د.حماد عبدالله يكتب: كرسي في " الكلوب " !!
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
وصف مصرى قديم – حينما يدخل بعض (فتوات) الحي علي فرح منصوب – لم يدفع أصحابه ( الدية) – أو الراتب أو الرسوم المفروضة من فتوة الحي علي إقامة الفرح – يدخل صبيان الفتوه لكي يضربوا ( الكلوبات ) وهو ( المصباح الجاز ذو الرتينة النسيج ) الذى كان يستخدم فى الإنارة قبل انتشار المصباح الكهربائى.
وإذ بالكراسي تقوم بإظلام الفرح ومايترتب علي ذلك من نقل الجرحي والمصابين إلي
" المستوصفات " – وهي أيضا بديل المستشفيات ! ولقد تأصلت هذه الصفة في المناطق الشعبية المصرية – وكذلك بعض المدن والقري – حيث لا يوجد رقابة حكومية مسيطرة علي كل الأرجاء بل العكس حيث كانت الحكومة ( الداخلية ) تعتمد في كثير من الأحيان علي ( فتوة ) المنطقة لمساعدتها في ضبط المخالفات التي تؤذي الحكومه – مثل الوطنيين الذين يعملون في السياسة أو حيازة الأسلحة أو المنشورات أو ما عدا ذلك – من مخدرات أو دعارة أو بلطجة يغمض العين عنها مؤقتًا ! ولكن كل شيىء مرصود – هذه هي البيروقراطية المصرية في إدارة شئون الحياة في الماضي – حيث زمن الباشوات والفتوات والغلابة والأفنديات !!
ولعل تأصيل لهذة المظاهر فقد إستطاعت سينما الأبيض والأسود أن تصيغ الدراما وأيضًا الكوميديا وتفوق في تشخيص دور الفتوة كثير من كبار فنانينا- المرحوم محمود المليجى، والمرحوم فريد شوقى ولكن الذى لايتفوق علية أحد في ضرب الكرسي في الكلوب فناننا الكبير المرحوم توفيق الدقن ( الله يرحمه ) بطل ضرب الكرسى في الكلوب وتعبيراته التي دخلت كلاسيكيات السينما المصرية مثل ( يا أه يا أه ) أو ( أحلي من الشرف مفيش ) وغيرها من تعبيرات.
ومازالت الحياة المعاصره في مصر تحتشد بعدد غير قليل من ضاربي الكرسي في الكلوب – رغم إختفاء الكلوب وإختفاء أيضًا الكرسى ( العفى )!
إلا أنه فى مناسبات كثيرة يفرح فيها شعب مصر – سواء بقرار جمهورى رائع رافعًا من شأن دخول المصريين أو رافع معنويات المواطنين أو الإقتراب من مشاكل الناس بقرار إنساني يحمل في طياته لغة الأب وكبير العائلة – إلا ونجد أن هناك من يمسك بتلابيب الشعب – غير سامح بالفرحة أن تبقى أسبوع أو شهر – شيىء مدهش جدًا – إن ضرب الكرسي في كلوب فرح المصريين دائمًا يأتي من بعض المسئولين أو من بعض جماعات لا تسمح بالفرحة أن تستمر أو بالضحكة أن ( تفرقع ) – فالضحك عيب – وفي الأمثلة الشعبية – حينما نضحك نقول ( الله ما أجعله خير )- أى إستكثرنا علي أنفسنا الضحك – وغالبًا بعد الضحك- سوف يأتي " النكد " شيىء غريب جدًا فى سلوك الشعب المصرى – وكذلك ضاربى الكلوبات بيننا !!
ولعل ماجاء في مقال للأستاذ/ سليمان جوده بأن هناك من يتبرع بتوزيع الأذى علي المصريين دون فائدة أو دون عائد علي أصحاب الأذى – أصبح مكون أساسي في الثقافة المصرية – ولعل هذا المقال جاء تحت عنوان ( كرباج وراء ) – نعم نحن أمام فئة من شعب مصر غاويين نكد !!
هذا هو حظنا الهباب في ثقافة موروثة أكثر هبابًا – وإن جاز هذا بين العامة – فلا يجوز بين الخاصة من أهل مسئولى إدارة هذا الوطن !!
