دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رُغم ارتداء الكوفية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، إلا أنّها أصبحت تُعرف في العقود الأخيرة كرمز للهوية الفلسطينية والمقاومة بشكلٍ خاص.

في العقود الأخرى، أصبحت الكوفية تُعرف كرمز للهوية الفلسطينية والمقاومة بشكلٍ خاص. Credit: Lior Mizrahi/Getty Images

ووضع المتظاهرون هذه الأوشحة حول أعناقهم، أو استخدموها لتغطية وجوههم، أثناء الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، وسط الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال صحفي فلسطيني كندي وطالب دكتوراه في الأنثروبولوجيا بجامعة تورنتو الكندية، مجيد ملحس، إنّ الكوفية التي ارتداها في الأصل الرعاة والمزارعون البدو "أصبحت قطعة مميزة يضعها الثوار ضد الاستعمار، والنشطاء، وغيرهم، على مستوى العالم، في حين لا يزال كبار السن والمزارعون يرتدونها كغطاء تقليدي للرأس".

ما هي الكوفية؟ استخدم البدو الكوفية في فلسطين التاريخية كوشاح للحماية من أشعة الشمس والرمال. Credit: Bettmann Archive/Getty Images

وعادةً ما تأتي الكوفية باللونين الأسود والأبيض، أو الأحمر والأبيض، وتتميز بأنماط مختلفة، ووجود شرابات على جانبها.

وأشارت الباحثة والمنسقة المتخصصة في تاريخ الملابس الفلسطينية، وفاء غنيم، لـCNN، إلى أن "البدو وضعوا الكوفية في فلسطين التاريخية حتّى عشرينيات القرن الماضي".

وخلال حياتها المهنية، أفادت غنيم، وهي زميلة باحثة في متحف "متروبوليتان" للفنون في مدينة نيويورك الأمريكية، أنّها غالباً رأت أن القطع التي تعود إلى القرن الـ19 مصنوعة من القطن، والحرير، والصوف الناعم، وتتضمن خيوطاً بيضاء، وسوداء، وخضراء، وحمراء.

صورة من عام 2017 لرجلٍ فلسطيني في البلدة القديمة الواقعة في الخليل بالضفة الغربية. Credit: Hazem Bader/AFP/Getty Images

وارتدى القرويون وسكان المدن أغطية الرأس بطرق مختلفة عن البدو، وفقًا لما ذكرته غنيم، موضحة أن "الرجال البدو كانوا يثنون أطراف الكوفية بشكلٍ مائل، ويثبتونها على رؤوسهم باستخدام عقال".

وبالإضافة إلى كونها علامة بصرية للهوية البدوية، تخدم الأوشحة غرضًا عمليًا، إذ تساعد على حماية  من يرتديها من شمس الصحراء ورمالها.

وأكّد ملحس لـCNN أنّ الأنماط المنسوجة في كل كوفية "تعكس جوانب مختلفة من أرض فلسطين، مثل شجرة الزيتون، وشباك صيد الأسماك".

ماذا تعني الكوفية للفلسطينيين؟

بالنسبة للعديد من الفلسطينيين، تُعتبر الكوفية رابطًا مهمًا لثقافتهم.

وقالت خبيرة استراتيجية ومديرة إبداعية فلسطينية تُدعى داليا جيكوبس، لـCNN إنّها ترتدي كوفية مصنوعة في مسقط رأسها، الخليل، عندما تسافر إلى الخارج.

وأوضحت أنّ ارتداء الكوفية "أشبه بحمل الوطن على كتفي"، واصفةً الوشاح كـ"رمز للمقاومة والوجود".

كان من النادر رؤية ياسر عرفات من دون وضع كوفية على رأسه. Credit: Georges De Keerle/Hulton Archive/Getty Images

وقالت غنيم أيضًا إنّ الكوفية تذكرها بوالدها، بينما يذكرها التطريز الفلسطيني التقليدي بوالدتها.

كيف أصبحت الكوفية رمزًا للمقاومة؟

ومثل العديد من الملابس الأخرى المرتبطة بالتراث الثقافي، أو الديني، والقومية، اتخذت الكوفية بُعدًا سياسيًا أيضًا إلى جانب تجسيدها للهوية الثقافية.

وبحسب ما ذكرته غنيم، يرجع هذا البُعد السياسي إلى ثلاثينيات القرن الماضي.

