"الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني"، بيان شديد اللهجة أصدرته الخارجية المصرية؛ ردًا على المخططات الإسرائيلية تهجير أهالي قطاع غزة. 

وقالت الخارجية في بيانها: "تعقيبًا على التصريحات التي أدلى بها وزير الشئون الإستراتيجية الإسرائيلي "رون ديرمر" بشأن تشجيع الفلسطينيين في قطاع غزة للهجرة خارج القطاع، أعاد السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية التأكيد على موقف مصر الرافض جملةً وتفصيلًا لأية محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين خارج غزة بشكل طوعي أو قسري، مشيرًا إلى أن كافة الممارسات الإسرائيلية على الأرض تؤكد النوايا الإسرائيلية لفرض التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم.

وأكد المتحدث باسم الخارجية على أن الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة تعد إنتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتتعارض مع مسئوليات إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال وفقًا للمادة ٤٩ من اتفاقيات جنيف، مطالبًا إسرائيل بالتوقف الفوري عن قصف واستهداف المدنيين الفلسطينيين، وفرض ظروف وأوضاع إنسانية تجعل من القطاع منطقة غير قابلة للحياة الآمنة والمستقرة للفلسطينيين.

وعلى صعيد متصل اتهم مفوض وكالة غوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إسرائيل بتمهيد الطريق لتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر، كما أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن إسرائيل تنفذ سياسة ممنهجة لإفراغ قطاع غزة من سكانه.

وفي هذا الشأن، قال اللواء أيمن جبريل، الخبير الاستراتيجي، إن مصر لن تصمت أمام مخطط تهجير الفلسطينيين وسبق وأن أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن هذا خط أحمر، ومصر لن تسمح به على الإطلاق، مضيفًا أن الغرض المخفي لإسرائيل بات معلنًا وهو تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين وهو غرض لن يتحقق في ظل ما تملكه مصر من وسائل وصور ردع تحفظ لها أمنها القومي ولا يجب على إسرائيل أن تتجاهل ذلك لأن مصر عندما تقول ستفعل.

وأضاف "جبريل" في تصريحات تليفزيونية، أن مصر وجهت رسائل رادعة للجميع ولن ينفع تكرار توجيه مثل هذه الرسائل مرة أخرى، فقد فاض الكيل وسيكون الثمن باهظًا إذا تم تجاهل تحذيرات مصر، مؤكدًا أن مصالح الكثير من الدول ستتأثر إذا استمر السعي الإسرائيلي لتنفيذ هذا المخطط.

من جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ علوم سياسية رئيس وحدة الدراسات الاسرائيلية المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن مصر لا تسعى لتحقيق أي مكاسب على حساب القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن مصر تؤكد على حقوقها وثوابتها وتدافع عن أرضها، وتدافع عن مبدأ رفض تهجير الفلسطينيين في سيناء، وبالتالي أقرت مصر واقعا سياسيا بأنه لا تهجير ولا تسكين للفلسطينيين بسيناء، والتأكيد أيضا على رفض تصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف "فهمي" في تصريحات تليفزيونية، أن تهجير الفلسطينيين يعني فتح مجال لتصفية القضية الفلسطينية من أصولها، حيث أن المكون البشري أو السكاني يعد أحد مجالات الصراع مع الجانب الإسرائيلي، وبالتالي نجحت مصر بمهارة في إقرار "رفض التهجير"، ونقلت الصورة إلى الجانب الإسرائيلي حيث انتقل الحديث إلى نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى مثل قبرص أو إلى خارج المنطقة مثل استراليا وكندا ودول أخرى باعتبار أن هذه هي مسؤولية المجتمع الدولي، أو مسؤولية دولة جوار كمصر بالنسبة لقطاع غزة أو الأردن فيما يتعلق بالضفة الغربية.

