سطروا ملحمة وطنية | إشادة بالمشاركة الفعالة للشعب المصرى فى الإنتخابات الرئاسية.. الأحزاب: دليل الوعي بحجم التحديات أمام الدولة محليا ودوليا
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
الوفد: وعي المصريين وإحساسهم بالمخاطر دفعهم للنزول أفواجا إلى اللجان الانتخابية
التجمع: مشهد الانتخابات الرئاسية لطمة على وجه الدول الاستعمارية
الجيل الديمقراطي يشكر الشعب لمشاركته الإيجابية
أشاد عدد من الأحزاب بمشاركة الشعب المصري في الإنتخابات الرئاسية على مدار أيام الإنتخابات الثلاثة ، وأكدوا أن مشاركة الشعب المصري في العملية الانتخابية رسالة قوية وواضحة للعالم، بأن مصر تسلك درب الديمقراطية والمشاركة الفعالة.
أعرب حزب الوفد عن تقديره العميق للشعب المصري العظيم، الذي ضرب أروع الأمثلة في حب الوطن، بنزوله بكثافة عالية إلى مقار لجان الاقتراع على مستوى الجمهورية إيماناً منه بأهمية المشاركة الإيجابية في السباق الرئاسي 2024، تلك العملية الديمقراطية المهمة، التي تأتي في وقت غاية في الأهمية، نظراً لما يشهده المحيط الإقليمي من صراعات، وما يحيط بالعالم من أزمات عاصفة.
وشدد حزب الوفد فى بيان صحفى له على أن وعي المصريين وإحساسهم بالمخاطر دفعهم للنزول أفواجاً إلى اللجان الانتخابية فى سابقة لم تحدث من قبل، لافتاً إلى أن تأكيد الهيئة الوطنية للانتخابات على انتهاء الأوراق المخصصة للتصويت قبل غلق اللجان، يؤكد أهمية حرص جموع الناخبين على المشاركة الفاعلة فى اختيار الرئيس المقبل.
ووجه حزب الوفد عميق الشكر والامتنان إلى الهيئة الوطنية للانتخابات ورجال القضاء ورجال والشرطة المصرية على جهودهم الكبيرة في تأمين المقار الانتخابية والناخبين وتقديم كافة التسهيلات إلى ذوي الهمم وكبار السن، الذين حرصوا على المشاركة فى العرس الديمقراطي الذي تشهده البلاد.
وأعلن الحزب عن ثقته التامة في رجال القضاء المصري الذين سيشرفون على عملية فرز صناديق الاقتراع خلال الأيام المقبلة لإعلان المرشح الفائز في الانتخابات الرئاسية.
وشهدت البلاد إقبالًا كبيرًا من قبل المواطنين فى ربوع مصر لممارسة حقهم الدستوري في التصويت، إيماناً منهم بضرورة المشاركة من أجل غدٍ مشرقٍ لمصر والمصريين.
وكشفت نسب المشاركة الكبيرة في الانتخابات الرئاسية الحالية عن الوعي الكامل لدى المواطنين في ممارسة الواجب الوطني، ما يعزز تفعيل المادة الخامسة من الدستور المصري، التي تؤكد تفعيل التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة.
وثمن حزب الوفد هذا الإقبال الكبير خلال أيام الانتخابات الثلاثة، إذ أن مشاركة الشعب المصري في العملية الانتخابية رسالة قوية وواضحة للعالم، بأن مصر تسلك درب الديمقراطية والمشاركة الفعالة. ونحن على يقين بأن هذا الشعب العظيم سيواصل تقديم مساهماته المهمة في بناء مستقبل مصر الزاهر والمزدهر، بما يضمن لها مكانتها المرموقة بين دول العالم.
وتقدم حزب الوفد بالشكر الجزيل إلى الشعب المصري العظيم، الذي أثبت أن معدنه الأصيل وعشقه لتراب الوطن يظهر وقت المحن والأزمات، ليعلن للعالم أجمع أن مستقبل بلاده لا يرسمه إلا المصريون.
وأكد حزب التجمع أن الشعب المصري وجه لطمة قوية على وجه الإمبريالية العالمية، وكافة القوى الاستعمارية في العالم ، من خلال مشهد الانتخابات الرئاسية غير المسبوق، الذي أكد أن وحدة المصريين عصية على الاختراق، وأن مخطط إضعاف مصر ، وتقسيم دول المنطقة ، ينهار كالمعتاد على صخرة الإرادة المصرية.