وخلال الثورة العربية بين عامي 1936 و1939، عندما سعى الفلسطينيون إلى إنهاء الاحتلال البريطاني، وإقامة دولة مستقلة خاصة بهم، ارتدى هؤلاء من مختلف الطبقات الاجتماعية والأديان الكوفية السوداء والبيضاء كرمز للتضامن.

وعادت الكوفية كرمزٍ سياسي في الستينيات عندما ارتداها الرجال والنساء كوشاح. وتم تصوير ياسر عرفات، الذي شغل منصب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لعقود، في كثير من الأحيان وهو يرتدي الكوفية باللونين الأبيض والأسود، وعزّز ذلك الوشاح من رمزٍ النضال الوطني الفلسطيني.

وفي كثير من الأحيان، تم تصوير ليلى خالد، وهي مقاتلة سابقة اشتهرت بدورها في اختطاف طائرة بعام 1969، وعضوة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (جزء من منظمة التحرير الفلسطينية) وهي ترتدي كوفية. حول شعرها ورقبتها.

وأثناء المظاهرات الأخيرة المؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، شجع المنظمون المشاركين على ارتداء الكوفية لإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وبحسب ما أبلغت عنه CNN سابقًا، قال أحد المتظاهرين في فرنسا إنّه تم تغريمه بـ135 يورو لارتداء الكوفية بعد حظر البلاد جميع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.

ولكن قد يُعرِّض ارتداء الكوفية من يرتديها أيضًا لمشاعر معادية للفلسطينيين، أو الإسلاموفوبيا، إذ قال محامي الطلبة الذين تعرضوا لإطلاق النار في بيرلينغتون إنّه يعتقد أنّهم استُهدِفوا جزئيًا لارتدائهم الكوفية.

هل يمكن لأي شخص ارتداء الكوفية؟

ودخلت الكوفية أيضًا عالم الموضة السائدة رُغم كونها رمزًا للهوية الوطنية، والمقاومة، ولكن قد يكون تجريد الكوفية من سياقها الأصلي مثيرًا للجدل.

في عام 2021، اتُّهِمت علامة "لويس فويتون" بالاستيلاء الثقافي عندما أطلقت وشاحًا يشبه الكوفية بقيمة 705 دولارات، وفقًا لما ذكرته تقارير متعددة.

وبحسب ما ورد، أَجبرت ردود الفعل العنيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي العلامة التجارية الفاخرة على سحب المنتج من موقعها على الإنترنت.

ورفضت العلامة التجارية الإدلاء بتعليق لمنصات متعددة آنذاك، وتواصلت CNN معها مجددًا طلبًا للتعليق.

وقد يكون ارتداء الكوفية من قبل الفلسطينيين وغير الفلسطينيين طريقة رائعة "لإظهار التضامن" بشكل عام.

الأراضي الفلسطينيةالفلسطينيونالقضية الفلسطينيةمظاهراتنشر الأربعاء، 13 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأراضي الفلسطينية الفلسطينيون القضية الفلسطينية مظاهرات ارتداء الکوفیة Getty Images

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس الشورى: انتصار المقاومة الفلسطينية انتصار لكل أحرار العالم

يمانيون/ صنعاء أكد رئيس مجلس الشورى، محمد حسين العيدروس، أن ما حققه مجاهدو فصائل المقاومة الفلسطينية من نصر مؤزر على الكيان الغاصب ليس نصرا للشعب الفلسطيني وحسب وإنما هو نصر لكل شرفاء وأحرار الأمة والعالم وكل من وقف وناصر غزة.

جاء ذلك، خلال زيارته اليوم لمكتب حركة المقاومة الإسلامية حماس بصنعاء، ومعه عدد من أعضاء المجلس، مباركًا ومهنئًا لفصائل المقاومة الفلسطينية تحقيق الانتصار التاريخي على الكيان الغاصب، وإجبار المجرم نتنياهو على التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بعد 14 شهرا ارتكب خلالها أبشع حرب إبادة جماعيه بحق الشعب الفلسطيني.

وعبر العيدروس، خلال لقائه ممثل حركة حماس في اليمن معاذ أبو شمالة، ومدير مكتب حماس عمر السباخي، ومسؤول العلاقات السياسية عبد الله هادي، والمسؤول الإعلامي بالمكتب خالد قاسم، عن أسمي آيات التهاني وأطيب التبريكات باسمه وهيئة رئاسة وأعضاء مجلس الشورى للشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” وكل فصائل المقاومة الفلسطينية ودول الدعم والإسناد.

