ترجمت القواتِ البحريةَ اليمنية جهوزيتَها العالية ووصولها إلى مرحلة متطورة من الكفاءة التي فاجأت العالم، وعكست جانباً من القدرات البحرية اليمنية في مرحلة حسَّاسة من تاريخ صناعة مستقبل بلد يقدم في سبيل الحفاظ على كرامته وسيادته وموقفه تجاه القضية الفلسطينية الغالي والنفيس، قدراتُ القوات البحرية اليمنية تتنامى يوماً تلو الآخر، وبصورة مذهلة حيث تنوعت العمليات التي حقّقتها القوة البحرية منذ العام 2016 عندما استهدفت الصواريخ البحرية سفن العدوان السعودي الاماراتي على اليمن وحتى اليوم باستهداف السفن الصهيونية التي تمر من البحر الأحمر، والتي تتم بتكتيك وتخطيط استراتيجي يتضمن المعرفة الكاملة بالبحر الأحمر وحركة الملاحة فيه.


في السطور القادمة نستعرض أبرز عمليات الاستهداف والاحتجاز التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في منطقة باب المندب ومحيطها:
الثورة / أحمد السعيدي

سفينة استراندا
البداية بآخر العمليات العسكرية بإعلان العميد يحيى سريع المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية يوم الثلاثاء الماضي 12 ديسمبر 2023 أن القوات البحرية استهدفت بصاروخ بحري الناقلة “استراندا” النرويجية التي كانت في طريقها إلى إسرائيل عبر البحر الاحمر ، وقال سريع في بيان صادر عنه انه “انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ الذي يتعرضُ في هذه الأثناءِ للقتلِ والتدميرِ والحصارِ في قطاعِ غزة واستجابةً لنداءاتِ الأحرارِ من أبناءِ شعبِنا اليمني العظيمِ وأبناءِ أمتِنا نفذتِ القواتُ البحريةُ التابعة للقواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً نوعيةً ضدَّ سفينةِ “استراندا” تابعةٍ للنرويج، كانت محملةً بالنفطِّ ومتوجهةً إلى الكيانِ الإسرائيلي وقد تمَّ استهدافُها بصاروخٍ بحريٍّ مناسب”، وكانت القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ نجحتْ خلالَ اليومينِ الماضيين في منعِ مرورِ عدةِ سُفُنِ استجابتْ لتحذيراتِ القواتِ البحريةِ اليمنيةِ ولم تلجأْ لاستهدافِ السفينةِ النرويجيةِ المحملةِ بالنفطِ إلا بعدَ رفضِ طاقمِها كافةَ النداءاتِ التحذيرية”.

توسيع العمليات
جاء الاستهداف الأخير بعد إعلان ناطق القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ العميد يحيى سريع في بيان منعِ مرورِ السُّفُنِ المتجهةِ إلى الكيانِ الصهيونيِّ من أيِّ جنسيةٍ كانتْ، إذا لم يدخلْ لقطاعٍ غزةَ حاجتُهُ من الغذاءِ والدواءٍ وذلك بعد أسابيع من نجاحِها في فرضِ قرارِها بمنعَ السُّفُنِ الإسرائيليةِ من الملاحةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربي ونتيجةً لاستمرارِ العدوِّ الصهيونيِّ في ارتكابِ المجازرِ المروعةِ وحربِ الإبادةِ الجماعيةِ والحصارِ بحقِّ الأشقاء في غزة، فإنها تعلن منعِ مرورِ السُّفُنِ المتجهةِ إلى الكيانِ الصهيونيِّ من أيِّ جنسيةٍ كانتْ، وستصبحُ هدفًا مشروعًا لها، إذا لم يدخلْ لقطاعٍ غزةَ حاجتُهُ من الغذاءِ والدواءٍ، وحذرت جميعَ السُّفُنِ والشركاتِ من التعاملِ مع الموانئِ الإسرائيلية حرصا على سلامةِ الملاحةِ البحريةِ.. مؤكدة حرصَها الكاملَ على استمرارِ حركةِ التجارةِ العالميةِ عبرَ البحرينِ الأحمرِ والعربي لكافةِ السُّفُنِ والدولِ عدا السُّفُنِ المرتبطةِ بالإسرائيلي أو التي ستقومُ بنقلِ بضائعَ إلى الموانئِ الإسرائيلية، وفي أبرز ردود الأفعال السريعة على هذا البيان قالت وسائل إعلام صهيونية بأن إعلان اليمن منع أي سفينة من الوصول إلى موانئ «إسرائيل» هو ارتقاء درجة وحدث جدي جداً، وكان معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قد تناول مخاطر حدوث تعطيل كبير للتجارة العالمية بسبب استهداف السفن التجارية التي تديرها شركات من جنسيات مختلفة.

