رأي اليوم:
2025-03-11@01:19:22 GMT

مصير فاغنر في 3 دول عربية على المحك

تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT

مصير فاغنر في 3 دول عربية على المحك

إسطنبول/ الأناضول يطرح مصير نشاط شركة فاغنر الأمنية الروسية في عدد من الدول العربية عدة تساؤلات بعد تمردها القصير على موسكو والذي انتهى بوساطة الرئيس البيلاروسي، وسحب الأسلحة الثقيلة من الشركة وتخيير عناصرها بين التعاقد مع الجيش الروسي أو الانتقال إلى بيلاروسيا أو العودة إلى بيوتهم. وتنشط فاغنر في كل من سوريا وليبيا وبدرجة أقل في السودان، وشاركت بأشكال مختلفة في الحروب الأهلية في البلدان الثلاثة، من خلال التدريب والقتال وصيانة العتاد العسكري.

كما كان لها نشاط اقتصادي وتعديني على غرار استغلال مناجم الذهب في السودان، ومحاولة استغلال وتأمين حقول النفط في سوريا وليبيا. ولم تحدد روسيا بعد مصير شركة فاغنر ونشاطها في الدول العربية الثلاث وما إذا كانت ستقوم بتفكيكها وإنهاء مهامها ام ستواصل نشاطها من بيلاروسيا. ولكن وزارة الخارجية الروسية، قالت في 28 يونيو/حزيران المنصرم، إن على زعماء الدول الإفريقية أن يقرروا بأنفسهم إن كانوا يريدون مواصلة العمل مع فاغنر. وهذا الإعلان يوحي بأن فاغنر من المرجح أن تواصل نشاطها في الدول العربية لكن دون غطاء روسي، والهجوم على قاعدة جوية في شرق ليبيا يتمركز بها عناصرها من طيران مسير مجهول يعكس انها ستكون عرضة للاستهداف خاصة من الولايات المتحدة التي وضعت من أولوياتها تقويض نشاط الشركة العسكرية في إفريقيا وعلى رأسها ليبيا والسودان. سوريا نشاط فاغنر في سوريا بدأ منذ 2015، بعد أربع سنوات من اندلاع الأزمة، حبث انتشرت عناصرها في عدة مناطق على غرار العاصمة دمشق، والساحل الغربي باللاذقية، وفي حلب شمالا وحماة وحمص وتدمر بالوسط، ودير الزور بالشرق، والحسكة والقامشلي بأقصى الشمال الشرقي. ويقدر عدد عناصر فاغنر في سوريا بنحو ألفي عنصر، لكنها جندت نحو 3 آلاف عنصر آخرين من الجنسية السورية، وفق بعض التقديرات، مقابل مرتبات تتراوح ما بين 1200 و4 آلاف دولار. غير أن صحيفة “وول ستريت” الأمريكية نقلت عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين أن أوامر صدرت لعناصر فاغنر، الذين عملوا بشكل مستقل إلى حد كبير في سوريا، في 27 يونيو الماضي، بالذهاب إلى قاعدة جوية (طرطوس) تديرها وزارة الدفاع الروسية في مدينة اللاذقية، وامتثلوا لذلك. كما نقلت قناة سكاي نيوز عربية عن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية إن الاستخبارات العسكرية الروسية اعتقلت عددا كبيرا من قادة “فاغنر” المنتشرين في سوريا. وتمرد فاغنر الأخير بسبب الخلافات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا سبقه خلاف صامت مع الجيش الروسي، بعد أن تعرضت عناصر لقصف جوي وصاروخي أمريكي مكثف عند اقترابها من حقل نفطي في دير الزور في فبراير/شباط 2018. اتهمت فاغنر الجيش الروسي بعدم توفير الغطاء الجوي لعناصرها الذين قتل منهم نحو 300 في هجوم ديز الزور، بينما يرى الأخير أن المجموعة العسكرية تحركت دون تنسيق معه، ولم تأخذ بعين الاعتبار الاتفاق الروسي الأمريكي في سوريا. ليبيا تمثل ليبيا ثاني أهم الدول العربية التي تنتشر بها فاغنر، بنحو 1500 إلى ألفي عنصر، رغم انسحاب العشرات منهم للقتال في أوكرانيا، لكنها تدير نحو 5 آلاف من المرتزقة الأفارقة، وفق وكالة “نوفا” الإيطالية. وتنتشر فاغنر في عدة قواعد عسكرية جوية شرقي وجنوبي ووسط البلاد، أبرزها قاعدة الجفرة الجوية (وسط)، وقاعدة القرضابية الجوية وميناء سرت (شمال وسط)، وقاعدتي براك الشاطئ وتمنهنت الجويتين (جنوب) وقاعدة الخادم الجوية (شرق). وعلى عكس أي دولة أخرى تنشط فيها، فإن فاغنر تقود طائرات روسية من نوع ميغ 29 متعددة المهام، والمقاتلة الهجومية سوخوي24، بالإضافة