WP: حرب إسرائيل على غزة تثير مخاوف من نزوح الفلسطينيين إلى مصر
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحفي إيشان ثارور، قال فيه إن المدنيين في غزة، لا يجدون مكانا يذهبون إليه بشكل متزايد. فقد أدت الحملة الإسرائيلية ضد حركة حماس إلى نزوح معظم السكان من شمال القطاع، ما حول بعض المناطق الحضرية الأكثر كثافة على هذا الكوكب إلى مناطق خراب.
وقد تحول التركيز نحو الجنوب، حيث تشتد المعارك حول مدينة خان يونس، الأمر الذي أجبر مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين على الفرار من منازلهم.
وذكر التقرير أن "إسرائيل قتلت أكثر من 18 ألف شخص في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، عندما نفذ مقاتلو حركة حماس الذين ينشطون في القطاع هجوما غير مسبوق على بلدات وكيبوتسات جنوب إسرائيل، في أكثر الأيام دموية في تاريخ الدولة اليهودية. وحتى وفقا للتحليلات الإسرائيلية، فإن المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال، قد يمثلون نحو ثلثي عدد القتلى الفلسطينيين".
وقد نزح ما يقرب من 1.9 مليون شخص في غزة، أو 85 بالمئة من سكان القطاع وفقا لبيانات الأمم المتحدة. ويتم حشرهم في مرافق ومساحات لا يمكن أن تستوعبهم بشكل كافٍ.
وأشار إلى ان ظروف الصرف الصحي مزرية، ومن الصعب الحصول على المياه النظيفة، والمرض ينتشر، والجوع منتشر. وخلص تحليل أجراه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى أن نصف سكان غزة يعانون من الجوع وأن 9 من كل 10 أشخاص لا يستطيعون تناول الطعام كل يوم.
وقال عمال الإغاثة الذين يعملون في منطقة صغيرة من الأرض الجرداء بجوار البحر تعرف باسم المواصي، حيث حثت السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين على الذهاب إلى مكان آمن، إنهم واجهوا أشخاصا لم يتناولوا طعاما لمدة ثلاثة أيام.
ويقول مسؤولو الأمم المتحدة عبر وكالات المنظمة إن القتال المستمر يمنعهم من القيام بعملهم وتقديم الإغاثة الإنسانية الحيوية. لقد انهارت البنية التحتية التي كانت موجودة في قطاع غزة بشكل شبه كامل. وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأحد، من أن الرعاية الصحية في الإقليم "في حالة ركود"، مع تضاؤل الإمدادات وأسرة المستشفيات بسرعة وسط تقارير عن قصف حول المرافق الطبية.
وفي منتدى إقليمي في الدوحة، قطر، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من احتمال حدوث نزوح جماعي إلى مصر. وقال: "لا توجد حماية فعالة للمدنيين في غزة. أتوقع أن ينهار النظام العام تماما قريبا، وقد يتكشف وضع أسوأ".
وأوضح التقرير أنه بالنسبة للكثيرين في العالم العربي، فإن فكرة تدفق الفلسطينيين إلى سيناء هي فكرة غير مقبولة. وعلى مدار أسابيع، رفضت الحكومات العربية احتمال استقبال اللاجئين من غزة، جزئيا لاعتبارات اقتصادية وأمنية، ولكن في المقام الأول بسبب الخوف من عدم السماح للفلسطينيين الذين فروا من غزة بالعودة. ونظرا لتاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الممتد منذ 75 عاما، فإن مخاوفهم لا تخلو من المصداقية. ويقول العديد من سكان غزة الذين تحدثوا إلى الصحفيين إنهم يفضلون الموت في أرضهم بدلا من المغادرة والعيش في المنفى إلى أجل غير مسمى، وهو المصير الذي حل بأجيال من الفلسطينيين في أماكن أخرى.
