فرق صغيرة وكمائن مميتة.. لماذا اختارت القسام حرب العصابات؟
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
قالت مصادر فلسطينية إن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لا تزال تحتفظ بمعظم قواتها وتخوض ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات "كر وفر" ضمن "حرب عصابات"، بحسب ليفنت كمال في تقرير بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخلج الجديد".
ومنذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تخوص القسام قتالا بريا ضد قوات الاحتلال، التي بدأت في ذلك اليوم عمليات برية في شمال القطاع وسعتها لاحقا إلى جنوبه حتى مدينة خان يونس.
ليفنت أشارت إلى أنه في الأسبوع الماضي، نشر الجيش الإسرائيلي صورة قال إنها تتضمن أسماء ووجوه قادة "حماس" الذين قُتلوا مؤخرا وكانوا يقودون كتائب وألوية في شمال غزة، لكن "القسام" أكدت فقط استشهاد ثلاثة من قادتها، بينهم أحمد الغندور قائد كتيبة الشمال.
كما زعمت إسرائيل أن نحو 5 آلاف مقاتل، من إجمالي 30 ألف هم عدد عناصر كتائب "القسام"، قُتلوا خلال الشهرين الماضيين.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء 18 ألفا و412 شهيدا و50 ألفا و100 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.
اقرأ أيضاً
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 8 عسكريين بينهم قائد كتيبة
كر وفر
وقال مصدر فلسطيني، مقرب من القيادة السياسية لـ"حماس" في المنفى، لم يكشف الموقع عن هويته، إن عدد الضحايا بين مقاتلي القسام "منخفض للغاية.. أقل من 10 بالمئة".
وبحسب مصدر فلسطيني آخر مقرب من الحركة فإن "مقاتلي القسام منخرطين في قتال بالمناطق الحضرية يذكرنا بالقتال من منزل إلى منزل الذي شهدناه في مدينة الفلوجة العراقية عام 2004 بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة".
وشدد المصدر، الذي قاتل مع "حماس" حتى عام 2021 عندما أصيب، على أن "ما يحدث الآن في غزة هو نوع من حرب العصابات".
وأردف: "من غير الضروري ومحفوف بالمخاطر تعبئة قوة من الآلاف لهذه الحرب. بالنسبة لعمليات الكر والفر، تكفي فرق سريعة مكونة من عدد قليل من الرجال، وهو ما يقلل أيضا خسائرها البشرية".
ومنذ أن شن الاحتلال غزوه البري، في 27 أكتوبر الماضي، استخدمت "حماس" الكمائن المقامة فوق الأرض والضربات السريعة ضد الدبابات والمركبات العسكرية والدوريات الإسرائيلية.
وفي 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قال أبو عبيدة المتحدث باسم القسام إن مقاتلي الكتائب دمروا 180 مركبة عسكرية إسرائيلية في الأيام العشرة الأولى، بعد انتهاء الهدنة في الأول من ديسمبر الجاري.
اقرأ أيضاً
أبوعبيدة: دمرنا 180 آلية إسرائيلية بغزة خلال 10 أيام.. والعدو فشل بالشمال والجنوب
قتال متلاحم
ووفقا لمراد أصلان، الأستاذ المساعد في جامعة حسن كاليونجو والمحلل في مركز أبحاث "سيتا" بالعاصمة التركية أنقرة، فإنه على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت "القسام" تكبدت خسائر كبيرة حتى الآن، إلا أنها تواصل القتال.
وأضاف أن "إسرائيل تتمتع برفاهية حشد الدعم الأمريكي ومواردها الخاصة.. وقد استخدمت بشكل فعال أصول الدعم الجوي والطائرات بدون طيار والدعم الناري، بينما تفتقر حماس إلى الدفاعات الجوية لاعتراضها".
ومنذ اندلاع الحرب، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل أقوى دعم عسكري ودبلوماسي ممكن لموصلة الحرب في غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني يحاصرهم الاحتلال منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
و"في معركة بالأسلحة الصغيرة، يمكن لحماس أن تلحق خسائر بشرية، خاصة في القتال المتلاحم"، كما زاد أصلان.
ومنذ بدء عملياته البرية، أقر جيش الاحتلال بمقتل 105 من ضباطه وجنوده وجرح 600، فيما خسر إجمالا 435 عسكريا منذ اندلاع الحرب.
