إرباكات لبنانية بين اندفاعتَي إسرائيل وإيران
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": يصبح الدور الإيراني حاضراً بقوة في المجالَين الميداني والتفاوضي. منذ شهرين، وبعد مفاجأة اللحظة الأولى لعملية حماس، تقدّمت إيران في الحركة التي قامت بها عربياً ودولياً، وفي لبنان. تدريجاً، حصد دورها في لبنان وما يمكن أن يكون عليه موقع حزب الله في احتمالات توسّع الحرب اهتماماً، لأنه بدا في لحظات أساسية قائماً على تحديد أطر للحرب ومنع توسّعها.
ثمة اعتراف بأن خصوصية لبنان السياسية والطائفية لا تزال تمثّل حلقة متينة في وجه أيّ محاولة لتطبيق أعراف جديدة عبر مفاوضات تأخذ في الحسبان توازنات مستجدة، وتمنع تفلّت اللعبة بالكامل. فلبنان ليس سوريا أو العراق أو اليمن، من دون أن يمنع ذلك مخاوف من استعادة وقائع تفاوض سابقة ومقايضات أدّت الى تبدّل التوازنات الداخلية. ومع بقاء الحذر قائماً، تطرح تساؤلات خارجية من لبنان الى المنطقة عن القوى التي قد تقف في وجه أيّ محاولات للاستئثار بالوضع اللبناني من جانب إيران، إذا أدت أي مفاوضات الى التسليم بذلك، في حال قدّمت تسهيلات في سبيل تطبيع الوضع الإقليمي. هناك اعتراف غربي بأن دول المنطقة الفاعلة، والسعودية من بينها، لم تتمكن من تحقيق هذا التوازن المطلوب، على مدى سنوات، وهذا لا يمكن تخطّيه في أيّ مفاوضات لها صلة بلبنان أو غيره. أما بالنسبة الى لبنان تحديداً، فالتساؤلات تدور، في غياب أيّ مرجعية قرار واضح، عن قدرة خصوم حزب الله على القيام بخطوات جدية في مواجهة ما قد يكون مطروحاً على الطاولة، أو حتى في فرض إيقاع مختلف داخلياً من الآن وحتى تنضج المفاوضات. ومع الاعتراف بأنّ أقصى ما جرى تحقيقه في الوقت الراهن، ومنذ ما قبل حرب غزة، حملة سياسية مضادّة، ورفع بعض القوى شعارات الفيدرالية، أو حتى التسليم بعمق الانفصال بين فريقين، وبرز أخيراً حتى في نقاش تطبيق القرار 1701 ببعدَين مختلفين جذرياً بين حزب الله وخصومه، إلا أنّ هناك عجزاً عن التقدم خطوة الى الأمام والحضور بجديّة في أيّ نقاشات خارجية حول مستقبل لبنان. وسيكون من الصعب على أيٍّ من الأطراف المفاوضين أن يأخذ مصالح أفرقاء هم أنفسهم تخلّوا عن دورهم، ولا سيّما أن أيّ تفاوض في المدى المنظور مرجّح لأن يأخذ في الحسبان ما تريده إسرائيل وإيران، كلٌّ على حِدة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
ألماس صاروخ غنمه حزب الله من إسرائيل وطورته إيران
"ألماس" صواريخ إيرانية الصنع، من نوع أرض-أرض وجو-أرض، قصيرة المدى ومضادة للدروع، تعمل بتقنية ضرب الأهداف من الأعلى، وهي مستنسخة من صواريخ "سبايك" الإسرائيلية المضادة للدبابات التي غنمها حزب الله في حربه عام 2006 مع إسرائيل، ونقلها إلى إيران التي عملت على تطويرها وتحسين قدراتها، وأصدرت منها 3 نسخ.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن حزب الله اعتمد على صواريخ ألماس في معاركه ضد الجيش الإسرائيلي، الذي شن في أكتوبر/تشرين الأول 2024 عملية برية على جنوب لبنان سماها "السهام الشمالية".
