بـطفاية حريق في البرلمان.. نائب بولندي يثير الغضب بعد إطفائه شموع عيد يهودي
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
أقدم نائب بولندي من اليمين المتطرف، على إخماد شموع شمعدان جرت إنارته بمناسبة عيد حانوكا اليهودي في مجلس النواب، مما أدى إلى تعطيل الإجراءات قبل التصويت على الثقة في الحكومة الجديدة، بحسب صحيفة "غارديان" البريطانية.
وظهر غرزيغورز براون، على شاشة التلفزيون وهو يخمد الشموع بطفاية حريق، مما جعل البرلمان يقرر أخذ استراحة للتعامل مع الحادث وإيقاف النائب اليميني عن العمل لبقية اليوم.
وكان دونالد توسك، الذي فازت حكومته الجديدة في تصويت بالثقة، الثلاثاء، قد ألقى في وقت سابق خطابًا أمام مجلس النواب يوضح فيه خططه لتولي منصبه، ووصف الحادث بأنه "وصمة عار".
وتابع: "هذا غير مقبول.. لا يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى".
وقال الحاخام شولوم بير ستامبلر، الذي اعتاد على إضاءة الشمعدان في البرلمان على مدى السنوات الـ 17 الماضية، إن براون "معاد للسامية وأراد جذب الانتباه"، لكنه أشار إلى أن هذه "الحيلة" كان لها في الواقع تأثيرا معاكسا.
وتابع في تصريحات للصحيفة البريطانية: "لقد تلقيت الكثير من المكالمات الهاتفية والرسائل من نواب بولنديين، وأشخاص يعيشون في البلاد.. والجميع أعرب عن تضامنهم وأسفهم" لما فعله بروان.
وأوضح بير ستامبلر أنه كان في غرفة مجاورة عندما نفذ براون اعتدائه، لافتا إلى أن أطفاله كانوا لا يزالون قرب الشمعدان، وبالتالي دخلت بعض رغوة الطفاية إلى جوفهم.
وأردف: "لقد أراد تدمير أجواء التسامح والحرية الدينية المبهجة للغاية.. نحن نقوم بإضاءة الشمعدان منذ 17 عاماً، وفي كل مرة كان الأمر يحدث بسلاسة وسهولة، وكان النواب من مختلف الأحزاب يحترمون ويقدرون هذه المناسبة".
وعندما سُئل بعد الحادث مباشرة عما إذا كان يشعر بالخجل، نفى ذلك قبل أن يصافح نوابا آخرين من اليمين المتطرف ويغادر قاعة البرلمان.
تنديد وتضامنوندد رئيس البرلمان، سيمون هولونيا، بتصرفات براون، وقال للصحفيين: "طالما أنني في منصبي لن يكون هناك تسامح مع العنصرية وكراهية الأجانب ومعاداة السامية".
Far-right Polish lawmaker Grzegorz Braun used a fire extinguisher to put out Hanukkah candles in the country's parliament during an event with members of the Jewish community, provoking outrage and leading the speaker to exclude him from the sitting https://t.co/UtTxVfQckt pic.twitter.com/UvxoXvziyB
— Reuters (@Reuters) December 13, 2023ونشر سفير إسرائيل لدى بولندا، ياكوف ليفني، على منصة إكس تدوينة جاء فيها: "ما حدث عار.. عضو البرلمان البولندي أقدم على فعلته بعد دقائق قليلة من احتفالنا بعيد الحانوكا هناك".
كما دان سفير الولايات المتحدة لدى بولندا، مارك بريجنسكي، الهجوم، وقال على ذات المنصة الاجتماعية: "لقد شهدت بولندا فظائع المحرقة، وهذا العمل المثير للاشمئزاز من الكراهية يذكرنا جميعًا لماذا يجب علينا أن نبقى يقظين ونحارب معاداة السامية في كل دقيقة من كل يوم".
وقال الكاردينال، غريزيغورز ريس، من الكنيسة الكاثوليكية في بولندا في بيان، إنه "يشعر بالخجل" من تصرفات براون. وكتب: "أعتذر للجالية اليهودية بأكملها في بولندا".
وبراون، وهو برلماني مؤيد لروسيا في الحزب الكونفدرالي اليميني المتطرف، وادعى في الماضي أن هناك "مؤامرة لتحويل بولندا إلى دولة يهودية".
وفي وقت سابق من هذا العام، قام ذلك البرلماني بتعطيل محاضرة كان من المقرر أن يلقيها الباحث المتخصص في شؤون الهولوكوست، يان غرابوفسكي، مما أدى إلى إلغاء المحاضرة.
وقال بير ستامبلر إن براون "معاد للسامية، لكنه أيضًا مناهض لبولندا، لأنه عطّل يومًا سياسيًا مهمًا، مع أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية".
وختم بالقول: "كان من المهم جدًا بالنسبة لي إعادة إشعال الشموع بعدما حدث، وهو ما فعلته".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
ممثل يهودي أرجنتيني: يتهموني بمعاداة السامية لدفاعي عن الإنسانية بغزة
أعرب الممثل اليهودي الأرجنتيني نورمان بريسكي، عن إدانته لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، موضحا أنه يتعرض للاتهام بمعاداة السامية كلما دافع عن القيم الإنسانية.
وفي مقابلة مع الأناضول بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، استعرض بريسكي ردود الفعل التي تلقاها عقب تصريحاته المنتقدة للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة خلال حفل توزيع جوائز "مارتن فييرو السينمائية" في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، مشيرا إلى أن معظم تلك الردود كانت "إيجابية".