إلى مروحيات عسكرية ومنظومات دفاع جوي متوسطة المدى من نوع بانتسير. وشاركت فاغنر بشكل مباشر في الهجوم العسكري الذي شنه خليفة حفتر قائد قوات الشرق الليبي على العاصمة طرابلس (2019ـ 2020)، وقبلها بسنوات ساهمت فاغنر في صيانة معدات عسكرية وتوفير استشارات عسكرية. إلا أنه وبعد أيام من تمرد فاغنر على موسكو تعرضت قاعدة الخادم الجوية، التي تنتشر بها عناصرها لهجوم بالطائرات المسيرة، دون وقوع قتلى. لم تتبن أي جهة الهجوم، لكن عدة أطراف بما فيها الجيش الروسي لا يريد أن يتصاعد نفوذ فاغنر في ليبيا. فتمرد فاغنر على موسكو يعني أنه لا توجد دولة بإمكانها لجم جماح هذه الشركة العسكرية، التي خرجت عن السيطرة، وقد تسعى لإسقاط الأنظمة الحليفة إذا ما تعارضت المصالح. وفي غياب الغطاء الروسي الرسمي فمن شأن ذلك أن يجعل عناصر فاغنر عرضة لهجمات القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، التي لا تخفي رغبتها في إنهاء نفوذ الشركة العسكرية في القارة السمراء. تتهم واشنطن ودول غربية فاغنر باستخدام ليبيا لدعم هجوم المعارضة التشادية المسلحة وزحفها نحو نجامينا في أبريل/نيسان 2021، ما تسبب في مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي، ودعم قوات الدعم السريع في دارفور انطلاقا من الأراضي الليبية في حربها ضد الجيش السوداني، رغم نفي فاغنر لذلك. السودان نشاط فاغنر في السودان يعود إلى النظام السابق لعمر البشير، الذي نشرت عناصرها في البلاد في ديسمبر/ كانون الأول 2017، لتقديم الدعم العسكري والأمني للبلاد، مقابل استفادة شركتها “أم أنفست” من امتيازات تعدين الذهب خاصة في جبل عامر بدارفور (غرب). كان نظام البشير بحاجة لدعم فاغنر في ظل قلقه من وقوع انقلاب عسكري أو انتفاضة شعبية تحت ضغط تردي الأوضاع المعيشية بعد انفصال جنوب السودان في 2011، واستحواذه على ثلاثة أرباع احتياطات البلاد من النفط. ورغم أن فاغنر لم تمنع سقوط نظام البشير، إلا أن نشاطها في السودان بقي متواصلا عبر مواصلة تعدين الذهب في جبل عامر ومناطق أخرى لكن هذه المرة بالتنسيق مع محمد حمدان دقلو المدعو حميدتي، قائد قوات الدعم السريع (شبه العسكرية). وأقر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بأن السلطات السودانية لها الحق في استخدام مجموعة “فاغنر”، كما عرض زعيم فاغنر ييفغيني بريغوجين، الوساطة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع، بعد اندلاع القتال بينهما منتصف أبريل الماضي. وتوجه وسائل إعلام غربية أصابع الاتهام لفاغنر بتزويد قوات الدعم السريع بأسلحة نوعية بينها صواريخ مضادة للطائرات، سمحت لها بإسقاط عدة مروحيات وطائرات حربية للجيش السوداني وتهديد تسيده لسماء المعركة. ورغم نفي فاغنر لأي دعم عسكري لقوات الدعم السريع وكذلك حفتر، إلا أن تقريرا لمركز الخبراء العرب السوداني (مستقل) بعنوان “سبعون يوما من القتال” يؤكد تزويد فاغنر لقوات الدعم السريع بأسلحة “مضادة للطائرات بمساعدة حفتر”، الذي نفى ذلك سابقا. فتواجد فاغنر في السودان يسمح لها بتنسيق عملياتها العسكرية في جمهورية إفريقيا الوسطى المجاورة ومع ليبيا أيضا، كما يسمح لها بتطويق نظام محمد ديبي، الذي خلف والده على رأس تشاد، سواء من السودان شرقا ومن ليبيا شمالا ومن إفريقيا الوسطى جنوبا. ومع هدوء جبهات القتال في سوريا وليبيا، فمن المتوقع أن تعزز فاغنر نفوذها العسكري في السودان عبر إرسال مزيد من الأسلحة والرجال لدعم الطرف الذي يحقق لها أكبر قدر من المصالح، لكن استمرار نشاطها أصبح على المحك في ظل الظروف الحالية.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الدول العربیة الجیش الروسی فی السودان فاغنر فی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الجيش يهاجم الدعم السريع بعدة جبهات ويسعى للسيطرة على مركز الخرطوم

يواصل الجيش السوداني معاركه مع قوات الدعم السريع في عدة جبهات متفرقة حيث يسعى للسيطرة على مركز العاصمة الخرطوم، كما كثف هجماته الجوية على معاقل الدعم في الفاشر ويسعى للسيطرة على طرق رئيسية بولاية شمال كردفان، بعد أن حقق تقدما بولاية النيل الأبيض حيث توفي 100 شخص هناك بسبب وباء الكوليرا.

وتستمر المعارك بوتيرة متصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ يسعى الجيش عبر محور وسط الخرطوم إلى السيطرة على مركز العاصمة، بما في ذلك القصر الرئاسي، ومرافق حكومية سيادية.

وفي ولاية شمال كردفان تدور مواجهات بين الجانبين ويسعى الجيش من خلالها للسيطرة على طرق رئيسية.

وجنوبا، تتواصل المعارك أيضا بولايتي النيل الأبيض والنيل الأزرق حيث أعلن الجيش سيطرته على مدن وبلدات تقع على الشريط الحدودي بين السودان وجنوب السودان.

وفي ولاية شمال دارفور، استهدفت قوات الدعم السريع بالمسيّرات مواقع بمدينة المالحة شمالي الولاية اليوم الأحد.

الأزمات تلاحق اللاجئين من السودان إلى جنوب السودان (الأوروبية) معارك الفاشر

وفيما يتعلق بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، قال الإعلام العسكري في بيان له "إن الطيران الحربي للجيش السوداني نفذ غارات جوية دقيقة، مستهدفا تجمعات العدو ـفي إشارة لقوات الدعم السريعـ بالمحور الشمالي الغربي مساء أمس مما كبّدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح".

إعلان

وأضاف البيان أن مدينة الفاشر تشهد حالة من الاستقرار الأمني وأن القوات المسلحة تواصل تقدمها بثبات في جميع المحاور، وسط انهيار واضح في صفوف العدو وأن المعركة مستمرة حتى تحقيق النصر الكامل واستعادة أمن واستقرار البلاد وفقا للبيان".

وفي وقت سابق، قالت وكالة الأنباء السودانية "سونا" إن مدرعات الفرقة السادسة مشاة بالفاشر "نفذت عملية عسكرية محكمة في المحور الشمالي الشرقي للمدينة، أسفرت عن تدمير عربة جرار محملة بالأسلحة والذخائر تابعة لمليشيا آل دقلو المتمردة، إضافة إلى تدمير 3 عربات لاندكروزر كانت تتولى حراستها، دون نجاة أي من العناصر التي كانت على متنها".