ووجه التجمع فى بيان صحفى له كل الشكر والتقدير للشعب المصري ، على موقفه في هذه اللحظة التاريخية من عمر الوطن.
ولفت الحزب إلى ضرورة استثمار ما تحقق من إنجاز ، للنهوض بالدولة المصرية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ، وهو ما يستدعي المزيد من الجهود لكافة مكونات المجتمع بكل فئاته وطبقاته المختلفة ، لتجاوز أي عقبات تقف على طريق الجمهورية المدنية الديمقراطية الحديثة.
وجدد حزب التجمع التزامه بالقيام بواجبه الوطني ، والانطلاق بدوره السياسي ، لتحقيق كل آمال وطموحات الشعب المصري الجدير بالمكانة اللائقة التي يستحقها ، وتتفق مع العمق الحضاري لمصر وما قدمته للتاريخ الإنساني عبر آلاف السنين.
وتقدم حزب الجيل الديمقراطي بخالص الشكر والتقدير لجموع الشعب المصري العظيم علي مشاركتهم الإيجابية في الانتخابات الرئاسية، ووعيهم وروحهم الوطنية، والحفاظ علي حقهم الذي كفله لهم الدستور وقانون مباشرة الحقوق السياسية، في الإدلاء برأيهم في العملية الانتخابية، وأن هذه المشاركة الشعبية تدل على الوعي بحجم التحديات التي تواجه الدولة المصرية محليا ودوليا، كما أن المشاركة الشعبية الكبيرة في الانتخابات الرئاسية على مدار الثلاثة أيام الدرس الحقيقي للجميع، بما يثبت الوعي الكامل بالتحديات التي يمر بها الوطن في المرحلة الراهنة، وما يعكس إدراك الشعب المصري العظيم بالحفاظ على مقدرات وطنه والاصطفاف الدائم خلف وطنهم من أجل استكمال مسيرة البناء والتنمية، حيث إن هذا المشهد المهيب يعكس المظهر الحضاري العظيم الذي يصنعه المصريون بكل ما لديهم من قوة في كافة الاستحقاقات السياسية ويؤكد أن الوطن يحيا بشعبه
وأكد بيان حزب الجيل، أن غرفة العمليات المركزية للحزب وقيادتها لغرف العمليات الفرعية على مستوى المحافظات ،تابعت سير العملية الانتخابية بجميع المحافظات المصرية على مدار الأيام الثلاثة للانتخابات الرئاسية 2024، ولم تسجل أى خروج على قواعد الانضباط الانتخابى وكان السلوك راقيا ومتحضرا من قبل رؤساء اللجان العامة والفرعية والإداريين والناخبيين وأنصار المرشحين خارج مقار اللجان وسجلت أيضا اقبال الناخبين على مقار الاقتراع بإعداد كبيرة كانت فى صفوف متراصة أمام اللجان من مختلف الاعمار مما رفع نسبة المشاركة إلى أرقام غير مسبوقة فى كل الانتخابات الرئاسية السابقة وتصل إلى نسب المشاركة فى انتخابات الدول المتقدمة فى الممارسة الديمقراطية كما سجلت ظهور الأسرة المصرية فى مظهر حضارى فى الطوابير الممتدة أمام لجان الاقتراع والتصويت بشكل متكرر فى معظم اللجان الفرعية بما ينبئ بعودة الأسرة المصرية المتماسكة رمانة الميزان وعمود المجتمع المصرى.
وأشاد حزب الجيل بالتغطية المتميزة للاعلام المصرى والتى اتسمت بالحياد بين المرشحين الأربعة كما أشاد بمبادرة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى منحت مائة دقيقة مجانية لكل المرشحين على شاشاتها وغطت أنشطة حملات المرشحين على مواقعها والصحف المملوكة لها
كما تقدم حزب الجيل بجزيل الشكر للهيئة الوطنية للانتخابات على إدارتها المحايدة والنزيهة والشفافة للعملية الانتخابية ومنها يتقدم بالشكر والتقدير لقضاة مصر، حصن العدالة، وضمانة نزاهة العملية الانتخابية.
