ترجمت القواتِ البحريةَ اليمنية جهوزيتَها العالية ووصولها إلى مرحلة متطورة من الكفاءة التي فاجأت العالم، وعكست جانباً من القدرات البحرية اليمنية في مرحلة حسَّاسة من تاريخ صناعة مستقبل بلد يقدم في سبيل الحفاظ على كرامته وسيادته وموقفه تجاه القضية الفلسطينية الغالي والنفيس، قدراتُ القوات البحرية اليمنية تتنامى يوماً تلو الآخر، وبصورة مذهلة حيث تنوعت العمليات التي حقّقتها القوة البحرية منذ العام 2016 عندما استهدفت الصواريخ البحرية سفن العدوان السعودي الاماراتي على اليمن وحتى اليوم باستهداف السفن الصهيونية التي تمر من البحر الأحمر، والتي تتم بتكتيك وتخطيط استراتيجي يتضمن المعرفة الكاملة بالبحر الأحمر وحركة الملاحة فيه.


في السطور القادمة نستعرض أبرز عمليات الاستهداف والاحتجاز التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في منطقة باب المندب ومحيطها:
الثورة / أحمد السعيدي

سفينة استراندا
البداية بآخر العمليات العسكرية بإعلان العميد يحيى سريع المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية يوم الثلاثاء الماضي 12 ديسمبر 2023 أن القوات البحرية استهدفت بصاروخ بحري الناقلة “استراندا” النرويجية التي كانت في طريقها إلى إسرائيل عبر البحر الاحمر ، وقال سريع في بيان صادر عنه انه “انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ الذي يتعرضُ في هذه الأثناءِ للقتلِ والتدميرِ والحصارِ في قطاعِ غزة واستجابةً لنداءاتِ الأحرارِ من أبناءِ شعبِنا اليمني العظيمِ وأبناءِ أمتِنا نفذتِ القواتُ البحريةُ التابعة للقواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً نوعيةً ضدَّ سفينةِ “استراندا” تابعةٍ للنرويج، كانت محملةً بالنفطِّ ومتوجهةً إلى الكيانِ الإسرائيلي وقد تمَّ استهدافُها بصاروخٍ بحريٍّ مناسب”، وكانت القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ نجحتْ خلالَ اليومينِ الماضيين في منعِ مرورِ عدةِ سُفُنِ استجابتْ لتحذيراتِ القواتِ البحريةِ اليمنيةِ ولم تلجأْ لاستهدافِ السفينةِ النرويجيةِ المحملةِ بالنفطِ إلا بعدَ رفضِ طاقمِها كافةَ النداءاتِ التحذيرية”.

توسيع العمليات
جاء الاستهداف الأخير بعد إعلان ناطق القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ العميد يحيى سريع في بيان منعِ مرورِ السُّفُنِ المتجهةِ إلى الكيانِ الصهيونيِّ من أيِّ جنسيةٍ كانتْ، إذا لم يدخلْ لقطاعٍ غزةَ حاجتُهُ من الغذاءِ والدواءٍ وذلك بعد أسابيع من نجاحِها في فرضِ قرارِها بمنعَ السُّفُنِ الإسرائيليةِ من الملاحةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربي ونتيجةً لاستمرارِ العدوِّ الصهيونيِّ في ارتكابِ المجازرِ المروعةِ وحربِ الإبادةِ الجماعيةِ والحصارِ بحقِّ الأشقاء في غزة، فإنها تعلن منعِ مرورِ السُّفُنِ المتجهةِ إلى الكيانِ الصهيونيِّ من أيِّ جنسيةٍ كانتْ، وستصبحُ هدفًا مشروعًا لها، إذا لم يدخلْ لقطاعٍ غزةَ حاجتُهُ من الغذاءِ والدواءٍ، وحذرت جميعَ السُّفُنِ والشركاتِ من التعاملِ مع الموانئِ الإسرائيلية حرصا على سلامةِ الملاحةِ البحريةِ.. مؤكدة حرصَها الكاملَ على استمرارِ حركةِ التجارةِ العالميةِ عبرَ البحرينِ الأحمرِ والعربي لكافةِ السُّفُنِ والدولِ عدا السُّفُنِ المرتبطةِ بالإسرائيلي أو التي ستقومُ بنقلِ بضائعَ إلى الموانئِ الإسرائيلية، وفي أبرز ردود الأفعال السريعة على هذا البيان قالت وسائل إعلام صهيونية بأن إعلان اليمن منع أي سفينة من الوصول إلى موانئ «إسرائيل» هو ارتقاء درجة وحدث جدي جداً، وكان معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قد تناول مخاطر حدوث تعطيل كبير للتجارة العالمية بسبب استهداف السفن التجارية التي تديرها شركات من جنسيات مختلفة.

