لا مفاوضات بين الحزب وإسرائيل برعاية أميركية وفرنسية لتطبيق الـ1701
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": وضعت إسرائيل واشنطن ودول الغرب كما الامم المتحدة امام واقع الضغط من اجل تنفيذ القرار الدولي 1701، ولم توفر وسيلة سياسية أو ديبلوماسية او حتى عسكرية للدفع في هذا الاتجاه، عبر طلب سحب قوات الحزب عن الحدود بهدف ضمان أمن المستوطنات وتوفير العودة الآمنة لهم. وشكّل استهداف حيّ في بلدة عيترون رسالة دامية ومدمرة إلى الأطراف اللبنانيين حول جدية تهديداتها، مقدمة البلدة نموذجاً مصغراً لما يحصل في غزة وما يمكن ان يحصل في لبنان إذا استمرت تهديدات الحزب لأمن إسرائيل.
تعمل تل أبيب على فرض قواعد جديدة من خارج قواعد الاشتباك التقليدية بينها وبين الحزب، منطلقة من تطورات حربها في غزة التي أرست نتائجها حتى الآن توازناً جديداً للقوى أسقط مقولة اسرائيل بكسر "حماس" او الفلسطينيين في شكل عام عن مواجهة الجبروت الاسرائيلي، حتى لو ادى ذلك إلى محو غزة، ذلك ان الجمهور الاسرائيلي لم يعد في إمكانه انكار ان "حماس" نجحت في ضربتها لاسرائيل ولو بثمن باهظ جداً. وتدرك إسرائيل انه في حال عدم نجاحها في القضاء على الحركة الجهادية الفلسطينية، فهي ستضطر إلى الجلوس الى طاولة التفاوض وتقديم تنازلات، بعدما ايقنت ان العودة إلى ما قبل السابع من تشرين الاول لم تعد ممكنة، وبالتالي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يتوقف قبل تحقيق هذا النجاح. والأمر ينسحب على الجبهة اللبنانية.
تتكثف الحركة الديبلوماسية الدولية في اتجاه لبنان تحت هذا العنوان، أي الضغط على السلطات اللبنانية، كما على الحزب لمنع الانزلاق إلى ما ترمي اليه إسرائيل لمنع فتح الجبهة اللبنانية. والعنوان لهذا التحرك يكمن في الضغط من أجل تطبيق القرار 1701، ليس من باب تعديله أو وضعه تحت الفصل السابع كما تقول مصادر اممية لـ"النهار"، وانما الالتزام بمندرجاته. من هنا، كان الدفع الدولي لتمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون على رأس المؤسسة العسكرية، وتفادي وصول أي عسكري آخر لا تطمئن اليه واشنطن ودول الغرب لجهة التزامه تطبيق القرار. ومن هنا الدعم المالي للجيش لتمكينه من تأمين أي انتشار مطلوب على الحدود إلى جانب قوات "اليونيفيل".
وقد برزت في اليومين الماضيين معلومات عن مفاوضات تجري بين الحزب وإسرائيل برعاية أميركية وفرنسية حيال تطبيق الـ1701، ترافقت لاحقاً مع أنباء عن مهلة أعطتها إسرائيل للحكومة اللبنانية والجيش لمدة 48 ساعة لبدء مفاوضات حول اتفاق يقضي بانسحاب عناصر الحزب إلى قواعده السابقة تنفيذاً للقرار الدولي تحت طائلة ان تقوم القوات الاسرائيلية بتدمير البنية التحتية للحزب في الجنوب وصولاً إلى حدود الليطاني.
مصادر حكومية نفت هذه المعلومات، فيما وضعتها مصادر عين التينة في سياق التهويل الذي تمارسه إسرائيل، مؤكدة ان تطبيق القرار الدولي هو من مهمة الامم المتحدة لجهة إلزام إسرائيل بالانسحاب إلى الحدود الدولية.
وترى مصادر سياسية ان لبنان عاجز عن تطبيق القرار بقواته الخاصة، نظراً إلى ضعف امكانات المؤسسة العسكرية وعجزها عن تأمين العديد والعتاد المطلوبين للانتشار على طول الحدود. وذكّرت بأن الجيش عندما نشر نحو 15 الف جندي على الحدود، فُتحت عليه اكثر من جبهة داخلية وعلى الحدود الشمالية لضعضعة قواته وتشتيتها، فكيف اليوم وهو يرزح تحت اعباء الضائقة الاقتصادية وغياب الحوافز لدى الشباب على الانخراط في المؤسسة؟
وتؤكد المصادر رداً على عملية التهويل الجارية ان الحزب يمارس أقصى درجات الانضباط وضبط النفس، وليس في وارد الانجرار وراء المشروع الاسرائيلي. من هنا، فإن اي تنفيذ للتهديدات سيكون على إسرائيل تحمّل مسؤولياتها امام المجتمع الدولي والولايات المتحدة المتشددين حتى الآن في النأي بلبنان عن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: تطبیق القرار
إقرأ أيضاً:
برعاية منصور بن زايد.. انطلاق أعمال النسخة السابعة من «الملتقى الدولي للاستمطار» في أبوظبي
برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وبحضور سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، انطلقت في أبوظبي اليوم أعمال النسخة السابعة من الملتقى الدولي للاستمطار الذي ينظمه برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، وتستمر فعالياته حتى يوم الخميس 30 يناير 2025 في كونراد أبوظبي، أبراج الاتحاد.
ويشهد الملتقى مشاركة ما يزيد على 50 متحدثاً رفيع المستوى من حول العالم، ويستقطب مجموعة من الخبراء العالميين وصناع القرار والباحثين لتعزيز النقاشات حول أمن المياه وتعديل الطقس.
وفي كلمة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، ألقاها سعادة الدكتور عبدالله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، قال سموّه: «نؤمن في دولة الإمارات بأن البحث العلمي والابتكار هما أساس التعامل مع الواقع وتحديات المستقبل، وانطلاقاً من كوننا دولة تؤمن بالمصير المشترك للمجتمعات الإنسانية كافة على هذا الكوكب، كنا دوماً حريصين على التعاون مع الجميع لتحقيق الازدهار العالمي، وبناء حياة أفضل للجميع، بدءاً من التقدم العلمي في مجالات الفضاء، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، لم نغفل يوماً عن أهمية الاستثمار، وتشجيع البحث العلمي في مجال الأمن المائي والاستدامة المائية».
من جهته، أكد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، الأهمية البالغة التي توليها دولة الإمارات العربية المتحدة لملف الأمن المائي، باعتباره أولوية وطنية ومحوراً استراتيجياً تحرص قيادتنا الرشيدة على استدامته في مختلف الظروف؛ لتلبية احتياجات المجتمع والنمو الاقتصادي في دولة الإمارات.
وأشار سموه إلى أن الأمن المائي ليس مجرد قضية محلية، بل هو تحدٍ عالمي يتطلب تضافر الجهود وتكامل المبادرات الدولية لمواجهته بفعالية، منوهاً سموه بحرص دولة الإمارات العربية على لعب دور فاعل في هذا المجال من خلال الاستثمار في التقنيات المتقدمة والمشاركة في الحوارات العالمية، ودعم المشاريع البحثية، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية التي تسهم في إيجاد حلول مستدامة لتحديات المياه على المستويين الإقليمي والدولي.
وثمَّن سموه الدعم الكبير الذي يقدمه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، لجهود تعزيز الأمن المائي في الدولة، لافتاً إلى أن جهود سموه المستمرة كانت قوة دافعة لتحقيق العديد من الإنجازات في هذا القطاع الحيوي، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتبناها الدولة.
وأكد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات تعمل على تعزيز مكانتها داعماً رئيسياً للبحث العلمي والابتكار في مجال الأمن المائي، من خلال مبادرات رائدة مثل برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، الذي يسعى إلى إيجاد حلول علمية مبتكرة، تسهم في تعزيز استدامة الموارد المائية.
واحتفاء بالذكرى العاشرة لتأسيس برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار كمبادرة بحثية عالمية تختص بدعم الابتكار العلمي في مجالات تحسين الطقس والاستمطار، قام سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، بتكريم كوكبة من الشخصيات البارزة والمؤسسات المحلية والدولية التي ساهمت في تأسيس البرنامج، ودعم ريادته على مدى العقد الماضي.