وأوضح بريسكي أنه قرر القول في الحفل إن "غزة لن تُهزم أبدا"، عقب إبلاغه بنيله جائزتين، مؤكدا أنه "لو حصلت على الجائزة من جديد، فلن أتردد في تكرار العبارة نفسها".
وتُعد ليلة توزيع جوائز "مارتن فييرو السينمائية" التي تنظمها هيئة الإذاعة والتلفزيون الأرجنتينية، الحدث الأبرز في مجال الجوائز السينمائية بالبلاد.
وموجها كلامه إلى الجمهور، قال بريكسي خلال حفل أكتوبر: "غزة، غزة، غزة... غزة لن تُهزم أبدا. لا يهم إن صفقتم لي أكثر أو أقل، لكنني أشعر بذلك في دمي. أدافع عن شعب غزة الذي يُقتل".
** مسؤولية إنسانية
وقال بريسكي: "لم أتفاجأ بتجدد الهجوم على غزة. أن تطالب بالسلام أو الهدنة ثم تتعمد قتل الأطفال وقصف شعب بأسره بوحشية، يجعلنا كبشر مطالبين بالتصرف بمسؤولية".
وأضاف: "عندما أدافع عن القيم الإنسانية، يتم اتهامي بمعاداة السامية، وهذه مفارقة يجب أن نتخلى عنها".
وأكد أن ما يحدث في غزة لا يُنظر إليه من منظور "يهودي أو فلسطيني"، بل من زاوية إنسانية شاملة، داعيا إلى "التوقف عن إلقاء اللوم كاملا على حركة حماس".
ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية وإشراف أمريكي.
وبينما التزمت "حماس" ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس الماضي جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين فلسطينيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين بقطاع غزة.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة أوقعت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، إضافة إلى دمار واسع ونقص حاد في الخدمات الأساسية.
** "الدفاع عن قضية شعب شريف مصدر فخر"
وأشار بريسكي إلى أن تضامنه مع غزة جعله يشعر "بفرح داخلي عميق لما وجدته من دعم شعبي".
وقال لمراسل الأناضول: "سعادتنا نابعة من هذا التضامن. أنتَ تطلب مقابلتي، وتريد التحدث إليّ، وهذا بحد ذاته يشعرني بعمق مشاعر الأخوة الإنسانية".
وأضاف: "في الشارع، الناس يحيّوني ويحتضنوني. البعض عارضني، حتى من أقربائي، لكنني واثق أن موقفي يجلب لي الشرف، فالدفاع عن قضية شعب شريف هو مصدر فخر لي".
كما لفت إلى التناقضات في الولايات المتحدة، قائلا: "في الوقت الذي تنظم فيه احتجاجات دعم لغزة داخل الجامعات، يتم معاقبة الطلاب، وهذا يتعارض مع حرية التعبير".
والعام الفائت، انتشرت بالولايات المتحدة احتجاجات داعمة لفلسطين بدأت في جامعة كولومبيا وتوسعت إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد، واحتجزت الشرطة خلالها آلاف المحتجين معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
** ممارسات إسرائيلية عنصرية
وانتقد بريسكي ما وصفه بـ"التمييز العنصري" الذي تمارسه إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وقال: "الشعب اليهودي خاض نضالات كثيرة، لكن الوضع الحالي مبني على اتفاق سياسي مع البريطانيين".
وتابع: "هذا يُشوه إمكانية التعايش السلمي بين الشعوب. إسرائيل تتبع سياسات عنصرية وفصل تمييزي، وهذا يعرقل التقارب الحقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأشاد بتصريحات الأمم المتحدة المتكررة ضد إسرائيل، وأكد أن إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هي انعكاس لتلك الإدانات الدولية.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يواف غالانت (2022–2024)، بتهمتي ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب" بحق الفلسطينيين في غزة.
** "مجرد كونك على حق لا يكفي"
وعن رؤيته لمستقبل غزة قال بريسكي: "من الصعب جدا تخيّل احتمال انسحاب إسرائيلي أو التوصل إلى هدنة. ما يحدث في الشرق الأوسط يرتبط بشكل وثيق بما يجري في سوريا وروسيا. كل الأمور متشابكة وجميع الاحتمالات صعبة".
وأردف: "المسألة ليست من هو على حق. في هذا العالم القوة هي التي تصنع الفارق، فمجرد كونك على حق لا يكفي".
وزاد: "كما قال البطل الكوبي خوسيه مارتي أن تكون محقا لا يكفي، نحن على حق منذ زمن طويل، لكن هذا وحده لم يُغيّر العالم".
** دعوة لأخوة إنسانية للدفاع عن شعب فلسطين
وقال بريسكي: "لا يمكننا أن نظل صامتين تجاه ما تفعله الولايات المتحدة وإسرائيل. إسرائيل تتحرك بدافع الفرصة العسكرية لتوسيع خطط الاحتلال".
وأضاف: "واجبنا هو نقل ما يحدث بصدق، وتسمية الأسماء بمسمياتها، فالأدلة موجودة والأحداث واضحة، تجري على مرأى ومسمع العالم".
وأكمل: "يجب أن نبني ونعزز وشائج الأخوّة الإنسانية للدفاع عن الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الرائع والاستثنائي الذي ناضل وصبر وتحمّل".
ورأى أن استئناف إسرائيل لهجماتها على غزة رغم التهدئة يعد "استمرارا لسياسة الإبادة الجماعية"، مشككا في إمكانية التوصل إلى أي اتفاق في الوقت الراهن.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.