يمثل "حزب الله" وحركة "حماس" في جنوب لبنان معضلة لإسرائيل؛ إذ ترغب في ردع منضبط لهما، لكنها تخشى اندلاع حرب إقليمية تشمل لبنان وإيران، وربما لا تحظى فيها بالدعم نفسه الذي توفره حليفتها الولايات المتحدة في الحرب على غزة، وفقا لتحليل في موقع "ستراتفور" الأمريكي (Strator).

وتضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان بوتيرة يومية منذ اليوم التالي قصفا متقطعا مع جيش الاحتلال؛ ما أسفر عن قتلى وجرحى على جانبي "الخط الأزرق" الفاصل.

ورجح "ستراتفور"، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "إسرائيل لن تتخذ أي إجراء ضد حزب الله أو حماس في لبنان حتى تكتمل عملياتها القتالية الرئيسية في غزة، وحتى هذا الحين، ستفضل استخدام التصعيد السري أو المحدود والضغط الدبلوماسي".

وتابع أن "الجيش الإسرائيلي يعاني حاليا من ضغوط شديدة مع استمرار العمليات البرية الكبرى في غزة (منذ 27 أكتوبر).. وتحرص إسرائيل على تجنب تصعيد إقليمي قد يشعل حربا مع حزب الله ويجر إيران إلى الصراع".

وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدول الأول لها، وتضامنا مع غزة، شنت جماعات موالية لطهران، بينها حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في العراق وسوريا، هجامات ضد أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية.

واستدرك "ستراتفور": "ولكن مع تحول العمليات البرية الإسرائيلية في غزة إلى احتلال، سيستعيد الجيش  قدراته العملياتية لمواجهة حزب الله وحماس في جنوب لبنان".

وحتى مساء الثلاثاء، قتل جيش الاحتلال في غزة 18 ألفا و412 فلسطينيا وجرح 50 ألفا و100، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

اقرأ أيضاً

حزب الله يعلن استشهاد 3 من مقاتليه وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل

نهر الليطاني

"مع ذلك، فإن المخاوف من فتح جبهة أخرى وإثارة تصعيد إقليمي، ربما دون نفس النوع من الدعم الأمريكي القوي (في الحرب على غزة)، من المرجح أن تدفع إسرائيل إلى التركيز على استعادة الردع، بدلا من هزيمة "حزب الله" أو إجباره على الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني"، بحسب "ستراتفور".

وتابع: "كما يظل من غير المرجح أن تسعى إسرائيل إلى القضاء على حماس في لبنان عبر عمل عسكري علني؛ لأنه يخاطر بجر حزب الله (إلى حرب)، بينما ترغب إسرائيل عبر مفاوضات في إقناع حزب الله إما بسحب قواته بعيدا عن الحدود و/أو منع حماس من تنفيذ هجمات متقطعة على شمال إسرائيل".

واستدرك: "على الرغم من إمكانية التوصل إلى اتفاق، إلا أنه من غير المرجح أن ينسحب حزب الله من الحدود الجنوبية أو يقمع حماس بحيث لا تتمكن من تنفيذ هجمات على شمال إسرائيل، مما يعني أن إسرائيل ستضطر إلى تحمل المزيد من الهجمات المتقطعة".

"ستراتفور" أرجع ذلك إلى أن "حزب الله يقدم نفسه على أنه بطل السيادة والأراضي اللبنانية (يقاوم احتلال إسرائيل لأراضٍ لبنانية منذ عقود)، والانسحاب إلى شمال نهر الليطاني من شأنه أن يوجه له ضربة سياسية، كما يقدم نفسه كحليف للقضية الفلسطينية، مما يجعل من غير المرجح أن يمنع حماس تماما من تنفيذ هجمات على إسرائيل".

وزاد بأن "حزب الله قد يوافق على إنشاء خطوط اتصال غير مباشرة، عبر وسيط لتجنب الاشتباك مع إسرائيل، ومن المرجح أن يكون منفتحا على إيجاد طرق لإعادة صياغة قواعد الاشتباك لمنع حرب أخرى. لكن هذه الديناميكيات ستكون غير مستقرة وستتعرض لضغوط إضافية في كل مرة يهاجم فيها المسلحون الفلسطينيون شمال إسرائيل".

اقرأ أيضاً

الولايات المتحدة تدرس اتفاقية حدود برية دائمة بين إسرائيل ولبنان

مواجهة إقليمية

و"في غياب منطقة عازلة كافية في جنوب لبنان، سيستمر المقاتلون في استهداف  شمال إسرائيل، ما يزيد من خطر انتقام عسكري إسرائيلي كبير قد يتصاعد إلى حرب أخرى بين إسرائيل وحزب الله، بل وحتى مواجهة إقليمية مع إيران"، كما زاد "ستراتفور".

وأضاف أنه "من المرجح أن ترد إسرائيل على إطلاق الصواريخ بردود متناسبة في جنوب لبنان؛ لأنها تهدف إلى منع اندلاع صراع كبير آخر، لكنها قد تنفذ في النهاية عمليات تهدف إلى إبعاد المقاتلين عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية".

وشدد على أن "العديد من الإسرائيليين يرون أن استراتيجية الردع الإسرائيلية السابقة تجاه حماس في غزة كانت فاشلة، ما يجعل من غير المرجح أن يقبلوا استراتيجية مماثلة لردع حزب الله في جنوب لبنان".

وردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

اقرأ أيضاً

إيران عن تدخل حزب الله ضد إسرائيل: سينتج عنها زلزالا كبيرا ضد الكيان

المصدر | ستراتفور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مواجهة حزب الله حماس جنوب لبنان الاحتلال غزة من غیر المرجح أن فی جنوب لبنان شمال إسرائیل فی لبنان حزب الله حماس فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

"حماس": عملية "شيلو"ردٌّ مباشر على انتهاكات الاحتلال بحق أسيراتنا في السجون

رام الله - صفا

أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن عملية إطلاق النار البطولية التي وقعت اليوم قرب مستوطنة "شيلو" الإسرائيلية شمال رام الله؛ هي ردٌ طبيعيٌ على ما يرتكبه الاحتلال من مجازر وإبادة بحق شعبنا الفلسطيني، وهي ردٌّ مباشر على انتهاكاته بحق أسيراتنا في السجون، وخطوته الإجرامية بمصادرة واستبدال ملابسهن الشرعية.

وأشارت "حماس" في بيان لها وصل وكالة "صفا"، مساء يوم الأربعاء، إلى أن هذه العملية البطولية وغيرها من عمليات المقاومة؛ هي تأكيدٌ على فشل كافة إجراءات الاحتلال الأمنية والعسكرية الهادفة لوأد المقاومة في الضفة، وأن مقاومتنا مستمرة في استهدافها لجنود العدو وقطعان ومستوطنيه في كل مكان من أرضنا المحتلة.

ودعت الشباب الثائر والمقاومة في الضفة المحتلة إلى تصعيد عملياتهم الفدائية البطولية، ولمزيد من الاصطفاف خلف خيار المقاومة، وتصعيدها حتى وقف العدوان ودحر الاحتلال عن أرضنا.

مقالات مشابهة

  • هروب جماعي أثناء مباراة قرب تل أبيب بعد دوي صافرات الإنذار (شاهد)
  • أصيب قبل أسبوعين في لبنان.. وفاة جندي من قوات الاحتلال
  • شهداء وجرحى بغارة إسرائيلية على صيدا جنوب لبنان.. وحزب الله يصعد عملياته
  • الجيش الإسرائيلي يحصي عملياته في لبنان وغزة في الساعات الماضية
  • حزب الله يعلن استهداف تجمعا لجيش الاحتلال برشقة صاروخية جنوب لبنان
  • «القاهرة الإخبارية»: حزب الله أطلق اليوم 120 قذيفة صاروخية نحو إسرائيل
  • "حماس": عملية "شيلو"ردٌّ مباشر على انتهاكات الاحتلال بحق أسيراتنا في السجون
  • جنبلاط: المطلوب من إسرائيل تنفيذ 1701.. وهذا ما حدث بعد اغتيال نصر الله
  • الأمين العام لحزب الله: لا مكان في إسرائيل بعيد عن طائراتنا وصواريخنا
  • حزب الله: استهدفنا قاعدة عسكرية إسرائيلية جنوب تل أبيب برشقة من الصواريخ