وضمت قائمة المكرمين كلاً من معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي مريم المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، ومعالي أحمد جمعة الزعابي، مستشار رئيس الدولة في ديوان الرئاسة، والسيد عبدالله المنقوش، مدير إدارة دراسات مصادر المياه بمكتب صاحب السمو رئيس الدولة سابقاً، والذي كان له دور رائد في إطلاق عمليات تلقيح السحب في دولة الإمارات في تسعينيات القرن الماضي.
وضمت قائمة الجهات التي تم تكريمها كلاً من وزارة الخارجية، ووزارة الداخلية، ووزارة الدفاع، والهيئة العامة للطيران المدني، ووكالة أنباء الإمارات (وام)، وهيئة البيئة - أبوظبي، وجامعة خليفة، ومطارات أبوظبي، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وشركة «ساينس برايم».
وتوجه سعادة الدكتور عبدالله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بجزيل الشكر والتقدير لقيادة الدولة الرشيدة التي لم تدخر جهداً في دعم المركز الوطني للأرصاد، وبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، وتوفير السبل والإمكانات كافة التي كان لها الأثر الكبير في إنجاح مسيرة البرنامج على مدار السنوات العشر الماضية، وقال إن الدور المحوري الذي اضطلعت به الدولة في تعزيز التعاون البحثي الدولي، قد نال اعترافاً دولياً نعتز به جميعاً، لما له من أثر إيجابي وملموس على واقع المجتمعات، وبناء مستقبل مستدام للأمن المائي على مستوى العالم.
وأكد أن دولة الإمارات تسعى من خلال تطوير التقنيات المتقدمة في مجال الاستمطار ومشاركتها مع المجتمع العلمي حول العالم، إلى توسيع حدود المعرفة العلمية والابتكار التقني، وسد الفجوات المعرفية بين الدول، مما يفتح آفاقاً جديدة لإدارة الموارد المائية المستدامة على مستوى العالم، مشيراً إلى أن دولة الإمارات أصبحت بفضل هذه الجهود مركزاً عالمياً رائداً في مجال بحوث علوم الاستمطار، حيث يأتي انعقاد الدورة السابعة للملتقى الدولي للاستمطار اليوم ليشكل منصة عالمية بارزة لتعزيز هذا التعاون، وتبادل المعرفة في هذا الحقل العلمي المتنامي.
كما أكد سعادته التزام دولة الإمارات بمواصلة السير على هذا النهج لتحقيق الأمن المائي للجميع، في الوقت الذي تتواصل فيه استعدادات الدولة لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه بالشراكة مع جمهورية السنغال في عام 2026، وقال إن الإمارات ستواصل، من خلال مبادرات دولية رائدة مثل الملتقى الدولي للاستمطار، دفع عجلة الابتكار العلمي في أبحاث الاستمطار وتقنياته، وذلك من منطلق الرؤية المشتركة لبناء مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً للجميع.
وقالت علياء المزروعي، مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار: «بفضل رعاية كريمة ودعم لا محدود من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وحرصه المتواصل على توفير المقومات كافة اللازمة لنجاح برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، استطاع البرنامج خلال فترة وجيزة أن يحقق إنجازات ملموسة على صعيد تطوير تقنيات جديدة في مجال الاستمطار، وحصول براءات اختراع عالمية عديدة، مما عزز مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً رائداً للابتكار في هذا المجال الحيوي».
ويتزامن الملتقى الدولي السابع للاستمطار مع الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس برنامج الإمارات لبحوث الاستمطار، وهي محطة مهمة في مسيرته والتزامه المتواصل منذ عقد من الزمان بتطوير علوم وتكنولوجيا الاستمطار كأحد الحلول المستدامة لتحديات شح المياه وإثراء الأمن المائي والغذائي محلياً وعالمياً، حيث أثمرت استثمارات البرنامج التي وصلت إلى 82.6 مليون درهم حتى الآن عن استكمال تطوير 11 مشروعاً بحثياً، وتسجيل 8 براءات اختراع، منها 3 قيد التسجيل، في حين يجري حالياً استكمال 3 مشاريع بحثية أخرى.
ويهدف الملتقى الدولي للاستمطار إلى توفير منصة نقاشية علمية وذات طابع عالمي تهدف إلى تعزيز التعاون والابتكار في مجال علوم الاستمطار، حيث تحظى حلول الذكاء الاصطناعي في مجال تحسين الطقس بأهمية خاصة ضمن أجندة الملتقى.