وذكر أن بعض المسؤولين العرب يتهمون الإسرائيليين بهندسة هذه النتيجة عمدا. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال عطلة نهاية الأسبوع: "ما نراه في غزة ليس مجرد قتل الأبرياء وتدمير سبل عيشهم، بل هو جهد منهجي لتفريغ غزة من سكانها"، معتبرا أن سلوك إسرائيل في الحرب يقع "ضمن التعريف القانوني للإبادة الجماعية".
وفي مقال افتتاحي بصحيفة "لوس أنجلس تايمز"، أشار فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين، إلى عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تعارض بشدة التهجير القسري لسكان غزة من قطاع غزة. وأضاف: "لكن التطورات التي نشهدها تشير إلى محاولات لنقل الفلسطينيين إلى مصر، بغض النظر عما إذا كانوا يقيمون هناك أو يتم توطينهم في مكان آخر".
وبحسب التقرير، فإن الإسرائيليين ينفون هذه الادعاءات. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية للصحافيين: "لا توجد، ولم تكن، ولن تكون هناك خطة إسرائيلية لنقل سكان غزة إلى مصر. هذا ببساطة غير صحيح".
قد لا تكون هناك خطة حكومية ملموسة، ولكن هناك الكثير من الحديث. ويبدو أن وثيقة تسربت في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية تقترح النقل الدائم والقسري لسكان غزة الفلسطينيين إلى مصر. نشر مركز أبحاث إسرائيلي رائد ورقة بحثية تشجع الحكومة الإسرائيلية في زمن الحرب على استغلال "الفرصة الفريدة والنادرة لإخلاء قطاع غزة بأكمله". وقد دعا عدد من السياسيين الإسرائيليين اليمينيين وكبار المسؤولين السابقين علنا إلى إبعاد المدنيين الفلسطينيين، وتدمير منازلهم، وإعادة توطين الإسرائيليين في غزة، أو مزيج من الثلاثة اجراءات، بحسب التقرير.
وإدراكا لهذه الثرثرة، بحسب تعبير التقرير، فإن المسؤولين المصريين أصدروا تحذيراتهم الصارمة. وقال وزير الخارجية سامح شكري في اجتماع للجنة في واشنطن الأسبوع الماضي: "هذه ليست الطريقة للتعامل مع الصراع. لا ينبغي معاقبة المدنيين الفلسطينيين ويجب ألا يغادروا أراضيهم". وفي السر، أبلغت مصر أن دخول موجة من اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيها سيؤدي إلى "قطيعة" في العلاقات مع إسرائيل، وفقا لباراك رافيد من موقع Axios.
كما عزز تأييد مصر لمحنة غزة الدعم للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الانتخابات الرئاسية التي تستمر ثلاثة أيام والتي بدأت يوم الأحد. إن انتصار الرجل القوي صاحب الانقلاب ليس موضع شك، لكن الأزمة المجاورة ساعدت في تحويل مخاوف الناخبين بعيدا عن الوضع الاقتصادي السيئ في البلاد ونحو المعاناة الفلسطينية.
يوم الاثنين، توجه وفد من عشرات السفراء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى الجانب المصري من معبر رفح الحدودي في غزة من أجل فهم أفضل لعمق الكارثة الإنسانية التي تتكشف. وقال ممثل الإكوادور لدى الأمم المتحدة، خوسيه دي لا جاسكا، للصحفيين بعد حضور مؤتمر صحفي: "الحقيقة أسوأ مما يمكن أن تتحدث عنه الكلمات".
وجاءت زيارة المبعوثين بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن يوم الجمعة كان مدعوما من قبل 13 من أعضاء المجلس الخمسة عشر، والذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار. وكثفت هذه الخطوة التدقيق في نهج إدارة بايدن تجاه الأزمة، والذي يتضمن حماية إسرائيل من الانتقاد الدولي ودعم جيشها بالسلاح بينما تتملق الإدارة النظراء الإسرائيليين بشكل خاص للحد من الأضرار المدنية في حملتهم ضد حماس.
