لمواجهة حزب الله وحماس في جنوب لبنان.. هكذا يفكر الاحتلال
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
يمثل "حزب الله" وحركة "حماس" في جنوب لبنان معضلة لإسرائيل؛ إذ ترغب في ردع منضبط لهما، لكنها تخشى اندلاع حرب إقليمية تشمل لبنان وإيران، وربما لا تحظى فيها بالدعم نفسه الذي توفره حليفتها الولايات المتحدة في الحرب على غزة، وفقا لتحليل في موقع "ستراتفور" الأمريكي (Strator).
وتضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان بوتيرة يومية منذ اليوم التالي قصفا متقطعا مع جيش الاحتلال؛ ما أسفر عن قتلى وجرحى على جانبي "الخط الأزرق" الفاصل.
ورجح "ستراتفور"، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "إسرائيل لن تتخذ أي إجراء ضد حزب الله أو حماس في لبنان حتى تكتمل عملياتها القتالية الرئيسية في غزة، وحتى هذا الحين، ستفضل استخدام التصعيد السري أو المحدود والضغط الدبلوماسي".
وتابع أن "الجيش الإسرائيلي يعاني حاليا من ضغوط شديدة مع استمرار العمليات البرية الكبرى في غزة (منذ 27 أكتوبر).. وتحرص إسرائيل على تجنب تصعيد إقليمي قد يشعل حربا مع حزب الله ويجر إيران إلى الصراع".
وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدول الأول لها، وتضامنا مع غزة، شنت جماعات موالية لطهران، بينها حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في العراق وسوريا، هجامات ضد أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية.
واستدرك "ستراتفور": "ولكن مع تحول العمليات البرية الإسرائيلية في غزة إلى احتلال، سيستعيد الجيش قدراته العملياتية لمواجهة حزب الله وحماس في جنوب لبنان".
وحتى مساء الثلاثاء، قتل جيش الاحتلال في غزة 18 ألفا و412 فلسطينيا وجرح 50 ألفا و100، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.
اقرأ أيضاً
حزب الله يعلن استشهاد 3 من مقاتليه وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل
نهر الليطاني
"مع ذلك، فإن المخاوف من فتح جبهة أخرى وإثارة تصعيد إقليمي، ربما دون نفس النوع من الدعم الأمريكي القوي (في الحرب على غزة)، من المرجح أن تدفع إسرائيل إلى التركيز على استعادة الردع، بدلا من هزيمة "حزب الله" أو إجباره على الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني"، بحسب "ستراتفور".
وتابع: "كما يظل من غير المرجح أن تسعى إسرائيل إلى القضاء على حماس في لبنان عبر عمل عسكري علني؛ لأنه يخاطر بجر حزب الله (إلى حرب)، بينما ترغب إسرائيل عبر مفاوضات في إقناع حزب الله إما بسحب قواته بعيدا عن الحدود و/أو منع حماس من تنفيذ هجمات متقطعة على شمال إسرائيل".
واستدرك: "على الرغم من إمكانية التوصل إلى اتفاق، إلا أنه من غير المرجح أن ينسحب حزب الله من الحدود الجنوبية أو يقمع حماس بحيث لا تتمكن من تنفيذ هجمات على شمال إسرائيل، مما يعني أن إسرائيل ستضطر إلى تحمل المزيد من الهجمات المتقطعة".
"ستراتفور" أرجع ذلك إلى أن "حزب الله يقدم نفسه على أنه بطل السيادة والأراضي اللبنانية (يقاوم احتلال إسرائيل لأراضٍ لبنانية منذ عقود)، والانسحاب إلى شمال نهر الليطاني من شأنه أن يوجه له ضربة سياسية، كما يقدم نفسه كحليف للقضية الفلسطينية، مما يجعل من غير المرجح أن يمنع حماس تماما من تنفيذ هجمات على إسرائيل".
وزاد بأن "حزب الله قد يوافق على إنشاء خطوط اتصال غير مباشرة، عبر وسيط لتجنب الاشتباك مع إسرائيل، ومن المرجح أن يكون منفتحا على إيجاد طرق لإعادة صياغة قواعد الاشتباك لمنع حرب أخرى. لكن هذه الديناميكيات ستكون غير مستقرة وستتعرض لضغوط إضافية في كل مرة يهاجم فيها المسلحون الفلسطينيون شمال إسرائيل".