سفينتي » يونيتي إكسبلورر« و» نمبر 9«
آخر الإنجازات العسكرية للقوات البحرية اليمنية كانت يوم الأحد الثالث من ديسمبر/ كانون أول الجاري عندما أعلنت القوات المسلحة اليمنية أن قواتها البحرية هاجمت سفينتين إسرائيليتين هما يونيتي إكسبلورر وسفينة «نمبر 9»، بطائرة مسيرة مسلحة وصاروخ بحري، وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الهميد يحيى سريع إن السفينتين استهدفتا بعد أن رفضتا التحذيرات، وجاء استهدافهما استجابة لمطالب الشعب اليمني ودعوات الدول الإسلامية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع الحرب على غزة»، حيث أعلنت شركة «أمبري» للأمن البحري أنّ سفينة شحن بريطانيّة تعرّضت لقصف صاروخي أثناء عبورها البحر الأحمر. ووفقا لـ»أمبري»، فإنّ ملكيّة وإدارة السفينة التي تعرّضت للهجوم مرتبطتان بالمدعو دان ديفيد أونغار، وهو مواطن بريطاني مدرج كمقيم إسرائيلي في دليل الأعمال الرئيسي في المملكة المتحدة، من جهته أعلن الجيش الأمريكي أن المدمرة الأمريكية كارني استجابت لنداءات استغاثة من قبل السفينتين السابقتين، ورصدت صاروخًا أُطلِق من منطقة يسيطر عليها الحوثيّون في اليمن وسقط قرب سفينة «يونيتي إكسبلورر» التي ترفع علم جزر البهاما. وقد أبلغت السفينة لاحقًا عن إصابتها بأضرار طفيفة جرّاء صاروخ آخر أطلِق من منطقة يسيطر عليها الحوثيّون، كذلك، أبلغت سفينة الشحن «نمبر 9» التي ترفع علم بنما عن وقوع أضرار مادّية بسبب صاروخ أطلِق من اليمن، ويأتي هذا الاستهداف بعد أن أعلنت القوات المسلحة اليمنية منع مرور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر في منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رداً على الحرب على غزة.

سفينة »غالاكسي ليدر«
قبلها بأسبوعين وتحديداً في التاسع عشر من نوفمبر الماضي أعلنت القوات المسلحة أيضاً احتجاز سفينة «غالاكسي ليدر» الإسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني، واحتجاز طاقمها، المكوّن من 25 شخصًا وكانت هذه العملية الأولى من نوعها بعد إعلان القوات المسلحة إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية إثر الحرب على غزة، ولا تزال السفينة ترسو في ميناء الحُديدة منذ نحو الأسبوعين، وكانت العملية قد اثبتت كفاءة عالية للقوات البحرية اليمنية حيث بَثَّ الإعلامُ الحربي ، مشاهدَ للعملية العسكرية النوعية للقوات البحرية على السفينة الإسرائيلية وكيف تمت السيطرة عليها واقتيادها إلى الساحل اليمني، وأظهرت المشاهدُ السفينةَ الإسرائيلية وهي في عُرض البحر وهبوط طائرة مروحية هيلوكوبتر يمنية مثبَّتًا عليها العَلَمَان اليمني والفلسطيني، على سطح السفينة بسلاسة وانتظام، ثم نزول عدد من أفراد القوات البحرية من على متن الطائرة والانتشار على سطح السفينة، ثم تمكّنهم من الدخول إلى غرفة عمليات السفينة، مردّدين عبارات “ثابِتْ ولا حركة”، والطلب من طاقمها بالجلوس وعدم المقاومة، كما أظهرت المشاهدُ جنودَ القوات البحرية وهم ينتشرون داخلَ السفينة، مردِّدين هُتافاتِ الحرية (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) وهُتاف (لبيك يا قدس، لبيك يا قدس، لبيك يا قدس) وَ(فوقهم فوقهم)، ثم أظهرت المشاهدُ لحظةَ اقتياد السفينة إلى الساحل اليمني، ومن حولها عددٌ من الجنود، موزِّعين على زوارقَ بحرية ترافق السفينة وهي بطريقها إلى الساحل اليمني، وعلى متن الزوارق ترفرفُ الأعلامُ اليمنية والفلسطينية، في دلالة على واحدية القضية والمصير.