Hammad [email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
مؤمن الجندي يكتب: عميد في الزنزانة
نعيش في عالمٍ يتنازع فيه الضوء والظل، وحيث تتكاثر الخلافات كأمواجٍ لا تهدأ، تقف الأرواح العظيمة على مفترق الطريق بين الكبرياء والمصلحة، بين الخصومة والمغفرة.. هناك، في زاوية عميقة من الروح، يُدرك الإنسان أن الوطن أكبر من نزاعات الأفراد، وأن في التسامح عظمة تُنير القلوب قبل أن تَعبُر إلى العالم، لإنها لحظةٌ تتجسد فيها الحكمة، حين يختار العاقل أن ينحي سيوف الصراع جانبًا، ويمد يدًا بيضاء لمن كان في يومٍ ما خصمًا، ليدرك الاثنان أن عبور هذه الجسور معًا هو الطريق الوحيد لتُزهر الأرض، ولترتفع رايات السلام التي تعانق السماء.
مؤمن الجندي يكتب: مسرحية بلا فصل أخير مؤمن الجندي يكتب: كأس مها سلامةمن منا لا يتذكر فيلم "حب في الزنزانة" الذي جسد صراعًا ينشأ داخل السجن، ومعه تعلو ثنائية الأمل واليأس، حيث يمكن أن تكون قصة هذا الفيلم مرآة لمشهد العلاقة المتوترة بين حسام حسن، المدير الفني للمنتخب المصري الأول، وهاني أبو ريدة، الرئيس المرتقب لاتحاد الكرة المصري بعد الانتخابات المقبلة، ولكن هذه المرة بعنوان "عميد في الزنزانة".
إن حسام حسن، بجرأته وأسلوبه الصريح، كان قد أدلى بتصريحات ناقدة تجاه أبو ريدة سابقًا، وها هو اليوم، وهو يقود المنتخب المصري بنجاحات واضحة حتى الآن، كمن وجد نفسه حبيسًا في "زنزانة العميد"، حيث يبدو أن هذه النجاحات على أرض الملعب لن تكون كافية لمنع محاولات إبعاده عن المشهد، خاصة مع تولي أبو ريدة للمنصب المتوقع.
فهل سيستطيع حسام حسن كسر قضبان "الزنزانة" واستمرار نجاحاته؟، أم أن الانتقادات السابقة والتوترات التي أوجدها العميد بنفسه! ستجعل من وجوده على رأس المنتخب محط تهديد؟ تشابه هذه القصة في بعض أبعادها مع قصة فيلم عادل إمام، حيث الصراع بين التطلعات الشخصية ومصير العلاقات المعقدة، في انتظار ما سيكشفه القادم من أحداث في ساحة الكرة المصرية.
نجاح أو فشل العلاقات بعد هجوم أحد الأشخاص على الآخر يعتمد على عوامل عديدة تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مستقبل هذه العلاقة.. فالهجوم، سواء كان لفظيًا أو فكريًا، يترك آثارًا عميقة قد تكون جسيمة على الطرف الآخر، خاصة إذا كان الهجوم علنيًا أو أمام أطراف أخرى، هذا النوع من الانتقاد قد يُشعر الشخص المستهدف بالإهانة ويخلق حاجزًا من عدم الثقة والاحترام، وهما عنصران أساسيان لاستمرار العلاقات الصحية.
ورغم ذلك، يمكن لبعض العلاقات تجاوز الهجوم إذا توفرت الإرادة والوعي لدى الطرفين لمعالجة الأسباب الكامنة خلف الخلاف.. فالحوار الصادق والاستعداد لتحمل المسؤولية من قبل الشخص الذي قام بالهجوم قد يسهمان في إعادة بناء الجسور المقطوعة، خاصة إذا أُرفق باعتذار صادق ورغبة في تصحيح المسار.
ومن واقع تجاربي في الحياة أو تحديدًا مع الوسط الرياضي، رأيت حالات تفشل فيها العلاقات في الصمود أمام الهجوم، ويصبح من الصعب إصلاح ما تهدم.. في هذه الحالة، قد تتعمق الجروح وتتحول العلاقة إلى صراع دائم أو قطيعة، حيث يجد الطرف المستهدف أنه من الصعب التعايش مع من أساء إليه أو استهان بكرامته.
في النهاية، نجاح أو فشل العلاقة بعد هجوم يعتمد على نضج الطرفين ورغبتهما في تجاوز الخلافات، وقدرتهما على تقبل الاختلافات الشخصية، والالتزام بالقيم التي تُعزز من استمرارية أي علاقة، سواء كانت علاقة عمل أو صداقة أو حتى شراكة رياضية كما في حالة حسام حسن وهاني أبو ريدة، لأن مصر أكبر من أي شخص!.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا