الجزيرة:
2025-12-14@23:10:30 GMT

1 من كل 4 في العالم معرّض لموجات جفاف حادة

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

1 من كل 4 في العالم معرّض لموجات جفاف حادة

أفاد تقرير جديد صادر من الأمم المتحدة أنه استنادا إلى البيانات الصادرة من 101 دولة تعد طرفا في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، فإن 1.84 مليار شخص حول العالم معرضون للجفاف، وجزء منهم معرض للجفاف الشديد أو الشديد جدا. ويعني ذلك تقريبا أن واحدا من كل أربعة أشخاص من سكان الكوكب معرض للجفاف.

وبحسب التقرير الذي صدر خلال الأسبوع الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري بعنوان "لمحات عن الجفاف 2023″، فإن عبء الجفاف العالمي يقع على أشد الناس فقرا بشكل أساسي، حيث يعيش 85% من المتضررين من الجفاف في بلدان ذات دخل متوسط ومنخفض.

الجفاف وتغير المناخ

ويعرف الجفاف بأنه فترة زمنية تشهد فيها منطقة ما هطولا أقل من المعتاد للأمطار، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض رطوبة التربة والمياه الجوفية وانخفاض تدفق المجاري المائية، وبالتالي نقص عام في المياه وتلف المحاصيل.

ويرتبط الجفاف بالتغير المناخي بشكل مباشر، حيث تعزز درجات الحرارة المرتفعة عملية التبخر، مما يقلل من المياه السطحية ويجفف التربة والنباتات.

وإلى جانب ذلك، تتسبب درجات الحرارة الأكثر دفئا في فصل الشتاء بهطول كميات أقل من الأمطار على البحيرات التي تعد موارد رئيسية للأنهار، الأمر الذي يخفض كمية المياه التي تتدفق إلى المناطق التي تواجه الجفاف.

وإلى جانب ذلك وجدت بعض الأبحاث أن ارتفاع درجة الحرارة يزيد من تقلبات هطول الأمطار، مما يعني أنه سيكون هناك فترات أكثر جفافا، وحتى حينما تأتي فترات الأمطار فإن المياه الساقطة ستجري على الأرض الجافة ولا تُمتص بسهولة، مما يرفع من احتمالات حصول الفيضانات.

وفي دراسة أجريت عام 2020 ونشرت في مجلة "ساينس"، أشار الباحثون إلى أن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان يمثل 46% من الأسباب في حدوث الجفاف الضخم الذي ضرب مناطق مثل غرب الولايات المتحدة وشمال المكسيك خلال العقدين الماضيين.

الجفاف يرتبط بالتغير المناخي بشكل مباشر ويؤثر ذلك على الثروة الحيوانية في العالم (شترستوك) العالم يتغير

وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن الجفاف العالمي يؤدي إلى الهجرة القسرية، حيث إن 98% من حالات النزوح الجديدة الناجمة عن الكوارث والبالغ عددها 32.6 مليونا في عام 2022 كانت نتيجة المخاطر المرتبطة بالطقس مثل العواصف والفيضانات والجفاف.

ويعبر اصطلاح الهجرة المناخية عن هؤلاء الذين تركوا بيوتهم نتيجة لتغيرات المناخ، وبشكل عام أدت موجات الحر والجفاف الناجمة عن تغير المناخ إلى خفض النمو الاقتصادي العالمي بما يصل إلى 29.3 تريليون دولار أميركي بين عامي 1992 و2013، وتظهر تلك المشكلات بشكل خاص في المناطق الهشة مثل أفريقيا جنوبي الصحراء.

وبشكل عالمي، تتوقع منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن يكون هناك مليار مهاجر نتيجة للظروف المناخية بحلول نصف القرن، ويعد هذا التقدير متفائلا حيث ترى نماذج أخرى أن العدد سيصل إلى ما بين 1.2 و1.4 مليار مهاجر.

