أرضى الجميع وحصل على ما يريد.. هذه مخرجات مشاركة بايدن في قمة الناتو
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
واشنطن- استطاع إرضاء جميع الأطراف والإبقاء على الحلف موحدا، وحصل على ما يريد، هذه مخرجات مشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن في قمة حلف الناتو بالعاصمة اللتوانية فيلنيوس، حيث جاء خطابه الشامل في ختام الزيارة قويا لا يقتصر على مواطني دول الحلف، بل برسائل أميركية وجهها لكل العالم.
وكانت أبرز نجاحات بايدن وقمة الحلف بشكل عام هي إسقاط تركيا المفاجئ لحق النقض (الفيتو) على أن تصبح السويد العضو رقم 32 في حلف الناتو والذي جاء بعد أشهر من "دبلوماسية وراء الكواليس" من قبل إدارة بايدن في عواصم أوروبية، وفي كواليس الكونغرس الأميركي.
ويمكن أن يستغل بايدن نجاحه -في توسع التحالف بعد غزو أوكرانيا- كجزء من إرثه السياسي في الحملة الانتخابية القادمة للرئاسة، وقد تكون لتجربته الطويلة بالكونغرس دور في تليين وتغيير موقف أعضائه من قضية طائرات "إف-16" مع تركيا.
كما مثل اختيار بايدن للسيناتور الجمهوري السابق جيف فليك سفيرا في أنقرة مفتاحا للتغلب على مخاوف الكونغرس بشأن بيع مقاتلات "إف-16" متطورة إلى تركيا، في إطار صفقة تغيير موقف الأخيرة حول انضمام السويد إلى حلف الناتو.
وقد وصل بايدن القمة عازما على الحفاظ على توازنه المتمثل في تعزيز الدعم الغربي للصراع بأوكرانيا مع تجنب اندلاع حرب مع روسيا القوة النووية، كما احتاج إلى تذكير الأميركيين لماذا يجب الاستمرار في إرسال مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب إلى كييف؟ والتي أصبحت قضية ضمن قضايا حملة 2024 الانتخابية الرئاسية.
كما نجح بايدن في أن يكون هناك دور لدول مجموعة السبع "جي 7" (G7) في المشاركة المستقبلية في تدفق دائم للأسلحة إلى أوكرانيا حلا مبتكرا لتلبية احتياجاتها المستقبلية، مع التغلب على القيود المفروضة على علاقة أوثق بين كييف والناتو.
زيلينسكي هاجم تردد دول الحلف في تحديد إطار زمني واضح لضم أوكرانيا (الأناضول) مكاسب أوكرانياومن ناحية أخرى، ورغم أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بادر بالهجوم على تردد دول الحلف في تحديد إطار زمني واضح لضم بلاده إلى الحلف، إلا أنه غنم في النهاية تعهدا وآلية مستقرة لإعادة التسلح في المستقبل من دول مجموعة السبع الكبرى.
ومع أن الرئيس الأوكراني جاء إلى القمة كضيف غاضب، إلا أنه لنهاية القمة أصدر تصريحات مؤثرة أمام الرئيس بايدن، مثل "أنت تنفق هذه الأموال من أجل حياتنا، وأعتقد أنك تنقذ الأرواح من أجل أوروبا والعالم بأسره".
وهاجم زيلينسكي فور وصوله للمشاركة في أعمال القمة رفض دول الحلف تقديم جدول زمني لضم أوكرانيا باعتباره "سخيفا" لكن بايدن أصر على أن منح العضوية الآن سيعني أن دول الناتو ستضطر إلى خوض حرب ضد روسيا، وهو تصعيد كارثي وجب تجنبه.
وقد اختتمت قمة الحلف بإعلان مشترك -من قادة مجموعة السبع الكبرى- يتعهدون فيه بتقديم التزامات أمنية ثنائية طويلة الأجل لأوكرانيا لبناء دفاعاتها البرية والبحرية والجوية لردع الهجمات الروسية في المستقبل.
وهذه الخطوة إجراء مصمم لتوجيه أوكرانيا إلى لحظة مستقبلية عندما يمكنها الانضمام فعليا إلى حلف الناتو، والانتفاع بالمادة الخامسة التي توفر مظلة الدفاع المشترك بين أعضائه.