ويُصر قادة الاحتلال على استمرار الحرب، على أمل إنهاء حكم "حماس" المتواصل لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة، التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال وتدافع عن الفلسطينيين.
وردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة.
وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
اقرأ أيضاً
مندهشون من قوتها.. محلل إسرائيلي: لن يتم تدمير حماس خلال أشهر
المصدر | ليفنت كمال/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: القسام حرب عصابات إسرائيل غزة
إقرأ أيضاً:
تقدم كبير بمفاوضات الهدنة في غزة
دينا محمود (غزة، لندن)
أخبار ذات صلة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في غزة إلى 45 ألفاً الإمارات تواصل إغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزةشهدت مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة تقدماً كبيراً بعد تصريحات فلسطينية وإسرائيلية، فيما أعربت أوساط سياسية متابعة لملف الحرب عن تفاؤلها حيال قدرة الفريق الانتقالي التابع لإدارة ترامب على الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس، إن بلاده أصبحت «أقرب من أي وقت مضى» لإبرام صفقة للإفراج عن المختطفين في قطاع غزة.
وأشار كاتس، خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إلى أنه ستكون هناك أغلبية كبيرة في الحكومة تدعم الصفقة، لكنه شدد أيضاً على «ضرورة تقليل الحديث الآن في هذا الموضوع»، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية.
وفي وقت سابق أمس، قال مصدر إسرائيلي إن المفاوضات بشأن اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» تشهد تقدماً، لكنه حذر من أن «بعض الرهائن ربما يظلون في غزة لفترة طويلة، حال عدم تقديم تنازلات تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار وإنهاء الحرب»، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الأسبوع الجاري قد يكون حاسماً، حيث من المتوقع أن ترد حركة «حماس» على المقترح الذي تم تقديمه مؤخراً.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، إنه ناقش الملف مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، موضحاً أن إسرائيل ستستمر في العمل من أجل إعادة جميع المختطفين «الأحياء والأموات».
وفي السياق، قال قيادي في حركة «حماس» أمس، إن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، «باتت أقرب من أي وقت مضى».
وأضاف القيادي الذي اشترط عدم ذكر اسمه في تصريحات صحفية: «نحن أقرب من أي وقت مضى، للتوصل لصفقة تبادل للأسرى ووقف إطلاق النار إذا لم يقم رئيس الوزراء الإسرائيلي بتعطيل الاتفاق». وشدد القيادي على أن المطلوب حالياً، هو أن «تمارس واشنطن ضغوطاً على نتنياهو لإتمام الصفقة».
وذكر أن «حماس والفصائل قدمت موقفاً متقدماً وبمرونة كبيرة، يتمثل بالموافقة على وقف تدريجي للحرب، وانسحاب تدريجي وفق جدول زمني محدد ومتفق عليه، وبضمانات الوسطاء الدوليين، من أجل وقف العدوان وحماية شعبنا».
وشدد على أن «حماس» والفصائل لن تتنازل عن المطالب الفلسطينية بأن يؤدي الاتفاق إلى وقف دائم للحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وعودة النازحين و«صفقة مشرفة» لتبادل الأسرى.
وأقر بأن «الوسطاء شددوا على عدم التطرق لتفاصيل الصفقة حتى تنجح ولا تكون ذريعة بيد نتنياهو للتهرب»، وأوضح أن «الوسطاء يكثفون الاتصالات والمحادثات لسد الفجوات والوصول لاتفاق قريب».
وقال مصدر آخر مطلع على ملف المفاوضات، إنه تم «إبلاغ الحركة بأن الإدارة الأميركية والرئيس المنتخب دونالد ترامب يريدون صفقة تبادل واتفاق وقف الحرب بأسرع وقت، ربما قبل نهاية العام، وقبل تنصيب ترامب».
وقبل أسابيع من تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه، أعربت دوائر تحليلية وأوساط سياسية متابعة لملف الحرب في غزة، عن تفاؤلها حيال قدرة الفريق الانتقالي التابع للإدارة الجمهورية المقبلة، على الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
فالتحركات الأخيرة لذلك الفريق، والتي شملت إجراء مشاورات مع كبار المسؤولين في بعض الدول المعنية بملف الحرب أواخر الشهر الماضي، أفضت على ما يبدو لإعادة تحريك المياه الراكدة، فيما يتعلق بإمكانية استئناف المحادثات الرامية، إلى التقريب بين وجهات نظر أطراف الصراع، من أجل التوافق على هدنة قريبة.