العدو الصهيوني يعلن مصرع 20 جندياً في القطاع وحماس تؤكد أن معارك غزة وجنين أثبتت فشل اجتثاث المقاومة
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
الثورة / متابعات
أكدت ألوية «الناصر صلاح الدين» أنّ مجاهديها اشتبكوا من مسافة صفر مع قوة من «جيش» العدو الصهيوني في كمين أعدوه مسبقاً في جباليا.
وبحسب الميادين أمس الثلاثاء، استهدفت كتائب المجاهدين في لواء شمال غزة آلية صهيونية بقذيفة «تاندوم»، ما أدى إلى تفجيرها في محور التقدم في جباليا.
وخاضت المقاومة اشتباكات عنيفة مع «جيش» العدو في منطقة الكتيبة في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وفي حي الشجاعية شمال غزة وشرقها.
وأمس، أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وقوع قتلى وجرحى من جنود العدو في إثر استهداف قوة صهيونية خاصة تحصّنت في مبنى في مشروع بيت لاهيا بقذائف”TBG” المضادة للتحصينات.
وفي شمال القطاع أيضاً، أعلنت “القسّام” أنّ مقاتليها خاضوا اشتباكات عنيفة من نقطة صفر مع قوات خاصة وقوة مدرّعة إسرائيلية غربي مخيم جباليا.
بدورها، أعلنت كتائب الأقصى استهداف مقاتليها آلية مدرّعة على محور جباليا الغربي بقذيفة مضادة للدروع، ما أدّى إلى تدميرها وقتل وإصابة من فيها.
أيضاً، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، خوضها اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة مع قوات العدو، واستهداف دبابتين صهيونيتين بقذائف “التاندوم” في محور التقدّم غرب مخيم جباليا.
وفي منطقة جحر الديك وسط القطاع ومحور التقدّم “نتساريم”، كانت “التحشدات العسكرية الصهيونية تحت مرمى عدد من قذائف الهاون من العيار الثقيل أطلقتها سرايا القدس”.
وأمس أيضاً، اعترفت وسائل إعلام العدو الصهيوني بأنّ صلية من عشرة صواريخ أطلقت في اتجاه وسط “إسرائيل”، سقط أحدها في “حولون”، متسبباً بأضرار كبيرة وإصابة مستوطن بجروح.
من جانبه أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس عبد الحكيم حنيني، أن المعارك الضارية في غزة وجنين واستبسال المقاومة فيهما تثبت للقاصي والداني مُجددا أن محاولات اجتثاث المقاومة وهم لن يتحقق.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن حنيني في تصريح صحفي، أمس الثلاثاء، قوله: إن المقاومة الفلسطينية تقدم كل يوم الجديد على صعيد قدرتها على صد العدوان ومواجهة القوات المقتحمة، والاستبسال في الدفاع عن الديار والانتصار للمسجد الأقصى المبارك والاستعداد لكل السيناريوهات مهما كان الثمن.
وشدد على أن السنوات الطويلة من الإعداد والتحضير في ميادين التدريب تؤتي ثمارها ولم تذهب هدرا، وأن قدرة المقاومة على المناورة والمواصلة ومفاجأة العدو ومباغتته في كل المناطق عالية ومتصاعدة.
ودعا حنيني الشعب الفلسطيني إلى الاستمرار في هذا النفير واليقظة لصد هجمات الاحتلال ومستوطنيه، والثبات في وجه كل المؤامرات التي تحاك لتصفية القضية، والثقة بقدرة الشعب بإرادته المعهودة على تجاوز التحديات وعبور الأزمات نحو الحرية والانعتاق من المحتل.
وحيا القيادي في حركة حماس أهالي جنين ومخيمها على صمودهم الأسطوري، ومقاومي الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم مجاهدي كتائب القسام على شجاعتهم واستبسالهم في صد العدوان.
وتواصل قوات الاحتلال في جنين ومخيمها حملة عسكرية واسعة، واعتقلت خلالها عدد من الشبان، فيما قصفت موقعا في حي السيباط بالبلدة القديمة للمدينة، وقصفت منزلا في حي جورة الدهب في المخيم.
واندلعت مواجهات واشتباكات شديدة بين قوات العدو والمقاومين، الذين استهدفوا آليات العدو بالعبوات محلية الصنع، وإطلاق الرصاص باتجاههم خلال تصديهم للاقتحام.
وارتقى أربعة شهداء نتيجة العدوان الصهيوني على جنين صباح أمس، وهم: رفيق الدبوس، ومحمود أبو سرور، وبكر صديق زكارنة، وثائر أبو تين.
من جانب آخر أعلن جيش العدو الصهيوني، أمس الثلاثاء، عن مصرع 20 جنديا “بنيران صديقة” في قطاع غزة، بينهم 13 جرى تحديدهم “خطأ” على أنهم “مسلحون فلسطينيون”.
وقال جيش العدو، في بيان له: إن “عدد الضحايا يعود إلى مجموعة متنوعة من الأسباب، منها العدد الهائل من القوات في الميدان، ومدة القتال وطبيعته، والإرهاق، وعدم الانضباط العملياتي، ونقص التنسيق بين القوات وأسباب أخرى”.
ولفت البيان بحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك” أمس، إلى أن هذه “الحوادث العملياتية كان ينبغي تجنبها في الغالبية العظمى”.
وأعلن جيش العدو الصهيوني، صباح يوم الأول من ديسمبر الجاري، عن استئناف العمليات القتالية ضد “حماس” في قطاع غزة، وذلك على خلفية اعتراض صاروخ أُطلق من قطاع غزة، الأمر الذي اعتبره العدو الصهيوني بمثابة خرق للهدنة الإنسانية المؤقتة ووقف للأعمال القتالية ضد القطاع.
وحمّلت حركة “حماس” المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، المسؤولية عن استمرار الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
لقد نجح الكيان الصهيوني، بدعم قوي من القوى الأميركية والأوروبية، في تحقيق أجندته وأهدافه من خلال القمع والعنف. وقد أدى هذا المسار التدميري، المقنّع بغطاء الأمن والشرعية، إلى إزهاق أرواح لا حصر لها، إذ تحمّل الأبرياء وطأة السعي الوحشي للاستعمار والاستكبار. وبينما كان العالم يراقب في صمت، عانت غزة من حصار لا هوادة فيه، وواجه لبنان هدم القرى، وظلت الأصوات الفلسطينية مقموعة في الساحة الدولية. والآن، تتغير الأمور. فقد أشعلت عملية “طوفان الأقصى” زخماً لا رجعة فيه، وحوّلت خطاب المقاومة إلى صرخة حشد عالمية قوية. واليوم، لم يعد التضامن مع القضية الفلسطينية مجرد تعاطف عابر؛ بل أصبح حركة تتجاوز الحدود والأديان والأجيال.
لقد كان النضال الفلسطيني لسنوات طويلة لا يُعترف به إلا في لحظات عابرة، مع إدانات سطحية تركت الأجندة الصهيونية من دون أي تحد. وظلت غزة، رمز الصمود، محاصرة ومعزولة وخاضعة للعنف العشوائي من قبل الكيان الصهيوني. وظلت القوى العالمية غير مبالية، وكأنها مشلولة بقبضة المصالح المؤيدة للاحتلال، ما سمح للحصار بالاستمرار من دون اتخاذ أي إجراء ذي معنى. لكن عملية “طوفان الأقصى” حطمت هذا الرضا عن الذات، وأشعلت الوعي حتى بين أولئك الذين ربما لم يروا فلسطين على الخريطة الجغرافية قط. كما سلطت الضوء بشكل واضح على الحق في مقاومة الاحتلال، وهو مبدأ عالمي يتردد صداه بين الناس في جميع أنحاء العالم. وما كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه صراع محلي أصبح الآن رمزاً لنضال أكبر بكثير من أجل العدالة والسيادة والكرامة الإنسانية.