الجفاف يتصاعد

ويوضح تقرير "لمحات عن الجفاف 2023" أن آثار الجفاف آخذة في الارتفاع، وأكبر دليل على ذلك هو ما حصل في عام 2022 حين شهدت أوروبا أشد صيف لها وثاني أدفأ عام على الإطلاق، وبالتالي أكبر منطقة متأثرة بالجفاف بشكل عام مقارنة بالمتوسط السنوي خلال أكثر من عقدين من الزمن.

ويتوقع التقرير أنه بحلول نهاية القرن، ستتضاعف مدة الجفاف المعتدل والشديد والاستثنائي في العديد من مناطق الصين، وستزداد شدة الجفاف بأكثر من 80%.

غلاف تقرير الأمم المتحدة الصادر بعنوان "لمحة عن الجفاف العالمي 2023" (الجزيرة)

والأسوأ من ذلك بحسب التقرير أن الجفاف يؤثر بشكل متنوع في البيئة الأرضية، فمثلا يؤثر الجفاف بشدة على النظم الإيكولوجية المتجانسة، فيؤدي إلى هجرة أو حتى انقراض كائن حي بكامل أفراده.

ويمكن للجفاف كذلك أن يعرض مصادر الطاقة الأولية للخطر. فعلى سبيل المثال، عند انخفاض مستويات المياه تنخفض قدرات التبريد لمحطات توليد الطاقة، ويمكن كذلك أن تتأثر منشآت الطاقة الكهرومائية عند نقص المياه.

وعلى سبيل المثال، انخفض توليد الطاقة الكهرومائية بنسبة 44% بشكل عام في إسبانيا بسبب موجة الجفاف الأخيرة. وبالنسبة للنرويج التي تعتمد على الطاقة الكهرومائية بنحو 90% من توليد الكهرباء، فإن المستويات المنخفضة بشكل غير عادي لخزاناتها المائية ألزمتها بالحد من صادرات الطاقة.

وإلى جانب ذلك، يتعرض الاقتصاد المبني على الزراعة لمشكلات كبرى، ففي الأرجنتين مثلا، من المتوقع أن يكون إنتاج فول الصويا بحلول نهاية العام الحالي أقل بنسبة 44% من متوسط السنوات الخمس السابقة، ومن المتوقع أن يكون محصول الصويا هو الأدنى منذ عام 1988.

ويمتد الأمر إلى الأثر الاقتصادي المباشر، حيث يتطلب التخطيط لموجات الجفاف الشديدة القصيرة نحو أربعة أضعاف كلفة التخطيط لموجات الجفاف الخفيفة الطويلة.

الاقتصاد المبني على الزراعة يتعرض لمشكلات كبرى بسبب الجفاف (شترستوك) العمل على المستقبل

وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فإنه مع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة خلال هذا القرن، من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم المعرضين للجفاف الشديد إلى الجفاف الاستثنائي من 3% إلى 8%

ويوضح التقرير أن الحرارة الشديدة والجفاف سيضربان 90% من سكان العالم في مرحلة ما، وهذا بدوره سيضعف من قدرة البشر على اتخاذ تدابير مناسبة لمواجهة التغير المناخي المتفاقم.

ولهذه الأسباب، فإن العمل على تطوير نماذج التنمية المستدامة عالميا بات ضرورة وليس مجرد اختيار، حيث يمكن للتنمية المستدامة أن تقلل من تعرض السكان للجفاف بنسبة 70% مقارنة بالتنمية المعتمدة على الوقود الأحفوري، بحسب التقرير.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

دراسة: موجات الجفاف الحارة قد تحول الأمازون لمنطقة استوائية شديدة بحلول 2100

كشف العلماء خلال دراسة نشرت في مجلة "نيتشر - Nature" العلمية البريطانية أن منطقة غابات الأمازون المطيرة قد تشهد تطورا مناخيا غير مسبوق منذ عشرات الملايين من السنيين حيث إنها تقترب مما يسمونه مناخا استوائيا شديدا، وهو حالة مناخية أكثر حرارة وجفافا كما تتسم بعدم الاستقرار، قد تتسبب في موت أعداد هائلة من الأشجار وإضعاف أحد أهم مصارف الكربون على كوكب الأرض.


