دندي: الاحتلال الإسرائيلي يشعل المنطقة ويدفعها نحو تفجير لا يمكن احتواؤه
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
نيويورك-سانا
أكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور الحكم دندي أن الاحتلال الإسرائيلي يشعل المنطقة ويدفعها نحو تفجير لا يمكن احتواؤه من خلال مواصلة جرائمه الوحشية بحق الشعب الفلسطيني، واعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية واللبنانية، مشيراً إلى أن اعتماد الجمعية العامة بأغلبية ساحقة قراراً يطالب بوقف فوري لعدوان الاحتلال على قطاع غزة يمثل تعبيراً صادقاً عن ضمير العالم والإنسانية.
وفي بيان الليلة الماضية عقب اعتماد الجمعية العامة مشروع القرار بأغلبية أصوات 153 دولة، مقابل معارضة 9 دول وكيان الاحتلال الإسرائيلي وامتناع 23 دولة عن التصويت، أوضح دندي أن سورية صوتت لمصلحة مشروع القرار لكونه يمثل تعبيراً صادقاً عن ضمير العالم والإنسانية، ويطالب بإيقاف فوري للعدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني الشقيق، مع تحفظها على بعض الصياغات الواردة فيه التي قد يفهم منها المساواة بين المحتل الإسرائيلي والشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، بين الجلاد والضحية.
وقال دندي: تستأنف الجمعية العامة الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة لمناقشة الوضع الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل حالة الشلل التي يواجهها مجلس الأمن جراء منع الولايات المتحدة له من تحمل مسؤوليته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وإصرارها على منح (إسرائيل) الضوء الأخضر للاستمرار بعدوانها الوحشي على غزة، كما نثمن الخطوة الشجاعة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المتمثلة بتنبيهه مجلس الأمن بموجب المادة الـ 99 من الميثاق إلى أن ما يجري في قطاع غزة هو مسألة تهدد السلم والأمن الدوليين، بالرغم من الحملات الشرسة التي يتعرض لها.
وأضاف دندي: نستأنف هذه الدورة للمرة الثانية خلال أقل من شهرين، لتدارك إصرار الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية على تصفية القضية الفلسطينية وقتل أطفال فلسطين دعماً للكيان الإسرائيلي الذي يقوم بحملة إبادة غير مسبوقة، راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 18 ألف شهيد وما يزيد على 50 ألف جريح أغلبهم من الأطفال والنساء، وذلك في حملة همجية لم يوفر فيها الاحتلال حتى الصحفيين والموظفين الأمميين.
وأشار دندي إلى أن الاحتلال يمعن بتدمير البنية التحتية في قطاع غزة، ويستمر في حصاره ومنع إيصال المساعدات الإنسانية، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً بما في ذلك القنابل الفوسفورية الحارقة، والتهديد باستخدام القنبلة الذرية، واتباع سياسة الدمار الشامل، مرتكبا بذلك مختلف صنوف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، ضارباً بعرض الحائط كل القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية.
وأكد دندي ضرورة أن يدرك الجميع أن ما يجري اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة لم يبدأ في السابع من تشرين الأول، بل قبل عقود طويلة جراء إنكار (إسرائيل) المستمر لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وما رافق ذلك من استمرار للاحتلال، وإمعان في الممارسات العدوانية منذ عام 1948.
ولفت دندي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يشعل اليوم المنطقة ويدفعها نحو تفجير لا يمكن احتواؤه من خلال جرائمه الوحشية المستمرة في فلسطين، والتي تتزامن مع ممارساته العدوانية في الجولان السوري المحتل، واعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية، واستهدافه المطارات المدنية والبنى التحتية فيها، إضافة إلى اعتداءاته على لبنان في انتهاك فاضح للقانون الدولي ولأحكام الميثاق، الأمر الذي يثبت مجدداً أن (إسرائيل) ليست إلا أداة لنشر الفوضى في المنطقة، وإشاعة الإرهاب فيها، وهي السبب الرئيس لتهديد السلم والأمن الإقليمي والدولي، وكل ذلك بغطاء من الولايات المتحدة وحلفائها الذين لجؤوا مؤخراً إلى حشد أساطيلهم على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط، وتقديم الدعم المادي والعسكري منقطع النظير لأداتهم الكيان الإسرائيلي.
وشدد دندي على أن استخدام الولايات المتحدة (الفيتو) مجدداً في مجلس الأمن، ووقوفها ضد إرادة الغالبية العظمى من أعضاء المجلس، وإسقاطها مشروع قرار لم يكن الهدف منه إلا وقف إطلاق نار إنسانياً، تشكل إهانة مخزية للمعايير الإنسانية وتكشف أكذوبة الحرص على أرواح المدنيين، وتثبت أن واشنطن ودولاً غربية أخرى تخوض الحرب في قطاع غزة إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، بهدف وحيد هو إفناء الشعب الفلسطيني، وإقامة ما يسمى (إسرائيل الكبرى) على أشلاء أطفال فلسطين ونسائها بعد تدمير منازلهم وإرثهم الحضاري، فبدلاً من السماح لمجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته بعد أكثر من شهرين على المجازر والإبادة الجماعية، جاء (الفيتو) ليمنح مجرمي الحرب رخصة جديدة لمواصلة ارتكاب المجازر والتدمير والتهجير.