إن التأثير المتتالي لعملية “طوفان الأقصى” لا لبس فيه. ففي شوارع أوروبا وأميركا، ترتفع الأصوات احتجاجاً، حاملة الأعلام الفلسطينية، وتهتف تضامناً، وتتحدى دعم حكوماتها الثابت للكيان الصهيوني. لقد تحوّلت شرعية المقاومة ضد الاحتلال من خطاب إقليمي إلى خطاب عالمي يرمز إلى المقاومة ضد الظلم. ويشير هذا السرد المتطور إلى تحوّل ينتج بالفعل عواقب بعيدة المدى. واليوم، تتردد شعارات المقاومة الفلسطينية في قلوب الناس عبر القارات، وتغرس صدى دائماً لا يمكن لدعاية الكيان الصهيوني إسكاته.
هذه المقاومة ليست مقتصرة على القضية الفلسطينية وحدها؛ إذ تسلط تجربة لبنان الضوء على قصة مماثلة. لقد سعى الكيان الصهيوني لعقود من الزمان، وبالأخص خلال الأشهر الماضية، إلى تقويض حزب الله، مستخدماً استراتيجيات لا ترحم من الاغتيالات الواسعة النطاق إلى التدمير الكامل للقرى في جميع أنحاء جنوب لبنان وبيروت. ولكن، بدلاً من كسر رابطة حزب الله مع شعبه، فإن هذه الحملات العنيفة لم تفعل سوى تعزيزها. واليوم، ينظر الشعب اللبناني، المتحد عبر جميع الطوائف، إلى حزب الله كمدافع عن أرضه وسيادته ضد المعتدي الذي لا يميز بين الطوائف أو المجتمعات. كل قنبلة سقطت، وكل حياة فقدت لم تفعل سوى تعزيز دور حزب الله كمدافع ثابت عن سلامة لبنان وحامي شعبه.
إن حزب الله ليس مجرد منظمة عسكرية؛ بل هو حركة متجذرة بعمق في الإيديولوجية والدعم الشعبي. إنه ليس فصيلاً معزولاً بل هو انعكاس لإرادة لبنانية جماعية للدفاع عن النفس والكرامة. لقد أتت استراتيجية الكيان الصهيوني المتمثلة في إضعاف حزب الله من خلال الاغتيالات بنتائج عكسية، حيث عززت قدرته على الصمود وألهمت حركات مماثلة في أماكن أخرى. فمع كل محاولة اغتيال، خرج حزب الله أقوى، باستراتيجية أكثر تقدماً وقدرات عسكرية محسنة. لقد تجاوزت فكرة حزب الله الآن لبنان، وألهمت حركات تشترك في الالتزام بمقاومة الاحتلال والظلم، ما يثبت أن القوة العسكرية وحدها لا تستطيع سحق فكرة ولدت من المقاومة الجماعية.
وحماس أيضاً تجسد قوة المقاومة الشعبية. من المستغرب أن يقوم المجتمع الدولي المنافق بتصنيف حماس “منظمة إرهابية”، فمن غير الممكن إنكار أن حماس تستمد قوتها من جذورها داخل المجتمع الفلسطيني. ويحاول هذا الوصف نزع الشرعية عن حركة هي في الأساس استجابة للاحتلال غير الشرعي من الكيان الصهيوني. منذ عام 1948، كانت حماس تمثل جهداً مشروعاً للدفاع عن النفس، يرتكز على النضال من أجل استعادة الحقوق ومقاومة التهجير المنهجي. فكيف يمكن لنظام قائم على الأكاذيب والعنف واحتلال أراضي الآخرين أن يبرر حقه في “الدفاع عن نفسه”، في حين يحرم الفلسطينيين الأصليين من حق المقاومة واستعادة تراثهم وأرضهم؟ إن المعايير المزدوجة صارخة، وهي تفشل بشكل متزايد في إقناع العالم الذي يستيقظ على حقائق الاحتلال والقمع من كيان دموي.