وحذر باحثو الدراسة - وفقا لشبكة "يورونيوز" الإخبارية في نشرتها الفرنسية اليوم /الأحد/ - من أنه في حال عدم خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل كبير، فقد تشهد منطقة الأمازون ما يصل إلى 150 يوما من الجفاف الحار سنويا بحلول عام 2100، وهي فترات من الجفاف الشديد تتفاقم بسبب الحرارة الشديدة.


ويشمل ذلك الأشهر التي تتزامن مع ذروة موسم الأمطار، مثل مارس وأبريل ومايو، حيث تكاد تكون هذه الظروف المناخية المتطرفة غير معروفة هناك اليوم.


من جهته، قال "جيف تشامبرز" الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي والباحث الرئيسي للدراسة في بيان "عندما تحدث موجات الجفاف الحارة هذه، يكون هذا هو المناخ الذي نربطه عادة بالغابات الاستوائية المطيرة شديدة الحرارة، يتجاوز حدود ما نعتبره حاليا غابة استوائية مطيرة".


واستندت الدراسة، التي قادها باحثون من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، إلى بيانات جمعت على مدى أكثر من 30 عاما حول درجة الحرارة والرطوبة ورطوبة التربة وشدة الإضاءة من قطع بحثية شمال ماناوس، في وسط البرازيل.


وسمحت أجهزة الاستشعار المثبتة في جذوع الأشجار للفريق بمراقبة كيفية استجابة الأشجار لارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة، وخلال موجات الجفاف الأخيرة المرتبطة بظاهرة النينيو، حدد الباحثون نقطتي إجهاد رئيسيتين.


وعندما انخفضت رطوبة التربة إلى نحو ثلث مستوياتها المعتادة، أغلقت العديد من الأشجار ثغورها للحفاظ على الماء، وقد أدى ذلك إلى تعطيل قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، الذي تحتاجه لبناء أنسجتها وإصلاحها.


وتسببت الحرارة الشديدة لفترة طويلة في تكون فقاعات في عصارة الأشجار؛ ما أدى إلى تعطيل نقل الماء، وهي عملية شبهها الباحثون بالانسداد الرئوي، وهو انسداد مفاجئ في أحد الأوعية الدموية قد يسبب سكتة دماغية.


ووفقا للباحثين، كانت أنواع الأشجار سريعة النمو ومنخفضة الكثافة أكثر عرضة للخطر، حيث نفقت بأعداد أكبر من الأشجار عالية الكثافة.


وقال "تشامبرز" إن هذا يعني أن الغابات الثانوية قد تكون أكثر عرضة للخطر لأنها تحتوي على نسبة أعلى من هذه الأنواع من الأشجار"، وهذه غابات تجددت بشكل طبيعي بعد أضرار ناجمة عن الإنسان أو الظواهر الطبيعية.


وقد لاحظ الباحثون نفس العلامات التحذيرية في مواقع متعددة وخلال فترات جفاف مختلفة، وهذا يشير إلى أن غابات الأمازون تستجيب على الأرجح للحرارة والجفاف بطريقة مماثلة ويمكن التنبؤ بها.


وعلى الرغم من أن معدل موت الأشجار السنوي في الأمازون يزيد حاليا قليلا على 1%، إلا أن الباحثين يقدرون أنه قد يصل إلى نحو 55ر1% بحلول عام 2100. وأضاف "تشامبرز" أنه حتى لو بدا ذلك اختلافا طفيفا، فإن زيادة نصف نقطة مئوية فقط على نطاق غابة بحجم الأمازون تمثل عددا هائلا من الأشجار المفقودة.


ويعرف الباحثون المناطق شديدة الحرارة بأنها مناطق أشد حرارة من 99% من المناخات الاستوائية التاريخية، وتتميز بجفاف أكثر تواترا وشدة.