سفينة روابي الإماراتية
وفي 3 يناير 2022 احتجزت القوات البحرية اليمنية سفينة ترفع علم الإمارات أثناء إبحارها قبالة سواحل البلد وكانت السفينة الإماراتية “روابي..” سفينة في ظاهرها شحن لكنها عسكرية مارست نشاطات معادية واخترقت المياه اليمنية واستخدمت لأغراض عسكرية متعددة وأنشطة عدوانية فما كان من القوات البحرية اليمنية سوى ضبطها وهي تحمل «معدات عسكرية» وتم إحالتها للسلطات القضائية وكانت عملية ضبط السفينة الإماراتية المسلحة على بعد 11 ميلاً بحرياً داخل المياه اليمنية بين جزر الطير والزبير وبين جزيرة كمران، يحدد محضر الضبط المحرر من قبل القوات البحرية، نوعية الشحنة على متن السفينة لحظة ضبطها، وفي بيانات المحضر، فإن روابي سفينة انزال ساحلى تحمل العلم الإماراتي ومملوكة لشركة خالد فرج للشحن البحري ، الإحداثية البحرية تبين موقع احتجاز السفينة في داخل المياه الإقليمية اليمنية، يوجز المحضر أن ضبط السفينة جرى بعد دخولها المياه اليمنية، بعد أن جرى الاعتراض الأولي عليها، وفي المحضر فإن السفينة روابي دخلت المياه اليمنية دون إذن وتنسيق مسبق مع السلطات وخفر السواحل اليمني، وثانيا لعدم التجاوب أثناء المناداة للسفينة على القناة الدولية ستة عشر، ويقر قبطان السفينة خطياً بتبعية الشحنة على ظهر السفينة لحظة القبض عليها للجيش السعودي ما ينفي مزاعم وادعاءات تحالف العدوان التي حاول ترويجها من أن الحمولة جرى شحنها بعد ضبطها، تكشف صور ورحلات السفينة زيف ادعاءات العدوان من أنها سفينة تحمل معدات طبية، وإنقاذية لسقطرى فبالوثائق والصور والفيديو، تمكنت القوات المسلحة من إسقاط ادعاءات تحالف العدوان وأكاذيبه بشأن السفينة، وزيف الدعايات التي يسوقها من أن القوات البحرية اليمنية تهدد الملاحة البحرية، بل يكشف عن ممارساته أنها التي تهدد سلامة الملاحة البحرية حقيقة.

القاطرة البحرية رابع 3
في نوفمبر 2019 أعلنت القوات المسلحة اليمنية عبر القوات البحرية أنها ضبطت ثلاث سفن إحداها سعودية وتحمل اسم رابع 3 في جنوب البحر الأحمر، قالت القوات المسلحة إنها دخلت إلى المياه الإقليمية دون إشعار مسبق، ودون استجابة لنداء القوات البحرية اليمنية، ما يعتبر» تحدياً واضحاً لكل القوانين الدولية البحرية وخرقاً للسيادة اليمنية»، وقام تحالف العدوان السعودي على اليمن يومها بإعلان أن القاطرة البحرية «رابغ – 3» تعرضت، لدى إبحارها جنوب البحر الأحمر، لعملية خطف وسطو مسلح من زورقين على متنهما عناصر قوات خفر السواحل اليمنية، وأضافت أن القاطرة كانت تقوم بقطر «حفار بحري» تملكه شركة كورية جنوبية، وأن العملية تمثل تهديداً حقيقياً للملاحة الدولية والتجارة العالمية، ولكن سرعان ما اثبتت القوات المسلحة اليمنية أن القاطرة البحرية تجاوزت المياه الإقليمية اليمنية وأنه تم رصدها وتوثيقها بالصور وأن القوات المسلحة اليمنية لن تتوانى في فرض السيادة اليمنية على كافة المياه الإقليمية في البحرين الأحمر والعربي.

البارجة الحربية الدمام
وفي الرابع والعشرين من شهر يوليو العام 2018 استهدفت القوات البحرية اليمنية بارجة الدمام قبالة السواحل اليمنية وكانت البارجة الدمام هي الأحدث بين سلسلة البوارج التي تستهدفها القوة البحرية في ملحمة الدفاع عن اليمن بوجه قوى العدوان السعودي الأمريكي حيث أعلنت السعودية حينها عبر وزير النفط خالد الفالح تعليقا فوريا ومؤقتا لجميع صادرات النفط عبر مضيق باب المندب بعد هجوم شنّه القوات البحرية اليمنية على سفينتين محملتين بالنفط الخام. وكان تحالف العدوان الذي تقوده السعودية قد ‘اعترف باستهداف هذه البارجة مدعياً انها ناقلة نفط سعودية تمارس عملها بشكل طبيعي في البحر الأحمر بينما كانت قوات الدفاع الساحلي قد رصدت اعمال عدائية لهذه البارجة التي تتمركز بالقرب من السواحل اليمنية وتنفذ نشاطات عسكرية باتجاه الأراضي اليمنية.