وأضاف التقرير أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن وجه الأحد توبيخا ناعما لـ "إسرائيل". وقال بلينكن لشبكة CNN، متحدثا عن تصرفات الاحتلال: "أعتقد أن النية موجودة" لضمان سلامة المدنيين، "لكن النتائج لا تظهر نفسها دائما".
أما كبار الدبلوماسيين الآخرين، فقد أصبحوا بحسب التقرير، أقل تنقيحا في كلماتهم. وقال الصفدي، وزير الخارجية الأردني، في المنتدى المنعقد في قطر: "هذه حرب لا يمكن الفوز بها. لقد خلقت إسرائيل قدرا من الكراهية التي ستطارد هذه المنطقة، والتي ستشكل الأجيال القادمة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الفلسطينيين مصر مصر فلسطين غزة الاحتلال الإسرائيلي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الفلسطینیین إلى الأمم المتحدة وزیر الخارجیة سکان غزة إلى مصر فی غزة غزة من
إقرأ أيضاً:
العملية البرية ضد الحوثيين في اليمن.. بين مخاوف السعودية والإمارات والانقسامات في مكونات الحكومة (ترجمة خاصة)
أفادت تقارير غربية أن الحملة الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن التي تثير شبح هجوم بري حكومي، تهدد بإشعال التهديدات الأمنية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وذكرت شبكة " Worldview- News" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن أي هجوم بري حكومي محتمل ضد الحوثيين يهدد بإعادة إشعال التهديدات الأمنية للدولتين الخليجتين، وقد يُقوّض التحالف الداخلي للحكومة اليمنية.
في 14 أبريل/نيسان، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مسؤولين أمريكيين ويمنيين يزعمون أن هناك مناقشات جارية حول هجوم محتمل على مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية على البحر الأحمر، كجزء من هجوم بري ضد حركة الحوثيين المسلحة.
وأشارت تقارير أخرى في بلومبرغ وصحيفة ذا ناشيونال الإماراتية إلى أن الهجمات قد تهدف إلى استعادة العاصمة صنعاء، وستشمل عشرات الآلاف من القوات.
وحسب التقرير فإن الهجوم المحتمل لا يزال في مرحلة التخطيط، وليس مرحلة التجهيز، ولا يزال من غير الواضح مدى التزام مختلف الشركاء في أي من هذه السيناريوهات المحتملة. مشيرا إلى ان أبوظبي الداعم الرئيسي للحكومة اليمنية ولوكلاء أقوياء على الأرض مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، نفت مشاركتها في مثل هذه المناقشات.
رغم الشكوك حول صحة التقارير الإعلامية، إلا أنها الأولى التي تظهر منذ أن أطلقت الولايات المتحدة حملتها البحرية والجوية ضد الحوثيين في ديسمبر/كانون الأول 2023 (والتي صعّدتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ مارس/آذار).
"يشير هذا إلى أن واشنطن تدرس دورًا أكثر مباشرة في الحرب الأهلية اليمنية المتجمدة، في محاولة لكسر عزيمة الحوثيين على مواصلة مهاجمة السفن المدنية في البحر الأحمر وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل تضامنًا مع حماس في غزة"، وفق التقرير.
يقول التقرير "مع فشل الغارات الجوية الأمريكية المكثفة في وقف هجمات الحوثيين على إسرائيل وحركة الملاحة في البحر الأحمر، من المرجح بشكل متزايد أن تسعى واشنطن إلى شركاء يمنيين على الأرض لممارسة الضغط العسكري على الحركة المسلحة".
ورجح التقرير فشل القوة الجوية الأمريكية في إحباط جميع هجمات الحوثيين نظرًا للبنية التحتية العسكرية اللامركزية للجماعة، بالإضافة إلى أسلحتها منخفضة التقنية نسبيًا والتي تعتمد على طرق التهريب من إيران واستخدام السلع الاستهلاكية ذات الاستخدام المزدوج.
