غزة – خاص بـ”رأي اليوم” – نادر الصفدي: الواقع في الضفة الغربية المحتلة، يختلف تمامًا عما تروج له الماكينة الإعلامية والسياسية داخل إسرائيل، حول المقاومة الفلسطينية التي زعمت أنها تضعف وتتلاشى يومًا بعد يوم وذلك بفضل القوة الضاربة الحديدية التي يتبعها الجيش في عمليات الملاحقة والقتل والحرب دون رحمة.

الذي يجري اليوم بالضفة هو تطبيق حرفي للمقولة الشهيرة “بان المقاومة لا تموت”، فالتطور الحاصل يعكس فعليًا لنهج جديد تتبعه المقاومة الفلسطينية التي كانت تعتمد في بداياتها على الحجر ومن ثم السلاح وحتى القنابل الصغيرة والطعن والدهس، حتى انتقلت لأكثر معادلة مرعبة للاحتلال وهي “الصواريخ”. ما كشفه جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة يؤكد أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر رعبًا وقلقًا من أي مرحلة سابقة، فالصواريخ باتت تُنصب في الضفة وتطلق مما يشكل نقلة نوعية أربكت مخططات الاحتلال جميعها وبعثرت أوراقه الأمنية، فالخطر بات أقرب بكثير من صواريخ غزة التي فشل حتى هذه اللحظة في إيجاد أي حلول لها. فمشاهد إطلاق القذائف الصاروخية من مناطق مختلفة من الضفة باتجاه المستوطنات، أربكت سلطات الاحتلال التي باتت تتخوف من توسع هذه الحالات لتصبح ظاهرة تؤرق نوم قادة الاحتلال وتقض مضاجع المستوطنين.

 

 

 

 

 

سيناريو الرعب والمخاوف الأبرز لدى الاحتلال تكمن في إمكانية تطوير صناعة الصواريخ في الضفة بالرغم من الظروف الأمنية الصعبة، الأمر الذي سيشكل تهديدًا حقيقًا على مستقبل الاحتلال ومستوطنيه. وقبل أيام أعلنت كتيبة “العياش”، التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، في الضفة استهداف مستوطنة “شاكيد” بصاروخين من طراز “قسام 1”. وذكرت الكتيبة في بيان لها، أن الاستهداف جاء في إطار معركتها المستمرة للإعداد والتطوير المستمرّين، وكسر المعادلات مع سلطات الاحتلال، وردًا على جرائمه بحق الأهالي في مخيم جنين. وفي الآونة الأخيرة، أعلن جيش الاحتلال عن رصد عدة حالات لإطلاق الصواريخ من الضفة الغربية نحو المستوطنات. وفي هذا الصدد تقول صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، إن التقارير الواردة من الشبكات الإخبارية الفلسطينية قد أصبحت مؤخرًا مصدرًا موثوقاً للمعلومات بالنسبة لسكان مستوطنات الضفة الغربية، فيما يتعلق بإطلاق صواريخ بدائية الصنع من منطقة جنين. ونوهت “يسرائيل هيوم” إلى أن سكان مستوطنات الضفة الغربية ينظرون بقلق بالغ مع تكرار عمليات إطلاق صواريخ من جنين، وباتوا يتساءلون كيف ينوي جيش الاحتلال الإسرائيلي حمايتهم من التحول إلى نوع من جديد من غلاف غزة. ووفق الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي ينظر بقلق إلى محاولات المقاومة الفلسطينية في شمال الضفة، إطلاق صواريخ على مستوطنات وبلدات إسرائيلية، مبينةً أن هناك اتجاه متزايد في هذا الشأن، وفي الوقت الحالي يتم إطلاق الصواريخ بدائية، ولكن هناك نية واضحة لتطبيق نموذج غزة على الضفة الغربية.  وذكرت الصحيفة، “مساء الإثنين، تم اكتشاف منصة وبقايا صواريخ بدائية الصنع بالقرب من مستوطنة شكيد، وهذه هي المرة الثانية خلال يومين التي يتم فيها اكتشاف بقايا صواريخ في المنطقة، وهي المرة الرابعة خلال نحو شهرين التي يطلق فيها فلسطينيون مثل هذه الصواريخ كاختبار لتحسين هذا السلاح”. وتابعت، “هذه الاختبارات تتحسن بشكل أفضل، إذ كانت في البداية مجرد صواريخ وهمية، سقطت على بعد أمتار قليلة من موقع الإطلاق، بينما في آخر مرتين سقطت الصواريخ على مسافة أكبر”. وبحسب الصحيفة العبرية، قالت الأجهزة الأمنية بإسرائيل، إنه قد يكون هناك نشاط كبير آخر في جنين للقضاء على هذا “الإرهاب”.

