداف سبل عيشنا، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام عدوانكم سنتوكل على الله الذي لا ينام، وسنعتمد عليه الذي لا يخذل، وسنجاهدكم في سبيله، وسنرد على كل خطوة ضدنا بعشر خطوات، وسنقاتلكم بكل ما نملك من قوة وإيمان، حتى يتحقق وعد الله بالنصر.

فليس النصر من عندكم، يا من تملكون السلاح والمال والإعلام وليس النصر لمن يملك أحدث الطائرات وأقوى البوارج النصر من عند الله، يؤتيه من يشاء من عباده ونحن، بإذن الله، من عباده الذين اصطفاهم لنصرة الحق، ومواجهة الباطل، وتحقيق وعده.

فيا أيها الأعداء، مهما فعلتم ومهما خططتم ومهما تآمرتم ومهما ضغطتم، ومهما استهدفتم فإن إرادة الله غالبة، وإن نصره آت، وإن العاقبة للمتقين، وسترانا في كل ميدان طوفاناً يغرق أساطيلكم، ويحطم أبراجكم، ويزلزل عروشكم، ويعلن نهاية جبروتكم، وبداية فجر جديد للأمة.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • رداً على الرعيض.. «تجمع ثوار مصراتة»: نرفض العبث بعقول المواطنين ومعيشتهم
  • ميناء الكرامة في وجه العدوان
  • خلافات عميقة بين الرزيقات والمسيرية بسبب التفرقة العنصرية لآل دقلو
  • امانة حكومة الشمالية تتسلم خطاب إنهاء تكليف الوالي عابدين عوض الله
  • خطاب النصر ‏واجتماع كان لا بد منه!؟؟
  • قراءة في خطاب الرئيس المشاط خلال اجتماعه مع لجنة الدفاع الوطني
  • المسلمانى: اليوم عودة نجوم مصر ونجماتها من صنّاع قوتنا الناعمة إلى ماسبيرو من جديد
  • معلومات لا يعرفها كثيرون عن البابا في المسيحية.. نخبرك أهمها (تفاعلي)
  • العنصرية والنظام الطبقي الهندي
  • الريادة: نرفض استفزاز المستوطنين لتفجير الأقصى