واختتم البيان، أنه وعلى مدار الأيام الثلاثة ومن خلال المتابعة مع وكلائه باللجان الفرعية والعامة، لم يتم رصد أية مخالفات أو ما يعيق سير العملية الانتخابية، فكانت عرسا ديمقراطيا أبهر العالم وأشاد به كل المنظمات ووسائل الإعلام المحلية والدولية.
وأشادت الدكتورة جيهان مديح رئيس حزب مصر أكتوبر، بمشاركة جميع أطياف الشعب المصري في الانتخابات الرئاسية 2024 والتي تعد أهم استحقاق دستوري في تاريخ البلاد، قائلة:" ملايين المصريين خرجوا للمشاركة في الماراثون الانتخابي إيمانا منهم بأهمية مشاركتهم لانتخاب رئيس مصر القادم".
وأضافت مديح، في بيان لها، أن المصريين سطروا ملحمة وطنية خالصة خلال أيام الانتخابات، وذلك يعكس وعيهم بأهمية صوتهم في الاستحقاق الدستوري الهام، مشيرة إلى أن الإقبال الكثيف من الناخبين على صناديق الاقتراع كان حالة استنثائية فريدة.
وقدمت رئيس حزب مصر أكتوبر، الشكر والتقدير للشعب المصري العظيم على مشاركته الكبيرة في الانتخابات الرئاسية التي عقد على الثلاثة أيام الماضية، مؤكدة أن الشعب المصري أعطى درسا حقيقيا وأرسل رسائل عدة للعالم بأنه يقف صفا واحدا خلف وطنه للحفاظ على مقدراته ومن أجل استكمال مسيرة التنمية والبناء وللانطلاق نحو الجمهورية الجديدة.
وأشارت مديح، إلى أنه على مدار أيام الانتخابات شهدت مقار اللجان الانتخابية إقبالا غير مسبوق من كافة فئات الشعب لاسيما الشباب والنساء، فضلا عن ذوي الهمم الذين كانت مشاركتهم كبيرة وشاهدنا ذلك في مختلف محافظات الجمهورية.
وثمنت رئيس حزب مصر أكتوبر، الدور الكبير الذي قامت به الهيئة الوطنية للانتخابات خلال أيام العملية الانتخابية، فلأول مرة نكون أمام انتخاب بطريقة برايل، بالإضافة إلى توفيرها كافة عميات الدعم اللوجيستي للناخبين، وغيرها من الإجراءات التي سهلت على الناخبين العملية الانتخابية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الشعب المصري لجان الاقتراع حزب الوفد القضاء المصرى فی الانتخابات الرئاسیة العملیة الانتخابیة الوطنیة للانتخابات الشعب المصری فی الشکر والتقدیر المصری العظیم الکبیرة فی حزب الوفد حزب الجیل على مدار
إقرأ أيضاً:
«ملحمة التأسيس».. تاريخ ممتد لثلاثة قرون..
خالد المرعيد*
يُعد يوم التأسيس مناسبة وطنية لاستحضار تاريخ المملكة العربية السعودية، فهو يعبر عن تاريخ مجيد وذلك لامتداده لثلاثة قرون، كما إنها ذكرى وطنية وفخر لأبناء الوطن السعودي وكما قال الشاعر: “ومن لم تكن أوطانه مفخرًا له.. فليس له في موطن المجد مفخر..”
في هذه المناسبة يستحضر من خلالها الأحفاد تضحيات الأبناء والأجداد، ويستلهمون الدروس والعبر، فبهذا اليوم تتدفق مشاعرهم الوطنية بالحب والانتماء والاعتزاز بالوطن وقادته وموروثهم العريق والفريد والممتد الذي يحفز لمزيد من البناء والتقدم والازدهار والتطور وملهم للأجيال نحو التقدم والعلو في جميع المجالات التي من شأنها رفعة هذا الوطن العظيم.
أخبار قد تهمك الدكتور محمد بن عايض القرني: احتفاء بيوم التأسيس وتعزيز الهوية الوطنية 22 فبراير 2025 - 1:22 مساءً القيادة الإماراتية تهنئ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد بمناسبة ذكرى يوم التأسيس 22 فبراير 2025 - 12:33 مساءًفي العام 1727م -1139هـ تأسست الدولة السعودية الأولى بقيادة الأمام البطل محمد بن سعود -رحمه الله- ولاستشعار عظمة هذا اليوم التاريخي أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في يوم 24 يناير من عام 2022م/1443هـ أمرا ملكيا بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية.