 

 

شبح غزة وزادت، “لا يوجد حاليا نظام تحذير يسمح لسكان تلك المستوطنات بتلقي معلومات إذا تم إطلاق صواريخ عليهم، لكن النظام الأمني يبحث في إمكانية إقامة مثل هذا النظام، إلا أن قلة قليلة من السكان تعارض هذا الاتجاه، وتعتبره تطبيع للإرهاب بدلاً من القضاء عليه”. وفق قولها ويقول الضابط احتياط في الجيش الإسرائيلي والقائد السابق لفرقة الضفة الغربية يتسحاق غيرشون، إن هذه ليست المحاولة الأولى من نوعها، مشيرًا إلى أنه في الانتفاضة الثانية قاد عملية لمداهمة معمل لتصنيع الصواريخ في شمال الضفة، ولذلك لم يفاجأ بالمحاولة الجديدة التي وصفها بأنها “خط أحمر”. بدوره، قال الكاتب والباحث السياسي ثامر سباعنة، إن إطلاق الصواريخ من الضفة، نحو المستوطنات، يشكل ضربةً قويةً لسلطات الاحتلال ويمثل نقطة تحول في الصراع. وعدّ أن إطلاق الصواريخ سيدفع سلطات الاحتلال إلى الحذر والخشية في التعامل مع المقاومة، وسيستنفر الجيش قواته الاستخباراتية والأمنية لجمع المعلومات عن القائمين على عمليات تصنيع الصواريخ والعبوات الناسفة، بهدف منع تطور العمل المقاوم. وتوقع المحلل السياسي، أن يشن جيش الاحتلال، في الأيام القادمة عدوانًا جديدًا على بعض مدن ومخيمات الضفة في محاولة لمنع تطور العمل المقاوم، والوصول إلى أماكن التصنيع واعتقال أو تصفية القائمين عليها. وحث الكاتب والباحث السياسي، المقاومة على ضرورة الحذر من مخططات ونوايا جيش الاحتلال التي تستهدف إفشال مخططات المقاومة وعرقلة تطوير وسائلها القتالية. وأمام هذا التطور.. هل ستكون الصواريخ عنوان المرحلة المقبلة للمقاومة؟ وكيف يمكن أن تتطور؟ وهل ستجد مرة أخرى من يطعن المقاومة في ظهرها؟

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

القسّام تستهدف مستوطنة “شاكيد” غرب جنين بالأسلحة النارية

الجديد برس|

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تنفيذ عملية إطلاق نار استهدفت مستوطنة “شاكيد” غرب جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأوضحت الكتائب في بيان عبر منصة “تليغرام” أن مقاتليها هاجموا المستوطنة باستخدام أسلحة آلية، وتمكنوا من الانسحاب إلى قواعدهم بسلام.

من جانبها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عن وقوع عملية إطلاق نار من مركبة بيضاء باتجاه منطقة “شاحاك” الصناعية شمال الضفة، مما أثار حالة من الاستنفار الأمني.

وتأتي هذه العملية كجزء من تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية؛ حيث شهد شهر أكتوبر الماضي تنفيذ 445 عملية نوعية وشعبية ضد أهداف إسرائيلية، وفقًا لبيانات مركز معلومات فلسطين “معطى”.

وقد أسفرت هذه العمليات عن مقتل 11 إسرائيليًا وإصابة 98 آخرين بجروح متفاوتة.

وأشارت الإحصائيات إلى تصاعد ملحوظ في أعمال المقاومة، حيث سُجلت 47 عملية إطلاق نار و37 اشتباكًا مسلحًا، معظمها في جنين ونابلس.

4o

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: تفعيل صفارات الإنذار في بلدة دلتون ومحيطها بالجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ
  • حماس تشيد بتصدي المقاومة لتوغلات الاحتلال في الضفة الغربية
  • مزيدا من التحدي والثبات.. رسالة عاجلة من حماس إلي مواطني الضفة الغربية
  • ميقاتي : “إسرائيل” رفضت كل الحلول المقترحة “لوقف إطلاق النار
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف بصاروخين من نوع “107” موقع قيادة للعدو الإسرائيلي في محور “نتساريم” جنوب مدينة غزة
  • حماس: هجوم المستوطنين على البيرة تطور خطير
  • حماس: هجوم المستوطنين على البيرة تطور خطير يتطلب تصعيد المواجهة
  • مصر تدعو للتعامل مع الضفة والقطاع “كوحدة متكاملة”
  • الرئيس الإيراني: وقف إطلاق النار قد يؤثر في ردنا على الهجوم الإسرائيلي
  • القسّام تستهدف مستوطنة “شاكيد” غرب جنين بالأسلحة النارية