التصنيع والتدشينعقب استيلاء حزب الله على صواريخ "سبايك" الإسرائيلية وإرسالها إلى إيران، أجرى خبراء في وزارة الدفاع الإيرانية عملية هندسة عكسية لتطوير وتصنيع عائلة صواريخ "ألماس"، بهدف استهداف المدرعات والتحصينات.
وكشفت إيران عن صواريخ "ألماس" لأول مرة في أبريل/نيسان 2020، أثناء عملية تسليم واسعة لصواريخ وطائرات مسيرة إلى الجيش الإيراني، واستخدمتها رسميا في يناير/كانون الثاني 2021 إذ أطلقتها من الطائرة المسيرة "أبابيل 3" في مناورات عسكرية.
صواريخ ألماس الإيرانية كشف عنها لأول مرة في أبريل/نيسان 2020 (مواقع التواصل الاجتماعي) المواصفات صواريخ "جو-أرض" و"أرض-أرض" مضادة للدروع تعمل بتقنية الهجوم من الأعلى. يبلغ طول النسختين 1 و2 من صواريخ ألماس 1.1 متر، والنسخة 3 طولها 1.6 متر. ويبلغ قطر الصاروخ 130 ميلمترا للنسختين 1 و2، و170 ميلمترا للنسخة 3. يصل مدى "ألماس 1" إلى 4 كيلومترات، بينما يصل مدى صاروخ "ألماس 2″ إلى 8 كيلومترات، و"ألماس 3" إلى 16 كيلومترا. ويزن صاروخا ألماس 1 و2 نحو 15 كيلوغراما، بينما تزن النسخة الثالثة منه نحو 34 كيلوغراما. ويستطيع الصاروخ حمل نوعين من الرؤوس الحربية. وتستعمل صواريخ ألماس الوقود الصلب. ويمكن إطلاق الصواريخ من الطائرات المسيرة والمنصات الأرضية. القدرات والمميزاتيمكن لعائلة صواريخ ألماس حمل نوعين من الرؤوس الحربية، أحدهما يخترق الدروع عبر تفجير مزدوج، والآخر يعتمد على نظام يمزج الوقود والهواء، وتنتج عنه كرة نارية ضخمة تدمر الأهداف بكفاءة عالية.
ويقع الرأس الحربي خلف كاميرا توجيه موجودة في طرف الصاروخ، وتعمل الكاميرا بنظامي تتبع، تصويري وحراري، مما يتيح لها رؤية الأهداف ليلا ونهارا وتحديدها بدقة.
وطورت إيران 3 نسخ من صاروخ "ألماس" لتلبية المتطلبات المتنوعة في ميادين القتال المختلفة، وهي:
ألماس 1يشبه إلى حد كبير صاروخ "سبايك إل آر" المضاد للدروع، من ناحية التصميم والمواصفات. ويعتمد على أجنحة رباعية بتصميم مشابه لصاروخ "طوفان" الباليستي الإيراني، وبه محرك يعمل بالوقود الصلب، مع مخرج للغاز الساخن.
ويستخدم الصاروخ جهاز بحث بصري وأليافا ضوئية للبحث عن الأهداف وتدميرها، وله قدرة على اختراق 60 سنتيمترا من الدروع.
ألماس 2وهو نسخة مطورة من صاروخ ألماس 1، بمدى أطول، ويتمتع بقدرة على اختراق دروع بسمك 80 سنتيمترا، ويمكن إطلاقه من المنصات الأرضية والجوية.
ألماس 3يعتبر هذا النوع الأكبر من ناحية الحجم والوزن والمدى ضمن عائلة "ألماس"، ويشبه إلى حد كبير "صاروخ إي آر" الإسرائيلي، ويتميز برأس حربي ينفجر على مرحلتين، مما يوفر قدرة تدميرية أكبر ضد الأهداف المحصنة.
ويعتمد الصاروخ في تحديد مساره على الأشعة تحت الحمراء، إضافة إلى جهاز بحث كهروضوئي يستخدم مستشعرات بصرية للكشف عن الهدف وتوجيهه بدقة نحو الموقع المستهدف. كما يتمتع بالقدرة على اختراق دروع تصل سماكتها إلى 100 سنتيمتر.