نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحفي إيشان ثارور، قال فيه إن المدنيين في غزة، لا يجدون مكانا يذهبون إليه بشكل متزايد. فقد أدت الحملة الإسرائيلية ضد حركة حماس إلى نزوح معظم السكان من شمال القطاع، ما حول بعض المناطق الحضرية الأكثر كثافة على هذا الكوكب إلى مناطق خراب.  

وقد تحول التركيز نحو الجنوب، حيث تشتد المعارك حول مدينة خان يونس، الأمر الذي أجبر مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين على الفرار من منازلهم.

 

وذكر التقرير أن "إسرائيل قتلت أكثر من 18 ألف شخص في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، عندما نفذ مقاتلو حركة حماس الذين ينشطون في القطاع هجوما غير مسبوق على بلدات وكيبوتسات جنوب إسرائيل، في أكثر الأيام دموية في تاريخ الدولة اليهودية. وحتى وفقا للتحليلات الإسرائيلية، فإن المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال، قد يمثلون نحو ثلثي عدد القتلى الفلسطينيين". 

وقد نزح ما يقرب من 1.9 مليون شخص في غزة، أو 85 بالمئة من سكان القطاع وفقا لبيانات الأمم المتحدة. ويتم حشرهم في مرافق ومساحات لا يمكن أن تستوعبهم بشكل كافٍ. 


 وأشار إلى ان ظروف الصرف الصحي مزرية، ومن الصعب الحصول على المياه النظيفة، والمرض ينتشر، والجوع منتشر. وخلص تحليل أجراه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى أن نصف سكان غزة يعانون من الجوع وأن 9 من كل 10 أشخاص لا يستطيعون تناول الطعام كل يوم.  

وقال عمال الإغاثة الذين يعملون في منطقة صغيرة من الأرض الجرداء بجوار البحر تعرف باسم المواصي، حيث حثت السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين على الذهاب إلى مكان آمن، إنهم واجهوا أشخاصا لم يتناولوا طعاما لمدة ثلاثة أيام. 

ويقول مسؤولو الأمم المتحدة عبر وكالات المنظمة إن القتال المستمر يمنعهم من القيام بعملهم وتقديم الإغاثة الإنسانية الحيوية. لقد انهارت البنية التحتية التي كانت موجودة في قطاع غزة بشكل شبه كامل. وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأحد، من أن الرعاية الصحية في الإقليم "في حالة ركود"، مع تضاؤل الإمدادات وأسرة المستشفيات بسرعة وسط تقارير عن قصف حول المرافق الطبية. 

وفي منتدى إقليمي في الدوحة، قطر، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من احتمال حدوث نزوح جماعي إلى مصر. وقال: "لا توجد حماية فعالة للمدنيين في غزة. أتوقع أن ينهار النظام العام تماما قريبا، وقد يتكشف وضع أسوأ". 

 وأوضح التقرير أنه بالنسبة للكثيرين في العالم العربي، فإن فكرة تدفق الفلسطينيين إلى سيناء هي فكرة غير مقبولة. وعلى مدار أسابيع، رفضت الحكومات العربية احتمال استقبال اللاجئين من غزة، جزئيا لاعتبارات اقتصادية وأمنية، ولكن في المقام الأول بسبب الخوف من عدم السماح للفلسطينيين الذين فروا من غزة بالعودة. ونظرا لتاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الممتد منذ 75 عاما، فإن مخاوفهم لا تخلو من المصداقية. ويقول العديد من سكان غزة الذين تحدثوا إلى الصحفيين إنهم يفضلون الموت في أرضهم بدلا من المغادرة والعيش في المنفى إلى أجل غير مسمى، وهو المصير الذي حل بأجيال من الفلسطينيين في أماكن أخرى. 

وذكر أن بعض المسؤولين العرب يتهمون الإسرائيليين بهندسة هذه النتيجة عمدا. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال عطلة نهاية الأسبوع: "ما نراه في غزة ليس مجرد قتل الأبرياء وتدمير سبل عيشهم، بل هو جهد منهجي لتفريغ غزة من سكانها"، معتبرا أن سلوك إسرائيل في الحرب يقع "ضمن التعريف القانوني للإبادة الجماعية". 