سفينة »سويفت«
في أكتوبر 2016 وبعد رصد دقيق استهدفت القوات البحرية اليمنية بسلاح مناسب، السفينة الحربية «سويفت» التابعة لبحرية العدو الإماراتي قبالة السواحل الغربية لمحافظة تعز، وتعتبر بارجة سويفت ( HSV-2 Swift ) من البوارج اللوجستية الاستراتيجية فائقة السرعة ومنصة اختبار بحرية مضادة للألغام، تستخدم في العمليات العسكرية وتؤدي وظائف عدة كالاستكشاف ونقل القوات والمعدات وتحديد مواقع الألغام، ويذكر تقرير صادر عن مركز عسكري أمريكي أنه “على الصعيد اللوجستي، استخدمت القوات الإماراتية والسعودية وسائل النقل البحري بشكل فعّال لتمكين عمليات الهبوط البرمائية وإعادة إمدادها على طول ساحل اليمن الموسع، وعندما رفضت الولايات المتحدة تقديم دعم إضافي في سياق النقل البحري، قامت دولة الإمارات بكل بساطة بشراء “سويفت الإمارات العربية المتحدة” وهي “السفينة 2 عالية السرعة” كانت في خدمة البحرية الأمريكية سابقاً، من شركة حفر أسترالية وحوّلتها ثانية وبسرعة إلى سفينة قادرة على نقل قوات مدرعة، مباشرة إلى ساحة المعركة في عدن”، أما من ناحية مواصفات البارجة التصنيعية وتصميم بيئتها العسكرية ومهماتها فهي سفينة لوجستية استراتيجية وكاسحة للألغام البحرية صنعتها أستراليا واستأجرتها البحرية الأمريكية وعدد أفراد الطاقم: 35 وتحمل 100 جندي مشاة بحرية، ويمكن القول أن المعرفة بتلك المعلومات عن مواصفات البارجة يؤدي إلى استنتاجين مهمين، الأول أن الضربة التي تلقاها العدوان كانت من العيار الثقيل عسكريا ومعنويا وماديا، والثاني هو أن هذه البارجة لا يمكن استخدامها في غير الأغراض العسكرية لأن هناك سفن أخرى معدة للأغراض المدنية.

البارجة الحربية الأمريكية ‹يو إس إس ماسون›
استهداف البارجة الحربية الأمريكية ‹يو إس إس ماسون› بالصواريخ البحرية مطلع العام 2016 كانت أولى العمليات العسكرية التي تنفذها القوات البحرية اليمنية بعد ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، حيث أعلن الناطق باسم البحرية الأمريكية أن صاروخين أطلقا من مناطق يمنية خاضعة لسيطرة أنصار الله باتجاه سفينة حربية أمريكية كانت في المياه الدولية قبالة سواحل اليمن في حادث هو الأول من نوعه بالنسبة للبحرية الأمريكية في المنطقة منذ اندلاع الصراع مع أنصار الله وتدخل قوات التحالف العسكري، وكانت هذه العملية بحسب الجيش واللجان الشعبية اليمنية رداً على المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي على اليمن بدعم امريكي مباشر ، ومثلت هذه العملية انطلاقة القوات البحرية للدفاع عن سيادة اليمن حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من تهديد للكيان الصهيوني باستهداف السفن التي تنطلق او ترسو في موانئه.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

جدارةُ الإسناد وقوةُ الاستعداد

مطيع حفيظ

في أجواءٍ شبهِ ضبابية، تتحدَّثُ عن نجاح الاتّفاقات في القاعات المغلقة، ما يتبادر إلى الأذهان، هو ما الذي سيحدث بعد وقف العدوان الصهيوني على غزة؟

خلال مرحلة الإسناد لغزة التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية منذ 10 أُكتوبر للعام المنصرم، أبدت صلابةً لا نظير لها، كانت عملياتها في البحر الأحمر ضد العدوّ الصهيوني بمثابة تقطيع الأوردة لعدوٍّ بذلك الحجم؛ إذ إنها كانت ساخنةً من أولى العمليات والتي أَدَّت إلى اقتياد سفينة (جلاكسي ليدر) التابعةِ للعدو الصهيوني.

