من نزوح إلى نزوح.. عائلة عُرابي تبحث عبثا عن مكان آمن في قطاع غزة
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
عند وصولها إلى أقصى جنوب قطاع غزة، في نهاية رحلة طولها 40 كيلومترا واتباعها لأوامر الجيش الإسرائيلي خطوة بخطوة، لم تلق عائلة عرابي إلا القصف في رفح أيضا، وأصبح ينتابهم شعور بأنه لم يعد لديها أي مهرب من المجازر والمجاعة والعطش، "فإلى أين سنذهب الآن؟"، يتساءل والد الأسرة.
بهذا الملخص تختم صحيفة لاكروا قصة نزوح عائلة محمد عرابي التي تتكون من أب وأم و7 أطفال، وقد خرج بهم والدهم من جباليا بشمال قطاع غزة، بحثا عن الأمان في منطقة لم يعد فيها مكان آمن، يقول محمد عرابي (45 عاما) "لا نعرف هل سنعيش غدا".
بدأت قصة نزوح العائلة عندما خرج محمد عرابي بها من جباليا التي لا يعرف متى سيراها مرة أخرى، يقول "كان القصف متواصلا وكانت قوة الانفجارات لا تصدق، فاضطررنا إلى الرحيل".
في مدينة غزة
سافرت العائلة حوالي 7 كيلومترات لتستقر في مدينة غزة مع أخت محمد عرابي، وهناك "بين الأطفال وأبناء العمومة والأهل، كان 25 شخصا يعيشون في غرفة واحدة. لم يكن هناك ما نأكله، ولا كهرباء لتوفير بعض الضوء أو التدفئة. وواصل الجيش الإسرائيلي قصف المدينة ليلا ونهارا".
وبعد إسقاط الجيش الإسرائيلي منشورات تطلب من السكان "الذهاب جنوب وادي غزة"، وتحذيره من أن "أي شخص يختار البقاء يمكن اعتباره متواطئا مع منظمة إرهابية، "غادرنا جميعا باتجاه الجنوب على حمار بعربة هذه المرة بدل السيارة"، كما يقول الوالد.
بين الأطفال وأبناء العمومة والأهل، كان 25 شخصا يعيشون في غرفة واحدة. لم يكن هناك ما نأكله، ولا كهرباء لتوفير بعض الضوء أو التدفئة وواصل الجيش الإسرائيلي قصف المدينة ليلا ونهارا
خرج محمد وزوجته وأولادهما الثلاثة وبناتهم الأربع وكذلك أخته وأطفالها إلى الطريق، يقول محمد "في الطريق مررنا بحواجز جيش الاحتلال وتعرضنا للابتزاز من قبل الجنود. كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها الأطفال الدبابات. لقد كان الأمر مثيرا للدهشة ومخيفا للغاية"، ويضيف الرجل وهو لا يزال في حالة صدمة "أطلق بعضهم النار على الفلسطينيين أمامنا فقتلوهم".
وعلى بعد 25 كيلومترا، وصلت العائلة إلى خان يونس لتستقر أولا في مدرسة كانت بمثابة مأوى للنازحين شرق المدينة، قبل أن يستقبلهم أحد الأقارب في غربها، حيث لم يكن هناك مكان لكل العائلة مما اضطرهم للانفصال، نصفهم في المنزل والنصف الآخر في منزل مجاور.
رفح والتشرد والمرض
ولكن بعد الهدنة القصيرة، غزا الجيش الإسرائيلي الجنوب الذي كان يُقدم في السابق على أنه مكان آمن، وجاء تحذير الجيش الإسرائيلي في الأول من ديسمبر/كانون الأول "عليك أن تغادر فورا إلى رفح. مدينة خان يونس منطقة قتال خطيرة. لقد تم تحذيركم"، لتضطر عائلة محمد إلى سلوك الطريق مرة أخرى باتجاه مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة.