اقرأ أيضاً
الولايات المتحدة تدرس اتفاقية حدود برية دائمة بين إسرائيل ولبنان
مواجهة إقليمية
و"في غياب منطقة عازلة كافية في جنوب لبنان، سيستمر المقاتلون في استهداف شمال إسرائيل، ما يزيد من خطر انتقام عسكري إسرائيلي كبير قد يتصاعد إلى حرب أخرى بين إسرائيل وحزب الله، بل وحتى مواجهة إقليمية مع إيران"، كما زاد "ستراتفور".
وأضاف أنه "من المرجح أن ترد إسرائيل على إطلاق الصواريخ بردود متناسبة في جنوب لبنان؛ لأنها تهدف إلى منع اندلاع صراع كبير آخر، لكنها قد تنفذ في النهاية عمليات تهدف إلى إبعاد المقاتلين عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية".
وشدد على أن "العديد من الإسرائيليين يرون أن استراتيجية الردع الإسرائيلية السابقة تجاه حماس في غزة كانت فاشلة، ما يجعل من غير المرجح أن يقبلوا استراتيجية مماثلة لردع حزب الله في جنوب لبنان".
وردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة.
وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
اقرأ أيضاً
إيران عن تدخل حزب الله ضد إسرائيل: سينتج عنها زلزالا كبيرا ضد الكيان
المصدر | ستراتفور- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مواجهة حزب الله حماس جنوب لبنان الاحتلال غزة من غیر المرجح أن فی جنوب لبنان شمال إسرائیل فی لبنان حزب الله حماس فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يوقف المساعدات لغزة وحماس تندد بالقرار وتصفه بالابتزاز الرخيص
أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة اعتبارا من صباح اليوم الأحد، في حين أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار الاحتلال واعتبرته "انقلابا" على الاتفاق.
وقال مكتب نتنياهو إنه تقرر وقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة، وذلك مع انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة "ورفض حماس قبول خطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لمواصلة المحادثات"، بحسب البيان.
وأضاف أن إسرائيل "لن تسمح بوقف إطلاق النار دون الإفراج عن المختطفين، محذرا من "عواقب أخرى في حال استمرت حماس في رفضها"، حسب قوله.
ويأتي قرار نتنياهو بعد عرقلته الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية التي كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/شباط الماضي).
ومع حلول شهر رمضان المبارك يواصل أهالي غزة معاناتهم بعد إبادة إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهرا.
من جهته، رحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بقرار وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشددا على ضرورة استمرار هذه السياسة حتى الإفراج عن جميع المختطفين.
إعلانوأضاف بن غفير أن "الوقت الآن مناسب لفتح أبواب الجحيم، وقطع الكهرباء والمياه، والعودة إلى الحرب"، في دعوة صريحة إلى مواصلة الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
"ابتزاز رخيص"في الأثناء، اتهمت حركة حماس نتنياهو بمحاولة التنصل من الاتفاق عبر تبنيه مقترحات أميركية لتمديد المرحلة الأولى منه، ووصفتها بأنها "محاولة مفضوحة" للالتفاف على التفاهمات.
وأدانت الحركة قرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبرة أنه "ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق".
ودعت حماس الوسطاء والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل والضغط على الاحتلال لوقف إجراءاته العقابية التي تستهدف نحو مليوني فلسطيني في القطاع.
وأضافت أن نتنياهو يحاول فرض وقائع سياسية على الأرض "بعد فشل جيشه الفاشي في إرسائها على مدى 15 شهرا".
خروقات مستمرةفي غضون ذلك، قتلت قوات الاحتلال شابا فلسطينيا جراء قصف مسيّرة إسرائيلية تجمعا مدنيا شرقي بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
وأفاد مسعفون باستشهاد شاب وإصابة آخر بجراح جراء قصف طائرة إسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين في حي المصريين بمدينة بيت حانون.
تغطية صحفية: من مكان قصف طائرات الاحتلال المسيرة شرقي بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، قبل قليل. pic.twitter.com/gBullHfdOI
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 2, 2025
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ويتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
ومنذ سريان الاتفاق وحتى 11 فبراير/شباط الماضي قتلت إسرائيل 93 فلسطينيا وأصابت 822 آخرين في استهدافات مباشرة، بحسب بيان لمدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش.
وفي 11 فبراير/شباط الماضي كشف مصدر فلسطيني عن ارتكاب الاحتلال 269 خرقا للبروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
إعلانوأفاد المصدر بأن الخروقات الإسرائيلية تنوعت بين التوغلات العسكرية وإطلاق النار والقصف والتحليق الجوي المكثف، إضافة إلى انتهاكات تتعلق بالأسرى الفلسطينيين، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية، والقيود المفروضة على مستلزمات إعادة الإعمار.
وبدعم أميركي ارتكب الاحتلال بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 14 ألف مفقود.