سفينتي » يونيتي إكسبلورر« و» نمبر 9«
آخر الإنجازات العسكرية للقوات البحرية اليمنية كانت يوم الأحد الثالث من ديسمبر/ كانون أول الجاري عندما أعلنت القوات المسلحة اليمنية أن قواتها البحرية هاجمت سفينتين إسرائيليتين هما يونيتي إكسبلورر وسفينة «نمبر 9»، بطائرة مسيرة مسلحة وصاروخ بحري، وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الهميد يحيى سريع إن السفينتين استهدفتا بعد أن رفضتا التحذيرات، وجاء استهدافهما استجابة لمطالب الشعب اليمني ودعوات الدول الإسلامية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع الحرب على غزة»، حيث أعلنت شركة «أمبري» للأمن البحري أنّ سفينة شحن بريطانيّة تعرّضت لقصف صاروخي أثناء عبورها البحر الأحمر. ووفقا لـ»أمبري»، فإنّ ملكيّة وإدارة السفينة التي تعرّضت للهجوم مرتبطتان بالمدعو دان ديفيد أونغار، وهو مواطن بريطاني مدرج كمقيم إسرائيلي في دليل الأعمال الرئيسي في المملكة المتحدة، من جهته أعلن الجيش الأمريكي أن المدمرة الأمريكية كارني استجابت لنداءات استغاثة من قبل السفينتين السابقتين، ورصدت صاروخًا أُطلِق من منطقة يسيطر عليها الحوثيّون في اليمن وسقط قرب سفينة «يونيتي إكسبلورر» التي ترفع علم جزر البهاما. وقد أبلغت السفينة لاحقًا عن إصابتها بأضرار طفيفة جرّاء صاروخ آخر أطلِق من منطقة يسيطر عليها الحوثيّون، كذلك، أبلغت سفينة الشحن «نمبر 9» التي ترفع علم بنما عن وقوع أضرار مادّية بسبب صاروخ أطلِق من اليمن، ويأتي هذا الاستهداف بعد أن أعلنت القوات المسلحة اليمنية منع مرور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر في منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رداً على الحرب على غزة.

سفينة »غالاكسي ليدر«
قبلها بأسبوعين وتحديداً في التاسع عشر من نوفمبر الماضي أعلنت القوات المسلحة أيضاً احتجاز سفينة «غالاكسي ليدر» الإسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني، واحتجاز طاقمها، المكوّن من 25 شخصًا وكانت هذه العملية الأولى من نوعها بعد إعلان القوات المسلحة إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية إثر الحرب على غزة، ولا تزال السفينة ترسو في ميناء الحُديدة منذ نحو الأسبوعين، وكانت العملية قد اثبتت كفاءة عالية للقوات البحرية اليمنية حيث بَثَّ الإعلامُ الحربي ، مشاهدَ للعملية العسكرية النوعية للقوات البحرية على السفينة الإسرائيلية وكيف تمت السيطرة عليها واقتيادها إلى الساحل اليمني، وأظهرت المشاهدُ السفينةَ الإسرائيلية وهي في عُرض البحر وهبوط طائرة مروحية هيلوكوبتر يمنية مثبَّتًا عليها العَلَمَان اليمني والفلسطيني، على سطح السفينة بسلاسة وانتظام، ثم نزول عدد من أفراد القوات البحرية من على متن الطائرة والانتشار على سطح السفينة، ثم تمكّنهم من الدخول إلى غرفة عمليات السفينة، مردّدين عبارات “ثابِتْ ولا حركة”، والطلب من طاقمها بالجلوس وعدم المقاومة، كما أظهرت المشاهدُ جنودَ القوات البحرية وهم ينتشرون داخلَ السفينة، مردِّدين هُتافاتِ الحرية (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) وهُتاف (لبيك يا قدس، لبيك يا قدس، لبيك يا قدس) وَ(فوقهم فوقهم)، ثم أظهرت المشاهدُ لحظةَ اقتياد السفينة إلى الساحل اليمني، ومن حولها عددٌ من الجنود، موزِّعين على زوارقَ بحرية ترافق السفينة وهي بطريقها إلى الساحل اليمني، وعلى متن الزوارق ترفرفُ الأعلامُ اليمنية والفلسطينية، في دلالة على واحدية القضية والمصير.

