عربي21:
2025-04-30@20:01:06 GMT

الحجاج وحكام العرب جمعهم الظلم وفرقتهم النخوة

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

قبل 1308 أعوام، وتحديدا في عام 96هـ الموافق لـ715 ميلادي، حرك والي الدولة الأموية في العراق الحجاج بن يوسف الثقفي جيوشه لفتح بلاد السند (باكستان) استجابة لنداء امرأة مسلمة صاحت بعد أن أسرها قراصنة هاجموا سفن تجار مسلمين: "يا حجَّاج أغثني".

لقد كان الحجاج مشهورا بسفك الدماء كمعظم حكامنا اليوم، حتى أنه لم يتورع عن رمي الكعبة بالمنجنيق، ورغم كل هذا أبت عليه مروءته كعربي أن تستغيث به امرأة دون أن يجيبها، فرد قائلا "يا لبيك"، وأرسل جيشا بقيادة محمد بن القاسم الثقفي، وأمره بالتوجه نحو بلاد السند.



والآن وبعد مرور أكثر من شهرين على الحرب الإسرائيلية ضد أهالي غزة والتي تسببت في استشهاد أكثر من 18 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، لم نرَ أي حاكم عربي أتخذ موقفا حاسما أو جادا لوقف شلال الدماء والمجازر في غزة.

شاهدنا عشرات الفيديوهات لنساء ورجال وأطفال يستغيثون في غزة، ويطالبون حكام العرب والمسلمين بالتدخل لإنقاذهم، أو حتى على الأقل فتح معبر رفح والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، لكن معظم هؤلاء الحكام قرروا أن يتركوا أهل غزة لمصيرهم إما تآمرا مع الاحتلال الإسرائيلي أو خوفا من أمريكا أو عجزا وقلة حيلة
وخلال هذه المدة شاهدنا عشرات الفيديوهات لنساء ورجال وأطفال يستغيثون في غزة، ويطالبون حكام العرب والمسلمين بالتدخل لإنقاذهم، أو حتى على الأقل فتح معبر رفح والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، لكن معظم هؤلاء الحكام قرروا أن يتركوا أهل غزة لمصيرهم إما تآمرا مع الاحتلال الإسرائيلي أو خوفا من أمريكا أو عجزا وقلة حيلة.

والأدهى من كل هذا تخلي مصر عن سيادتها على معبر رفح، فقد خرج علينا وزير خارجيتها سامح شكري ليقول بكل وقاحة إن إسرائيل هي التي تسمح بخروج من تشاء من غزة إلى مصر عبر المعبر، وأنها تفتش المساعدات الإنسانية قبل دخولها.

موقف آخر لا يقل وقاحة هو موقف الإمارات التي وصفت وزيرتها ريم الهاشمي في مجلس الأمن الدولي، هجمات المقاومة الفلسطينية يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر بالهجمات البربرية والوحشية، ولم تكتف بهذا فقد قررت إقامة جسر شحن بري بين دبي وميناء حيفا الإسرائيلي، لتجاوز حظر الحوثيين للسفن الإسرائيلية من الملاحة في البحر الأحمر، ناهيك عن بلاد الحرمين التي قررت مواصلات حفلات الرقص والطرب في موسم الرياض، في تجاهل تام لما يجري في قطاع غزة، كما سارعت لاعتقال معتمرين بتهمة الدعاء لغزة أمام الكعبة المشرفة، قبل أن يسارع مسؤول هيئة الترفيه تركي آل الشيخ لتسجيل مقطع دعائي لمطعم ماكدونالدز رغم حملات مقاطعة للمنتجات الداعمة لإسرائيل.

ونحن كما قال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، لا نطالب هؤلاء الحكام -لا سمح الله- بأن يرسلوا جيوشهم وطائراتهم ودباباتهم للدفاع عن غزة وتحرير المسجد الأقصى، ولكننا ندرك أن لديهم الكثير من أوراق الضغط التي إذا أرادوا استخدامها لأوقفت إسرائيل حربها المدمرة على غزة خلال ساعات قليلة.

إنني أتساءل حقا: هل يراجع هؤلاء الحكام أنفسهم؟ هل يستطيع أحدهم أن ينظر لنفسه في المرآة؟ هل يستطيع أن ينام مطمئنا وإخوانه في غزة يموتون من القصف والجوع والعطش والمرض؟
وليس أدل على صحة كلامي من موقف الرئيس المصري الراحل محمد مرسي رحمة الله عليه، والذي أعلن بكل صراحة أن العدوان الإسرائيلي على غزة في 2012 هو عدوان على مصر، وقرر فتح معبر رفح بشكل كامل لإدخال المساعدات ونقل الجرحى والمصابين، بل أرسل رئيس وزرائه هشام قنديل إلى غزة في رسالة تحد ودعم واضح لأهالي غزة.

إنني أتساءل حقا: هل يراجع هؤلاء الحكام أنفسهم؟ هل يستطيع أحدهم أن ينظر لنفسه في المرآة؟ هل يستطيع أن ينام مطمئنا وإخوانه في غزة يموتون من القصف والجوع والعطش والمرض؟ ألا يخشى هؤلاء على أنفسهم من مصير بدر الدين لؤلؤ وابن العلقمي وغيرهم من الخونة؟

وأخيرا أقول: "يا أهلنا في غزة لا ترفعوا أصواتكم بالنداء عليهم لنصرتكم، فمعظم حكام العرب والمسلمين أموات والأموات لا تجيب النداء، وعند الله تجتمع الخصوم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطيني فلسطين غزة مجازر العالم العربي الاستبداد مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة اقتصاد سياسة رياضة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هؤلاء الحکام هل یستطیع معبر رفح فی غزة

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء كندا: علاقاتنا القديمة مع واشنطن انتهت.. لن يستطيع ترامب تحطيمنا

قال رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني خلال خطاب الفوز في أوتاوا "انتهت علاقتنا القديمة مع الولايات المتحدة، تلك العلاقة التي كانت قائمة على تكامل يزداد باستمرار".

وأضاف "انتهى نظام التجارة العالمية المفتوحة الذي رسخته الولايات المتحدة، وهو نظام اعتمدت عليه كندا منذ الحرب العالمية الثانية، نظام، وإن لم يكن مثاليا، ساهم في تحقيق الرخاء لبلدنا على مدى عقود".

وتابع قائلا "إنها مآسي، لكنها واقعنا الجديد أيضا".



وذكر أن الأشهر المقبلة ستكون مليئة بالتحديات وتتطلب تضحيات.

ووفقا للنتائج غير النهائية التي أعلنتها الهيئة المستقلة والرسمية للانتخابات في كندا "Elections Canada" الثلاثاء، فقد حصل الحزب الليبرالي الحاكم على 43.5 بالمئة من الأصوات، محققا بذلك الأغلبية.

وبهذه النسبة من الأصوات، حصل حزب كارني على 168 مقعداً من أصل 343 في البرلمان الفيدرالي الكندي، لكنه لم يتمكن من تجاوز عتبة الأغلبية المطلقة البالغة 172 مقعداً لتشكيل الحكومة بمفرده.

أما حزب المحافظين، وهو حزب المعارضة الرئيسي، فقد حصل على 41.4 بالمئة من الأصوات، ما مكّنه من الفوز بـ144 مقعداً.

وجاء حزب "الكتلة الكيبكية" في المرتبة الثالثة بنسبة 6.4 بالمئة من أصوات الناخبين.

وتعهد كارني باتباع نهج صارم مع واشنطن بشأن رسومها الجمركية، وقال إن كندا ستحتاج إلى إنفاق مليارات الدولارات لتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة.

وقال كارني "أمريكا تريد أرضنا ومواردنا ومياهنا وبلدنا".



وأضاف "ليست تهديدات عابرة، الرئيس ترامب يحاول تحطيمنا حتى تتمكن أمريكا من امتلاكنا، وهذا لن يحدث أبدا".

وأشعلت تهديدات ترامب فيضا من الشعور الوطني وعززت التأييد لكارني، الوافد الجديد على الساحة السياسية، الذي سبق له قيادة بنكين مركزيين بدول مجموعة السبع.

وبرز ترامب مجددا كعامل مؤثر في الحملة الانتخابية بكندا الأسبوع الماضي عندما أعلن أنه قد يرفع الرسوم الجمركية البالغة 25 بالمئة على السيارات كندية الصنع لأن الولايات المتحدة لا تريد هذه السيارات. وقال قبل ذلك إنه قد يستخدم "القوة الاقتصادية" لجعل كندا الولاية الأمريكية الحادية والخمسين.




وركز كارني على أن خبرته في التعامل مع القضايا الاقتصادية تجعله أفضل زعيم للتعامل مع ترامب.

وجدد ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين دعوته لضم كندا وإعلانها الولاية الأمريكية الحادية والخمسين.

وقال الرئيس الأمريكي "بالتوفيق لشعب كندا العظيم.. انتخبوا الرجل الذي يمتلك القوة والحكمة لخفض ضرائبكم إلى النصف، وزيادة قوتكم العسكرية، مجانا، إلى أعلى مستوى في العالم".

وأضاف "ارفعوا حجم أعمالكم في السيارات والصلب والألمنيوم والأخشاب والطاقة وجميع أعمالكم الأخرى أربعة أضعاف، بدون أي رسوم أو ضرائب، إذا أصبحت كندا الولاية الحادية والخمسين العزيزة على قلوبنا في الولايات المتحدة الأمريكية. لن نعود إلى الحدود المرسومة بشكل مصطنع كما كانت قبل سنوات طويلة."

مقالات مشابهة

  • اتحاد الطائرة يحيل رئيس لجنة الحكام السابق للتحقيق ويقاضيه بسبب تصريحاته المسيئة
  • جمعهم من تجارة الكيف.. التحقيق مع المتهم بغسل 220 مليون جنيه بالقاهرة
  • الجيش الإسرائيلي يستدعي عشرات آلاف عناصر الاحتياط بهدف توسيع الحرب
  • رئيس وزراء كندا: علاقاتنا القديمة مع واشنطن انتهت.. لن يستطيع ترامب تحطيمنا
  • شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة
  • بسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع والمرض يفتكان بمئات الأطفال في غزة
  • لماذا لا يستطيع ترمب تصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة؟
  • نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
  • وقفة أمام السفارة المصرية في بريتوريا رفضا لحصار غزة ولفتح معبر رفح (شاهد)
  • الغويل: أغلب الليبيين مشاركون في الظلم والفساد