إضعاف روسيا وتحذير الصينأدى الاتفاق على انضمام السويد إلى الناتو، وتعزيز دعم مجموعة الدول السبع طويل الأجل لتسليح أوكرانيا، إلى إضعاف موقف روسيا الإستراتيجي. ومع ذلك، فإن خطر الحرب ضد موسكو، بما في ذلك الاعتراف الضمني بترسانتها النووية، لا يزال يخفف من مدى استعداد بايدن لجلب أوكرانيا إلى الحلف.
كما دفع بايدن دول الحلف لكي تطالب الصين إلى الامتناع عن دعم المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا بأي شكل من الأشكال، مؤكدين أن شراكة بكين العميقة مع موسكو تتعارض مع قيم الحلف.
وقد صدر بيان للناتو جاء فيه أن "الطموحات المعلنة والسياسات القسرية لجمهورية الصين تتحدى مصالح الحلف وأمنه وقيمه".
وقال الحلفاء في البيان المطول "الشراكة الإستراتيجية العميقة بين جمهورية الصين وروسيا ومحاولاتهما التي يعزز بعضها بعضا لتقويض النظام الدولي القائم على القواعد تتعارض مع قيمنا ومصالحنا".
وتابع "ندعو الصين إلى لعب دور بناء كعضو دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إدانة الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا، الامتناع عن دعم المجهود الحربي الروسي بأي شكل من الأشكال، التوقف عن تضخيم رواية روسيا الكاذبة التي تلقي باللوم على أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي في حرب روسيا العدوانية ضد أوكرانيا، الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وقد أصدر حلفاء الناتو دعوة محددة للصين من أجل "التصرف بمسؤولية والامتناع عن تقديم أي مساعدات فتاكة لروسيا" لاستخدامها بالحرب في أوكرانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حلف الناتو دول الحلف بایدن فی
إقرأ أيضاً:
بايدن يزود أوكرانيا بسلاح جديد وعشرات المسيرات تهاجم روسيا
وافقت الولايات المتحدة على إمداد أوكرانيا بسلاح جديد وذلك بعد قرار آخر بالسماح لها باستخدام صواريخ أميركية لضرب العمق الروسي أثار حفيظة موسكو ودفعها إلى التهديد باستخدام النووي، في وقت هاجمت فيه كييف مناطق روسية بعشرات المسيّرات.
وقال مسؤول أميركي كبير أمس الثلاثاء إن الرئيس الأميركي جو بايدن وافق على تزويد أوكرانيا "بألغام مضادّة للأفراد غير دائمة"، أي مجهزة بجهاز تدمير ذاتي أو إبطال مفعول ذاتي، وذلك لتعزيز دفاعات كييف في التصدي للهجوم الروسي.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مسؤول لم تنشر اسمه أن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بألغام مضادة للدبابات طوال حربها مع روسيا، لكن إضافة الألغام المضادة للأفراد تهدف إلى إبطاء تقدم القوات البرية الروسية.
وأوضح المسؤول أن أوكرانيا تعهدت بعدم استخدام الألغام في المناطق المكتظة بالسكان.
وجاء القرار الجديد بعد أن أجاز الرئيس بايدن هذا الأسبوع لكييف إطلاق صواريخ أميركية بعيدة المدى إلى عمق الأراضي الروسية، حسب ما أكد مسؤولون أميركيون، لكن ما زالت الشروط الدقيقة لهذا الإذن مجهولة، ولم تُعلن عنه واشنطن رسميا.
وردّت روسيا بتوقيع الرئيس فلاديمير بوتين -أمس الثلاثاء- مرسوما يوسع إمكانية استخدام بلاده السلاح النووي، وقال إن موسكو قد تفكر في استخدام أسلحة نووية إذا تعرضت لهجوم صاروخي تقليدي مدعوم من بلد يمتلك قوة نووية.
سنهزم دون الدعم الأميركيفي سياق متصل، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن بلاده "ستُهزم" أمام الجيش الروسي إذا ما قطعت عنها الولايات المتحدة المساعدات العسكرية، وذلك في الوقت الذي تخشى فيه كييف وحلفاؤها الغربيون أن توقف إدارة الرئيس المقبل دونالد ترامب هذه المساعدات.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة "فوكس نيوز" التلفزيونية الأميركية أمس الثلاثاء، قال زيلينسكي "إذا قطعوا (المساعدات)، فسنُهزم، أعتقد أننا سنُهزم".