وأوضح دندي أنه من المفارقة أن الدولة التي تتشدق بشعارات الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان، والتي يفترض أن تسهم في حفظ السلم والأمن الدوليين تمنع مجلس الأمن من الاضطلاع بمسؤولياته في وقف العدوان الإسرائيلي، ما يفضح النهج المنحاز في سياساتها عندما يتعلق الأمر بحماية (إسرائيل) وضمان إفلاتها من المساءلة على انتهاكاتها للقانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة.
وأشار دندي إلى أن فشل مجلس الأمن مرات عدة في وقف العدوان، شجع (إسرائيل) على التمادي بإجرامها الممنهج بذريعة حقها المزعوم في الدفاع عن النفس، في الوقت الذي تتباكى فيه بعض الدول الغربية على قيم الإنسانية في مناطق أخرى من العالم، في صورة صارخة للنفاق الدولي، ولازدواجية التعاطي مع قيم الحق والعدل وفق مصالح الدول الغربية الكبرى.
وأعرب دندي عن أسف سورية وعميق قلقها جراء الوضع المتردي في قطاع غزة، وإدانتها بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، واعتداءات الاحتلال المتكررة على الأراضي السورية، وعلى أهلنا في الجولان السوري المحتل، وإدانتها أيضا تغطية بعض الدول الغربية على ما ترتكبه (إسرائيل) من انتهاكات في فلسطين ولبنان وسورية.
وجدد دندي التأكيد على وقوف سورية إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله لتحرير أرضه المحتلة، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، وتشديدها على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي، وتقديم الدعم الإنساني العاجل للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومنع التهجير القسري، وضمان مساءلة الاحتلال الإسرائيلي وداعميه عن تلك الجرائم، وعدم إفلاتهم من العقاب.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة الشعب الفلسطینی الدول الغربیة السلم والأمن فی قطاع غزة مجلس الأمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
نائب ايراني يتهم إسرائيل بالوقوف وراء تفجير ميناء بندر عباس
27 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: اتهم النائب في البرلمان الإيراني، محمد سراج، اليوم الأحد، إسرائيل بالوقوف وراء انفجار ميناء رجائي في مدينة بندر عباس جنوبي البلاد، قائلاً إن “هذا الحدث لم يكن عرضياً بأية حال من الأحوال، وتوجد دلائل واضحة تشير إلى تدخل إسرائيل فيه”.
وذكر سراج في مقابلة مع موقع إخباري إيراني، أنه “حين تقع انفجارات في أربعة مواقع مختلفة، فهذا يدل على أن المواد المتفجرة كانت قد زُرعت مسبقاً داخل الحاويات”، نافياً فرضية الحريق الطبيعي.
وقال “عادةً المواد الكيمياوية تشتعل في نقطة واحدة ولا تتسبب في انفجارات متزامنة بهذا الشكل، هذه الحاويات إما قد تم تلغيمها في بلد المنشأ عبر المصدر، أو خلال مسار النقل، أو حتى من خلال عناصر داخلية تم تجهيزها بالمتفجرات”.
وأشار إلى احتمال استخدام إسرائيل لتقنيات متقدمة، قائلاً: “من المحتمل أن تكون هذه الانفجارات قد نُفذت باستخدام الأقمار الصناعية أو مؤقتات يتم التحكم بها عن بُعد. لقد حسبوا بدقة توقيت وصول الحاويات إلى الميناء لضمان إحداث أكبر ضرر ممكن”، بحسب ما أفاد به لموقع “ركنا”.
ورداً على سؤال مراسل الموقع حول تأثير هذا الحادث على سير المفاوضات، شدد سراج على أن “الإسرائيليين يسعون بشتى الطرق إلى عرقلة العلاقات الدولية لإيران، وهذه الحادثة جزء من تلك المؤامرات، لكن الشعب الإيراني يدرك جيداً ألا ينخدع بهذه الدسائس، ولن يكون لهذا الحادث تأثير على سير المفاوضات”.
وفي مقارنة بين حادثة بندر عباس وانفجار مرفأ بيروت، قال سراج: “في لبنان استهدفوا مستودع نترات الأمونيوم، مما أدى إلى تأثير دومينو واسع النطاق، أما في بندر عباس فبفضل عملية الفصل الصحيحة للحاويات، كانت الأضرار أقل بكثير وهذا يدل على أن العدو سبق أن اختبر هذا الأسلوب، وها هو الآن ينفذه فعلياً”.
كما نفى نائب طهران في البرلمان احتمال تورط المعارضين الداخليين في الحادثة، قائلاً: “الأشخاص الذين يحذرون من نكث العهود الأمريكية بدافع الغيرة الوطنية، قطعاً لا يرتكبون مثل هذه الأفعال، هذه الحادثة بلا شك من تدبير الشبكات الإسرائيلية النشطة في جميع أنحاء العالم”.
واختتم سراج حديثه بالإشارة إلى ما وصفه بـ”روح الصمود لدى الشعب الإيراني”، قائلاً: “يظن أعداؤنا أنهم يستطيعون تركيع إيران بمثل هذه الأعمال، لكنهم يجهلون أن شعبنا يتوق إلى الشهادة، ولا يمكن لمثل هذه التهديدات أن تخيفنا. نحن أيضاً لدينا عملاؤنا داخل الكيان الإسرائيلي، وقد شهدنا مؤخراً اعتقال أحد وزرائهم بتهمة التجسس لصالح إيران”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts