لم تعد صورة إسرائيل "الدولة المعزولة" مجرد تعبير عن مخاوف كانت تتردد على لسان مسؤولين وصحفيين وكتاب ووسائل إعلام في داخل إسرائيل وخارجها، بل أصبحت بالفعل "مغضوباً عليها" جرّاء حرب الإبادة التي تخوضها في قطاع غزة، ولم يعد من سند لها يتولى دعمها وتبرير جرائمها إلا الإدارات الحاكمة في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
الكاتب الإسرائيلي يوسي كلاين قدّم صورة عن إسرائيل في مقال نشرته صحيفة "هاآرتس" قائلاً: "هناك فجوة بين ما نراه وما يراه العالم.. نحن لا نفهم كيف أصبحنا في أكبر عزلة أكثر من أي وقت مضى، دولة منبوذة، فنانوها مقاطعون ومطارها مهجور"، وأردف قائلاً: "نحن منقطعون عن العالم، نغلف أنفسنا بعدالة قضيتنا منغلقين على أنفسنا ولا نرى ما يراه العالم، المظاهرات في الخارج هي ضد الاحتلال.. أما نحن فنتذمر"، وأضاف: "التعاطف مع معاناة الآخر يعتبر خيانة، هذا ليس جديداً، فنحن لم نحب يوماً أن نتقاسم معاناتنا مع الآخرين.. دائماً نطلب الحصرية لأنفسنا". وتساءل: "كيف يستطيع الطيار تدمير مبانٍ كاملة فوق رؤوس سكانها من دون أي ذرة تأنيب ضمير"؟.
إن المظاهرات المليونية التي شهدتها عواصم ومدن العالم منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وحتى الآن، تأييداً لفلسطين ورفضاً للمجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة، والدعوة لوقف إطلاق النار، تؤكد أن العالم يشهد انقلاباً ضد الاحتلال الإسرائيلي وما يرتكبه الجيش الإسرائيلي من مجازر.
ووفقاً لإحصاءات مراكز الإبحاث فإن 96% كانت مؤيدة للفلسطينيين، وشملت 92 دولة، ومن بينها مظاهرات يهودية في العديد من العواصم من بينها واشنطن ونيويورك ضد السياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل.
كما أن تصويت 120 دولة في الأمم المتحدة يوم 28 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لصالح مشروع قرار قدمه الأردن يدعو لوقف إطلاق النار يؤكد أن العالم يرفض العدوان الإسرائيلي، ويشير إلى الالتزام الأخلاقي للمجتمع الدولي في مواجهة نهج المعايير المزدوجة، وتسييس القانون الإنساني الدولي.
كما أن وقوف الولايات المتحدة في مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي ضد مشروع قرار قدمته دولة الإمارات يدعو لوقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، يكشف أن الإدارة الأمريكية تقف وحدَها في مواجهة إرادة العالم في تأييدها لمواصلة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
ثم إن مواقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومعه كل المنظمات الإنسانية الدولية تجاه ما ترتكبه إسرائيل من مجازر بحق الأطفال والنساء ومن تدمير لمختلف مرافق الحياة، ومن استخفاف وانتهاك لكل القوانين الدولية والإنسانية، هي تأكيد على السقوط الأخلاقي الذي بات يشكل تهديداً للأمن والسلام العالميين.
الجيش الإسرائيلي يفقد كل أخلاقيات الحرب، مستنداً في قتاله إلى قيم خارج أي مفهوم إنساني.
إسرائيل تفقد مصداقيتها وكل ما نسجته حول نفسها طوال 75 عاماً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
احتجاج بـ «أكفان الأطفال».. نشطاء بريطانيون يُطالبون بوقف تسليح إسرائيل
قالت صحيفة «تليجراف» البريطانية، إن نشطاء مؤيدين لفلسطين وضعوا أكفان أطفال أمام منزل وزير خارجية بريطانيا «ديفيد لامى» للمطالبة بحظر بيع السلاح إلى إسرائيل.
ووضعت ناشطتان من منظمة «الشباب يطلب» أكفان جثث أطفال على عتبة منزل وزير الخارجية البريطانى، ورفعتا لافتة فوق سياجه كُتب عليها «أوقفوا تسليح الإبادة الجماعية».
ولم يكن «ديفيد لامى» البالغ من العمر 52 عامًا، عضو البرلمان عن توتنهام، فى المنزل عندما نفّذت الناشطتان كريستى نورث، 37 عامًا، وسو هاوسمان، الاحتجاج الساعة 11 صباحًا يوم الثلاثاء. إذ انضم إلى الملك والملكة فى زيارة ملكية إلى روما، حيث حضر مراسم استقبال رسمية فى قصر كويرينالى صباح الثلاثاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن موقف الحكومة الحالى هو أن أفعال إسرائيل فى غزة تنطوى على خطر واضح بانتهاك القانون الإنسانى الدولي.
واضطر لامى الشهر الماضى إلى التراجع عن اتهامه فى مجلس العموم بأن إسرائيل ارتكبت «خرقًا للقانون الدولي» بحجبها المساعدات عن غزة.
وفى يناير، تعرض لمقاطعة من متظاهرين مؤيدين لفلسطين اقتحموا منصة مؤتمر للمطالبة بوقف إطلاق النار فى الصراع بين إسرائيل وغزة.
اقرأ أيضاًالجبهة الوطنية: زيارة ماكرون لمدينة العريش رسالة إنسانية وأخلاقية توجه أنظار العالم تجاه غزة
وزير الخارجية يؤكد أهمية استعادة الهدوء وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة
مسؤولون أمميون يناشدون قادة العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين في غزة