موقع أسترالي: ماذا يريد بوتين من الإمارات والسعودية؟
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
نشر موقع "آسبي ستراتيجيست" الأسترالي تقريرًا يتناول دور الإمارات والسعودية في تحقيق استراتيجيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منطقة الشرق الأوسط من خلال التعاون الاقتصادي والعسكري والسياسي، والتي يسعى بها بوتين إلى توسيع تأثير روسيا في المنطقة.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن بوتين زار الإمارات والسعودية الأسبوع الماضي في محاولة لتوسيع العلاقات مع الدولتين الغنيتين بالنفط وإظهار أنه ليس معزولاً كما يصوره الغرب.
وأوضح الموقع أن زيارته إلى الدولتين الخليجيتين كانت المرة الثانية التي يغامر فيها بالخروج من روسيا منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جريمة حرب مزعومة تتمثل في الترحيل والنقل غير القانوني للأطفال الأوكرانيين.
ومثل روسيا، فإن الإمارات والسعودية ليستا أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ولذلك وجد بوتين أنه من الآمن زيارة هذين البلدين، تمامًا كما فعل عندما زار الصين في تشرين الأول/ أكتوبر؛ حيث جاءت مغامرته على خلفية تطورين إقليميين مهمين.
وأشار الموقع إلى أن التطور الأول هو استياء الدول العربية المتزايد من الولايات المتحدة لعدم قيامها بما يكفي لوقف حرب غزة، والرغبة في إعادة التوازن إلى العلاقات مع واشنطن في عهد الرئيس جو بايدن، الذي لم يقبلوه مثل أسلافه، وكان بوتين حريصًا على إظهار أنه لا يزال زعيمًا جوهريًّا على المسرح العالمي، على الرغم من كل مشاكل سياسته الداخلية والخارجية بسبب حربه في أوكرانيا والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا.
وتابع الموقع أن بوتين سارع إلى تبني موقف جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، التي تمثل 57 دولة إسلامية من خلال الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، ساعيًا إلى توسيع العلاقات مع المجال العربي في مواجهة النفوذ الأمريكي التقليدي في المنطقة. وذلك رغم علاقاته الجيدة السابقة مع "إسرائيل" والتفاهم غير الرسمي للسماح لها بالعمل بحرية في سماء سوريا لاستهداف قواعد إيران وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
وأكد الموقع أن التطور الآخر هو انخفاض أسعار النفط، فمنذ تموز/ يوليو الماضي، يحاول تحالف الدول العربية المنتجة للنفط وروسيا، المعروف باسم "أوبك بلس"، رفع سعر خام برنت إلى حوالي 100 دولار للبرميل، وقد لعبت السعودية وروسيا أدوارًا رئيسية في هذا الجهد، حيث خفضا إنتاجهما النفطي بمقدار مليون و600 ألف برميل يوميًا، على التوالي.
ومع ذلك، فإن سعر خام برنت اليوم يحوم حول 75 دولار للبرميل، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين وزيادة التركيز على مصادر الطاقة المتجددة في معظم العالم المتقدم.
وأفاد الموقع أنه في حين تستطيع السعودية والإمارات التعامل مع انخفاض الأسعار، نظرًا لقيمة صناديق الثروة السيادية لكل منهما التي تتراوح بين 776 و853 مليار دولار أمريكي، فإن بوتين في حاجة ماسة إلى المزيد من الإيرادات لتمويل حربه في أوكرانيا والحد من ردود الفعل المحلية الناجمة عن التكلفة المتزايدة للحرب والتدهور الاقتصادي الداخلي، وقد كان حريصًا على إبرام صفقات نفطية وتجارية خلال زياراته للسعودية والإمارات بغرض زيادة الإيرادات.
وأضاف الموقع أن كلًا من الرئيس الإماراتي محمد بن زايد والزعيم الفعلي للسعودية محمد بن سلمان كانا مهتمين مثل بوتين بالتعاون ضمن "أوبك بلس" للحفاظ على مستوى إنتاج النفط الذي يتناسب مع ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى رغبتهما في استغلال زيارة بوتين لإرسال رسالة قوية إلى واشنطن بشأن طريقة تعاملها مع أزمة غزة.
