كشفت دولة الإمارات عن تفاصيل السياسة العامة الاسترشادية لوقود الطيران المستدام التي تم اعتمادها من مجلس الوزراء، وتتماشى مع المستهدفات الاستراتيجية لترسيخ مكانة والتزام الدولة لمواجهة تحديات التغير المناخي وتحقيق أهداف الاستدامة الوطنية، وجهود دولة الإمارات في تقليل البصمة الكربونية لقطاع الطيران.

وأوضح وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل المزروعي، وفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، دور السياسة الجديدة في ضمان تسريع إزالة الكربون من قطاع الطيران في الدولة، وتحويل دولة الإمارات إلى مركز إقليمي لوقود الطائرات منخفض الكربون، من خلال تطوير سعة وقود طيران محلية مستدامة تكفي لإنتاج 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام على أساس سنوي، واستهداف نسبة لا تقل عن 1% كوقود مستدام منتج محلياً، من إجمالي الوقود المزود في مطارات دولة الإمارات لشركات الطيران الإماراتية في عام 2031.

وقود الطيران

وأكد المزروعي مساهمة السياسة الجديدة في تسريع نشر التكنولوجيا والابتكار لوقود الطيران المستدام، وتطوير البيئة التنظيمية الوطنية لوقود الطيران المستدام، من خلال استكشاف وتقييم السياسات المحتملة لدعم التشغيل الاقتصادي طويل الأجل لمنشآت وقود الطائرات المستدامة في الدولة، بما يتوافق مع طموحات وقود الطيران المستدام محلياً ودولياً، إضافة إلى بناء القدرات المحلية لتعزيز القيمة المحلية، وتطوير المؤسسات والمهارات المحلية لخلق قيمة محلية مضافة، وأشار  إلى أن السياسة الجديدة تضع معايير واضحة لإنتاج واستخدام وقود الطائرات المستدام، مما يسهم في تقليل الانبعاثات ودعم الابتكار في مجال الطاقة النظيفة، موضحاً أنها تمثل تحولاً مهماً في قطاع النقل الجوي، وتسهم في تحفيز الصناعة على التحول نحو مصادر طاقة أكثر نظافة واستدامة، كما تعد هذه السياسة جزءاً من خطة الحكومة لتحقيق الحياد الكربوني والمساهمة في جهود مكافحة التغير المناخي.
وأكد تأثير السياسة على صناعة الطيران، حيث ستدفع السياسة الجديدة الشركات لتبنّي تقنيات جديدة واستثمارات في مجال الوقود المستدام، كما ستعزز ريادة الدولة في مجال الطاقة النظيفة والابتكار البيئي، مشيراً إلى التزام دولة الإمارات بمواصلة العمل نحو تحقيق مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة، وإلى أن هذه السياسة هي خطوة مهمة على هذا الطريق.

نموذج متنوع

من جانبه، قال وزير الاقتصاد، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني عبد الله بن طوق المري، إن "السياسة العامة لوقود الطيران المستدام تُمثل إحدى الممكنات التي تخدم رؤية الدولة في التحول نحو نموذج اقتصادي أكثر تنوعاً ومنخفض الكربون، وتتوافق مع التزامها الدولي ضمن (إطار دبي العالمي  لوقود الطيران المستدام)، الذي أعلنته منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) بتوافق ومشاركة أكثر من 90 دولة و30 منظمة دولية ذات الصلة بقطاع الطيران المدني، وذلك في ختام أعمال المؤتمر الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل الذي استضافته الإمارات في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الجاري".
وتابع بن طوق: "إن قطاع الطيران يساهم بأكثر من 13% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة ومن المتوقع أن يتضاعف حجم هذه المساهمة بمقدار 170% خلال العقدين المقبلين، وهناك جهود حكومية مكثفة وبالشراكة مع القطاع الخاص لضمان أن يكون هذا النمو المتوقع للقطاع وفق نموذج منخفض الكربون، ويمثل التحول نحو وقود طيران مستدام ركيزة أساسية لتحقيق هذه الغاية الطموحة وخلق فرص تنموية جديدة وتعزيز آفاق استدامة هذا القطاع الحيوي".

