هناء الشوربجي: شاركت في "زينهم" بسبب حبي لـ أحمد داود.. وشخصية "نادية" تشبهني (حوار)
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
تتميز الفنانة هناء الشوربجي ببراعتها دائمًا في تجسيد أي عمل تقدمه، فقد صنعت لنفسها مكانة خاصة لدى الجمهور بفضل بساطتها وتلقائيتها، جعلتهم يرتبطوا بها بشدة، وصاروا يفتقدونها إذا تغيبت عنهم لفترات.
ونجحت هناء الشوربجي في تقديمها لدور الأم الطيبة في مسلسل "زينهم"، التي تحب ابنها وتسعى لزواجه، بجانب رفضها لطبيعة عمله في مجال الطب الشرعي، لكن سرعان ما تقف بجانبه وتدعمه، فور معرفتها بعمله في تلك المهنة، لإستعادة حق والده الذي تم قتله بعد حكمه في أحد القضايا.
وحاور "الفجر الفني"، الفنانة هناء الشوربجي، لتكشف لنا كواليس مشاركتها في مسلسل "زينهم"، وعن رأيها في مجال الطب الشرعي، وعن موقفها من الأهالي اللذين يجبرون أبنائهم على العمل في نفس مجالاتهم، وغيرها من الأمور، وإلى نص الحوار:
*ما الذي حمسك للمشاركة في مسلسل "زينهم"؟
لإعجابي الشديد بفكرته، ولوجود أحمد داود، فأنا تعاونت مع العديد من الشباب الموهوبين من قبل، لكن لم يحالفني الحظ بالعمل معه؛ لذا تحمست للمشاركة في هذا المشروع؛ فأنا معجبة بأسلوبه الفني الرائع، وأحبه؛ لأنه ممثل موهوب، وسعيدة بتواجدي معه في "زينهم".
*ماذا عن كواليس العمل مع محمد الصاوي وأحمد داود؟
الكواليس كانت رائعة، فسبق وتعاونت مع محمد الصاوي ومحمد أبو داود، وأنا في غاية السرور لتكرار تعاوني معهم، أما بالنسبة لأحمد داود فكانت تجربة ممتعة، وذلك بفضل شخصيته الجميلة، فهو ملتزم ومتعاون، وقدم دوره بشكل جيد، وجعلني أستمتع وأشعر بالسعادة خلال العمل معه.
*ماذا عن ردود الأفعال التي وصلتك على شخصية "نادية" التي تقدمينها خلال الأحداث؟
تفاجئت بردود الأفعال، وبالنجاح الكبير الذي حققه العمل منذ عرض أولى حلقاته، فقد حقق أكبر نسبة مشاهدة على منصة Watch it، وهذا أسعدني للغاية، والحقيقة أنني كنت متوقعة ذلك،لكنه نجح بشكل أكثر مما توقعت، ضاحكة:"الحمد لله أنا وشي حلو على أي عمل أشارك فيه".
*ومن كان صاحب لقب "نؤة" الذي يقال لكِ خلال الأحداث؟
أحمد داود، فقد كان يبحث لي عن اسم لكي يقوله خلال الأحداث، فسألني عن اسم الدلع الخاص بي، فأخبرته به، فأعجبه وأصر على مناداتي به، فأولادي وأحفادي سعداء منه لأنه يقوله لي مثلهم، ويعتبر هذا لقبي منذ الصغر، واستمر معي بعد زواجي، فكان كل من حولي يطلق عليّ "نؤة"، حتى احفادي.
*ما رأيك في تصرفات الأهالي اللاتي يجبرن أبنائهم على العمل في المهن التي لايفضلونها إرضاءً لهم؟
أنا ضد الأهالي اللذين يجبرون أولادهم على العمل في نفس المهن التي يعملون بها، فالأفضل أن نترك لهم المساحة الكافية لإختيار مسارهم المهني،فذلك يمنحهم القدرة على التميز في أي مجال يختارونه، ويزيد من فرص نجاحهم؛ لأنهم من الممكن أن يرضوا أهلهم ويفشلوا.
*وما تعليقك على تصريح أحمد داود الأخير الذي قال فيه أنكِ تحاولين تجميل صورته في الميديا عندما صرحتي بأنه مركب كرش؟
الجمهور كان يتسائل عن حقيقة وزنه الزائد، فأجبتهم أنهم ركبوا له كرش، لأنه طوال المشاهد يظهر وهو يأكل ويخرج كل همه في الأكل، حتى أنا على السوشيال ميديا قلت له تعليقًا ساخرًا: "كفايا أكل كرشك طلع"، لكي أبين للناس أنه ليس طبيعيًا، وأن داود رفيع وحلو كما هو، وفي نهاية المسلسل سيتغير شكله، ويعود لوزنه الطبيعي الذي تعودتوا على رؤيته به.
*و ما رأيك في مهنة الطبيب الشرعي علي المستوى الشخصي؟
الطب الشرعي مهنة مثل باقي المهن، وهو مثل أي دكتور متخصص، وأنا أرى أن من يعمل بهذا المجال يكون متميز جدًا لإن مصير كثير من الناس سيكون في تشخيصه.