كما نقلت عن الفرقة السادسة مشاة قولها إن "الضربات المدفعية الثقيلة مستمرة بمعدل 4 حصص يوميا، بالتزامن مع حملات التمشيط والرمايات الدقيقة، مما أجبر عناصر المليشيا على الانسحاب الواسع من المدينة، بينما فر بعضهم سيرا على الأقدام نحو المناطق النائية".

بعيدا عن أجواء الحرب اجتمع نفر من أبناء دنقلا عاصمة الولاية الشمالية على إفطار رمضاني جماعي (الفرنسية) ضحايا الكوليرا

وخلال هجمات قوات الدعم السريع في الولاية في 16 فبراير/شباط الماضي، أصابت قوات الدعم السريع محطة توليد الطاقة في ربك، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وتعطيل محطات المياه.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود وفاة نحو من 100 شخص بسبب وباء الكوليرا في غضون أسبوعين منذ بدء تفشي الوباء المنقول بالمياه في ولاية النيل الأبيض.

وقالت المنظمة، الخميس الماضي، إن 2700 شخص أصيبوا بالمرض منذ 20 فبراير/شباط، كما لقي 92 آخرون حتفهم.

وقالت المنظمة إن أهالي المنطقة اضطروا إلى الاعتماد بشكل أساسي على المياه التي يتم الحصول عليها من عربات تجرها الحمير، لأن مضخات المياه لم تعد تعمل.

وقالت مارتا كازورلا، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان "إن الهجمات على البنية التحتية الحيوية لها آثار ضارة طويلة الأمد على صحة المجتمعات الضعيفة".

إعلان

وبلغ تفشي الكوليرا في الولاية ذروته بين 20 و24 فبراير/شباط الماضي، عندما هرع المرضى وأسرهم إلى مستشفى كوستي التعليمي، مما أدى إلى إرهاق المنشأة بما يتجاوز قدرتها.

ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود، كان معظم المرضى يعانون من الجفاف الشديد، وقدمت المنظمة 25 طنا من المواد اللوجستية مثل الأَسِرة والخيام إلى كوستي للمساعدة في استيعاب المزيد من مرضى الكوليرا.

كما استجابت وزارة الصحة بولاية النيل الأبيض لتفشي المرض من خلال توفير إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة للمجتمع وحظر استخدام عربات الحمير لنقل المياه. كما أدار مسؤولو الصحة حملة تطعيم عندما بدأ تفشي المرض.

وقالت وزارة الصحة السودانية يوم الثلاثاء الماضي إن هناك 57 ألفا و135 حالة إصابة بالكوليرا، بما في ذلك 1506 حالات وفاة، في 12 ولاية من أصل 18 ولاية في السودان.

وأعلنت وزارة الصحة رسميا تفشي الكوليرا في 12 أغسطس/آب من العام الماضي بعد الإبلاغ عن موجة جديدة من الحالات بدءًا من 22 يوليو/تموز من العام نفسه.

وانزلق السودان إلى الحرب منذ ما يقرب من عامين عندما تصاعدت التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وقتلت الحرب في السودان ما لا يقل عن 20 ألف شخص، كما دفعت الحرب أكثر من 14 مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، ودفعت أجزاء من البلاد إلى المجاعة، وتسببت في تفشي الأمراض.

مقالات مشابهة

  • النوبة بكشفون سبب تحالف الحلو الدعم السريع
  • مجازر الساحل تُشعل التحذيرات.. سياسي كردي: مصير قسد على المحك
  • مجازر الساحل تُشعل التحذيرات.. سياسي كردي: مصير قسد على المحك- عاجل
  • السودان.. مقتل وإصابة 30 مدنياً بقصف لقوات الدعم السريع استهدف مدينة إستراتيجية
  • الجيش يهاجم الدعم السريع بعدة جبهات ويسعى للسيطرة على مركز الخرطوم
  • جاسوس لروسيا خطط للتحكم بممرات التهريب في ليبيا عبر جيش من المرتزقة
  • عاجل| تلغراف: جاسوس روسي خطط لتشكيل جيش من المرتزقة في ليبيا
  • أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟
  • معتقلون يكشفون عن إعدامات وتعذيب على أيدي الدعم السريع السودانية
  • قوات الدعم السريع تقتل وتصيب 9 مدنيين في قصف على «الأبيض»