ومع ذلك، من غير المرجح أن تؤتي جهود بوتين ثمارها من حيث إغراء الإمارات والسعودية بالانجراف نحو روسيا؛ حيث تتمتع الدولتين، مثل العديد من نظيراتهما العربية في المنطقة، بعلاقات مالية وتكنولوجية واقتصادية وتجارية واستثمارية وأمنية راسخة مع الولايات المتحدة، وروسيا ليست بأي حال من الأحوال في وضع يسمح لها بالعمل كبديل ذي مصداقية، ورغم استياء أبوظبي والرياض من واشنطن، لكنهما لم يقدما حتى الآن أي تعبير عملي عن استيائهما، واقتصرت اعتراضاتهما غالبًا على المستوى الخطابي. لكن هذا لا يعني أنهم لا يرغبون في اللعب بورقة روسيا أو الصين من وقت لآخر لتفادي ضغوط واشنطن بشأن قضايا حقوق الإنسان أو المشاعر المعادية لإسرائيل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإمارات روسيا النفط السعودية السعودية نفط روسيا الإمارات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإمارات والسعودیة الموقع أن
إقرأ أيضاً:
بوتين يدعو سلطان عمان للمشاركة في “قمة روسيا والدول العربية”
روسيا – انطلقت في الكرملين المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، الذي وصل إلى روسيا في زيارة دولة مساء الاثنين.
ونشر الكرملين فيديو يظهر لقاء الزعيمين في قاعة غورغييفسكي الكبيرة في الكرملين ومصافحة سلطان عمان مع أعضاء الوفد الروسي في المحادثات.
وفي مستهل اللقاء رحب الرئيس الروسي بسلطان عمان والوفد المرافق له، وقال “اسمحوا لي قبل كل شيء أن أشكركم على اتخاذكم قرار زيارة بلادنا”.
وأشاد بوتين بعلاقات روسيا مع سلطنة عمان، داعيا لتعزيز التعاون في مجالات عدة منها النقل والاستثمارات المتبادلة والزراعة.
وتطرق الرئيس الروسي إلى موضوع “قمة روسيا والدول العربية” المزمع عقدها خلال العام الجاري، وقال: “بالطبع، كانت هناك معلومات قد وصلت عبر قنوات وزارة الخارجية. نحن نخطط لعقد قمة بين روسيا والدول العربية هذا العام. العديد من أصدقائنا في العالم العربي يدعمون هذه الفكرة. وإذا وجدتم وقتا يا صاحب الجلالة، سنكون سعداء برؤيتكم أيضا في هذه القمة بين جامعة الدول العربية وروسيا”.
من جانبه، أكد هيثم بن طارق اهتمام بلاده ببناء علاقات متينة وطيبة مع روسيا، والسعي إلى أن تكون هذه العلاقات “مميزة ومفيدة تخدم شعوب البلدين”.
كما قدم السلطان الشكر لبوتين على دعوته له لزيارة روسيا وعلى حفاوة الاستقبال.
وفي وقت سابق كشف الكرملين أن محادثات القمة الروسية العمانية ستتناول، بالإضافة إلى المحاور الأساسية لتطوير التعاون الثنائي بين البلدين، عددا الملفات الإقليمية الساخنة، بينها القضية الفلسطينية والوضع في سوريا.
وقالت وثيقة نشرها الكرملين قبل المحادثات: “من المقرر مناقشة الوضع في الشرق الأوسط مع التركيز على التدهور غير المسبوق للأوضاع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. الموقف الروسي يبقى ثابتا ويتمثل في ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأضافت الوثيقة أنه “من بين المواضيع الإقليمية ذات الأولوية موضوع سوريا”، مشيرة إلى أن “روسيا تدعو باستمرار إلى ضمان الوحدة والسيادة والسلامة الإقليمية هذا البلد، والإسراع بالتطبيع الشامل للأوضاع فيه عبر حوار وطني شامل يأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع القوى السياسية والمجموعات العرقية والدينية”.
ومن المتوقع أيضا أن تتطرق محادثات بوتين وهيثم بن طارق إلى المفاوضات النووية التي تجري حاليا بين إيران والولايات المتحدة والتي تقوم مسقط بدور الوساطة فيها.
المصدر: RT + وكالات