سفينة روابي الإماراتية
وفي 3 يناير 2022 احتجزت القوات البحرية اليمنية سفينة ترفع علم الإمارات أثناء إبحارها قبالة سواحل البلد وكانت السفينة الإماراتية “روابي..” سفينة في ظاهرها شحن لكنها عسكرية مارست نشاطات معادية واخترقت المياه اليمنية واستخدمت لأغراض عسكرية متعددة وأنشطة عدوانية فما كان من القوات البحرية اليمنية سوى ضبطها وهي تحمل «معدات عسكرية» وتم إحالتها للسلطات القضائية وكانت عملية ضبط السفينة الإماراتية المسلحة على بعد 11 ميلاً بحرياً داخل المياه اليمنية بين جزر الطير والزبير وبين جزيرة كمران، يحدد محضر الضبط المحرر من قبل القوات البحرية، نوعية الشحنة على متن السفينة لحظة ضبطها، وفي بيانات المحضر، فإن روابي سفينة انزال ساحلى تحمل العلم الإماراتي ومملوكة لشركة خالد فرج للشحن البحري ، الإحداثية البحرية تبين موقع احتجاز السفينة في داخل المياه الإقليمية اليمنية، يوجز المحضر أن ضبط السفينة جرى بعد دخولها المياه اليمنية، بعد أن جرى الاعتراض الأولي عليها، وفي المحضر فإن السفينة روابي دخلت المياه اليمنية دون إذن وتنسيق مسبق مع السلطات وخفر السواحل اليمني، وثانيا لعدم التجاوب أثناء المناداة للسفينة على القناة الدولية ستة عشر، ويقر قبطان السفينة خطياً بتبعية الشحنة على ظهر السفينة لحظة القبض عليها للجيش السعودي ما ينفي مزاعم وادعاءات تحالف العدوان التي حاول ترويجها من أن الحمولة جرى شحنها بعد ضبطها، تكشف صور ورحلات السفينة زيف ادعاءات العدوان من أنها سفينة تحمل معدات طبية، وإنقاذية لسقطرى فبالوثائق والصور والفيديو، تمكنت القوات المسلحة من إسقاط ادعاءات تحالف العدوان وأكاذيبه بشأن السفينة، وزيف الدعايات التي يسوقها من أن القوات البحرية اليمنية تهدد الملاحة البحرية، بل يكشف عن ممارساته أنها التي تهدد سلامة الملاحة البحرية حقيقة.

القاطرة البحرية رابع 3
في نوفمبر 2019 أعلنت القوات المسلحة اليمنية عبر القوات البحرية أنها ضبطت ثلاث سفن إحداها سعودية وتحمل اسم رابع 3 في جنوب البحر الأحمر، قالت القوات المسلحة إنها دخلت إلى المياه الإقليمية دون إشعار مسبق، ودون استجابة لنداء القوات البحرية اليمنية، ما يعتبر» تحدياً واضحاً لكل القوانين الدولية البحرية وخرقاً للسيادة اليمنية»، وقام تحالف العدوان السعودي على اليمن يومها بإعلان أن القاطرة البحرية «رابغ – 3» تعرضت، لدى إبحارها جنوب البحر الأحمر، لعملية خطف وسطو مسلح من زورقين على متنهما عناصر قوات خفر السواحل اليمنية، وأضافت أن القاطرة كانت تقوم بقطر «حفار بحري» تملكه شركة كورية جنوبية، وأن العملية تمثل تهديداً حقيقياً للملاحة الدولية والتجارة العالمية، ولكن سرعان ما اثبتت القوات المسلحة اليمنية أن القاطرة البحرية تجاوزت المياه الإقليمية اليمنية وأنه تم رصدها وتوثيقها بالصور وأن القوات المسلحة اليمنية لن تتوانى في فرض السيادة اليمنية على كافة المياه الإقليمية في البحرين الأحمر والعربي.

البارجة الحربية الدمام
وفي الرابع والعشرين من شهر يوليو العام 2018 استهدفت القوات البحرية اليمنية بارجة الدمام قبالة السواحل اليمنية وكانت البارجة الدمام هي الأحدث بين سلسلة البوارج التي تستهدفها القوة البحرية في ملحمة الدفاع عن اليمن بوجه قوى العدوان السعودي الأمريكي حيث أعلنت السعودية حينها عبر وزير النفط خالد الفالح تعليقا فوريا ومؤقتا لجميع صادرات النفط عبر مضيق باب المندب بعد هجوم شنّه القوات البحرية اليمنية على سفينتين محملتين بالنفط الخام. وكان تحالف العدوان الذي تقوده السعودية قد ‘اعترف باستهداف هذه البارجة مدعياً انها ناقلة نفط سعودية تمارس عملها بشكل طبيعي في البحر الأحمر بينما كانت قوات الدفاع الساحلي قد رصدت اعمال عدائية لهذه البارجة التي تتمركز بالقرب من السواحل اليمنية وتنفذ نشاطات عسكرية باتجاه الأراضي اليمنية.

سفينة »سويفت«
في أكتوبر 2016 وبعد رصد دقيق استهدفت القوات البحرية اليمنية بسلاح مناسب، السفينة الحربية «سويفت» التابعة لبحرية العدو الإماراتي قبالة السواحل الغربية لمحافظة تعز، وتعتبر بارجة سويفت ( HSV-2 Swift ) من البوارج اللوجستية الاستراتيجية فائقة السرعة ومنصة اختبار بحرية مضادة للألغام، تستخدم في العمليات العسكرية وتؤدي وظائف عدة كالاستكشاف ونقل القوات والمعدات وتحديد مواقع الألغام، ويذكر تقرير صادر عن مركز عسكري أمريكي أنه “على الصعيد اللوجستي، استخدمت القوات الإماراتية والسعودية وسائل النقل البحري بشكل فعّال لتمكين عمليات الهبوط البرمائية وإعادة إمدادها على طول ساحل اليمن الموسع، وعندما رفضت الولايات المتحدة تقديم دعم إضافي في سياق النقل البحري، قامت دولة الإمارات بكل بساطة بشراء “سويفت الإمارات العربية المتحدة” وهي “السفينة 2 عالية السرعة” كانت في خدمة البحرية الأمريكية سابقاً، من شركة حفر أسترالية وحوّلتها ثانية وبسرعة إلى سفينة قادرة على نقل قوات مدرعة، مباشرة إلى ساحة المعركة في عدن”، أما من ناحية مواصفات البارجة التصنيعية وتصميم بيئتها العسكرية ومهماتها فهي سفينة لوجستية استراتيجية وكاسحة للألغام البحرية صنعتها أستراليا واستأجرتها البحرية الأمريكية وعدد أفراد الطاقم: 35 وتحمل 100 جندي مشاة بحرية، ويمكن القول أن المعرفة بتلك المعلومات عن مواصفات البارجة يؤدي إلى استنتاجين مهمين، الأول أن الضربة التي تلقاها العدوان كانت من العيار الثقيل عسكريا ومعنويا وماديا، والثاني هو أن هذه البارجة لا يمكن استخدامها في غير الأغراض العسكرية لأن هناك سفن أخرى معدة للأغراض المدنية.