وأشار إلى أن فرحة الشعب اليمني بهذا النصر هي جزء لا يتجزأ من فرحة الشعب الفلسطيني وكل أحرار وشرفاء العالم، أما من ارتهن للعدو وظل صامتا أمام ما جرى من فضائع في غزه فلا لوم عليه كونه صار جزءا من العدوان.

من جانبه، أكد رئيس اللجنة السياسية والعلاقات الخارجية بمجلس الشورى المهندس لطف الجرموزي، أن حركات المقاومة الفلسطينية وحركات الإسناد يمثلون النقطة المضيئة والمشرقة في تاريخ الأمه لخروجها في مواجهة المشروع الاستعماري الذي جاء ليستولي على مقدراتها وخيراتها.

وأشار إلى أن المعركة مع الكيان الغاصب لم تنته ولكن الحرب والصراع مع العدو صراع حتمي يقتضي أن يكون الجميع في جهوزية عالية، مشيرا إلى أن اليمن مثل بإسناده لغزة نقطة مضيئة في تاريخ العرب والمسلمين يجب الاقتداء به وبقيادته القرآنية كي تتخلص من الارتهان والوصاية لدول الهيمنة.

فيما عبر ممثل حركة حماس بصنعاء، معاذ أبو شماله، عن التقدير لرئيس مجلس الشورى ومرافقيه على الزيارة لتقديم المباركة والتهنئة، وما جسدته من تأكيد لقول قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي للفلسطينيين: ” لستم وحدكم “.

وثمن عاليا موقف الشعب اليمني بكل ألوانه وأطيافه وقياداته، الذي تميز بكل حيثياته من مظاهرات وموقف سياسي وعسكري واستراتيجي أذهل العالم، مؤكدا أن ذلك الموقف سيبقى راسخا في الاذهان ووسام شرف لكل الشعب اليمني.

وقال لقد “تحطم على أيدي ثلة من مجاهدي القسام وكافة الفصائل المقاومة جبروت العدو الصهيوني الذي فشل في تحقيق ما أعلنه من أهداف ولم يستطع أن يستعيد أي أسير حتى بالقوة المفرطة”.

وأشار إلى أن مشاهد خروج نحو 90 أسيرا ومعتقله من سجون الاحتلال جاء وفقا لما خططت له المقاومة ووعد به الشهيد أبو إبراهيم يحيى السنوار باعتبارهم أمانه في أعناق المقاومة.

وأضاف ” يسكون في المرحلة الأولى خروج 1700 أسير بينهم 292 أسيرا مؤبدا سيفرج عنهم، وذلك بفضل الجهد الذي بذله مجاهدو المقاومة في فلسطين، وستنكسر بفضلهم كل قيود الأسرى بأذن الله تعالى رغما عن اليهود وبطشهم”، مؤكدا أن معركة طوفان الأقصى بكل آلامها هي بداية نهاية العدو الصهيوني وزاوله، وسيكرم الله قريبا المجاهدين وكل المؤمنين بزوال الكيان الغاصب والصلاة في المسجد الأقصى.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو .. الإعلام العبري يتساءل غاضباً: لقد توقفت الحرب على غزة لماذا لا تتوقف المظاهرات ضد إسرائيل؟
  • رئيس مجلس الشورى: انتصار المقاومة الفلسطينية انتصار لكل أحرار العالم
  • العيدروس: انتصار المقاومة الفلسطينية هو انتصار لكل أحرار العالم
  • وفاة وزير فلسطيني في الأردن.. والحكومة الفلسطينية تنعى
  • ترامب: الحرائق اجتاحت كاليفورنيا دون أن تجد من يوقفها
  • سيلفي المتاحف مبادرة للترويج للهوية المصرية.. صور
  • تحيا المقاومة الفلسطينية
  • " لا تقربيه ولو كان آخر رجال العالم".. رواية للكاتبة الفلسطينية وجدان شتيوي
  • تعرف إلى ميمي.. مصور يوثق أحد أكبر قرود الشمبانزي في العالم
  • عبد الرحمن الأبنودي وعيد الغطاس.. حب للمناسبات الشعبية وتجسيد للهوية المصرية