صدمة إسرائيلية.. ماذا حدث داخل جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
احتشد المجتمع الدبلوماسي الدولي ضد الرفض الأمريكي وضد الاحتلال في تجاوز للفيتو الأمريكي، حيث دعا القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" وإلى حماية المدنيين وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية و"الإفراج الفوري وغير المشروط" عن كلّ الرهائن، وفق ماذكرت صحف دولية.
وتعد خطوة الجمعية العامة للأمم المتحدة بالغة الأهمية رغم أن قراراتها ليست ملزمة، إلا أنها قابلة للتطبيق.
كم أنها تحمل ثقلاً سياسياً يعكس النظرة العالمية للحرب على غزة، تحديداً بعد فشل مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة في تبني قرار يدعو لوقف إطلاق النار.
ورفض القرار كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، بالأخص أنه لا يحمل تنديداً لحماس، إذ وصفه السفير الإسرائيلي بالقرار "المنافق"، فيما تساءلت السفيرة الأميركية ليندا توماس-جرينفيلد عما أسمته " المواربة" عن إدانة حماس.
بالمقابل، وصف السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور القرار بأنّه "تاريخي".
وياتي القرار استجابة إلى دعوة غير مسبوقة وجّهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى مجلس الأمن الدولي عبر رسالة أرسلها بموجب المادة 99 من ميثاق المنظمة، للتحذير بشأن ما تشكله الحرب من تهديد للأمن والسلم العالميين، وللتعبير عن خشيته من إنهيار كامل للنظام العام في غزة، وفق ما ذكرت شبكة بي بي سي.
ورحبت الرئاسة الفلسطينية بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وحثت الرئاسة الفلسطينية المنظمة الدولية على إلزام إسرائيل بتنفيذه.
وصوت أكثر من 75 بالمائة من أعضاء الجمعية العامة الذين يبلغ عددهم 193 دولة، لصالح وقف إطلاق النار.
صوّت أكثر من ثلاثة أرباع الدول أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار وقف إطلاق نار فوري إنساني في غزة، حيث حظي القرار بتأييد 153 عضواً من أصل 193 عضواً.
وكانت الولايات المتحدة وباراجواي والنمسا وإسرائيل من بين الأعضاء العشرة الذين صوتوا ضد القرار.
بينما امتنعت المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وهولندا وأوكرانيا من بين 23 دولة عن التصويت.
وهذا القرار هو الثاني الذي تقره الجمعية العامة للأمم المتحدة فقد دعت، في أكتوبر إلى "هدنة إنسانية" في قرار تم تبنيه بأغلبية 121 صوتاً مقابل 14 صوتاً وامتناع 44 عن التصويت.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: 23 دولة اطلاق نار الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعية العامة الرئاسة الفلسطينية السفير الفلسطيني الدبلوماسي
إقرأ أيضاً:
«الفيتو» الأمريكي الخامس.. استمرار الإبادة
خاب أمل المتفائلين بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يمكن أن تتخذ موقفاً أكثر أخلاقية وعدالة قبل أسابيع من رحيلها وتسليم السلطة إلى الرئيس دونالد ترامب.
سقط الرهان يوم أمس الأول، إذ أكدت من جديد إنها ستواصل دعمها لحرب الإبادة التي تمارسها ضد الفلسطينيين. وكان «الفيتو» الخامس الذي استخدمته في مجلس الأمن بالضد من الأعضاء ال 14 الآخرين في المجلس، الدائمين والمنتخبين، هو ضوء أخضر جديد لإسرائيل كي تمضي قدماً في حربها على الشعب الفلسطيني إلى ما لا نهاية.مشروع القرار الذي اصطدم ب «الفيتو» الأمريكي كان يطالب بوقف «فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية، بشكل كامل، من القطاع»، كان قد تعرض لتعديلات أكثر من مرة كي تقبل به واشنطن قبل طرحه على التصويت، إلا أنها لم تتراجع رغم تصويت الدول ال 14 الباقية لصالحه.
«الفيتو» الأمريكي الجديد أثار استنكارالعديد من الدول، فقد أعربت دولة الإمارات عن أسفها لعدم تمكن مجلس الأمن من اعتماد قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وأكدت أنه « وبعد مرور أكثر من أربعمئة يوم من الوضع الكارثي في غزة، وتوسع رقعة الصراع ليطال جميع أنحاء المنطقة، فإن وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط والدائم قد طال انتظاره»، وأضافت «لا يمكن لمن يعاني على الأرض أن يحتمل أكثر»، واعتبر المندوب الصيني في المجلس أن الولايات المتحدة «دمرت بموقفها آمال أهالي غزة، والتاريخ لن ينسى ذلك»، كما أن الفيتو الأمريكي«جاء على الرغم من أن 44 ألف شخص قتلوا في غزة»، واتهم الولايات المتحدة بتزويد إسرائيل بالأسلحة، والبحث دائماً عن «مبررات» لها، فيما اتهم المندوب الروسي الولايات المتحدة بأنها المسؤولة عن قتل المدنيين في غزة.
يحمل «الفيتو» الأمريكي رسالة واضحة إلى إسرائيل بالاستمرار في حرب الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم الحرب والتجويع والعقاب الجماعي مع الإفلات من العقاب، والتمتع بالحصانة، وانتهاك القانون الدولي الإنساني، وهو الموقف الذي أشاد به المندوب الإسرائيلي الذي اعتبر أن الولايات المتحدة وقفت إلى جانب «العدالة»، في حين «خان بقية الأعضاء واجبهم».
ممنوع وقف إطلاق النار، وعلى إسرائيل المضي قدماً في تحدي الإجماع الدولي. هذا ما تريده الولايات المتحدة التي أجبرت الدول الأعضاء في المجلس على تعديل مشروع القرار مراراً، وخصوصاً التخلي عن النقطة المتعلقة ب«الفصل السابع» من ميثاق الأمم المتحدة، واستبدالها بعبارة «المسؤولية الرئيسية للمجلس في ما يتعلق بدعم الأمن والسلم العالميين» بناء على اقتراح بريطانيا، وإصرار المندوب الأمريكي على عدم المساواة بين قضية الرهائن والأسرى الفلسطينيين، وضرورة إطلاق سراح الرهائن فوراً.
الموقف الأمريكي يلغي إرادة المجتمع الدولي، ويؤكد مجدداً أن الولايات المتحدة شريكة في حرب الإبادة، خصوصاً أن الفيتو تزامن مع قرار مجلس الشيوخ الأمريكي برفض مشروع قانون تقدم به السيناتور المستقل بيرني ساندرز بوقف بيع بعض الأسلحة لإسرائيل بأكثرية 79 صوتاً مقابل 18 صوتاً.
وكان مؤيدو المشروع يأملون أن يؤدي التصويت إلى تشجيع الحكومة الإسرائيلية وإدارة الرئيس جو بايدن على بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم، والتخفيف من المأساة التي يعيشونها، إلا أن أملهم خاب أيضاً.