البارجة الحربية الأمريكية ‹يو إس إس ماسون›
استهداف البارجة الحربية الأمريكية ‹يو إس إس ماسون› بالصواريخ البحرية مطلع العام 2016 كانت أولى العمليات العسكرية التي تنفذها القوات البحرية اليمنية بعد ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، حيث أعلن الناطق باسم البحرية الأمريكية أن صاروخين أطلقا من مناطق يمنية خاضعة لسيطرة أنصار الله باتجاه سفينة حربية أمريكية كانت في المياه الدولية قبالة سواحل اليمن في حادث هو الأول من نوعه بالنسبة للبحرية الأمريكية في المنطقة منذ اندلاع الصراع مع أنصار الله وتدخل قوات التحالف العسكري، وكانت هذه العملية بحسب الجيش واللجان الشعبية اليمنية رداً على المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي على اليمن بدعم امريكي مباشر ، ومثلت هذه العملية انطلاقة القوات البحرية للدفاع عن سيادة اليمن حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من تهديد للكيان الصهيوني باستهداف السفن التي تنطلق او ترسو في موانئه.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع السوداني لـ”الشرق”: الجيش يمتلك زمام المبادرة ولن نتخلى عن دارفور

بورتسودان – الشرق/ قال وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم، إن القوات المسلحة تمتلك "زمام المبادرة" في الحرب التي دخلت عامها الثالث، مشيراً إلى أن الجيش لن يتخلى عن أي شبر من أراضي البلاد بما في ذلك مدن الفاشر والجنينة في إقليم دارفور.

وتشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وآخر المناطق السكنية التي تقع خارج سيطرة قوات الدعم السريع بالإقليم، معارك محتدمة منذ أيام بعد أن أعلنت "الدعم السريع"، الأحد، سيطرتها على مخيم زمزم للنازحين المتاخم للمدينة.

وأضاف إبراهيم في مقابلة مع "الشرق": "الأوضاع في السودان بخير، والقوات المسلحة تمتلك زمام المبادرة وهي قادرة، وفقاً للتخطيط السليم وخبراتها التراكمية على مدى 100 عام من التنسيق والترتيب والتنظيم والقتال، على إزالة واستئصال التمرد"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

ولفت الوزير السوداني إلى اكتمال "المرحلة الأولى" من عمليات الجيش، معرباً عن أمله في أن تتكامل بقية المراحل اللاحقة فيما يتعلق بـ"أمر تطهير أرض الوطن من دنس التمرد"، على حد تعبيره.

وذكر أن كل الترتيبات المتعلقة بالحرب "تجري بخطط واضحة وبيّنة ولكلٍ وقته وأوانه"، مشدداً على أن القوات المسلحة السودانية "قادرة على قهر ترسانة التمرد".

ووصف إبراهيم خلال لقاء مع "الشرق"، الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بأنها "حرب دولية"، وقال، إنها "بُنيت على أجندات دولية وإقليمية ومحلية، والدعم السريع لم يكن إلا أداة لتنفيذ هذه الحرب البشعة".

وأشار إلى أن "القوات المسلحة بخبراتها التراكمية والتفاف القوات النظامية والمقاومة الشعبية والمُستنفرين (المتطوعين) والمواطنين حولها، تمكنت من ترتيب قدراتها، واستعادة جزء كبير من المناطق".

إقليم دارفور
ورداً على سؤال بشأن صحة الأنباء التي تحدثت عن إمكانية تخلي الحكومة عن إقليم دارفور الذي تسيطر قوات الدعم السريع على 4 من أصل ولاياته الخمس بعد سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم، اعتبر إبراهيم هذه "الاتهامات لا أساس لها من الصحة".

وأكد أن الحكومة "لن تتخلى أبداً عن أي شبر في أرض هذا الوطن بما في ذلك مدن الفاشر والجنينة"، معتبراً أن "استهداف قوات الدعم السريع لمخيمات النازحين في زمزم وأبو شوك هو انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان فيما يتعلق بأمر حماية المدنيين".

ويرى الوزير السوداني أن "المجتمع الدولي فشل في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2736 الخاص بفك حصار الفاشر، ومطالبة الدعم السريع بالابتعاد عن ساحة المدينة"، مضيفاً: "قد يكون ذلك قد تسبب بالإشكالات الحالية البيّنة والواضحة، والتي شهدها كل العالم، فيما يتعلق بأمر استهداف معسكرات النازحين".

وكانت الأمم المتحدة أعلنت، الاثنين الماضي، سقوط أكثر من 300 مدني في اشتباكات اندلعت الجمعة والسبت الماضيين حول مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين ومدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة، إن "هذا يشمل 10 من موظفي منظمة الإغاثة الدولية قُتلوا أثناء إدارتهم أحد آخر المراكز الصحية العاملة في مخيم زمزم"، فيما أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، الأحد، السيطرة على المخيم الواقع في شمال دارفور.

"انقلاب خاطف"
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع ما بدد آمال الانتقال إلى حكم مدني. ومنذ ذلك الحين، شرد الصراع الملايين، ودمر مناطق في مختلف أنحاء البلاد.

واعتبر وزير الدفاع السوداني، أن الحرب اندلعت في البلاد بعد أن خطط الدعم السريع لتنفيذ "انقلاب خاطف" للسيطرة على السلطة في كل أنحاء البلاد في زمن وجيز، مشيراً إلى أن "فشل هذا المخطط أدى إلى القيام بعملية تدمير كامل وشامل لمقدرات الوطن في بنيته التحتية بعمليات تكاد تكون أكثر وحشية".

وعن تزايد استخدام الطائرات المسيرة خلال الحرب، أكد ياسين، أن "القوات المسلحة التي أظهرت وأثبتت قدرتها في تدمير الترسانة العسكرية الكبيرة لقوات المليشيا، قادرة على وضع خطوات وهي جارية للحد من استخدام هذه المسيرات".

وعن الاتهامات المتكررة بقيام الجيش السوداني بعدة انتهاكات، اعتبر الوزير، أن القوات المسلحة "مهنية ومحترفة وعمرها الآن 100"، لافتاً إلى أنه "يعمل وفق القانون الدولي الإنساني".

وتابع: "أما إذا ظهرت بعض الحالات الشاذة في هذا الجانب فهي تصرفات فردية لمقابلة ما حصل من الدعم السريع بإذلال الشعب السوداني، وليس هنالك أي عمليات خارج إطار القانون والأطر القانونية".

دمج قوات الحركات المسلحة
ورداً على سؤال بشأن أخر التطورات في ملف دمج القوات المساندة للجيش السوداني، أجاب ياسين: "إن اتفاقية جوبا للسلام الموقعة في 2020 تضمنت اتفاقاً بشأن دمج كافة حركات الكفاح المسلح في القوات المسلحة". وأشار إلى أن هذه الإجراءات "بدأت بصورة طيبة"، موضحاً أنه "تم دمج معظم القوات في القوات المسلحة"، وأشار إلى أن الحرب "قطعت" عملية استمرار الترتيبات الأمنية المتعلقة بالدمج.

وأضاف: "كل ما هو مرتب ومخطط له يسير بصورة واضحة وجلية في دمج كل القوات العاملة في القوات المسلحة كجيش مهني واحد محترف".

وذكر أن باب القوات المسلحة "مفتوح أمام كل سوداني يرغب في الانضمام لها".

ونصت اتفاقية جوبا التي تم توقيعها في أكتوبر 2020 بين الحكومة الانتقالية حينها والحركات المسلحة، على أن يتم دمج جميع القوات في الجيش خلال 90 يوماً من توقيع الاتفاقية.  

مقالات مشابهة

  • الحوثيون: نحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية التداعيات المترتبة على تصعيدها في البحر الأحمر
  • قائد الثورة: نفذنا (78) عملية بـ(171) صاروخاً وطائرة منها (26) في عمق العدو، و(33) في البحر
  • لقاء “سعودي – أوروبي” يناقش الأزمة اليمنية والتصعيد في البحر الأحمر
  • القوات المسلحة اليمنية .. قوة ردع إستراتيجية في المنطقة
  • وزير الدفاع السوداني لـ”الشرق”: الجيش يمتلك زمام المبادرة ولن نتخلى عن دارفور
  • وزير الدفاع يشهد مناقشة البحث الرئيسي لهيئة عمليات القوات المسلحة.. شاهد
  • وزير الدفاع يشهد مناقشة البحث الرئيسي لهيئة عمليات القوات المسلحة
  • وزير الدفاع يشهد مناقشة البحث الرئيسى لهيئة عمليات القوات المسلحة
  • الرئيس السيسي وأمير الكويت يؤكدان دعمهما للحكومة اليمنية الشرعية وأهمية أمن الملاحة في البحر الأحمر
  • انسحاب البحرية الإيرانية من البحر الأحمر وخليج عدن