في واشنطن، يتضاءل الحماس السياسي لحملة الغارات الجوية المستمرة على خلفية التكاليف المتزايدة والمخاوف من أن الذخائر المستخدمة في اليمن قد يكون من الأفضل نشرها في أوروبا أو آسيا. ونتيجة لذلك، من المرجح أن تسعى الولايات المتحدة إلى شركاء يمنيين للتقدم ضد خطوط المواجهة للحوثيين على الأرض، كما يقول التقرير.
مخاوف سعودية إماراتية
وتابع أن مثل هذه الخطة ستواجه قيودًا كبيرة، بما في ذلك تردد حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين مثل الإمارات والسعودية. ولكن إذا تحقق ذلك، فستكون الحديدة هدفًا بارزًا بشكل خاص، لأنها الميناء الرئيسي الوحيد على البحر الأحمر الخاضع لسيطرة الحوثيين، وستعيق بشدة قدرة المسلحين على إعادة الإمداد والحصول على الواردات الأساسية من الغذاء والوقود للشمال، وستضع القوات على الطريق إلى صنعاء.
وأردف "كما أنها ستوجه ضربة لمعنويات الجماعة وتضعف قدرتها على تجنيد المقاتلين والحفاظ على ولاء القبائل الرئيسية التي تشكل تحالفها. ومع ذلك، فإن الحديدة ليست الهدف المحتمل الوحيد، حيث من المحتمل أن تحدث هجمات برية أكثر محدودية حول مأرب (حيث تشن الولايات المتحدة بالفعل غارات جوية) وتعز. إذا هاجمت الولايات المتحدة وشركاؤها على الأرض هذه الأهداف، فسيشير ذلك إلى اهتمام واشنطن بتغيير ميزان القوى في الحرب الأهلية اليمنية دون زعزعة استقرار موقف الحوثيين بشكل عام في الشمال بالضرورة".
واستطرد "إن طرد الحوثيين من الحديدة، حتى لو كان ممكنًا، لن يُضعف بالضرورة قدرتهم على مواصلة شن هجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر". وقال إن "إجبارهم على التوغل أكثر في عمق اليمن قد يُحبط بعض أنظمة الحوثيين قصيرة المدى من قدرتها على استهداف السفن المارة في الممرات البحرية الإقليمية".
واستدرك "ومع ذلك، فإن ترسانة الحوثيين الضخمة وشبكات التهريب تعني أنهم سيظلون قادرين على الأرجح على شن بعض الهجمات، حتى لو لم يكن بنفس الوتيرة، وهو ما سيظل كافيًا لردع معظم شركات الشحن عن إعادة دخول المنطقة".
وزاد التقرير "لطالما نُشر عدد غير مؤكد، وإن كان يُفترض أنه صغير، من القوات الخاصة الأمريكية سرًا في اليمن، كجزء من جهود مكافحة الإرهاب. ومع ذلك، لا يزال نشر المزيد من القوات البرية مثيرًا للجدل في الولايات المتحدة، حيث تُحاول إدارة ترامب تقليص نفوذها في الشرق الأوسط".
من شأن شنّ هجمات برية جديدة حسب التقرير أن يُخاطر بدفع الحوثيين إلى إعادة توجيه بعض أنظمتهم بعيدة المدى من إسرائيل إلى السعودية والإمارات، مُستهدفين مدنًا رئيسية مثل الرياض وأبو ظبي، والبنية التحتية للطاقة في دول الخليج العربية على طول الخليج العربي.
رؤية 2030
ولفت التقرير إلى أن الحوثيين يمتلكون القدرة على ضرب عمق دول مجلس التعاون الخليجي. في الماضي، غالبًا ما كانت تُعترض هذه الضربات بواسطة دفاعات جوية أمريكية الصنع، لكنها مع ذلك هزّت العزيمة السياسية لحكومات دول الخليج العربية، وأوجدت حالة من عدم اليقين لدى الشركات والمستثمرين الذين يتطلعون إلى الانخراط في برامج التنويع الاقتصادي في هذه الدول. وخاصةً إذا شاركت وكلاء دول الخليج العربية، مثل لواء العمالقة المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، في هجمات برية في اليمن، فمن المرجح أن يستهدف الحوثيون الدول المضيفة لهم في محاولة لتقويض الإرادة السياسية لتلك الحكومات لدعم مثل هذا الهجوم.
وأكد أنه ورغم أن هذه الهجمات قد لا تُسبب أضرارًا مادية كبيرة، إلا أنها ستظل تُشكل مخاطر على المدنيين وتُقوّض ثقة الشركات والمستثمرين في الأوضاع الأمنية الإقليمية.
"ونتيجة لهذه المخاطر، قد لا ترغب أجزاء من التحالف اليمني في المشاركة في هجوم بري منسق أمريكيًا ضد الحوثيين، مما يجهد تحالف الحكومة اليمنية ويعمق الانقسامات الداخلية القائمة. كما جاء في التقرير.
وأشار إلى أن السعودية، على وجه الخصوص، نهجت مؤخرًا نهجها تجاه اليمن نحو خفض التصعيد والدبلوماسية بدلاً من الضغط العسكري بعد سنوات من الحملات الفاشلة لطرد الحوثيين من الشمال.
وقال "قد تكون العناصر المدعومة من السعودية في التحالف اليمني أقل استعدادًا لشن هجمات برية خوفًا من استفزاز السعودية مجددًا لشن ضربات مباشرة، وتقويض الثقة في برنامج المملكة للتنويع الاقتصادي "رؤية 2030". كما يساور الرياض القلق من أن دعم حملة تُنظمها الولايات المتحدة ضد الحوثيين قد يُقوّض تواصلها المستمر مع إيران، والذي تجلّى مؤخرًا في زيارة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى البلاد في 17 أبريل/نيسان الجاري".
يضيف "لذا، فبدون الدعم السعودي، من غير الواضح ما إذا كان الهجوم البري المدعوم من الولايات المتحدة سيكفي للسيطرة على مدن رئيسية مثل الحديدة".
وقال إذا "تعثّر هذا الهجوم أو تسبّب في هزائم عسكرية، فسيُسفر عن تداعيات سياسية داخلية كبيرة بين الفصائل الداخلية في الحكومة اليمنية، مما سيُضعف من تماسكها، حيث يتبادل القادة اللوم على فشل الهجوم. وفي المقابل، إذا نجح الهجوم دون الدعم الكامل من تحالف الحكومة اليمنية، فسيُعمّق الانقسامات الداخلية، حيث تُعزّز الفصائل المشاركة نفوذها وتستولي على الأراضي لجمع الأموال وتجنيد مقاتلين جدد".
ورجح أن يؤدي أي هجوم بري يُشن ضد الحوثيين دون الوحدة الكاملة للتحالف اليمني إلى تفاقم التوترات بين الحكومة المركزية في اليمن ومنافسيها، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، بالإضافة إلى الفصائل المدعومة من السعودية والإمارات، مما قد يؤدي في النهاية إلى مزيد من تجزئة البلد الذي مزقته الحرب.
ولفت إلى أن الهجوم الحكومي الأخير لاستعادة الحديدة في عام 2018 فشل بسبب المخاوف الدولية من أن القتال في المدينة الساحلية قد يتسبب في أزمة إنسانية في شمال اليمن. ساهم الهجوم الفاشل في قرار الإمارات العربية المتحدة بالانسحاب من اليمن بعد عام.
وخلص التقرير إلى القول "توجد انقسامات طويلة الأمد بين الفصائل المدعومة من السعودية والفصائل المدعومة من الإمارات حول مستقبل اليمن وتقاسم السلطة، مع اندلاع اشتباكات عرضية بينهما. لا يزال المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي يريد جنوب اليمن مستقلاً، وهو أمر يعارضه السعوديون."