عمق تاريخي مجيد
إنّ احتفالنا كسعوديين بيوم التأسيس هو احتفاء شعب عظيم له عمق تاريخي مجيد يعبر عن مدى تلاحمنا واتحادنا وصمودنا أمام التحديات والأزمات، وكشعب سعودي يفخر بماضيه وحاضره ويتطلع إلى مستقبل مشرق مع رؤية 2030 الذي يقودها عراب الرؤية وقائد التغيير صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وبتوجيهات من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك الحزم والعزم -حفظه الله-.
صراع بين القوى المحلية والقبلية
كانت حالة البلاد قبل تأسيس الدولة السعودية الأولى تعاني من الانقسام والتفكك والفوضى واستمر هذا التشرذم قرونا عديدة بعد الخلافة الراشدة، وكانت نجد قبل قيام الدولة المركزية السعودية في حالة حروب ونزاعات ومجاعة وجهل وفقر، ويعيش الإقليم صراع بين القوى المحلية والقبلية، ولم تعرف حكما مطلقًا حيث كانت معزولة عن الحياة السياسية بسبب صعوبة التنقل والسفر.
كانت نجد تعيش في رعب دائم وخوف منقطع النظير ولم يعرفوا الحرية والأمن والاستقرار في ذلك الزمن البائس، وكان انعدام الأمن هو السائد والقتل والسلب والنهب، وذلك في غياب سلطة دولة مركزية تقوم بأعباء الدفاع عن نفسها وتثبت الأمن بحزم وقوة، وغياب الأمن دومًا وعبر التاريخ وكما هو معروف هو العامل الرئيس في تدمير المجتمعات وانهيارها وانحطاطها، ولكن إرادة الله وحكمته قيضت لهذه الأرض وهذه البلاد من يجمع شتاتها ويوحد كلمتها تحت راية واحدة ويبسط الأمن بقوة وعدل وحزم.
حينما توحدت وتأسست هذه البلاد العظيمة على يد الإمام البطل العظيم محمد بن سعود -رحمه الله-، كان الأمن هو العنصر الحاسم في تكوين الدول واستقرارها واستمرارها وازدهارها.
المجال العسكري
نجد الفكر العسكري لدى الإمام محمد بن سعود يشمل العقيدة العسكرية وهو المذهب العسكري الذي تتخذه الدولة لبناء جيشها وتأسيس كل مجالاتها العسكرية، وهي مجموعة المبادئ والقيم التي تحكم أداء الجيش وتخدم المصالح العامة للدولة.
والعقيدة العسكرية هي مجمل المفاهيم والمبادئ والسياسات والتكتيكات والتدريبات والأساليب المتخذة لضمان كفاءة تنظيم وتدريب وتسليح وإعداد وتوظيف المؤسسة العسكرية لوحداتها التكتيكية والخدمية، كما أنها تعمل على الربط بين النظريات والتاريخ والتجارب والخبرات العملية، وهي ترتبط بالعقيدة الشاملة للدولة.
المفاهيم الحربية
والفكر العسكري (العقيدة القتالية)، وهي الإخلاص والولاء للذين آمنوا بذلك لتحقيق الوحدة الوطنية ومحاربة الصعوبات التي تكتنفها نظراً لتطلعهم مع اللائمة لتحقيق الغاية القصوى وهي إيجاد الأمن في هذه الدولة وتحقيقه على أرض الواقع للدولة السعودية الأولى وللإمام محمد بن سعود في ذلك الوقت تعتمد على مبادئ الحرب مثل، تحقيق الوحدة الوطنية في أقوى سماتها ووحدة القيادة والتعاون والتكامل.
وكانت المبادئ والمفاهيم الحربية المتبعة في ذلك الوقت خليط مابين المبادئ الحربية والأساليب التي تم اكتسابها خلال الخبرات والمعارك والحروب التي حدثت في ذلك الزمن.
