تاريخهم مليء بالظلم والنهب ونصيبهم من الحضارة «صفر».. التاريخ شاهد على غدر اليهود وتزويرهم للماضي
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
طوفان الأقصى هى عملية قامت بها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلى يوم السابع من أكتوبر الماضى، التى تعتبر أكبر هجوم بشرى منذ سنوات طويلة، فقد استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية.
وهذا الأمر الذى قابله الاحتلال الإسرائيلى بقصفه المتواصل على غزة بكل ما أوتى من قوة غاشمة فلا يفرق بين نساء وأطفال وشيوخ ومنشآت بها مدنيون آمنون عزل، وما زال يشن العديد من الغارات حتى اللحظة، مما نتج عنه الكثير من الشهداء والجرحى نتيجة هذا القصف المتكرر والمستهدف.
والآن أصبح الوضع مختلفا بعد مرور شهرين وأكثر على الحرب فى غزة، خاصة عقب انتهاء الهدنة التى تمت خلال الأيام الماضية، فلم يعد هناك أى مكان آمن فى قطاع غزة، وذلك حسبما أكدت منظمة الأمم المتحدة.
فالآن يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلى جرائم جديدة ضد الإنسانية، وذلك حسبما نشرت وسائل إعلام فلسطينية من فيديوهات وصور توثق جريمة جديدة يمكن يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد المدنيين العزل فى قطاع غزة.
«البوابة» فى هذا التقرير ترصد تاريخ اليهود، وأن ما يحدث فى غزة فى هذه الآونة لم يكن بجديد عليهم من هذه المذابح والإبادات التى يرتكبونها ضد المدنيين، فنجد عالم الاجتماع الفرنسى «غوستاف لوبون» فى كتابه «اليهود فى تاريخ الحضارات الأولى» الذى قام بترجمته المترجم عادل زعيتر، يسرد ما يدحض به زعم اليهود الزائف القائل إن لفلسطين حقا تاريخيا لهم والمشتمل على أعظم دجل بشرى وأفظع تضليل سياسى، أن شعب اليهود يقتبس من الأمم التى عاش شتيتا بينها غير أخس عيوبها شأن أجداده، كما يثبت ذلك سلوكه الوحشى الأخير فى فلسطين.
يسلط هذا الكتاب الضوء على أن اليهود لم يكن لهم فن ولا صناعة ولا أى شيء تقوم به حضارة، فاليهود لم يأتوا بأى مساعدة سواء كانت صغيرة أو كبيرة فى المعارف البشرية، حتى أن قدماء اليهود لم يتجاوزوا أطوار الحضارة السفلى التى لا تكاد تميز من طور الوحشية، فعندما خرج هؤلاء البدويون الذين لا أثر للثقافة لديهم من باديتهم ليستقروا بفلسطين وجدوا أنفسهم أمام أمم قوية متمدنة منذ زمن طويل فكان أمرهم كأمر العروق الدنيا التى تكون فى أحوال مماثلة فلم يقتبسوا من تلك الأمم العليا سوى أخس ما فى حضارتها أى عيوبها وعادتها الضارية.
يقول الكاتب "غوستاف لوبون"، إن تاريخ اليهود الكئيب لم يكن غير قصة لضروب المنكرات، فتأثيرهم فى تاريخ الحضارة صفر ولا يستحقون بأى وجه أن يعدوا من الأمم المتمدنة، وظلوا فى عهد مملوكهم بدويين آفاقين مفاجئين مغيرين سفاكين مولعين بقطاعهم مندفعين فى الخصام الوحشى، فإذا ما بلغ الجهد منهم ركنوا إلى خيال رخيص، تائهة أبصارهم فى الفضاء فهم كسالى خالين من الفكر كأنعامهم التى يحرسونها، إلى جانب ذلك فتاريخهم كله لا أثر للرحمة عندهم، فيوصف تاريخهم بالوحشية، فالذبح المنظم يعقب كل فتح لهم مهما قل، فكان الأهالى الأصليون يوقفون فيحكم عليهم بالقتل دفعة واحدة فيبادون باسم "يهوة" إله قبيلتهم، من غير نظر إلى الجنس أو السن وكان التحريق والسلب يلازمان سفك الدماء.
بين "لوبون"، إن اليهود كانوا فى غاية العجز أن يقيموا بأنفسهم مدنهم واضطروا فى إبان سلطانهم فى عهد سليمان إلى الاستعانة بالخارج فجابوا بنائين وعمالا لم يكن بين بنى إسرائيل قرن لهم، وفلسطين أو أرض الميعاد لم تكن غير بيئة مختلقة لليهود فالبادية كانت وطنهم الحقيقى، ولن تجد شعبا عطل من الذوق الفنى كما عطل اليهود فيهكلهم المشهور بـ"هيكل سليمان" أقيم على الطراز الآشورى، من قبل بنائين من الأجانب ولم تكن نسخ هذا الملك غير نسخ دنيئة عن القصور المصرية أو الآشورية.
يقول أيضا " لوبون" فى كتابه "حضارة العرب"، إن من الإهانة للعربى أن يقاس أو يقارن باليهودى فمبدأ اليهود كما فى سفر"يشوع" هو"أهلكوا جميع ما فى المدينة من رجل وامرأة وطفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف، وأحرقوا المدينة وجميع من فيها بالنار".
وهذا العكس تماما فى مبدأ العرب كما وجدناه فى وصية أبى بكر الصديق التى قال فيها:"لا تخونوا ولا تغلوا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلا صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة، ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه، ولا تذبحوا ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكلة"، بل إن العرب أنفسهم هم من مدنوا أوروبا ثقافة وأخلاقا، وكنت أتمنى أن يكون العرب قد استولوا على العالم ومنه أوروبا لما كان فيهم من نبل الطبائع وكريم السجايا.
وذكر أيضا "لوبون"، أن اليهود لم يقتبسوا من الأمم السابقة إلا عيوبها وعادتها الضارية ودعارتها وخرافاتها فقربوا لجميع آلهة آسيا فقربوا لعشرتوت ولبعل ولمولك من القرابين ما هو أكثر جدا مما قربوه لإله قبيلتهم يهوة العبوس الحقود الذى لم يثقوا به إلا قليلا لطويل زمن، على الرغم من كل إنذار جاء به أنبياؤهم، وكانوا يعبدون عجولا معدنية وكانوا يضعون آباءهم فى ذرعان محمرة من نار مولك، وكانوا يحملون نساءهم على البغاء المقدس فى المشارف.
وأشار أيضا "لوبون" إلى أن البؤس الأسود الذى صب من فوره على بنى إسرائيل هو الذى حال لا ريب فيه دون انحلالهم التام وأدى إلى وحدتهم العجيبة، وما أوحى به إليهم دوما من كره عميق لمختلف الأمم التى اتصلوا بها، وصانهم من الزوال بانصهارهم فيها، وما حدث من سحق الدول المجاورة إياهم، ومن استعباد الدول الآسيوية العظمى لهم فى كل حين، ومن استرسالهم فى الفتن الداخلية الدائمة ووقوعهم فى داء الفوضى العضال عند استردادهم ظلا من الحرية، أوجب ظهور أحوال لا تعرف الروح البشرية معها سوى وساوس القنوط لما لا يكون لديها من عوامل الأمل، فهناك كان يظهر المتعصبون الراجفون ذوو النفوذ العميق فى نفوس الجموع على الدوام فما كان لأمة من العرافين والملهمين والمجاذيب مثل ما كان لبنى إسرائيل، وبنو إسرائيل لم يظهر فيهم من النوابغ غير الأنبياء التى كان تستغرف إلهاماتها من مصدر واحد.