*ما وجه الشبه بين شخصيتك الحقيقية وبين "نادية" التي تقدمينها خلال الأحداث؟
نادية هي أنا بطبيعتي، فأنا مثلها الأم الطيبة التي تحب أولادها وتريد لهم كل خير، ومن تعامل معي سيكتشف الشبه الكبير بيني وبين نادية.
*وماذا عن أعمالك المقبلة؟
عرض عليا عمل لرمضان المقبل مع النجم أحمد العوضي، وقد أعطيته موافقة مبدئية؛ لأنني لم اتسلم باقي الحلقات، وما وصلني فقط هو عشر حلقات، فأنتظر لقراءة باقي تفاصيل الشخصية حتى أقرر إذا كنت سأقدم ذلك الدور أم لا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: زينهم الفجر الفني الطب الشرعي محمد الصاوي احمد داود مسلسل زينهم محمد أبو داود خلال الأحداث أحمد داود
إقرأ أيضاً:
رحل محمد حسن وهبه، وما الذي تبقى من زيت القناديل؟
صديق عبد الهادي
(1)
للشاعر الألماني "برشت" او "بريخت" كما ينطقه آخرون، قصيدة بليغة، محتواً ونصاً، وخاصة عند الإطلاع على تلك النسخة من ترجمتها البديعة التي بذلها صديقنا ومربينا العزيز دكتور محمد سليمان. ولتلك الدرجة التي يحار فيها المرء في أي لغةٍ أصلٍ كتبها "برشت"؟! وقد جاءت القصيدة تحت عنوان "أسئلةُ عاملٍ قارئ".
إنه لمن الصعب الإقتطاف منها، لأن الإقتطاف يهدمها مبناً ومعناً، أو يكاد! ولكن، لابد مما ليس منه بد. إذ يقول/
"منْ بنى طيبة ذات الأبواب السبع
الكتب لا تحوي غير أسماء الملوك
هل حمل الملوك كتل الصخر يا ترى؟!
وبابل التي حُطِمتْ مرات عديدات
منْ أعاد بناءها كل هذه المرات؟!
وفي أي المنازل كان يسكن عمال ليما
الذهبية المشرقة؟!
وفي المساء - حين إكتمل سور الصين العظيم –
أين ذهب البناؤون؟!
روما الجبارة مليئة بأقواس النصر
منْ شيَّدها؟
وعلى منْ إنتصر القياصرة؟!
وهل كانت بيزنطة الجميلة تحوي قصوراً
لكل ساكنيها؟!".
كلما أطلَّتْ هذه القصيدة أمامي ساءلتُ نفسي، ألا تنطبق تلك التساؤلات، الثرة والغارقة في الجدل، على النشاطات الإنسانية والنضالية في حقول الحياة الأخرى؟، وبالطبع، دائماً في البال أولئك "الفعلة" "المجهولين" "تحت الأرض"، الذين كلما تحطمت "بابلنا"، أو كادت، أعادوها لنا في كامل عافيتها وبهائها!
كان الراحل محمد حسن وهبه، وعن جدارة، أحد أولئك الــــــــ"تحت الأرض"، ولشطرٍ كبيرٍ من حياته.
(2)
تعرفت على رفيقنا الراحل في تقاطعات "العمل العام"، بعد عودة الحياة الديمقرطية إثر إنتفاضة مارس/أبريل في العام 1985. فمن الوهلة الأولى لا يعطيك الإنطباع بحبه للعمل العام وحسب وإنما، وفي يسر، بأنه إنسانٌ صُمم لذلك. رجلٌ سهل وودودٌ وذو تجربة صلدة، تتقمصه روحٌ آسرة ومتأصلة لا فكاك للمرء من إيحائها، بأنك تعرفه ومنذ زمن طويل. كان يتوسل المزحة ودونما تكلف في تجاوز المواقف المربكة، وكم هي غاصةٌ بها الحياة ومسروفةٌ بها غضون العمل العام ومطارفه!
عملت في صحبته وصحبة صديقنا المناضل الراحل محمد بابكر. والأثنان كانا يمثلان مورداً ثراً في التصدي لقضايا العمل العام، وخاصةً النقابي. طاقات مدهشه يحفها تواضع جم، أكثر إدهاشٍ هو الآخر. تعرفت على الراحل محمد بابكر في قسم المديرية بسجن كوبر إبان نظام المخلوع نميري ولفترة امتدت لأكثر من عام. وهو الذي قدمني للراحل "محمد حسن وهبه"، ومنذها كانت صداقة ثلاثتنا.
جرتْ انتخابات النقابات الفرعية منها والعامة في العام 1988، وفازت "قوى الإنتفاضة"، التي كانت تضم كل الإتجاهات، ما عدا الإسلاميين الذين كانوا يمثلون او بالأحرى يطلق عليهم "سدنة مايو". فازت "قوى الإنتفاضة" بما مجموعه 48 من عدد 52 نقابة عامة لاجل تكوين الإتحاد العام للموظفين في السودان.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن ما تمّ بعد إنتفاضة مارس/ ابريل 1985 في شأن إستعادة النقابات وفرض شرعيتها من خلال الإنتخاب الحر والديمقراطي هو ما لم تنجح في فعله قوى الثورة عقب ثورة ديسمبر 2018 مما كان له الأثر الكبير في كشف ضعف الثورة وفي وتأكيد غفلتها. فلقد ظلت كل القوانين كما هي وكأن ثورة لم تكن!
