بايدن وأوكرانيا بحاجة لاتفاق الكونغرس
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
يبدو أن واشنطن فقدت اهتمامها أو ربما حولته إلى إسرائيل وغزة، بعدما أصبحت أوكرانيا قضية مُكلِّفة وخاسرة.
الهزيمة في أوكرانيا من شأنها أن تقوض ما تبقى من سمعة بايدن على اعتباره وكيلاً فعّالاً للسياسة الخارجية الأمريكية
ومنذ بدء الحرب الأوكرانية وحتى الآن، فقدت كييف جيشها 3 مرات، ويشاع الآن أنه لا يوجد قوة بشرية في أوكرانيا اليوم لاستكمال الحرب ضد الجيش الروسي.
وبحسب الكاتب ويليام غلاستون في صحيفة "وول ستريت جورنال" إذا فشلت مفاوضات مجلس الشيوخ المستمرة بشأن أمن الحدود، ستنتهي المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وإذا حدث هذا، ستنهار إحدى ركائز السياسة الخارجية للرئيس بايدن، وستتضاءل قدرة أوكرانيا على مقاومة روسيا، وسيوسع فلاديمير بوتين مهمته لإعادة بناء الإمبراطورية الروسية.
After the fiasco of the Afghanistan withdrawal, defeat in Ukraine would undermine what is left of Biden’s reputation as an effective steward of American foreign policy, writes William Galston https://t.co/8y06596fFZ
— Wall Street Journal Opinion (@WSJopinion) December 12, 2023 زمام المسؤوليةويقول الكاتب يجب على الرئيس بايدن أن يتولى المسؤولية، وعليه أن يدعو مفاوضي مجلس الشيوخ الغارقين في أزمة الهجرة، إلى جانب زعيم الديمقراطيين تشاك شومر، وزعيم الجمهوريين ميتش ماكونيل، إلى كامب ديفيد، وإبقائهم هناك حتى يتم التوصل إلى اتفاق على استمرار المساعدات لأوكرانيا مقابل حل أزمة الهجرة، مبيناً أن مسيرة الرئيس بايدن المهنية بأكملها (سنواته الـ 36 في مجلس الشيوخ، ورئاسته للجنة العلاقات الخارجية، ودوره خلال إدارة أوباما ككبير المفاوضين) قد أعدته لهذه اللحظة، ولن يفشل إلا إذا لم يكن واثقاً بنفسه.
ورجح الكاتب أن هذه المعطيات تضع بايدن أمام صفقة لن تكون سهلة، فمنذ فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عام 2020، سعى بايدن بلا هوادة إلى وحدة الحزب، ويرى الكاتب إن "التنازل عن مسألة الهجرة من شأنه أن يضعف وحدة حزبه ويوفر المزيد من الذخيرة للتمرد اليساري الذي اندلع بسبب دعمه لإسرائيل".
لقد قرر الأمريكيون منذ فترة طويلة أن سياسة الهجرة التي ينتهجها بايدن فاشلة، وأصبح حكمهم أكثر قسوة بمرور الوقت، وفي أحدث استطلاع أجرته مجلة "إيكونوميست"، وافق 33% فقط من المشاركين على طريقة تعامله مع هذه القضية، وهو رقم ينخفض إلى 27% بين سكان الضواحي و21% بين المستقلين.
وتكافح المدن في جميع أنحاء البلاد، التي يحكمها الديمقراطيون، للتعامل مع التدفق القياسي للمهاجرين الذين لا يستطيعون العمل بشكل قانوني. وعندما تجبر تكلفة إطعامهم وإسكانهم عمدة تلك المدن على قطع الخدمات الحيوية عن ناخبيهم، فإن هؤلاء القادة يدفعون الثمن، وأبرزهم عمدة نيويورك إريك آدامز التي انخفضت شعبيته إلى 28%.
اتفاق الكونغرسوبحسب الصحيفة، لن يكون اتفاق مجلس الشيوخ ناجحاً إلا إذا تمكن من إقراره في مجلس النواب.
وهذا يعني أنه يجب أن يحظى بدعم أغلبية قوية من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، وأشارت الصحيفة إلى أن ماكونيل يمكنه أن يمنح الرئيس بايدن التأكيد بأن الاتفاق سيحصل على دعم كافٍ.
وترى الصحيفة أن الوقت ليس في صالح بايدن. إذا لم يتم حل هذه المسألة قبل تأجيل مجلسي النواب والشيوخ في يناير (كانون الثاني)، فإن نتائج المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا في 15 يناير (كانون الثاني) قد تقنع المسؤولين الجمهوريين الذين يبحثون عن بديل لدونالد ترامب بأنه من غير المرجح أن يهزمه أحد في الفوز بترشيح الحزب.
ومن المرجح أن ينظر ترامب، الذي يعارض علناً ربط إصلاح الحدود بالمساعدات لأوكرانيا، إلى تعاون الجمهوريين مع بايدن بشأن هذه القضية باعتباره انتهاكاً ينهي حياته المهنية.
ولهذا السبب، يجب على الرئيس أن يبدأ المفاوضات على الفور ويصر على بقاء مجلس الشيوخ في حالة انعقاد حتى يمرر حزمة تحتوي على إصلاحات حدودية ومساعدة لأوكرانيا. وبمجرد حدوث ذلك، ينبغي له أن يلقي خطاباً من المكتب البيضاوي لشرح الأسباب التي تجعل هذه الحزمة في المصلحة الوطنية ويدعو مجلس النواب إلى سنّ مشروع قانون مجلس الشيوخ.
مناورات سياسة
وعلى الرغم من أن رئيس مجلس النواب مايك جونسون، كرر دعمه للمساعدات لأوكرانيا، فمن المرجح أن يضغط عليه الجمهوريون المناهضون لأوكرانيا لتأجيل الجلسة في هذا العام، دون تناول مشروع قانون مجلس الشيوخ، ولمواجهة مثل هذه الخطوة، يجب على بايدن أن يوضح أنه مستعد لاستخدام سلطته الدستورية لدعوة مجلس النواب إلى الانعقاد مرة أخرى.
Congressmen in both parties support new aid for Ukraine, but Republicans demand a major crackdown at the southern U.S. border as a condition for their votes, a step Democrats reject. The consequences could be huge. https://t.co/0lwbrJ2uy2 via @WSJ
— Juan Forero (@WSJForero) December 12, 2023وبينّت الصحيفة أنه إذا فشل رئيس مجلس النواب في إقناع أغلبية الكتلة الجمهورية بدعم هذا الإجراء، فإنه سيواجه السماح لروسيا بهزيمة على أوكرانيا.
إنها "مقامرة عالية المخاطر" بالنسبة لبايدن، لكن البديل أسوأ، إذا لم يتمكن بايدن من تأمين استمرار المساعدات الأمريكية لمواجهة روسيا، فإن مصير أوكرانيا، والسلام في أوروبا، ومستقبل التحالف الغربي على المحك، وكذلك رئاسة بايدن.
وبعد فشل الانسحاب من أفغانستان، فإن الهزيمة في أوكرانيا من شأنها أن تقوض ما تبقى من سمعة بايدن على اعتباره وكيلاً فعّالاً للسياسة الخارجية الأمريكية، ومع تقلص الدعم الشعبي لإعادة انتخابه، فإن آخر ما يحتاج إليه هو فشل آخر جديد يضاف لمسيرة الرئاسية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية أمريكا مجلس الشیوخ مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
الشيوخ يعلن اليوم خلو مقعد النائب جلال الهريدي
تشهد اليوم الأحد، الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، إعلان خلو مقعد النائب الراحل الفريق جلال الهريدي، رئيس ومؤسس حزب حماة الوطن.
برلماني: الهدنة لا تعني انتهاء الحرب على غزة .. وإسرائيل تماطل لآخر لحظةهل يمكن غلق التيك توك في مصر؟.. رئيس لجنة الإتصالات بالبرلمان يجيبويتساءل البعض عن مصير مقعد النائب الراحل المعين جلال الهريدي، وفقا لما ورد بقانون مجلس الشيوخ.
وفي هذا السياق قال الدكتور عبد الله المغازي أستاذ القانون الدستوري، إن الفريق جلال الهريدي هو أحد مؤسسي سلاح الصاعقة للمصري، وشارك في العدوان الثلاثي علي مصر وحرب 1967 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة.
وتابع المغازي لـ صدى البلد أن مصر فقدت قامة وطنية كبيرة لافتا إلى أنه كان شخصية وطنية متفردة وقدم جهودا واسهامات بالغة الأهمية فى خدمة وطنه.
ونوه أنه بالنسبة لمصير مقعد النائب الراحل جلال الهريدي في مجلس الشيوخ، استبعد المغازي أن يتم تعيين أحد بدلا منه متابعا:" تفصلنا عن اجراء الانتخابات شهور قليلة وبالتالي استبعد أن يتم تعيين أحد بدلا منه خاصة وأن المادة 30 من قانون مجلس الشيوخ تنص على تقول أن أن التعيين يتم فقط إذا خلا مقعد أحد المعنين قبل 6 أشهر على الأقل من انتهاء العضوية ".
وتنص المادة 30 من قانون مجلس الشيوخ على أنَّه: إذا خلا مكان أحد الأعضاء المعينين قبل انتهاء مدة عضويته بـ 6 أشهر على الأقل، عين رئيس الجمهورية من يحل محله خلال 60 يومًا على الأكثر من تاريخ تقرير مجلس الشيوخ خلو المكان، وتكون مدة العضو الجديد استكمالًا لمدة عضوية سلفه.
وخلال الجلسة يتم تلاوة إخطار وزارة الداخلية بوقوع حالة الوفاة، يليها كلمات نعي من الأعضاء للنائب الراحل، يتم يتم إعلان خلو المقعد وإخطار الهيئة الوطنية للانتخابات.