تجربة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في صحافة الثورة الجزائرية تتميز بالثراء، ويمكن أن تسهم دراستها في زيادة قدرتنا على تطوير نظرية صحافة الكفاح الوطني.

والشيخ الإبراهيمي (1889- 1965) هو أحد أعلام علماء الدين في الجزائر، ورفيق النضال للشيخ عبد الحميد بن باديس وخليفته في رئاسة "جمعية العلماء المسلمين" التي تأسست في الجزائر عام 1931 لتبدأ حركة إحياء ديني وثقافي وسياسي في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وإلى جانب العلم الشرعي هو أيضا من علماء اللغة، ومن أعلام الفكر والأدب العربي وعضو في مجمع اللغة العربية بدمشق.

في عام 1945 ارتكب الاستعمار الفرنسي مذبحة راح ضحيتها 60 ألفا من الجزائريين، واعتقل 70 ألفا معظمهم من علماء الجمعية وطلاب مدارسها على رأسهم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي

أدرك الشيخ الإبراهيمي أهمية الصحافة في مقاومة الاستعمار الثقافي، وتحقيق الانتصار في معركة الوعي، فعمل مع صديقه الشيخ عبد الحميد بن باديس على إصدار صحف عديدة تدافع عن هوية الشعب الجزائري.

ولكي نفهم أهمية الإنجاز الذي حققته "جمعية العلماء المسلمين" عبر وسائل منها النضال الصحفي، يجب أن نفهم الظروف السياسية في تلك الحقبة، حيث كانت سلطات الاحتلال الفرنسي تستخدم كل الوسائل لمنع الجزائريين من إصدار الصحف، ولكن الشيخ الإبراهيمي ابتكر مفهوما جديدا هو "الكفاح الصحفي" ظهر في تقريره الذي قدمه للمؤتمر الخامس لجمعية العلماء المسلمين عام 1935، وعرض فيه جهود الجمعية في إصدار الصحف، وكيف قامت بإصدار صحيفة جديدة لتحل محل أية صحيفة تقوم سلطات الاحتلال الفرنسي بإغلاقها.

كان دور الشيخ مهما في تطوير صحافة الجمعية واستخدامها في مقاومة الاستعمار، لذلك تربصت به السلطات الفرنسية، حتى اعتقلته بسبب مقال كتبه في جريدة "الإصلاح" يهاجم فيه الاستعمار، وحاولت مساومته على إطلاقه مقابل إذاعة بيان يؤيد فيه فرنسا فرفض، فنفته إلى قرية صغيرة في صحراء وهران اسمها "آفلو"، ومنعت الاتصال به.

بعد شهور قليلة توفي الشيخ عبد الحميد بن باديس، فاجتمع العلماء وانتخبوا الشيخ الإبراهيمي رئيسا للجمعية، وتمكنوا من توصيل القرار له في منفاه، لكنه لم يخرج من منفاه قبل عام 1943.

المرة الثانية لاعتقاله كانت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وكانت "جمعية العلماء المسلمين" قد حققت نجاحات كبيرة في معركة إحياء الهوية الجزائرية العربية المسلمة، فانتشرت المساجد الحرة والمدارس العربية الحرة في أنحاء البلاد، وكان لذلك أثره في إحياء همم الشعب الجزائري للمقاومة والاعتزاز بالهوية.

في عام 1945 ارتكب الاستعمار الفرنسي مذبحة راح ضحيتها 60 ألفا من الجزائريين، واعتقلت 70 ألفا معظمهم من علماء الجمعية وطلاب مدارسها على رأسهم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، الذي قضي عاما في السجن، وبعد خروجه بدأ يفكر في إعادة إصدار مجلة البصائر حتى نجح في ذلك في 25 يوليو/ تموز 1947، وقال الشيخ الذي تولى إدارتها ورئاسة تحريرها "اليوم تعود البصائر من جديد كما تعود الشمس إلى الإشراق بعد التغيب، لتكون الناطق الرسمي لجمعية العلماء والمعبر عن أفكارها واتجاهها"، وكان واضحا أن الشيخ الإبراهيمي تأثر بتجربة مجلة "المنار" التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا في مصر.