وأوضح "فهمي" أن الدبلوماسية المصرية نجحت في لفت أنظار العالم بأن يكون هناك مخارج أخرى في التعامل مع القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها، وتطوراتها على الأرض. وشدد على أن المشروعات الصهيونية بالنسبة لسيناء، مشروعات قديمة ويعاد تجديدها وتدويرها من آن لآخر، ولكن مصر على وعي كامل ومدركة لطبيعة ذلك. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تهجير تهجير أهالي قطاع غزة قطاع غزة القانون الدولي الخارجية المصرية الممارسات الإسرائیلیة تهجیر الفلسطینیین القضیة الفلسطینیة قطاع غزة أن مصر

إقرأ أيضاً:

1800 شهيد فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية بغزة

البلاد – واس

وثّقت مستشفيات شمال قطاع غزة استشهاد نحو 1800 فلسطيني، في العملية البرية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة منذ شهر، والتي تخللها مجازر جماعية ارتكبت بحق عائلات بأكملها، أبرزها مجزرة مشروع بيت لاهيا، حيث قصفت طائرات الاحتلال عمارة سكنية مكونة من خمسة طوابق، مما أدى لاستشهاد وفقدان نحو 250 فلسطينيًا من عائلة واحدة.

وأكدت مستشفيات شمال القطاع، أن كافة الشهداء والجرحى وصلوا على عربات قديمة، بعد أن دمر الاحتلال معظم سيارات الإسعاف والدفاع المدني ونفاد الوقود، لافتة النظر إلى أن الوضع الصحي في مستشفيات شمال القطاع انهار منذ عدة أسابيع، وباتت الأطقم الطبية عاجزة عن تقديم خدماتها العلاجية.

في سياق متصل، ذكرت تقارير لمؤسسات الأسرى أن الاحتلال اعتقل أكثر من 600 فلسطيني خلال عدوانه المستمر على شمال القطاع، تعرضوا خلال عمليات الاعتقال للتعذيب والتنكيل بهم من قوات الاحتلال، بعد حصار مخيم جباليا ومدينتي بيت لاهيا وبيت حانون، وتشير إحصائيات أولية أن الاحتلال دمر أكثر من 90 % من المنازل والمنشآت والبنية التحتية في شمال القطاع، وهجر أكثر من 100 ألف فلسطيني عن منازلهم تحت القصف والتدمير والمجازر لإجبارهم على النزوح.

وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم 395 على التوالي إلى 43374 شهيدًا، ونحو 102261 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، باستشهاد 33 فلسطينيًا وإصابة 156 بجروح مختلفة وحروق بعضها خطيرة، بالإضافة إلى ارتكاب 3 مجازر بحق العائلات الفلسطينية، خلال الساعات 24 الماضية، في قصف الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مؤكدة وجود عشرات الشهداء تحت ركام المنازل المدمرة في كافة مناطق القطاع، لم يتم انتشالهم لعدم توفر الإمكانيات والوقود اللازم لتشغيل المعدات.

إلى ذلك، أكدت الرئاسة الفلسطينية أن إبلاغ حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأمم المتحدة بشكل رسمي بقطع العلاقات مع وكالة “الأونروا”، هدفه تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وعدم الالتزام بجميع الأعراف والمواثيق والقرارات الدولية والقانون الدولي الإنساني.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: “إن إسرائيل ماضية في استهداف “الأونروا”، بهدف تصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة، وعرقلة أنشطتها ودورها”، مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جادة وملموسة على أرض الواقع ضد إسرائيل، محملًا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة لهذا القرار.

مقالات مشابهة

  • إبراهيم عيسى: من ينتقد موقف مصر من القضية الفلسطينية "مجموعة غوغاء"
  • شكوك متزايدة بشأن تنفيذ إسرائيل تهجير جماعي للفلسطينيين من شمال قطاع غزة
  • 1800 شهيد فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية بغزة
  • بسبب رفضها الزواج.. عصابة من 5 اشخاص يقومون بتصفية شابة من تعز بإبرة مسمومة في عنقها
  • 43374 شهيداً منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة
  • الخارجية الفلسطينية: جرائم الاحتلال في الضفة جزء من حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
  • الخارجية الفلسطينية: الفشل الدولي في وقف حرب الإبادة يشجع المستوطنين على نسخ مظاهرها بالضفة
  • الصحة الفلسطينية: الاحتلال يشن هجمات شرسة على مستشفيات قطاع غزة
  • الصحة الفلسطينية: خروج 27 مستشفى في غزة عن الخدمة بسبب سياسة الاحتلال
  • غرامة 300 ألف جنيه.. عقوبة انتهاك البيانات الشخصية طبقا للقانون