وخلال فترة الإسناد، كانت القوات المسلحة اليمنية تزداد تألقًا، فلم تقتصر عملياتها على البحر الأحمر؛ بل طالت البحر العربي وليست منتهية بالمحيط الهندي؛ بل أذهلت العدوّ الصهيوني -ومعه الأمريكي- بوصولها إلى آخر ممر بحري للعدو الصهيوني وهو البحر الأبيض المتوسط، هذا بالنسبة لمسرح العمليات البحري.

على صعيد التفوق التكنولوجي، استطاعت القوات المسلحة اليمنية -في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس- أن تتجاوز كُـلّ منظومات الدفاع الجوي في كيان العدوّ، لتصلَ إلى المعقَلِ الرئيس لمجرمي الحرب الصهاينة، ساخرةً بمقولة العدوّ عن “تل أبيب” (السماء الآمنة) من خلال مسيّرة (يافا) التي تجاوزت كُـلَّ منظومات العدوّ المتفوقة بما فيها الجُدُرُ الخارجية الدفاعية والمصطنعة.

كلا، ليس ذلك فحسب؛ فما بعدَ مسيّرة يافا يأتي الصاروخُ الفرط صوتي “فلسطين2” الذي قطع أكثرَ من ألفَي كم خلال 11 دقيقة ونصف؛ ليصلَ “تل أبيب” بكل أريحية.

تطور تقني يوضع في الحسبان؛ أن يقطع هذا الصاروخ تلك المسافة وبتلك البرهة من الزمن، ومع ذلك يتجاوز كُـلّ منظومات الدفاع الجوي للعدو والتابعة له ويصل إلى هدفه بدقة؛ بل تفوُّقٌ تقني على كُـلّ ما يمتلكه العدوّ الصهيوني من تقنيات يراهن عليها، وجدارة إسناد لمجاهدي فلسطين.

وبعد هذه السيناريوهات الحماسية والنارية؛ تتضارب الأنباء عن نجاح الاتّفاق ما بين حركة حماس والعدوّ الصهيوني، هذا أمر جيد، وهو الهدف من كُـلّ بيان للقوات المسلحة اليمنية “حتى وقف العدوان وفك الحصار عن قطاع غزة” ولكن ماذا بعد؟!

يأتي الحديث عما الذي سيرتكبه العدوّ الأمريكي بالشعب اليمني بعد أن مرَّغت قواتُه هيبتَه في التراب، وأوضحت أن حاملاتِ الطائرات -وهي مِن أقوى ما لديه- مُجَـرّدُ قناع وحشي يختبئ خلفَه فأرٌ لا يقوى على تحمُّل هزيمتَه النفسية، فضلًا عن تحمُّل الهزيمة العسكرية، والتي حصلت له بالفعل، فكم من مرة تفرُّ حاملة طائرات من الضربات اليمنية ويأتي بأُخرى، ويتكرّر السيناريو.

في ظل هذه الأحداث المترامية تبدي القواتُ المسلحة اليمنية -ومعها الشعب اليمني- كُـلَّ الاستعداد لمواجهة أي عدوان يقومُ به الأمريكي أَو غيرُه، فهل يجازفُ الأمريكي بالقيام بعدوان جديد ضد الشعب اليمني لتكونَ مصالحَه في المنطقة هي الهدفُ الأولُ للقوات المسلحة اليمنية؟!

هذا ما ستجيبُ عليه الأحداثُ القادمةُ، وإلى الله تُرجَعُ الأمور.

مقالات مشابهة

  • إطلاق طاقم السفينة “جلاكسي ليدر”.. قراءة في أبعاد الخطوة اليمنية وتداعياتها الإقليمية 
  • حكومة النيل الابيض تعلن رفضها للعقوبات الأمريكية بحق رئيس مجلس السيادة
  • السيسي: يقظة القوات المسلحة والشرطة ووعي المواطنين ووحدتهم حائط الصد ضد أهل الشر
  • الحوثيون يفرجون عن طاقم السفينة جلاكسي ليدر بالتنسيق مع حماس
  • سلاح البحرية الأمريكية يحدث نظامه بسبب عمليات البحر الأحمر
  • البحرية الأمريكية تعيد تحديث نظامها بسبب عمليات البحر الأحمر
  • الأمم المتحدة: انخفاض حاد في طاقة الموانئ اليمنية على البحر الأحمر بسبب الأعمال العدائية
  • لويد ليست: عودة الشحن عبر باب المندب مرهون بقرار القوات المسلحة اليمنية
  • حاملة الطائرات “ترومان” تبتعد عن السواحل اليمنية خوفًا من الاستهداف
  • جدارةُ الإسناد وقوةُ الاستعداد