"COP28" للتمديد ترقباً لـ"الدخان الأبيض"
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
الاقتصاد نيوز-متابعة
كعادته، لم ينجح مؤتمر المناخ في بلوغ توافق قبل انتهاء موعده الرسمي في دورته 28 التي تستضيفها دبي، خاصة أنه يشهد هذه المرة أكثر ملفاته حساسية على الإطلاق، والمتعلقة بمستقبل الوقود حول العالم.
ومنذ صباح الثلثاء، ظهر التباين جلياً بين الوفود حول صياغة النصوص في المسودة الختامية الخاصة بالوقود الأحفوري.
ومع مرور الساعات، كان الجميع يترقب صدور "الدخان الأبيض" إيذانا بالتوصل إلى اتفاق بين المفاوضين والمسؤولين ال1ين يجتمعون على مدار الساعة، فيما يشبه المجمع الذي يعقد الفاتيكان خلال عملية اختيار البابا. وقال متحدث باسم المؤتمر مساء الثلثاء إن رئيس المؤتمر سلطان الجابر عازم على تقديم نص اتفاق يحظى بدعم جميع الأطراف خلال القمة المنعقدة، في دبي وسيواصل المشاورات حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء.
وعلق المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري على الأمر في وقت متأخر يوم الثلثاء، قائلا: "ربما الليلة، وربما في وقت مبكر من صباح الأربعاء"، وأضاف "لكننا نحرز تقدمًا".
والنصّ الأحدث رسميا -حتى وقت كتابة هذا التقرير- كان المنشور مساء الاثنين، وهو مؤلف من 21 صفحة، ولم يعد يحدد أي هدف مشترك "للتخلي التدريجي" عن النفط والغاز والفحم، كما كانت تتضمّنه النسخ السابقة.
وبينما تقود الولايات المتحدة وأوروبا الجبهة الداعية لنص قاطع فيما يخص الوقود الأحفوري، فإن دول أوبك وحلفاءها تقود الاتجاه الداعي إلى التركيز على الانبعاثات.
وخلال مؤتمر الطاقة العربي، الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة على مدار يومين، شنّ وزير النفط الكويتي سعد ناصر حمد البراك هجومًا على الدول التي تدعو إلى التخلي عن الوقود الأحفوري. وقال: "أفاجأ من الهجمة الشرسة لما يسمى فايزنغ أوت (الاستغناء التدريجي عن) النفط وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر للطاقة بهذه الشراسة التي ربما تقابلها الشراهة من الغرب عموما في الاستحواذ على الاقتصاد والمكانة المتقدمة... وأتعجب من هذا الاصرار غير العادي لحرمان الشعوب ودول كثيرة أكثرها في العالم النامي من مصدر أساسي للطاقة".
وأضاف البراك: "هذا التفكير العنصري والاستعماري المرفه عندما يمتد ليشمل اقتطاع أجزاء مهمة من اقتصاداتنا في المنطقة التي يعتمد عليها مستقبلنا شيء مرفوض تماما". واعتبر أن ذلك يشكل "محاولة هيمنة حتى على أفكارنا وقيمنا في هذا العالم هي أكثر من مرفوضة ومستهجنة ولا يمكن ان نستسلم لها باي صورة من الصور".
من جانبه، قال وزير النفط العراقي حيان عبدالغني إنه من غير الممكن الاستغناء عن استخدام النفط، مؤكدا أن "الوقود الاحفوري سيبقى هو المصدر الرئيس للطاقة في كل العالم".
وبين الطرفين المتضادين، ظهر توجه ثالث بدأ يحظى بقبول، وهو "الانتقال العادل للطاقة" وفقا لإمكانيات كل دولة، وهو ما تدعمه صياغات نص المسودة المقدمة من رئاسة "كوب28".
وقالت كايسي فلين المديرة العالمية للتغير المناخي لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الثلثاء إنه لا بد أن يتضمن النص "تعهدات على المستوى الذي يساعد البلدان النامية على التحول نحو الطاقة النظيفة والقدرة على التكيف مع تأثيرات المناخ. في الوقت الحالي لا نرى هذا".
وأضافت في تصريح لوكالة فرانس برس أن "أزمة المناخ على الأبواب والدول النامية تحتاج إلى الدعم لتكون قادرة على الصمود... ويجب أن يشكل هذا النص بداية حقبة طموحة تضع فيها الدول تعهداتها على الطاولة".
وقالت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه "بالطبع يمكننا قبول أن هناك صيغًا تذكّرنا بأننا لا ننطلق جميعاً من النقطة نفسها، وبأنه قد ينبغي على الدول المتقدمة، الدول التي تمتلك الوسائل، أن تكون أول من يبذل جهودًا ".
لكن في حدث قد يشير إلى أن المفاوضات قد تستغرق بعضا من الوقت، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن غراهام ستيوارت، وزير الدولة لأمن الطاقة وصافي الانبعاثات الصفري الذي يقود فريق بلاده في "كوب28"، غادر دبي إلى لندن للمشاركة في تصويت محلي يوم الثلثاء، على أن يعود لاحقا.
لكن الطريف أن غراهام واجه انتقادات حادة من ناشطي المناخ البريطانيين. وقالت تشيارا ليغوري، مسؤولة ملف المناخ في "أوكسفام": "إنها كارثة أن يغادر في هذه اللحظة الحاسمة"، وخصوصاً مع التساؤلات حول "المسؤولية السياسية" عن "الانبعاثات المقدرة" من الرحلة من دبي إلى لندن والعودة التي تبلغ نحو 10 آلاف كيلومترا من الطيران.