الاستراتيجية السياسية العسكرية
وكانت استراتيجية الإمام محمد بن سعود واضحة المعالم في تأسيس دولة مركزية تبسط الأمن والنظام وتوحيد البلاد والعباد تحت قيادة حازمة وعادلة، وتنهي حالة التشرذم والانقسام والفوضى السائدة لفترة طويلة من الزمن.
فقد كان الإمام محمد بن سعود يشرف ويهتم بالشؤون العسكرية للدولة، نظرًا لأهميتها في تحقيق الأمن والوحدة، فحرص على إعداد جيش قوي عن طريق تدريب الجيش وتسليحه، كما كان يتولى قيادة بعض المعارك بنفسه، لما لذلك من دعم كبير لمعنويات الجيش وفي حال غيابه يخلفه ابنه عبدالعزيز بقيادة الحملات العسكرية.
وكان الإمام محمد بن سعود إضافة إلى مهاراته السياسية يتحلى بمهارات قيادية عسكرية حربية تتوافق مع أهدافه السياسية، وتظهر حسن سياسته واستراتيجيته الناجحة ودهائه بمنع اتحاد اعدائه ضده في توقيت حرج، فقد كان يفاوض أحد خصومه مقابل منع تحالفه مع الخصم الآخر، وحتى يتخلص من معركة غير متكافئة بالقوى والوقت والظروف، وهذا يدل على الاستراتيجية السياسية العسكرية الناجحة لدى الإمام محمد بن سعود ودليل على بعد نظره وتفوقه في إدارة الحروب والصراعات والسعي بنجاح إلى تحقيق أهدافه السامية.
وعندما لاتسمح له الظروف بقيادة الجيش، يختار لقيادة الحملات والمعارك الحربية التي يقوم بها خيرة القادة من تتوفر فيهم الكفاءة الحربية والقيادية والشجاعة والولاء والإخلاص، وكما هو معروف القادة الأكفاء المخلصين هم العامل الحاسم في تحقيق النصر عبر التاريخ الطويل للحروب.
وكان من أهم القادة الذين اعتمد عليهم ابنه الإمام عبدالعزيز والذي كان قائدًا مميزًا وعظيمًا، وحقق الكثير من الانتصارات في وقت والده، وبعد ذلك عندما أصبح إمامًا بعد وفاة الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-.
الأساليب العسكرية الحربية
ومن الأساليب العسكرية الحربية التي يتبعها الإمام بن سعود الحرص على تحقيق المفاجأة وهو مبدأ حربي مهم وحاسم لتحقيق النصر. ومن أساليب القتال لديه التحركات السريعة والخاطفة لمفاجأة أعدائه في وقت ومكان غير متوقع لا يكون فيها الأعداء مستعدين، وهذا من التكتيكات الحربية الناجحة والتي تطبق حتى الآن.
هذه الأساليب تستخدم في أثناء العمليات الهجومية عندما يهاجم الأعداء في عقر دارهم.
أما في العمليات الدفاعية فكان الإمام محمد بن سعود يستخدم الأساليب الدفاعية التي تمنع العدو من تحقيق المفاجأة، وذلك بإرسال عناصر من الاستطلاع (السبور) أمام مواقعه حتى يعرف نوايا وقوة العدو وطرق تحركاته، ويتبع بالدفاع تحصين البلاد وتأمينها من الهجوم الخارجي بإنشاء القلاع والحصون والقصور المحصنة.
والحصون هي استحكامات حربية تبنى في مواقع استراتيجية على سفوح الجبال وفوق التلال وفي مواقع مشرفة وعالية للتحكم بالأراضي المحيطة، وتميزت القصور في نجد في تلك الحقبة بالإضافة إلى أنها مقر للسكن بأنها قلاع حربية. وكانت محمية بالأبراج ومزودة بوسائل الدفاع من أماكن للرمي وسقاطات وغيرها، وقد بني في الدرعية عدد كبير من القلاع والقصور المنيعة ومن أهمها قصور حي الطريف وقصر سلوى وقصر غصيبة.
ومن أهم الطرق والأساليب التي كان يتبعها الإمام محمد بن سعود عندما يتخذ قرارًا حربيًا هو حصوله على المعلومات الوافية عن العدو والطرق المؤدية له بواسطة العيون التي تزوده أمام الجيش في أثناء الدفاع والهجوم، ويسمى بالمفهوم الحالي الاستطلاع حتى نمنع العدو من مفاجأتنا.
وكذلك جمع المعلومات بواسطة عناصر متخفية ما يسمى بالعيون، هذا بالمفهوم المعاصر هو الاستخبارات التي يعتمد عليها بصنع القرار الحربي لكي يصبح القرار ناجحًا ومؤديًا إلى النصر.
حروب ومواجهات
خاضت الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- والذي دام أربعين عامًا الكثير من المعارك والحملات الحربية، وكانت حياة الإمام محمد بن سعود حافلة بالتضحيات والجهود الكبيرة لتحقيق أهدافه بتأسيس الدولة والكيان السعودي وتحقيق الأمن والوحدة، فقد خاض في سبيل هذه الأهداف حروبا ومواجهات حتى تكللت جهوده الجبارة بالنصر وذلك بتوحيد أراض شاسعة من شبه الجزيرة العربية.
وقد تعرض في بداية تأسيسه لدولته الفتية للكثير من الصعوبات والمتاعب والمعارضة من قبل بعض الخصوم الذين لم يؤيدوا كيان الدولة المتحد القوي، ومن هؤلاء دهام بن دواس في الرياض والذي خاضت الدولة السعودية الأولى بقيادة الإمام محمد بن سعود الكثير من المعارك والوقعات معه ولفترة ليست قصيرة، ومن أشهر هذه المعارك والوقعات: وقعة الشياب ووقعة الوشام ووقعة العبيد في سنة 1746م /1159هـ، وكذلك وقعة البنية ووقعة مقرن ووقعة صياح والخريزة في سنة 1747م / 1160 هـ، ووقعة الحبونية في سنة 1749م/ 1162هـ، ووقعة البطحاء في سنة 1750 م / 1163 هـ، وأيضًا وقعة أم العصافير في سنة 1757م /1170هـ، واستمرت هذه المعارك طويلاً ضد دهام بن دواس (استمر الصراع 27 عامًا) حتى انتهت بهزيمته وهروبه بعد وقعة هدم المرقب في سنة 1773م/1187هـ.
وهنا تتجلى سمات هذا القائد العظيم الإمام محمد بن سعود والتي تميزت بقوة الشخصية، والطموح والقيادة والجرأة والمخاطرة المحسوبة والكفاءة الحربية والسياسية، والتي يتصف بها عظماء القادة العسكريين السياسيين الذين صنعوا التاريخ وتحققت على أيديهم الأحلام العظيمة الكبرى، مثل تأسيس وتكوين الدول وتوحيدها، على الرغم ما يواجهونه من صعوبات وتحديات جمة.
فقد كان الإمام محمد بن سعود من فرسان الدرعية وقادتها الشجعان حيث شارك في الدفاع عنها وعن حملاتها العسكرية، وقد خرج مع زيد بن مرخان نحو العيينة في حملة عسكرية كانت الغلبة فيها لجيش الدرعية، ليتسنى له بعد ذلك العودة للدرعية ليتولى الحكم ويؤسس الدولة السعودية الأولى.
فقد تمكن بفكره الثاقب واستراتيجيته الصائبة أن يؤثر ويقنع أطياف المجتمع المختلفة بفكرة الوحدة مما دفعهم للمشاركة والتكاتف في سبيل تحقيقها، فكان الإمام محمد بن سعود يرسل من الدرعية الدعوة للبلدان والقبائل التابعة له للمشاركة في عمليات التوحيد، فيقومون بدورهم بإرسال مجموعة من الفرسان والجند إلى مكان المعركة في التوقيت المتفق عليه.
الأسلوب الحربي للإمام المؤسس
وأسلوب الإمام محمد بن سعود الحربي في حشد قواته كان يعتمد على اتباعه بصفتهم قواته الحربية، ويتم تجميعهم من مكان إقامتهم بطريقة إلزامية أو تطوعية عندما يريد الإمام القيام بغزو إحدى المناطق أو الإغارة على بعض القبائل وتسمى هذه الطريقة بالنفير.