إن الوضع الحالي يتطلب تدخلاً دولياً حاسماً، وخصوصاً من القوى الناشئة التي وقفت تاريخياً من أجل العدالة. ويتعين على روسيا والصين أن تتحمّلا مسؤوليتهما وتعارضا بنشاط قمع الكيان الصهيوني. لقد تغيرت التوقعات العالمية؛ فلم يعد كافياً أن تعبّر الدول المستقلة عن الدعم اللفظي فحسب. بل إن الأمر يتطلب موقفاً استباقياً، لا يدافع عن التغيير فحسب، بل ويواجه بشكل مباشر طغيان الاحتلال والمعاناة التي يلحقها بالشعب الفلسطيني. وهذه الدعوة هي مطلب لإعادة ترتيب التحالفات الدولية لدعم أولئك الذين تم تهميشهم وقمعهم بعنف من قبل الكيان المحتل والولايات المتحدة والأوروبيين الفاقدين للاستقلال. لقد حان الوقت لكي تصطف روسيا والصين بقوة إلى جانب العدالة وتقفا إلى جانب المضطهدين، في معارضة الاحتلال الصهيوني.
ولا يمكن تجاهل دور إيران المحوري في هذه المعادلة. ففي حين واجهت العديد من التحديات والتهديدات، عززت إيران باستمرار قدراتها الاستراتيجية والعسكرية، وبرزت كقوة هائلة ضد عدوان الكيان الصهيوني. لقد نجحت إيران، من خلال ما ارتكبه الكيان الصهيوني وأنصاره بناء على حسابات خاطئة، في تطوير دفاع قوي يتجلى بوضوح في نفوذها المتنامي وشراكاتها في مختلف أنحاء المنطقة.
ومن الجدير بالذكر أنه في حين تعهدت إيران بعدم تطوير الأسلحة النووية، فإن حلفاءها الاستراتيجيين لا يلتزمون بأي التزام من هذا القبيل. ويشكل هذا التوازن في القوة رادعاً قوياً ضد الطموحات التوسعية للكيان الصهيوني، ما يضمن مواجهة أي عدوان بمقاومة هائلة.
الرسالة واضحة للجميع وهي أن عصر الهيمنة الصهيونية غير المقيدة قد انتهى. لقد عادت روح المقاومة إلى الظهور، الأمر الذي ألهم ليس الفلسطينيين فحسب، بل وأيضاً الحلفاء في مختلف أنحاء المنطقة وخارجها. وتدعو هذه الحركة العالمية إلى عالم يقدر العدالة والكرامة وحق جميع الناس في العيش أحراراً من القمع. إنها دعوة تتجاوز الحدود والثقافات، وتستمد الدعم من أولئك الذين يرون من خلال النفاق ويطالبون بإنهاء العنف.
إن النضال من أجل فلسطين أكثر من مجرد نزاع إقليمي؛ إنه نضال محدد لعصرنا، وهو نضال يختبر نزاهة القوى العالمية وعزيمة الدول الملتزمة بالعدالة.
وبينما يراقب العالم ما يجري، تستمر المقاومة بلا هوادة في الصمود. وبفضل دعم الأصوات الواعية في مختلف أنحاء العالم، سيستمر النضال الفلسطيني، وسيكشف في نهاية المطاف عن خواء الاحتلال الذي كان مبنياً دائماً على الخداع ومدعوماً بقوى الاستكبار والاحتلال. وفي هذا النضال، سيظل انتصار المظلوم على الظالم شهادة على قوة الكرامة الإنسانية الدائمة وروح المقاومة التي لا تنكسر.
مدير ورئيس تحرير مركز الرؤية الجديدة للدراسات الاستراتيجية.