ويصف عدد من المنتقدين هذه المواقف الغربية بأنها "منافقة"، حيث تنادي بوقف الانبعاثات؛ في الوقت الي لا تقوم فيه بخطوات عملية بالفعل في هذا المسار.
وكان من اللافت أنه بينما تهاجم الولايات المتحدة بشراسة موقف دول أوبك، فقد أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية مساء الثلثاء أنه من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الخام الأميركي بمقدار 1.02 مليون برميل يوميًا إلى 12.93 مليون برميل يوميًا في عام 2023، وذلك مقابل الارتفاع المتوقع سابقًا بمقدار 990 ألف برميل يوميًا.
وتقول الإدارة الأميركية دائما إنها لا تتحكم في إنتاج النفط داخل الولايات المتحدة، كونه يتبع شركات خاصة.
المصدر: دبي "النهار العربي"
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
«أدنوك» توقع اتفاقية بيع وشراء الغاز الطبيعي المسال من مشروع الرويس
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت «أدنوك» اليوم، عن توقيع ثالث اتفاقية بيع وشراء طويلة الأمد من مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال منخفض الانبعاثات مع شركة «إن. بي. دبليو» إنرجي بادن فورتمبيرغ، إحدى أكبر مشغلي البنية التحتية للطاقة في ألمانيا وعبر أوروبا.
وبموجب هذه الاتفاقية التي تمتد لمدة 15 عاماً لتوريد 600 ألف طن متري سنوياً من الغاز الطبيعي المسال، تحولت اتفاقية البنود الرئيسية التي تم توقيعها بين الطرفين سابقاً إلى اتفاقية ملزمة.
وسيتم إرسال الشحنات بصورة أساسية من مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال منخفض الانبعاثات التابع لأدنوك، والذي يجري تطويره حالياً في مدينة الرويس الصناعية في أبوظبي.
ومن المتوقع أن يبدأ تسليم شحنات الغاز في عام 2028 بعد انطلاق عمليات التشغيل التجارية للمشروع في نفس العام.
ويُذكر أنه تم حتى الآن، الالتزام ببيع أكثر من 8 ملايين طن متري سنوياً من الغاز لعملاء دوليين بموجب اتفاقيات طويلة الأمد.
وتُعد هذه الاتفاقية، ثاني اتفاقية بيع وشراء توقعها «أدنوك» مع شركة ألمانية لتوريد الغاز الطبيعي من مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال منخفض الانبعاثات.
وكانت «ادنوك» قد وقعت في شهر نوفمبر الماضي اتفاقية تسري لمدة 15 عاماً لتوريد مليون طن متري سنوياً مع شركة «سيفي» للتجارة والتسويق (سنغافورة) بي تي أي ليمتد، إحدى الشركات التابعة لشركة سيفي لتأمين الطاقة لأوروبا «Gmbh».وبهذه المناسبة، قالت فاطمة النعيمي، نائب رئيس تنفيذي لإدارة أعمال معالجة الغاز والتكرير والبتروكيماويات في «أدنوك»: «نحن سعداء بالشراكة مع ' إن. بي. دبليو'، إحدى أكبر شركات إمدادات الطاقة في ألمانيا، من خلال توقيع هذه الاتفاقية المهمة لتوريد الغاز من مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال. وتؤكد هذه الشراكة التزام 'أدنوك' بتعزيز التعاون الاستراتيجي والمستدام في قطاع الطاقة. ومن خلال هذه الاتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي المسال منخفض الانبعاثات إلى شركة 'إن. بي. دبليو'، نساهم في تعزيز أمن الطاقة لشركائنا ودعم جهودهم لخفض الانبعاثات مما يرسخ مكانة 'أدنوك' كشريك موثوق في مشهد الطاقة المتطور».
وتأتي هذه الاتفاقية، في إطار «الاتفاقية الاستراتيجية للتعاون في مجال أمن الطاقة ومسرعات النمو الصناعي» (ESIA ) التي وقعتها دولة الإمارات وألمانيا في عام 2022 بهدف تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات أمن الطاقة والحدّ من الانبعاثات والوقود منخفض الكربون. كما تساهم الاتفاقية في تعزيز إعلان النوايا المشترك الموقع في فبراير 2024، بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وولاية بادن-فورتمبيرغ الألمانية بشأن تعزيز التعاون في مجال الطاقة المستدامة.
من جانبه، قال بيتر هايدك، عضو مجلس الإدارة في شركة «إن. بي. دبليو» للبنية التحتية للتوليد المستدام: «يسعدنا ابرام عقد طويل الأمد مع «أدنوك»، والذي يعد خُطوةً مهمةً في تعزيز علاقات التعاون بين الطرفين وتنويع محفظة مشترياتنا من هذا المورد. وسنستمر في التعاون مع شركائنا في'أدنوك' لتطوير فرص أخرى في مجال الغاز الطبيعي المسال والاعمال المرتبطة به، ونحن نتطلع إلى علاقات تعاون طويلة الأمد تحقق مصالح متبادلة وتدعم نجاح أعمال الشركتين».
وأعلنت شركة «أدنوك للغاز» في نوفمبر من هذا العام، نيتها الاستحواذ على حصة «أدنوك» البالغة 60% من مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال بسعر التكلفة والمقدر بقيمة 18 مليار درهم وذلك في النصف الثاني من عام 2028.
وبمجرد اكتمال العمل فيه، سيساهم المشروع من خلال خطي تسييل غاز طبيعي مسال تبلغ سعة كل منها 4.8 مليون طن متري سنوياً وبسعة إجمالية تصل إلى 9.6 مليون طن متري سنوياً، في زيادة سعة الشركة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال إلى أكثر من الضعف لتصل إلى 15 مليون طن متري سنوياً.