وتتلخص كيفية إعداد هذا الجيش بأن يصدر الإمام بصفته القائد العام للغزو أوامره إلى الأقاليم بأن يُعد كل منهم عددًا محددًا من الجنود مزودين بالسلاح والعتاد والطعام للخروج معه، كما يرسل رجالاً من الدرعية إلى جميع البوادي حتى يجمعوا رجال القبائل من اتباعه إلى الغزو، وكان الإمام يحدد للجميع ميعادًا محددًا عند مورد مياه معروف يجتمعون عنده للخروج إلى وجهتهم.
كان هذه الأسلوب في التجنيد يؤمن له أعدادًا كبيرة دون أن تتكلف الدولة ميزانية ضخمة لجمعهم وتجهيزهم. وعلى ذلك نجد أن الدولة السعودية الأولى لم يكن لديها جيش نظامي على الرغم من اتساعها، وكانت جيوشها مؤقتة بحيث يعود المقاتلون إلى بلدانهم بعد انتهاء مهمتهم بأستثناء بعض الحاميات العسكرية المرابطة في الحصون لحماية بعض المناطق وحفظ الأمن فيها، إضافة إلى بعض الحرس الخاص والدائم للحاكم في الدرعية على أنه قد وجدت مجموعات مقاتلة يتم تنقيتها واختيارها من قبلة أئمة الدولة السعودية الأولى ويطلق عليهم “المنقية” وهم عبارة عن ثلاث مئة رجل مدججين بسلاحهم ولديهم الخبرة الكافية والكفاءة القتالية لأي مهمة تؤكل إليهم حتى أن الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود قام بوضع أماكن إقامة لهم في الدرعية ويدربون بعض المجموعات القتالية لذلك وقد أسكنهم الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود في الدرعية وتوفير الحاجات اللازمة لهم كما يذكر ذلك “بوركهارت” في كتابه عن الدولة السعودية.
ولم يكن على الدولة أن توفر للمقاتلين السلاح أو الزاد، بل أن كل مقاتل يجهز نفسه بأسلحته ودابته وزاده، ولا يتقاضون رواتب مقابل خدمتهم العسكرية، بل كانوا ينالون أربعة أخماس الغنائم التي يحصلون عليها كما في الشرع الإسلامي.
ولم يكن ثمن تحقيق رؤية ومشروع الإمام محمد بن سعود العظيم سهلاً أو بسيطًا وكان طريقه غير معبد بالورود وكما قال الشاعر أحمد شوقي:
” وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا،
وما استعصى على قوم منال منال.. إذا الأقدام كان لهم ركابا..”
فقد واجه في مرحلة التأسيس الكثير من الصعوبات والتحديات كأي مشروع عظيم، مثل تأسيس وتكوين دولة ذات كيان موحد، نظرًا لأن البعض لديهم مصالحهم الفردية ضد مشروع الوحدة والوطن الكبير فقد كان في معارك دائمة لضبط الأمن، وبذل الكثير من التضحيات ومنهم أبناء الإمام محمد بن سعود (فيصل وسعود) فقد استشهدوا -رحمهم الله- أثناء المعارك ولكن ذلك لم يثن من عزم الإمام على الوصول إلى أهدافه بتحقيق الوحدة والنهوض بالمنطقة.
وقد سار الإمام محمد بن سعود ومن بعده من أئمة الدولة السعودية على تطبيق أحكام الشريعة المطهرة وتنفيذها بعد أن كانت قبل قيام الدولة يكتنفها صعوبات في تطبيق ذلك.
فقد كان من صفات الأئمة الذكاء وأيضاً الرأي السديد ويستعينون بالمستشارين والأعيان وطلاب العلم كلاً في تخصصه.
وقد سار نظام هذه الدولة المباركة على أحكام الشريعة الإسلامية المطهرة التي كان من الصعوبة تطبيقها قبل الحكم السعودي.
التأسيس والنواحي الحضارية
ولم تعتمد مرحلة التأسيس في عهد الإمام محمد بن سعود على الحملات العسكرية فقط، بل كان العمل على النواحي الحضارية مواكبًا لما لها من أهمية في بناء الدولة، وقد سن الأنظمة والقوانين التي تنظم الشؤون العامة والخاصة، استنادًا على الشريعة الإسلامية والأخلاق العربية النبيلة.