وفي مقال افتتاحي بصحيفة "لوس أنجلس تايمز"، أشار فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين، إلى عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تعارض بشدة التهجير القسري لسكان غزة من قطاع غزة. وأضاف: "لكن التطورات التي نشهدها تشير إلى محاولات لنقل الفلسطينيين إلى مصر، بغض النظر عما إذا كانوا يقيمون هناك أو يتم توطينهم في مكان آخر". 

وبحسب التقرير، فإن الإسرائيليين ينفون هذه الادعاءات. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية للصحافيين: "لا توجد، ولم تكن، ولن تكون هناك خطة إسرائيلية لنقل سكان غزة إلى مصر. هذا ببساطة غير صحيح". 

قد لا تكون هناك خطة حكومية ملموسة، ولكن هناك الكثير من الحديث. ويبدو أن وثيقة تسربت في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية تقترح النقل الدائم والقسري لسكان غزة الفلسطينيين إلى مصر. نشر مركز أبحاث إسرائيلي رائد ورقة بحثية تشجع الحكومة الإسرائيلية في زمن الحرب على استغلال "الفرصة الفريدة والنادرة لإخلاء قطاع غزة بأكمله". وقد دعا عدد من السياسيين الإسرائيليين اليمينيين وكبار المسؤولين السابقين علنا إلى إبعاد المدنيين الفلسطينيين، وتدمير منازلهم، وإعادة توطين الإسرائيليين في غزة، أو مزيج من الثلاثة اجراءات، بحسب التقرير. 

وإدراكا لهذه الثرثرة، بحسب تعبير التقرير، فإن المسؤولين المصريين أصدروا تحذيراتهم الصارمة. وقال وزير الخارجية سامح شكري في اجتماع للجنة في واشنطن الأسبوع الماضي: "هذه ليست الطريقة للتعامل مع الصراع. لا ينبغي معاقبة المدنيين الفلسطينيين ويجب ألا يغادروا أراضيهم". وفي السر، أبلغت مصر أن دخول موجة من اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيها سيؤدي إلى "قطيعة" في العلاقات مع إسرائيل، وفقا لباراك رافيد من موقع Axios. 

كما عزز تأييد مصر لمحنة غزة الدعم للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الانتخابات الرئاسية التي تستمر ثلاثة أيام والتي بدأت يوم الأحد. إن انتصار الرجل القوي صاحب الانقلاب ليس موضع شك، لكن الأزمة المجاورة ساعدت في تحويل مخاوف الناخبين بعيدا عن الوضع الاقتصادي السيئ في البلاد ونحو المعاناة الفلسطينية. 



يوم الاثنين، توجه وفد من عشرات السفراء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى الجانب المصري من معبر رفح الحدودي في غزة من أجل فهم أفضل لعمق الكارثة الإنسانية التي تتكشف. وقال ممثل الإكوادور لدى الأمم المتحدة، خوسيه دي لا جاسكا، للصحفيين بعد حضور مؤتمر صحفي: "الحقيقة أسوأ مما يمكن أن تتحدث عنه الكلمات". 

وجاءت زيارة المبعوثين بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن يوم الجمعة كان مدعوما من قبل 13 من أعضاء المجلس الخمسة عشر، والذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار. وكثفت هذه الخطوة التدقيق في نهج إدارة بايدن تجاه الأزمة، والذي يتضمن حماية إسرائيل من الانتقاد الدولي ودعم جيشها بالسلاح بينما تتملق الإدارة النظراء الإسرائيليين بشكل خاص للحد من الأضرار المدنية في حملتهم ضد حماس. 

وأضاف التقرير أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن وجه الأحد توبيخا ناعما لـ "إسرائيل". وقال بلينكن لشبكة CNN، متحدثا عن تصرفات الاحتلال: "أعتقد أن النية موجودة" لضمان سلامة المدنيين، "لكن النتائج لا تظهر نفسها دائما". 

أما كبار الدبلوماسيين الآخرين، فقد أصبحوا بحسب التقرير، أقل تنقيحا في كلماتهم. وقال الصفدي، وزير الخارجية الأردني، في المنتدى المنعقد في قطر: "هذه حرب لا يمكن الفوز بها. لقد خلقت إسرائيل قدرا من الكراهية التي ستطارد هذه المنطقة، والتي ستشكل الأجيال القادمة". 



