لبنان ٢٤:
2024-12-28@22:16:54 GMT
إرباكات لبنانية بين اندفاعتَي إسرائيل وإيران
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": يصبح الدور الإيراني حاضراً بقوة في المجالَين الميداني والتفاوضي. منذ شهرين، وبعد مفاجأة اللحظة الأولى لعملية حماس، تقدّمت إيران في الحركة التي قامت بها عربياً ودولياً، وفي لبنان. تدريجاً، حصد دورها في لبنان وما يمكن أن يكون عليه موقع حزب الله في احتمالات توسّع الحرب اهتماماً، لأنه بدا في لحظات أساسية قائماً على تحديد أطر للحرب ومنع توسّعها.
ثمة اعتراف بأن خصوصية لبنان السياسية والطائفية لا تزال تمثّل حلقة متينة في وجه أيّ محاولة لتطبيق أعراف جديدة عبر مفاوضات تأخذ في الحسبان توازنات مستجدة، وتمنع تفلّت اللعبة بالكامل. فلبنان ليس سوريا أو العراق أو اليمن، من دون أن يمنع ذلك مخاوف من استعادة وقائع تفاوض سابقة ومقايضات أدّت الى تبدّل التوازنات الداخلية. ومع بقاء الحذر قائماً، تطرح تساؤلات خارجية من لبنان الى المنطقة عن القوى التي قد تقف في وجه أيّ محاولات للاستئثار بالوضع اللبناني من جانب إيران، إذا أدت أي مفاوضات الى التسليم بذلك، في حال قدّمت تسهيلات في سبيل تطبيع الوضع الإقليمي. هناك اعتراف غربي بأن دول المنطقة الفاعلة، والسعودية من بينها، لم تتمكن من تحقيق هذا التوازن المطلوب، على مدى سنوات، وهذا لا يمكن تخطّيه في أيّ مفاوضات لها صلة بلبنان أو غيره. أما بالنسبة الى لبنان تحديداً، فالتساؤلات تدور، في غياب أيّ مرجعية قرار واضح، عن قدرة خصوم حزب الله على القيام بخطوات جدية في مواجهة ما قد يكون مطروحاً على الطاولة، أو حتى في فرض إيقاع مختلف داخلياً من الآن وحتى تنضج المفاوضات. ومع الاعتراف بأنّ أقصى ما جرى تحقيقه في الوقت الراهن، ومنذ ما قبل حرب غزة، حملة سياسية مضادّة، ورفع بعض القوى شعارات الفيدرالية، أو حتى التسليم بعمق الانفصال بين فريقين، وبرز أخيراً حتى في نقاش تطبيق القرار 1701 ببعدَين مختلفين جذرياً بين حزب الله وخصومه، إلا أنّ هناك عجزاً عن التقدم خطوة الى الأمام والحضور بجديّة في أيّ نقاشات خارجية حول مستقبل لبنان. وسيكون من الصعب على أيٍّ من الأطراف المفاوضين أن يأخذ مصالح أفرقاء هم أنفسهم تخلّوا عن دورهم، ولا سيّما أن أيّ تفاوض في المدى المنظور مرجّح لأن يأخذ في الحسبان ما تريده إسرائيل وإيران، كلٌّ على حِدة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً: