لم تكن حادثة استهداف الناقلة النرويجية قبالة السواحل اليمنية الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة بحسب ما يهدد الحوثيون الموالون لإيران، ومع تأكيد الجماعة على مواصلة منعها للسفن من العبور باتجاه الموانئ الإسرائيلية تثار تساؤلات عن الخيارات التي قد تتخذها إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية لمواجهة هذا السلوك.

ويقول الحوثيون إن منعهم للسفن واستهداف من يعبر منها باتجاه الموانئ الإسرائيلية يرتبط بما يشهده قطاع غزة والعمليات الجارية هناك، وجاء في بيان لهم الثلاثاء، أن "العملية العسكرية" التي نفذوها ضد السفينة ستريندا التابعة للنرويج جاءت بعدما رفضت "النداءات التحذيرية".

البيان أضاف أن "ستريندا كانت محملة بالنفط ومتجهة إلى الكيان الإسرائيلي، وتم استهدافها بصاروخ بحري مناسب"، وهو ما أكدته القيادة المركزية الأميركية، موضحة أن الاستهداف حصل بصاروخ مجنح (كروز)، وأثناء عبور السفينة من باب المندب. 

ومنذ سنوات طويلة، يرتبط اسم الحوثيين في اليمن بإيران، وفي أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة، برز نشاط الجماعة من ساحة خارجية وبعيدة انطلقت منها صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة من دون طيار باتجاه إيلات في جنوب إسرائيل.

وجاء إطلاق الصواريخ والمسيرات من اليمن بالتوازي مع تحرك جبهة "حزب الله" في لبنان، وجبهات أخرى في العراق وسوريا باتجاه القواعد الأميركية، ضمن عمليات "مناوشة" حاول من خلالها وكلاء إيران في المنطقة الظهور بموقف الداعم لغزة وحركة حماس في القطاع.

ولا تزال "المناوشات" قائمة في الجبهات المذكورة حتى الآن، لكنها أخذت طابعا تصعيديا في اليمن، بعدما انتقلت من حالة الاستهداف بالصواريخ والمسيرات عن بعد إلى حالة استهداف السفن في البحر الأحمر، واحتجاز إحداها قبل ثلاثة أسابيع (غالاكسي ليدر).

ما التقييمات في إسرائيل؟

ورغم أن اليمن ليس موقعا استراتيجيا لمهاجمة إسرائيل، إلا أنه مثالي لمهاجمة السفن في البحر الأحمر، إذ تمتلك جماعة الحوثي مخزونا من الصواريخ المضادة للسفن، مما يجعلها قادرة على تهديد أي سفينة تعبر في مضيق باب المندب الذي يمر عبر الساحل اليمني، بحسب تحليل سابق نشرته "الإيكونوميست"، في الرابع من ديسمبر. 

ويوضح المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآف شتيرن أن "التهديد الذي يشكله الحوثيون بات يؤثر على الداخل الإسرائيلي، ومع استمرار حالة الحصار والتهديد بالاستهداف من الممكن أن ينعكس الأمر على أسعار السلع ليس فقط في دولتنا بل في أوروبا ومناطق أخرى".

ولا يعتبر شتيرن أن ما يجري في باب المندب يؤثر على إسرائيل فحسب، بل على "كل العالم".

ويضيف لموقع "الحرة": "هذا سبب إضافي بأن القضية ليست إسرائيلية بحتة، بل هناك مصلحة عامة لكل الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة والدول الأوروبية للحفاظ على حرية الملاحة بالبحار".

وتفضل إسرائيل في الوقت الحالي أن "تنخرط أطراف دولية أخرى لمعالجة هذه التصرفات الإرهابية غير المسؤولة"، وفي حال فشل المسار "ستتخذ خطوات لوحدها"، وفق المحلل السياسي. 

ويعتقد أن "التوقعات الإسرائيلية تصب في فكرة أن الدول الغربية كاملة يجب أن تتحمل مسؤوليتها لمواجهة هذه التهديدات".

وكان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، قال في التاسع من ديسمبر، إن بلاده لن ترضى بـ"الحصار البحري".