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الفلسطينيين مصر مصر فلسطين غزة الاحتلال الإسرائيلي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الفلسطینیین إلى الأمم المتحدة وزیر الخارجیة سکان غزة إلى مصر فی غزة غزة من

إقرأ أيضاً:

تقرير المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين

كشف المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، والاعتداءات الإسرائيلية في مختلف المناطق الفلسطينية حيث اقترفت (21) مجزرة قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلالها (238) فلسطينيًا، وجرحت (623) آخرين، وذلك في الفترة بين 7 - 13 يناير 2025.

 وبحسب المرصد، فإن مجموع الشهداء الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023، وحتى 12 يناير 2025، قد بلغ (47410) فلسطينيين، فيما بلغ عدد الجرحى للفترة نفسها، (116360) جريحًا.
وفي قطاع غزة، اغتالت قوات الاحتلال الصحفي سائد نبهان في مخيم بالنصيرات، وطالت الغارات والقصف الإسرائيلي – في أسبوع واحد - كل مناطق شمال ووسط غزة، حيث قصف جيش الاحتلال ثلاث مدارس؛ (أربيكان وزينب الوزير وصلاح الدين) في جباليا وغرب مدينة غزة، وقتل عائلة بأكملها في مخيم النصيرات، واستهدف المدنيين عدة مرات في جباليا وحي الشجاعية، ودير البلح، ومنطقة الفردوس في المواصي، بينما تابعت قوات الاحتلال نسف مبان في محيط مستشفى كمال عدوان وفي مشروع بيت لاهيا وبنى تحتية ومبان في دير البلح في الوقت الذي تعرضت فيه معظم مباني جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا للتدمير الكامل، كما تعرضت العديد من خيام النازحين في قطاع غزة للغرق جراء الأمطار الغزيرة.
وأطلقت مستشفيات قطاع غزة نداءً عاجلًا لتزويدها بالوقود، بينما أجبرت قوات الاحتلال الطاقم الطبي والمرضى على مغادرة المستشفى الإندونيسي، وحاصرت وقصفت مستشفى العودة.
من جهة ثانية، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني تعطل العديد من آلياته، فضلًا عن توقف خدماته في العديد من مناطق قطاع غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة أن القصف الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين يتركز في وقت الليل حيث يتعثر إرسال فرق إنقاذ.

 وواصلت البحرية الإسرائيلية خلال الأسبوع المنصرم ملاحقة الصيادين الفلسطينيين في بحر دير البلح واعتقلت عددًا منهم.
وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة، تعرضت بلدة طمون بقصف من طائرة من دون طيار، واستشهد خلاله ثلاثة فلسطينيين بينهم طفلان. 

كما هدم جيش الاحتلال 6 منازل في القدس المحتلة، وفي قلقيلية وسلفيت، وفجّر آخر في طولكرم، واحتل منزلًا في رام الله.
كما دمرت قوات الاحتلال وحرق المستوطنون عشرات الحظائر ذات الاستخدامات المختلفة والخيام في نابلس والقدس ورام الله وبيت لحم، وجرفت قوات الاحتلال أراض زراعية واقتلعت أشجارًا في كل من نابلس وبيت لحم، فيما منعت المزارعين من حراثة أراضيهم في أريحا وصادرت جرافة في سلفيت.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: ملتزمون بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة
  • FT: كيف أباد الاحتلال جباليا البلد التي كان يسكنها 200 ألف نسمة؟
  • ‏المفوض العام لـ "الأونروا": الوكالة تتعهد بمواصلة مساعدة الفلسطينيين رغم حظرها في إسرائيل
  • تقرير المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين
  • “إسرائيل” وخُطَّةُ التغيير الثقافي.. مشروعٌ خفي يهدّدُ الفلسطينيين والعربَ والمسلمين
  • أشرف العجرمي: إسرائيل لا تريد إطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين
  • في البحث عن أكفأ المتعاونين الفلسطينيين
  • إيلون ماسك الرئيس الشريك لـ«ترامب».. رحلة صعود تثير قلق الأمريكيين
  • اليابان تدعو بايدن إلى تبديد مخاوف الاستثمار في الولايات المتحدة
  • إسرائيل تعزز صناعة الأسلحة وسط مخاوف من تقليص الدعم الغربي والأمريكي