ونظرًا للتغير الكبير الذي حدث في الأوضاع الأمنية في عهد الإمام محمد بن سعود، فقد طبق النظام بصرامة وعدالة ليكون رادعًا لأفراد المجتمع عن ارتكاب الجرائم والمخالفات، وكانت الدولة تكافئ من يمنع وقوع السلب والنهب والاعتداء على البلدان والقبائل، وتعاقب من لديه القدرة على ردع ذلك ولم يفعل.
مثل هذه الأنظمة والإجراءات الأمنية في ذلك الزمن يدل على الفكر الأمني المتقدم، وقد سبق الإمام محمد بن سعود عصره في هذا المجال، فعندما تطبق الدولة الأنظمة بصرامة وعدل على الجميع وتعاقب المخالفين وتكافئ من يساعد على تحقيق النظام والأمن، فإن ذلك يضفي شعورًا بالطمأنينة لدى الجميع، والاقتناع بفكرة الدولة وتأييدها مما يحفز أفراد المجتمع للدفاع عن الدولة مما يضمن لهم الاستقرار والأمن حتى يعيش الناس حياة آمنة مستقرة مزدهرة وهذا شجع الكثير للانضمام إلى تأييد الإمام محمد بن سعود في بناء دولته الفتية.
أيقونة الإنجاز والتقدم
من خلال تحليل هذه الشخصية الوطنية العظيمة وإنجازاتها المدهشة غير المسبوقة، التي أسست دولة وكيانا سياسيا قويا مترامي الأطراف بإمكانيات محدودة، وفي ظل ظروف بالغة القسوة ومعارضات لمشروعه الحيوي، يتضح مدى عمق الفكر العسكري والاستراتيجي الذي يتكامل مع الفكر السياسي الذي يتحلى به الإمام العظيم محمد بن سعود -رحمه الله-، ويتضح أن هذا الفكر سابقًا عصره ويستحق مزيدًا من الدراسة والتحليل.
فقد وضع استراتيجية واضحة المعالم وقادرة على الصمود في وجه المصاعب والأزمات والتحديات ومقنعة بشدة لاتباعه ومؤيديه، معتمدة على مرتكزات هامة وصلبة، فكره العسكري واستراتيجيته اعتمدت على توفير الأمن الذي هو حجر الأساس في تكوين وازدهار واستقرار الدول، وتوحيد البلاد والعباد تحت قيادة واحدة ودولة مركزية لها سلطة وهيبة، وكذلك على عقيدة إسلامية صافية مطبقة للعدل والنظام وحفظ الحقوق للجميع، مما سمح للأبناء المنطقة ممارسة حياتهم الطبيعية الآمنة، وازدهرت التجارة والعلم وأصبحوا تحت كيان ووطن واحد متحابين ومتعاونين لما فيه خيرهم جميعا.
وقد نهض الإمام محمد بن سعود بهذه المنطقة المنسية البائسة، والتي كانت خارج التاريخ لردح طويل من الزمن بنهضة عملاقة، نقلها من التخلف والانحطاط إلى الرفعة والعز والمجد وأسس وطنا شاسعا عظيما قابلا للبقاء والاستمرارية، ويعد مفخرة للأجيال المتعاقبة.
كل هذا بفضل الله ثم بفضل جهود الإمام محمد بن سعود العظيمة التي تستند على فكر عسكري ورؤية استراتيجية أثبتت نجاحها وتفوقها بدليل تحقيق مشروع الدولة السعودية العظيمة، في وقت وظروف كان تحقيق مثل هذا الحلم أشبه بالمستحيل.
رحم الله الإمام محمد بن سعود ورحم الله أجدادنا اللذين قدموا التضحيات لتبقى لنا مصدرًا للفخر والاعتزاز والالهام ببذل كل ما أوتينا من قوة وجهد للحفاظ على تلاحمنا مع قيادتنا وحفاظنا على مكتسباتنا الوطنية، وبذل المزيد من الجهد للرفع من شأن هذا الوطن العظيم بكل المجالات، وخاصة أننا نعيش أفضل الأيام في بلادنا حاليًا، بما نشهده من نهضة وتقدم وهيبة وسيادة وقوة وتطور وازدهار، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية مثالا يحتذى به بكل المجالات وقد أدهشت الإنجازات السعودية الهائلة الكثير من دول العالم وأصبحت قدوة وأيقونة للإنجاز والتقدم والسيادة.
*كاتب مختص بالشؤون العسكرية والسياسية.