نمو مستدام

بدوره، أكد وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول المهندس شريف العلماء، دور السياسة في جعل دولة الإمارات رائدة في المجال، ما يؤهلها لقيادة منظومة التعاون الدولي في صناعة الطيران العالمية، وكذلك في تسريع التحول العالمي في قطاع الطاقة، من خلال دعم مستهدفات منظمة الطيران المدني الدولي ومشاريع الوقود المتجدد والطاقة في البلدان الأخرى. وأن الإمارات ستلعب دوراً رائداً في تطوير واستخدام وقود الطيران المستدام، مما سيساعد على تقليل انبعاثات الكربون في قطاع النقل الجوي، وتعزيز الاقتصاد المحلي والحفاظ على البيئة.

وأوضح أن السياسة العامة لوقود الطيران المستدام تُعد خطوة متقدمة لتحقيق النمو المستدام وتقليل الآثار السلبية للتغير المناخي على قطاع الطيران، وتدعم خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، إذ يعد الوقود الحيوي صديقاً للبيئة، حيث يعمل على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وبناء شراكات طموحة مع القطاع الخاص والاستثمار في الطاقة المستدامة.
وقال إن "سياسة وقود الطيران المستدام تأتي في إطار جهود وزارة الطاقة والبنية التحتية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والعمل المناخي والحفاظ على الموارد الطبيعية، وإن تعزيز كفاءة الطاقة يلعب دوراً حيوياً في تحقيق هذه الأهداف، وهي خطوة متقدمة نحو توجيه الجهود نحو استخدام الطاقة بشكل أكثر ذكاء، مما يقلل الانبعاثات الضارة بالبيئة ويؤدي إلى تحسين نوعية الحياة، والحفاظ على موارد الطاقة، كما تسهم السياسة بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الوطني والحفاظ على البيئة للأجيال المقبلة".

قطاع منخفض الكربون

وفي السياق ذاته، قال مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني سيف السويدي، إن "السياسة العامة لوقود الطيران المستدام، تمثل إحدى الممكنات الرئيسية للتحول نحو قطاع طيران منخفض الكربون، وهو ما يخدم الجهود الوطنية في ملف التغير المناخي ويعزز من التزاماتنا الدولية التي تم التوافق بشأنها ضمن عملنا مع منظمة الطيران المدني الدولي وما تم الاتفاق عليه في (إطار دبي العالمي لوقود الطيران المستدام) بشأن خفض الانبعاثات الكربونية من قطاع الطيران العالمي بنسبة 5% بحلول عام 2030".

وتابع السويدي أن هذه السياسة تأتي مكملة وداعمة لجهود الدولة في هذا الاتجاه وتخلق بيئة مشجعة لاستقطاب استثمارات جديدة وتحفيز الشركات على التوسع في إنتاج الطاقة النظيفة لأغراض الطيران، مشيراً إلى أن الهيئة العامة للطيران المدني بالتعاون مع كافة شركائها في القطاعين الحكومي والخاص اتخذت خطوات واسعة لتعزيز البنية التحتية والمنظومة التشريعية لاحتضان هذا التحول المأمول نحو وقود مستدام ونظيف لقطاع الطيران.

وأضاف أن الشركات الوطنية في قطاعي الطيران والطاقة اتخذت خطوات متقدمة على هذا المسار، من خلال تأسيس شراكات إقليمية ودولية لتطوير البحوث الخاصة بالتوسع في إنتاج هذه النوعية من الوقود.
وأشار السويدي إلى أنه ربما يكون من أبرز هذه الشراكات التي تم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية، هو تحالف "إير- كرافت Air-CRAFT" بدعم وزارة الطاقة والبنية التحتية والهيئة العامة للطيران المدني، ويضم 8 مؤسسات وشركات رائدة وهي: طيران الإمارات والاتحاد للطيران ومصدر وأدنوك ومجموعة إينوك وجامعة خليفة وشركة بوينج وشركة هانيويل.

ويركز التحالف على تطوير وإنتاج وتوسيع نطاق تقنيات وقود الطيران المستدام "ساف SAF". وأكد السويدي أن هذه الخطوات المتقدمة التي تقوم بها دولة الإمارات تجعلنا نتطلع بثقة أكبر نحو مستقبل هذا القطاع وتجعلنا أقرب لتحقيق الهدف الطموح في الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة التغير المناخي أبوظبي الإمارات الطاقة والبنیة التحتیة العامة للطیران المدنی وقود الطیران المستدام السیاسة الجدیدة الطیران المدنی منخفض الکربون دولة الإمارات قطاع الطیران والحفاظ على من خلال فی قطاع إلى أن

إقرأ أيضاً:

السودان يجري اتصالات مع قطر والسعودية لتأهيل قطاع النفط والطاقة والكهرباء

متابعات ـ تاق برس  اعلن وزير الطاقة والنفط د. محي الدين نعيم ، عن  الاتصالات قامت بها وزارة الطاقة والنفط مع دولتي قطر والسعودية لدعم وتأهيل قطاعات النفط والطاقة والكهرباء.  والتقى نعيم اليوم، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني مالك عقار، وتطرق اللقاء إلى مجمل الأوضاع والتحديات التي تواجه قطاعي الطاقة والنفط والجهود المبذولة للإرتقاء بهما وتطويرهما. وقال وزير النفط في تصريح صحفي،إنه أطلع نائب رئيس مجلس السيادة على خطة الوزارة وترتيباتها واستعداداتها لإعادة وإعمار وتأهيل وبناء ما دمرته الحرب في مجالات النفط والطاقة والكهرباء. وأوضح  أن خطة الدولة لسياسة توفير النفط هي تمكين القطاع الخاص وتحرير الوقود لتوفير احتياجات البلاد على أن يقوم القطاع العام بتوفير الاحتياجات الضرورية للقطاعات الاستراتيجية، ولفت الى التنسيق المتشرك بين القطاعين العام والخاص، ونوه الى وضع برمجة حتي نهاية العام لاحتياجات القطاعين. وأضاف الوزير أن نائب رئيس مجلس السيادة اطمأن على الترتيبات الجارية في قطاع الكهرباء لمرحلة ما بعد الحرب لتوفير التيار الكهربائي في المناطق المحررة. السودانالنفط والطاقة والكهرباءقطر والسعودية

مقالات مشابهة

  • تعاون ليبي بريطاني لتعزيز صناعة النفط وتحفيز الاقتصاد
  • كيف ستتعامل الإدارة السورية مع قطاع الطاقة بعد دمج قسد؟
  • وزارة الصحة تكشف تفاصيل حريق وسط البلد (صور)
  • وزير النفط والثروة المعدنية يرحب بمبادرة دولة قطر لدعم قطاع الطاقة في سوريا
  • تحوّل أخضر في قنا.. الطاقة الشمسية تحل محل الكهرباء بالمنشآت الحكومية |تفاصيل
  • السودان يجري اتصالات مع قطر والسعودية لتأهيل قطاع النفط والطاقة والكهرباء
  • أمريكا تكشف تفاصيل مفاوضات جدة مع الأوكرانيين
  • اليونيسيف: نقص حاد في المياه بقطاع غزة.. وصل إلى مستويات حرجة
  • ضبط مصنع غير مرخص يتلاعب بسلامة البيئة بالجيزة.. وتحقيقات النيابة تكشف المستور |تفاصيل
  • الجابر: التفوق في الذكاء الاصطناعي يعتمد على إمدادات الطاقة