قبل ذلك بأكثر من 10 سنوات كتب في العدد الثاني من "البصائر" في فترة إصدارها الأولى مقالا مطولا يحدد فيه لكتابها ضوابطهم التحريرية، فقال بعد أن حذرهم من الانجرار إلى المعارك الجانبية: "أما أقلام كتاب "البصائر" فيجب أن تشرح الحقائق الكلية من دينية وعلمية، وتبيّن الحق بدلائله وشواهده، وتسمّيه باسمه، وتشرح الباطل وتفضحه بشبهاته وأوهامه بما نعهده فيها من نصرة الحق والغضب له، ولكن يجب أن تسمو عن النبذ والتلويح".

وهو في هذا لا يخط مسارا لكتاب الصحيفة وحدهم، بل يقوم بترسيم مبكر لأخلاقيات الصحافة في زمن كانت سمته الصراع الفكري والثقافي والسياسي الذي يستبيح كل شيء، وهو ما لا يليق بصحيفة تنشغل بالقضايا الكبرى وعلى رأسها قضية الهوية.

صحافة الكفاح الوطني والدفاع عن الهوية

توضح دراسة مجلة "البصائر" التي صدر منها 316 عددا خلال إصدارها الثاني (من 1947 حتى 1956) أن "الدفاع عن الهوية" -العربية والإسلامية- كانت الوظيفة الأهم للمجلة، وأن قيامها بهذه الوظيفة زاد أهميتها وقدرتها على جذب الجمهور، وقد ربطت بوعي بين الإسلام والعروبة والوطن، وتجلى ذلك في شعارها "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا"، وذلك في مواجهة حملة تغريبية مدعومة من الاستعمار تعمل على التشكيك في إمكانية الجمع بين الدوائر الثلاثة، الدين والقومية والوطنية.

في مقاومة الغزو الثقافي

كان الشيخ الإبراهيمي يدرك دور الهوية في مقاومة الاستعمار الثقافي الفرنسي، فعمل على زيادة اعتزاز الجزائريين بالإسلام وباللغة العربية، واستخدم مجلة "البصائر" لتحقيق هذا الهدف، لذلك قامت المجلة بدور مهم في خدمة اللغة العربية باعتبارها أهم أسس الهوية.

لذلك ربطت بوعي بين مقاومة الاستعمار الفرنسي والتمسك باللغة العربية، ولذلك أوضح الشيخ في مقالاته جمال اللغة العربية وقدرتها على التعبير عن آمال الجزائريين وأحلامهم في الاستقلال، وارتباط اللغة العربية بالإسلام، ولا يخلو من ذلك مقال واحد مما كتب.

تحدث هو بنفسه عن الدور الذي لعبته الجريدة في هذا المضمار في افتتاحية العدد السادس والأربعين فقال: "والبصائر ترى أن الشرق العربي شركة مساهمة، للمغرب العربي حق المساهمة فيه برأس مال، ليس منه الأقوال ولا الخيال، وأن جمعية العلماء التي تمثلها جريدة البصائر هي الهيأة الوحيدة التي قدمت حصتها كاملة للشركة العربية من رأس المال، بما أصلته للعروبة من أصول، وبما فصلته لها من فصول، وبما أقامته لها من معالم. نقول هذا ولا نبخس الهيئات العاملة أشياءها، وإنما نقول: إن رأس المال الذي نعتبر به شركاء في هذه الشركة العظمى- لا يتحقق بالبرقيات، ولا باحتفالات يوم العروبة، إذ غاية ما يدل عليه ذلك إثبات أننا عرب، وهذا تحصيل حاصل، وليس فيه في حدّ ذاته حاصل، وإن تأسيس مدرسة عربية لأفصح في الدلالة على الاتصال من ألف برقية".

تطوير المقال الصحفي

التعبير عن الرأي باستخدام المقال الصحفي من أهم سمات صحافة الكفاح الوطني، ودراسة تجربة مجلة "البصائر" توضح كيف تمكنت من تطوير كل أنواع المقال الصحفي، فاستخدمت المقال السياسي، الذي كان ممزوجا في حالة الشيخ الإبراهيمي بموهبته الأدبية وتمكنه اللغوي، فكان مزيجا من نقد الاستعمار الفرنسي وشرح الأحداث السياسية، مع المتعة الفنية في اختياراته اللغوية البليغة، وكان ذلك سمة لإنتاجه بصورة عامة، وقد شجع بشكل عام نشر كثير من مقالات الرأي التي تخدم رسالة المجلة والجمعية في توعية الجماهير سياسيا.

ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن الشيخ الإبراهيمي قام بدور مهم في تطوير المقال الأدبي، واستخدام أساليب البلاغة العربية في الحديث عن قضايا الساعة، والتعبير عن آمال الناس وأحلامهم، فكانت مثالا عمليا على قدرة اللغة العربية على المقاومة وصلاحيتها للعصر، بل وجمالياتها التي تستحق الفخر بها، وكان إنتاجه في هذا المجال محل دراسات علمية عديدة.

وفي الحقيقة إن اللمسة الأدبية هي سمة مهمة يمكن ملاحظتها في صحافة الكفاح الوطني، فالأدب يكون حاضرا فيها للتعبير عن الناس، وفي حالة مجلة "البصائر" يمكن القول إنها ساهمت في تطوير الحركة الأدبية الجزائرية باللغة العربية.

وفي فترات الكفاح ضد الاستعمار تتزايد حاجة الجماهير للأدب للتعبير عن المعاناة الإنسانية، والأحزان التي يشعر بها الناس نتيجة قهر الاستعمار.

وكان للشيخ محمد البشير الإبراهيمي دوره في جذب الكثير من كتاب الجزائر للكتابة في المجلة، وتأثر هؤلاء الكتاب بأسلوبه في استخدام أساليب الجمال الأدبي، وساهم ذلك في تطوير الحركة الأدبية الجزائرية.

الصحافة والتعليم

هناك أيضا سمة عامة لحركات التحرر الوطني هي الربط بوعي بين التعليم والصحافة، وهذه السمة تتضح في تجربة "جمعية العلماء"، ففي العدد الأول من مجلة البصائر 25 يوليو /تموز 1947 أكد الشيخ أهمية الربط بين التعليم والصحافة، وأن إصدار المجلة يرتبط بحركة إنشاء المدارس التي تقوم بها جمعية نهضة العلماء، ولذلك ستكون "البصائر" منارة لنشر حركة التعليم في الجزائر عبر صفحاتها.

وفي افتتاحية كتبها بمناسبة استقبال "البصائر" عامها الثاني تحدث عن القضايا التي عالجتها خلال العام الأول دينية وثقافية وسياسية، محلية وعربية، ثم قال: "ثم طافت في فترات العام المتقطعة بموانع الاهتمام من شؤون الجزائر، فوضعت في كل جرح دواء، ورفعت لكل غادر لواء، وأعطت في كل حدث رأيًا، ولكل مشكلة علاجًا، ونصبت في كل ميدان جنديًّا، كل ذلك بقدر ما وسعه جهدها، وانفسح لعمله ذرعها، ثم لم تغفل يومًا عن وظيفتها الأصلية وهي خدمة التعليم العربي ومدارسه ورجاله"، وهكذا بوضوح في الرؤية كان التعليم (باللغة العربية) هو الوظيفة الأصلية التي تدعو لها هذه الصحيفة.

من الواضح أن حركة التعليم التي قامت بها جمعية العلماء كان لها دورها في زيادة تأثير الصحافة، فمجلة البصائر التي بلغ توزيعها 4 آلاف نسخة أسبوعيا، وهو رقم كبير بمقاييس تلك الفترة، كان تأثيرها أكبر بكثير من رقم توزيعها، حيث يستخدم المدرسون في مدارس الجمعية المضمون الذي تنشره المجلة في دروسهم للطلاب، كما يقوم الطلاب بنقل هذا المضمون للجماهير، وهذا يعني أن المدرسين والطلاب قاموا بدورهم كقادة رأي في نشر المضمون الذي تنشره المجلة للجماهير، وهذا ما يميز الدور الذي تقوم به صحافة الكفاح الوطني، ويزيد تأثير هذه الصحافة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: اللغة العربیة فی تطویر ذلک فی

إقرأ أيضاً:

أعمال درامية تعزز الهوية الوطنية والانتماء.. «منها الاختيار»

كانت الدراما مرآة عاكسة لمجتمعاتنا، تعكس تقاليدها، تحدياتها، وآمالها، وفي سياق بناء الهوية الوطنية، تؤدي الأعمال الدرامية دورًا بالغ الأهمية في تشكيل وعي الأفراد، وتعزيز الانتماء إلى الوطن، ولهذا أطلقت «الوطن» 3 حملات توعوية لتعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية تحت شعار «مجتمع صحي آمن.. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية»، بهدف الحفاظ على تماسك المجتمع وتقوية الروابط الأسرية.

أعمال درامية تعزز الهوية الوطنية

وكانت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لها نصيب الأسد في الأعمال الدرامية التي لعبت دورًا هامًا في تعزيز الهوية الوطنية، إذ كانت المسلسلات التي أنتجتها الشركة المتحدة، نجحت في تحقيق أعلى نسب للمشاهدة خلال الأعوام الأخيرة، بعدما استقطبت الشعب المصري والعربي الذي التف حولها في مشهد عكس اشتياق الجمهور لهذه النوعية من الدراما التى رصدت الكثير من بطولات قواتنا المسلحة والشرطة فى توليفة درامية استندت على وقائع حقيقية تبرز دورهما العظيم في الدفاع عن أرض الوطن ضد كل من تُسول له نفسه الإيقاع بها وتسعى لصناعة الوعي.

وفي مقدمة المسلسلات التي شكلت الوعي الوطني لدى الجمهور المصري، جاء مسلسل «الاختيار» بأجزائه الثلاثة خاصة مع الاستعانة بمشاهد حقيقية لتوثيق العمل الدرامى وإضفاء الواقعية عليه، إذ نجح المسلسل في توثيق أحداث تاريخية مهمة وكشف حقائق يغفل عنها الكثيرون شاركت في وعي المواطن المصري.

وتوالت إنتاجات الشركة المتحدة بتقديم مسلسل «هجمة مرتدة» من بطولة أحمد عز في السباق الرمضاني 2021، إذ تناول المسلسل أحد ملفات المخابرات المصرية، وذلك من خلال كشف المؤامرات والمخططات الإرهابية التى تسعى دومًا لتقسيم المنطقة العربية.

وفي العام التالي، قدمت الشركة المتحدة مسلسل «العائدون» من بطولة الفنان أمير كرارة الذي أبرز دور المخابرات المصرية في التصدي للإرهاب، متمثلاً في تنظيم داعش الإرهابى، وشارك بطولة العمل الدرامي عدد كبير من النجوم، أبرزهم أمينة خليل، محمد فراج، محمود عبدالمغني، أحمد الأحمد، محمد ممدوح، والمسلسل من سيناريو وحوار باهر دويدار وإخراج أحمد نادر جلال.

الوعي الوطني لدى الجمهور المصري

ثم يأتي مسلسل «الكتيبة 101» في قائمة المسلسلات التي تشكل الوعي الوطني لدي الجمهور المصري، إذ تدور أحداثه حول وقائع حقيقية تتمثل في الدور البطولي للكتيبة «101» في التصدي للتنظيمات التكفيرية والإرهابية في شمال سيناء ودفاعهم عن أرض الوطن حتى آخر نفس، وهو من بطولة آسر ياسين وعمرو يوسف وفتحى عبدالوهاب ووفاء عامر ومن تأليف إياد صالح وإخراج محمد سلامة.

ومن بين قائمة الأعمال الدرامية الوطنية، يأتي مسلسل «حرب»، من بطولة الفنان أحمد السقا والفنان محمد فراج، سيناريو وحوار هانى سرحان وإخراج أحمد نادر جلال، والذي تدور أحداثه حول قائد تنظيم إرهابي يدعى «الظافر»، يحاول تنفيذ هجمات إرهابية ويدخل في مواجهات عديدة من الضابط في جهاز الأمن الوطني محمد فراج أثناء محاولات القبض عليه.

مقالات مشابهة

  • السلمي: “تنظيم الإعلام” تطلق 36 مبادرة في ثلاث سنوات لتحفيز نمو الإعلام المملكة العربية السعودية
  • الكاتب الأمريكي جوناثان فرانزين: زيارة المملكة تجربة ثرية والعيش فيها حلم المملكة العربية السعودية
  • مدرب ليفربول ينفجر في وجه الصحافة بسبب محمد صلاح
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • جزء من الهوية الأصيلة للبلاد.. صور تكرّم الأيادي العاملة في مصر
  • محمد بن راشد: فخورون باختيار عمر العلماء في قائمة TIME 100 Next
  • أعمال درامية تعزز الهوية الوطنية والانتماء.. «منها الاختيار»
  • أحمد الشيخ يتقدّن بأوراق ترشحه على عضوية المكتب التنفيذي لـ«محرري الاتصالات».. ويؤكد: دعم الصحفيين أولوية
  • الشيخ أحمد بن سعيد يطلع على أكبر مشروع تبريد مناطق في العالم الذي تنفذه “إمباور”