رفح تنفجر، أصبحت تؤوي مليون شخص بعد أن كان سكانها نحو 200 ألف، ولا يوجد بها طعام ولا ماء ولا كهرباء، والأطفال لديهم حكة في بشرتهم، وشعرهم مليء بالقمل
و"لمدة 3 أيام -كما يقول محمد- تجولنا بحثا عن مكان نستقر فيه. نمنا في العراء. ثم أعارنا ابن أحد الأصدقاء غرفة. لم تكن لدينا مرتبة وكنا مكتظين للغاية. بحثت عن خيمة لمنح الأطفال الذين يرتدون الملابس نفسها منذ بداية الحرب، مساحة أكبر، لكن لم أجد واحدة".
كانت "مدينة رفح تنفجر بالسكان -كما يقول محمد- أصبحت تؤوي مليون شخص بعد أن كان عدد سكانها نحو 200 ألف، ولا يوجد بها طعام ولا ماء ولا كهرباء، والأطفال لديهم حكة في بشرتهم، وشعرهم مليء بالقمل. الوضع كارثي، أينما ذهبت ترى الشوارع مليئة بالمشردين والنازحين. ولم يبق لنا إلا الدعاء من أجل أن تنتهي الحرب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی ولا کهرباء یقول محمد قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عائلة الأسير الإسرائيلي إيتان هورن تعلّق على فيديو القسام: على نتنياهو المضي في الاتفاق الآن
#سواليف
علّقت عائلة هورن على مقطع الفيديو الذي نشرته #كتائب_القسام، والذي ظهر فيه #الأسير_إيتان في الأسر، إلى جانب شقيقه يائير الذي أفرج عنه قبل أسبوعين.
وقالت العائلة في بيان: “قلوبنا تنفطر لرؤية إيتان في هذا الوضع الصعب، حيث يودّع شقيقه ويبقى محتجزًا في جحيم الأسر. نرى اليأس والخوف في عينيه”.
وناشدت العائلة القيادة السياسية للاحتلال قائلة: “انظروا في عيون إيتان. لا توقفوا الاتفاق الذي أعاد إلينا عشرات الأسرى. لقد نفد الوقت!”.
مقالات ذات صلة مساعدات لآلاف الأردنيين برمضان 2025/03/01في مقطع الفيديو، قال إيتان: “من غير المنطقي أن تُفرّق العائلات. أخرجوا الجميع. لا تدمروا حياتنا”. وأضاف: “أنا سعيد بخروج شقيقي، لكن كيف يُترك البعض؟ لقد جننتم؟ ماذا فعلتم طوال هذا الوقت؟ أوقفوا الحرب والموت، وأعيدوا الجميع”.
وتابع الأسير لدى القسام، إيتان، حديثه باكيًا: “أحيانًا آكل وأحيانًا أشرب، لكنني لست بخير. #حماس تُبقيني حيًا، لكن هذا لا يكفي. أخرجوني، أخرجوا الجميع. #نتنياهو، إذا كان لديك قلب، وقّع الاتفاق اليوم”.
وتحدث مع شقيقه يائير قبل الإفراج عنه قائلاً: “أخبر أمي وأبي والجميع ألا يتوقفوا عن التظاهر. يجب أن يوقعوا على المرحلة الثانية ويُعيدونا جميعًا إلى المنزل”.
يائير، الذي أُطلق سراحه بعد 498 يومًا في الأسر، ألقى كلمة في “ساحة الأسرى” بعد جنازة عائلة بيباس، وقال: “أنا هنا، لكن 63 شخصًا ما زالوا في الأسر، بينهم شقيقي إيتان. حتى يعود هو والباقون، سأظل جسدي هنا، لكن روحي ليست”.
وأضاف يائير: “لأول مرة أقف في الشمس بعد 498 يومًا بلا هواء نقي. بينما نستمتع بالشمس، هناك #أسرى يُصارعون لأجل التنفس. لا وقت لديهم. يجب التوقيع على المرحلة الثانية وإعادة الجميع فورًا. ساعدوني في استعادة شقيقي إيتان”.