ووفقا لهم، لا يوجد مثيل لهذا المناخ في التاريخ الحديث.. فقد لوحظ فقط في المناطق الاستوائية عندما كانت الأرض أكثر دفئا بشكل ملحوظ، قبل ما بين 10 و40 مليون عام.


وعلى عكس المناطق الاستوائية الحالية، حيث تبقى درجات الحرارة مستقرة نسبيا وتدعم دورات هطول الأمطار غطاء نباتيا كثيفا على مدار العام، فإن المناخ شديد الحرارة سيؤدي إلى موجات حر شديدة، ومواسم جفاف طويلة، واحتمالية حدوث عواصف عنيفة.


وقد يكون لهذا التطور عواقب وخيمة تتجاوز حدود منطقة الأمازون.
وتمتص الغابات الاستوائية من الكربون أكثر من أي نظام بيئي آخر، ولكن عندما تتعرض للإجهاد، يقل امتصاصها بشكل كبير.


وأشار الباحثون إلى أنه خلال سنوات الجفاف الشديدة، أطلقت غابات الأمازون كمية من الكربون تفوق ما امتصته.


ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية، فإن أي انخفاض في قدرة غابات الأمازون على تخزين الكربون قد يسرع من ظاهرة الاحتباس الحراري..في السنوات الأخيرة، عانت أجزاء من بعض الغابات الاستوائية المطيرة من مواسم حرائق شديدة تفاقمت بفعل الحرارة والجفاف؛ ما أدى إلى انبعاث كميات هائلة من الكربون ووضع أنظمتها البيئية تحت ضغط هائل.


وأوضح الباحثون أن الغابات المطيرة في غرب إفريقيا وجنوب شرق آسيا قد تواجه مخاطر مماثلة مع ارتفاع درجات الحرارة، وذلك تبعا لسرعة ومدى خفض الانبعاثات.


وقال "تشامبرز" إن الأمر كله يتوقف على ما نفعله".


يذكر أن "نيتشر -Nature" هي مجلة دورية علمية أسبوعية بريطانية تصدر بالإنجليزية، تعتبر من أبرز الدوريات العلمية في العالم وقد نشرت لأول مرة في 4 نوفمبر 1869، من أهم اختصاصات هذه المجلة، الفيزياء والأحياء.
 

طباعة شارك دراسة نشرت في مجلة نيتشر Nature العلمية البريطانية منطقة غابات الأمازون المطيرة تطورا مناخيا تطورا مناخيا غير مسبوق منذ عشرات الملايين من السنيين مناخا استوائيا شديدا حالة مناخية أكثر حرارة وت أعداد هائلة من الأشجار إضعاف أحد أهم مصارف الكربون على كوكب الأرض

مقالات مشابهة

  • أكبر 9 دول منتجة ومصدرة ومستوردة لليورانيوم في العالم.. ماذا عن العرب؟
  • إيران توجه انتقادات حادة لأميركا بسبب "تأشيرات مونديال 2026"
  • توقيع اتفاقية لتسخين المياه بالطاقة الشمسية في 33 مستشفى حكومياً
  • اتفاقية لتركيب أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية في 33 مستشفى حكومي
  • دراسة: موجات الجفاف الحارة قد تحول الأمازون لمنطقة استوائية شديدة بحلول 2100
  • الجفاف قد يغيّر مناخ غابات الأمازون ويهدد بقاء أشجارها بحلول 2100
  • علي أبو سنة: تعزيز مرونة المياه كأولوية دولية في برنامج عمل الأمم المتحدة للبيئة
  • اتفاق تاريخي بين الولايات المتحدة والمكسيك لتقاسم المياه بعد تهديد ترامب
  • واشنطن تعلن عن اتفاقية مع المكسيك بشأن تقاسم المياه
  • تقرير طبي يكشف مخاطر الإفراط باستهلاك مشروبات الطاقة