رؤساء أكبر المنظمات الإنسانية عبر العالم يطالبون بايدن بوقف إطلاق النار بغزة
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، مقالا لمجموعة من رؤساء المنظمات الإنسانية هم: ميشيل نان، وتجادا دوين ماكينا، وجان إيغلاند، وآبي ماكسمان، وجيريمي كونينديك، وجانتي سويريبتو، أشاروا فيه إلى إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال مرة إن استهداف التدفئة والمياه والكهرباء في أوكرانيا كان بمثابة "تعامل وحشي مع شعب أوكرانيا" و"همجية".
وطالب رؤساء المنظمات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بإنهاء تدخلاتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة، وعرقلة الدعوات لوقف إطلاق النار إنساني فوري في القطاع الذي يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء تواصل العدوان.
وشددوا على أن الدبلوماسية الأمريكية لم تحقق حتى الآن في الحرب الدائرة بقطاع غزة، الأهداف التي نقلها بايدن وهي؛ حماية المدنيين الأبرياء، والالتزام بالقانون الإنساني، وتقديم المزيد من المساعدات.
وأشاروا إلى ضرورة اتخاذ إدارة بايدن تدابير ملموسة كما تفعل في صراعات أخرى من أجل وقف السقوط الحر المروع في قطاع غزة.
ونوه رؤساء المنظمات الإنسانية، إلى أن أكثر من 80 بالمئة من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أصبحوا نازحين، في حين يجبرهم الهجوم الإسرائيلي الأخير على التجمع في قطعة صغيرة من الأرض، بحسب تعبيرهم.
ولفتوا إلى أن موظفي المنظمات الحقوقية في غزة ليسوا آمنين جراء قصف الاحتلال المتواصل، موضحين أن زملائهم في القطاع يتخذون القرار بالبقاء مع عائلاتهم في مكان واحد حتى يتمكنوا من الموت معا أو الخروج للبحث عن الماء والطعام.
وتاليا ترجمة نص المقال الذي كتبه رؤساء المنظمات الإنسانية كاملا:
نحن لسنا غرباء على المعاناة الإنسانية - الصراعات، والكوارث الطبيعية، وبعض من أكبر وأخطر الكوارث في العالم. كنا هناك عندما اندلع القتال في الخرطوم، السودان. ومع سقوط القنابل على أوكرانيا. وعندما ضربت الزلازل جنوب تركيا وشمال سوريا. وعندما واجه القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف منذ سنوات والقائمة تطول.
ولكن باعتبارنا قادة بعض أكبر المنظمات الإنسانية العالمية في العالم، فإننا لم نر شيئا مثل الحصار المفروض على غزة. في أكثر من شهرين منذ الهجوم المروع على إسرائيل والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص وأدى إلى اختطاف حوالي 240 شخصا، قُتل حوالي 18000 من سكان غزة – بما في ذلك أكثر من 7500 طفل – وفقا لوزارة الصحة في غزة. وقد تم الإبلاغ عن مقتل عدد أكبر من الأطفال في هذا الصراع مقارنة بجميع الصراعات العالمية الكبرى مجتمعة في العام الماضي.
إن الفظائع التي ارتكبتها حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر كانت غير معقولة ومنحرفة، كما أن احتجاز الرهائن أمر بغيض. إن المطالبات بالإفراج عنهم عاجلة ومبررة. لكن الحق في الدفاع عن النفس لا يتطلب ولا يمكن أن يتطلب إطلاق العنان لهذا الكابوس الإنساني على ملايين المدنيين. إنه ليس طريقا إلى المساءلة أو التعافي أو السلام. لم تشهد أي حرب أخرى يمكن أن نفكر فيها في هذا القرن أن يكون المدنيون محاصرين إلى هذا الحد، دون أي وسيلة أو خيار للهروب لإنقاذ أنفسهم وأطفالهم.
تعمل معظم منظماتنا في غزة منذ عقود. ولكننا لا نستطيع أن نفعل شيئا كافيا على الإطلاق لمعالجة مستوى المعاناة هناك دون وقف فوري وكامل لإطلاق النار وإنهاء الحصار. لقد جعل القصف الجوي مهمتنا مستحيلة. وقد أدى حجب المياه والوقود والغذاء والسلع الأساسية الأخرى إلى خلق حجم هائل من الاحتياجات التي لا يمكن للمساعدات وحدها تلبيتها.
ويجب على زعماء العالم - وخاصة حكومة الولايات المتحدة - أن يفهموا أننا لا نستطيع إنقاذ الأرواح في ظل هذه الظروف. هناك حاجة اليوم إلى تغيير كبير في نهج الحكومة الأمريكية لانتشال غزة من هذه الهاوية.
بداية، يجب على إدارة بايدن وقف تدخلاتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة، وعرقلة الدعوات لوقف إطلاق النار.
منذ انتهاء وقف القتال، نشهد مرة أخرى مستوى عالٍ بشكل استثنائي من القصف، وبضراوة متزايدة. إن المناطق القليلة المتبقية في غزة والتي لم يطالها القصف تتقلص كل ساعة، مما يجبر المزيد والمزيد من المدنيين على البحث عن الأمان الذي لا وجود له. وقد أصبح الآن أكثر من 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة نازحين. الهجوم الإسرائيلي الأخير يجبرهم الآن على التجمع في قطعة صغيرة من الأرض.
وليس القصف هو الشيء الوحيد الذي يقطع حياة الناس بوحشية. أدى الحصار المفروض على غزة والحصار المحيط بها إلى ندرة حادة في الغذاء، وعرقلة الإمدادات الطبية والكهرباء، ونقص المياه النظيفة. ولا تكاد تتوفر أي رعاية طبية في هذا الجيب، كما يوجد القليل من الأدوية. يعمل الجراحون على ضوء هواتفهم المحمولة، دون تخدير. إنهم يستخدمون مناشف الأطباق كضمادات. ولن يتزايد خطر حدوث موجات من الأمراض المنقولة بالمياه والأمراض المعدية إلا في ظل الظروف المعيشية المكتظة بشكل متزايد للنازحين.
وصف أحد زملائنا في غزة مؤخرا كفاحهم من أجل إطعام رضيعة يتيمة تم إنقاذها من تحت أنقاض غارة جوية. ولم ترضع الطفلة لعدة أيام بعد وفاة والدتها. لم يكن بمقدور زملائنا سوى الحصول على الحليب المجفف - وليس الحليب الخاص بالرضع، ولا حليب الثدي، وهو ليس طعاما مناسبا من الناحية التغذوية للأطفال - كي لا تموت جوعا.
قبل الحرب، كانت هناك حاجة لمئات الشاحنات المحملة بالمساعدات يوميا لدعم الحياة اليومية لسكان غزة. ولم يصل إلى غزة سوى قدر ضئيل من المساعدات المطلوبة خلال الشهرين الماضيين منذ بدء الحرب. ولكن حتى لو سمح بدخول المزيد، فإن عملنا في غزة يعتمد على ضمان قدرة فرقنا على التحرك بأمان لإنشاء المستودعات والملاجئ والعيادات الصحية والمدارس والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة.
اليوم موظفينا ليسوا آمنين. يخبروننا أنهم يتخذون القرار اليومي بالبقاء مع عائلاتهم في مكان واحد حتى يتمكنوا من الموت معا أو الخروج للبحث عن الماء والطعام.
بين القادة في واشنطن، هناك حديث مستمر عن الاستعداد لـ "اليوم التالي". ولكن إذا استمر هذا القصف والحصار بلا هوادة، فلن يكون هناك "يوم تالي" في غزة. سيكون متاخرا جدا. مئات الآلاف من الأرواح في خطر اليوم.
حتى الآن، لم تحقق الدبلوماسية الأمريكية في هذه الحرب الأهداف التي نقلها الرئيس بايدن: حماية المدنيين الأبرياء، والالتزام بالقانون الإنساني، وتقديم المزيد من المساعدات. ولوقف السقوط الحر المروع في غزة، يجب على إدارة بايدن اتخاذ تدابير ملموسة كما تفعل في صراعات أخرى لرفع مستوى الرهان مع جميع أطراف الصراع والدول المجاورة.
قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن ذات مرة عن الحرب في أوكرانيا إن استهداف التدفئة والمياه والكهرباء كان بمثابة "تعامل وحشي مع شعب أوكرانيا" و"همجية". ويجب على إدارة بايدن أن تعترف بأن الأمر نفسه ينطبق على غزة. وبينما أعلنت عن إجراءات لردع العنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، يجب على بلينكن وزملائه ممارسة ضغوط مماثلة لوقف العنف ضد المدنيين في غزة أيضا.
إن الأحداث المروعة التي تتكشف أمامنا تشكل سردية عالمية، إذا لم يتغير، فسوف يكشف عن إرث من اللامبالاة في مواجهة معاناة لا توصف، والتحيز في تطبيق قوانين النزاع، وإفلات الجهات الفاعلة التي تنتهك القانون الإنساني الدولي من العقاب.
يجب على حكومة الولايات المتحدة أن تتحرك الآن – وأن تناضل من أجل الإنسانية.
كتاب المقال هم:
ميشيل نان: الرئيسة والمديرة التنفيذية لمنظمة كير بالولايات المتحدة الأمريكية.
تجادا دوين ماكينا: الرئيسة التنفيذية لمؤسسة ميرسي كوربس.
جان إيغلاند: الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين.
آبي ماكسمان: الرئيسة والمديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام الأمريكية.
جيريمي كونينديك: رئيس منظمة اللاجئين الدولية.
جانتي سويريبتو: الرئيسة والمديرة التنفيذية لمنظمة إنقاذ الطفولة الأمريكية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بايدن غزة امريكا غزة الاحتلال الإسرائيلي بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المنظمات الإنسانیة وقف إطلاق النار رؤساء المنظمات على غزة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس: بدء محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
قال المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، إن محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قد بدأت، مضيفًا: "اتصالات ومفاوضات المرحلة الثانية بدأت، ونحن معنيون ومهتمون في المرحلة الحالية بالإيواء والإغاثة والإعمار لشعبنا في قطاع غزة".
وأردف قائلًا: "الاحتلال يعطل البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار ويراوغ ويماطل في تنفيذه".
ليوضح: "الإيواء والإغاثة لشعبنا قضية إنسانية ملحة لا تحتمل المراوغة والمماطلة من الاحتلال".
جيش الاحتلال يُغلق معبر كرم أبو سالم
أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي معبر كرم أبو سالم التجاري، اليوم الثلاثاء، كما اعتقل عددا من سائقي الشاحنات.
وفي تصريحات سابقة له؛ قال المفوض العام لوكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"، (أونروا) فيليب لازاريني أن الأونروا: علّقت إدخال المساعدات الإنسانية من معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة بسبب مخاوف أمنية.
لافروف: إسرائيل تُخطط لطرد الفلسطينيين من غزة والسيطرة على الضغة الغربية
صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلاله مشاركته في منتدى فالداي للحوار في موسكو، بأن مصر وقطر لعبتا دورا أساسيا في التوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار في غزة، مشيرا إلى ضرورة عدم نسيان دور الإدارة الجديدة في البيت الأبيض.
وأضاف لافروف: "لقد تلقينا إشارات تفيد بأن هناك مشاكل ستنشأ مع المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وربما بدأت هذه المشاكل بالفعل، لأن الرسائل التي ترسلها الدوائر الحاكمة في إسرائيل، مفادها بأنها ليست راضية تماما عن إيفاء حماس بالتزاماتها في المرحلة الأولى، وأنها لا تستبعد أي شيء بسبب ذلك".
مردفًا: "هناك تسريبات موثوقة كثيرة تشير إلى أن خطط إسرائيل التي تشمل، بالإضافة إلى طرد الفلسطينيين من قطاع غزة، تشمل السيطرة الكاملة على الضفة الغربية لنهر الأردن".
حركة فتح: الاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع الجرائم في الضفة الغربية
قال المتحدث باسم حركة فتح الدكتور ماهر النمورة، إنه يجب على المجتمع الدولي التدخل لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، مؤكدا في الوقت ذاته صمود الشعب الفلسطيني على كامل أرضه ورفضه المساس بحقوقه من خلال التهجير وتمسكه بحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وحسبما أبرزت "قناة القاهرة الإخبارية" أضاف النمورة: " الاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع الجرائم في الضفة الغربية، ولاسيما في جنين وطولكرم، حيث يتعرض الفلسطنيون للعدوان المستمر منذ أسابيع، بالإضافة إلى سقوط عشرات الشهداء أمام مسمع ومرأى العالم أجمع".
ودعا المتحدث باسم فتح جميع الجهات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة إلى ممارسة ضغوطات تجاه الاحتلال الإسرائيلي، لوقف هذه الجرائم المستمرة منذ عدة أسابيع في شمال الضفة الغربية.
وحول الإجراءات والنقاشات التي تدور داخل حركة فتح للتصدي لهذا التصعيد الإسرائيلي على الضفة الغربية، قال النمورة "هناك اتصالات مستمرة مع السلطة الفلسطينية لدراسة الأوضاع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في محافظات الضفة الغربية، وكذلك استمرار الحصار على أهالي قطاع غزة من أجل إيصال رسالة للعالم أجمع أن الاحتلال الاسرائيلي لن يتوقف عن ممارسة هذه الجرائم".