وأضاف "بالطبع سنستمر في القتال. لدينا إنتاجنا، لكنه ليس كافيا للانتصار، وأعتقد أنه ليس كافيا للبقاء على قيد الحياة".
وانتقد ترامب إنفاق إدارة الرئيس جو بايدن عشرات مليارات الدولارات لدعم أوكرانيا منذ بداية الحرب مع روسيا في فبراير/شباط 2022، متعهدا بحل هذا النزاع "خلال 24 ساعة" لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.
وعبر شاشة فوكس نيوز، أكد زيلينسكي أن "أكثر ما يهمّ" هو "الوحدة" بين أوكرانيا والولايات المتحدة. وأضاف أن ترامب يمكن أن يؤثر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب "لأنه أقوى بكثير من بوتين"، وفق تعبيره.
وتخشى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن يضعف الدعم الأميركي لها بينما تواجه قواتها صعوبات على الجبهة، أو أن يفرض عليها اتفاق يتضمن تنازلها عن مناطق لروسيا.
ترامب تعهد بحلّ النزاع بين روسيا وأوكرانيا خلال 24 ساعة لكن من دون أن يوضح كيف ذلك (وكالات) قطع الخط الساخنفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم الأربعاء إن الغرب يواصل استخدام أوكرانيا كأداة لإلحاق الهزيمة بروسيا.
وأضاف بيسكوف لوكالة الإعلام الروسية، معلقا على تقارير ذكرت أن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام أسلحة أميركية الصنع لضرب عمق روسيا، "ساسة الغرب يواصلون مساعيهم لإلحاق هزيمة إستراتيجية بدولتنا.. وبالطبع يستخدمون أوكرانيا لتحقيق مبتغاهم".
وأكد المتحدث أن الخط الساخن الخاص للطوارئ بين الكرملين والبيت الأبيض والذي أنشئ بعد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 غير مستخدم حاليا، في إشارة إلى عمق الخلاف بين الطرفين.
وبحسب تقارير وسائل الإعلام الأميركية، فقد منح بايدن الإذن لأوكرانيا باستخدام صواريخ أتاكمز التي زودتها بها الولايات المتحدة، والتي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، لضرب أهداف عسكرية في منطقة كورسك غربي روسيا.
وأعلنت روسيا -أمس الثلاثاء- أنها بصدد تفعيل التعديلات التي أجرتها على عقيدتها النووية، وهددت برد "مناسب وملموس" على القوى الغربية التي تدعم أوكرانيا عسكريا بعد قرار بالسماح لكييف باستخدام أسلحة تستهدف العمق الروسي.
وفي سياق متصل، قال نائب كوري جنوبي اليوم الأربعاء نقلا عن وكالة المخابرات في كوريا الجنوبية إن حوالي 10 آلاف و900 جندي كوري شمالي تم نشرهم في منطقة كورسك الروسية كجزء من وحدة محمولة جوا ومشاة البحرية الروسية، مضيفا أن بعضهم يشارك بالفعل في معارك في حرب أوكرانيا.
الحرب الأوكرانية مستمرة منذ أكثر من ألف يوم دون أفق لحسم عسكري أو حل سياسي قريب (الفرنسية) هجوم بالمسيراتميدانيا، قال مسؤولون روس إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 42 طائرة مسيرة أوكرانية في 8 مناطق على الأقل في جنوب روسيا ووسطها مساء الثلاثاء، بما في ذلك 32 طائرة في منطقة بريانسك على الحدود واثنتان في منطقة موسكو.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 42 طائرة مسيرة خلال ساعات المساء، ولم تذكر الوزارة تفاصيل عن الأضرار.
واعتادت أوكرانيا منذ مدة نشر طائرات مسيرة لمسافات طويلة لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، ومن ذلك المطارات والمواقع المرتبطة بقطاع الطاقة.
ولكن استخدام عشرات الطائرات المسيرة التي يتم إرسالها خلال مدة قصيرة من الزمن يعدّ أمرا استثنائيا.