يضيف "لوبون" قائلا: إذا ما عدت العهد القديم وجدت بنى إسرائيل لم يؤلفوا كتابا، والعهد القديم هذا لم يشتمل على شيء يستحق الذكر إلا ما يتألف من رؤى ناس متهوسين، ومن أخبار باردة وأقاصيص داعرة ضارية، وأثبتوا عجزهم عن الإتيان بأدنى تقدم فى الحضارة التى اقتبسوا أحط عناصرها، فاليهود بعد أن جمعوا ثروات وفق غرائزهم التجارية القوية لم يجدوا بينهم بنائين متقنين قادرين على تشييد المبانى والقصور، فاضطروا إلى الاستعانة بجيرانهم الفنيقيين على الخصوص كما تدل عليه التوراة، فاليهود اقتصرت معارفهم على تربية السوائم وفلح الأرض، والتجارة بوجه خاص، وما كان لفلاح اليهود ليدوم غير مدة قصيرة، فقد أسفرت غرائزهم على النهب والسلب، وأسفر تعصبهم هذا عن عدم احتمال جيرانهم لهم فلم يشق على هؤلاء الجيران أن يستعبدوهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طوفان الأقصى تاريخ اليهود الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال الإسرائیلى الیهود لم ما کان لم یکن
إقرأ أيضاً:
قضى 40 عاما في كتابة قصة الحضارة.. من هو الفيلسوف والكاتب ويل ديورانت
في الخامس من نوفمبر عام 1885، وُلد المؤرخ والكاتب الأمريكي ويليام جيمس ديورانت، الذي أبدع في تأليف موسوعته الشهيرة "قصة الحضارة" التي استمرت عقوداً طويلة في كتابتها، بالتعاون مع زوجته.
ويل ديورانتديورانت نشأ في عائلة من أصول فرنسية كندية، حيث كان والديه جوزيف وماري جزءًا من المهاجرين من كيبيك، كندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
في عام 1900، حصل على تعليمه من اليسوعيين في مدرسة القديس بطرس، وتخرج من كلية سانت بيتر في جيرسي سيتي بنيوجيرسي عام 1907.
بعد تخرجه، بدأ ديورانت العمل مقابل 10 دولارات في الأسبوع كمراسل لمجلة نيويورك، وفيما بعد تزوج من أرييل، التي كانت أصغر منه بحوالي 13 عامًا وأنجبت له ابنتهما أثيل، بالإضافة إلى ابنهما بالتبني لويس.
أول مؤلف له كان في مجال الفلسفة والمشاكل الاجتماعية، أثناء تحصيله لدرجة الدكتوراه في الفلسفة، وفي عام 1917 حصل على الدكتوراه وأصبح أستاذًا في جامعة كولومبيا.
هشام عطوة: "مسرح مصر" جاهز للعمل وافتتاحه قريبا يوم البون فاير.. ليلة تحولت من مؤامرة إلى احتفالات عظيمة في بريطانيابالإضافة إلى عمله الأكاديمي، كان ديورانت يميل إلى الانطلاق والمغامرة، حيث ألقى سلسلة من المحاضرات حول القادة والأبطال التي تركت بصمتها على البشر، ونشر كتابه "قصة الفلسفة" الذي حقق نجاحًا كبيرًا.
بعد ذلك، كرس ديورانت جهوده لمشروعه الضخم "قصة الحضارة"، الذي عمل عليه لمدة تقارب الـ 40 عامًا، وفي الجزء الـ 39 وعد بنشر كتاب مستقل حول عظات التاريخ، وفعل ذلك بنجاح، بالإضافة إلى كتب أخرى مثل "تفسير الحياة" و"سيرة حياتنا".
وفي الختام، أكمل ديورانت كتابته في عام 1981 بعنوان "أبطال من التاريخ"، وتوفي في السابع من تشرين الثاني من ذلك العام في لوس أنجلوس، ودُفن هو وزوجته في مقبرة حديقة قرية ويستوود ميموريال في كاليفورنيا.
واعترفت الحكومة الأمريكية بإنجازات ديورانت وزوجته في عام 1968 عندما حصلا على جائزة بوليتزر عن كتابهما "روسو والثورة"، وفي عام 1977 تم تكريمهما بوسام الحرية الرئاسي، وهو واحد من أرفع الجوائز التي تمنح للمدنيين في الولايات المتحدة.