كان "محمد حسن وهبه" أحد الذين كانوا من وراء إنجاز قيام الإتحاد العام للموظفين، والذي تمً على إثره إنتخاب الراحل محمد بابكر وبشكل ديمقراطي أميناً عاماً له. كان "محمد حسن وهبه" مسؤولنا الأول عن إدارة تلك الحملة وقيادة ذلك العمل. كان أحد المعنيين بإعادة "بناء بابل"، وقد فعل ذلك على أكمل وجه. والآن جاء يوم شكره المستحق.
(3)
لم يجمع بيننا العمل العام لوحده وإنما جمعت بيننا "البراري" بكل تفردها وزخم "قواها الإشتراكية" التليدة إن كان في ترشيحها لـ"فاطمة" أو في تكريمها لـ"سكينة عالم"، والذي كان وبعقودٍ طويلة قبل تجشم "هيلاري" و"كاميلا" لمصاعب المعاظلة مع عتاة الرأسمال!.
كنت أغشاه كثيراً، وليس لماماً، للتزود من معارفه الحياتية ومن فيض روحه السمح، ومن لطائفه كذلك. كنت أسكن "كوريا" ويقطن هو في "إمتداد ناصر". ذات مساء وجدت في معيته المناضل الراحل "يوسف حسين"، وكما هو معلوم فهو رجل صارم القسمات وللذي يراه لأول مرة لا شك أنه سيظن أن هذا الرجل بينه والإبتسام ما تصنعه القطيعة البائنة!. أنهما صديقان، ولكن للمرء أن يعجب كيف تسنى ذلك، فــ"وهبه" سيلٌ متدفق من "الحكاوي" و"المِلَح" والضحك المجلجل؟!
إن لوهبه قدرة فائقة على صناعة الأصدقاء، إن جاز القول.
وهبه حكاءٌ بإمتياز، لا يدانيه أحد. كان يبدع حين يحكي عن طُرَفِ زميله الراحل الأستاذ "أبو بكر أبو الريش" المحامي، الذي تميز هو الآخر بالحس الفكه والروح اللطيف، والطيب. كانت طرفته الأثيرة لوهبه، وهما طلاب في المدرسة الثانوية في مدينة بورتسودان، حين سأل أحد الأساتذة "ابوبكر" عن إسمه بالكامل فقال له :إسمي أبو بكر أبو الريش. فأردف الأستاذ: هل فعلاً اسم أبيك أبو الريش؟، فرد عليه أبو بكر: "بالمناسبة يا أستاذ أمي ذاتها إسمها أبو الريش!"، فإنفجر الطلاب بالضحك. حينما يحكي وهبة هذه الطرفة يحكيها وكأنها حدثت بالأمس، وحتى حينما يعيد "حكوتها" يعيدها بشكلٍ مختلف، في كل مرة، عن سابقتها. فتلك موهبة لا يتوفر عليها الكثيرون!
إن في مرافقة رواد العمل العام من أمثال وهبه، والذين يجمعون كل تلك المواهب، يصير العمل العام وبكل صعوباته وتعقيداته متعة، فضلاً عن كونه في معيتهم يمثل مدرسة حياتية نوعية ترقى إلى مستوى الرسالة المقدسة، التي يكون المرء على إستعدادٍ كاملٍ للتضحية بحياته من أجلها.
(4)
إن رفيقنا الراحل "محمد حسن وهبه" هو أحد الذين قدموا التضحيات الجسام بدون منٍ او سعيٍ مبغوضٍ للشهرة. عاش بسيطاً بين الناس وكريماً ذا "يدٍ خرقاء" حينما يطلب الناس بيته. إنه أحد أولئك الذين هم "زيت القناديل"، الذين تساكنوا، " تحت الأرض "، وتآلفوا مع الحرمان من طيب العيش والأهل، ولردحٍ طويلٍ من حيواتهم! إنه أحدُ منْ عناهم "برشت" أيضاً، حين قال/
"والعظمة تبرز من داخل أكواخٍ بالية
تتقدم في ثقة
تزحم كل الآماد
والشهرة تسأل حائرة - دون جواب –
عمنْ أقْدَمَ، أفْلَحَ، أنْجَزَ هاتيك الأمجاد!
فلتتقدم للضوء وجوهكم، لحظات
فلتتقدم هاتيك المغمورة مستورة
فلتتقدم كي تتقبل من أيدينا
كل الشكر
وكل الحب" (*)
فلك كل الشكر، رفيقنا "محمد حسن وهبه"، ولك كل الحب.
ولتخلد روحك في عليين.
___________________.
(*) من قصيدة "تقريظ العمل السري".
نقلا من صفحة الاستاذ صديق عبد الهادي على الفيس بوك