وبينما أشار إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو طلب من الرئيس الأميركي جو بايدن، والقادة الأوروبيين، اتخاذ إجراءات لمواجهة هذا الوضع، حذّر بالقول: "إذا لم يهتم العالم بالأمر، سنتحرك لإزالة الحصار البحري".

ولا توجد أي بوادر من جانب الحوثي لفك "الحصار البحري"، وفي أعقاب حادثة استهداف الناقلة النرويجية نشرت الجماعة بيانا أكدت على التهديدات والتحذيرات. 

وجاء في البيان أنهم سيواصلون "منع كافة السفن من كل الجنسيات المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من الملاحة في البحرين العربي والأحمر، وحتى إدخال ما يحتاجه إخواننا في غزة من غذاء ودواء".

بماذا تفكر الولايات المتحدة؟

وتعتقد الولايات المتحدة الأميركية أن إيران ضالعة بشكل مباشر في الهجمات التي ينفذها الحوثيون، التي بات الإعلان عنها يتم بشكل دوري.

ورغم أن واشنطن لا ترى أنها "في حالة صراع" مع الجماعة قال جون فاينر، نائب مستشار مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض في الثامن من ديسمبر: "إننا نعمل على حماية المنطقة والملاحة وتواجدنا العسكري".

وأضاف قبل أربعة أيام: "هناك عدد كبير من دول المنطقة بدأت في الالتحاق بمبادرتنا الجماعية لحماية الأمن في البحر الأحمر".

والثلاثاء، أشار المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، إلى التعامل مع الوضع في البحر الأحمر بشكل جدي معتبرا أن الأحداث التي يشهدها خطيرة وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار و تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.

وأضاف رايدر: "نواصل العمل في الممرات المائية الدولية في جميع أنحاء المنطقة لدعم الملاحة والجهود المبذولة لضمان السلامة والأمن والاستقرار".

وكما يرى الباحث الأميركي في شؤون الشرق الأوسط، راين بوهل "سوف تميل الولايات المتحدة بشكل متزايد إلى تنفيذ هجمات مباشرة داخل اليمن نفسه ضد المناطق الأصلية التي تنفذ من خلالها الحوثي الضربات".

وفي المقابل، يقول بوهل لموقع "الحرة" إن "إسرائيل قد تتخذ إجراءات سرية، ولكن في الوقت الحالي تبدو راضية بالسماح لحلفاء دوليين آخرين مثل الولايات المتحدة بأخذ زمام المبادرة".

ويكتسب الحوثيون "الجرأة" في البحر الأحمر "بسبب عدم حدوث انتقام من الولايات المتحدة والواقع الاستراتيجي المتمثل في عدم رغبة إسرائيل وواشنطن في الانخراط بعمق في اليمن في الوقت الحالي"، وفق الباحث الأميركي. 

ويتابع: "إنهم يحسبون (الحوثيون) أنهم قادرون على تنفيذ مستوى معين من المضايقات التي تسبب ضررا اقتصاديا لإسرائيل دون تصعيدها إلى حرب كبرى مع الولايات المتحدة أو إسرائيل أو حتى المملكة العربية السعودية".

ويعتقد آرون لوند، وهو زميل في "مؤسسة القرن"، باحث في وكالة أبحاث الدفاع السويدية، أن "إسرائيل سعيدة برؤية البحرية الأميركية تأخذ زمام المبادرة" لأن ما تفعله جماعة الحوثي "ليس مشكلة يمكن لإسرائيل أن تحلها بسهولة بمفردها، نظرا للمسافات البعيدة التي تفصلها" عن اليمن.

ورغم أن القوات الجوية الإسرائيلية يمكنها قصف اليمن، "إذا أرادت ذلك"، فليس من الواضح على الإطلاق أنها تستطيع منع الحوثيين من الاستمرار في إطلاق الصواريخ على السفن المارة، كما يقول لوند لموقع "الحرة".

ويمكن أن يؤدي فشل الردع أيضا إلى "إظهار الضربات الجوية ضعيفة وغير فعالة"، وفق الباحث. 

ولذلك يبدو في الوقت الحالي أن "الولايات المتحدة ترغب في تكثيف الدوريات في المنطقة وجذب المزيد من السفن من القوات البحرية المتحالفة معها"، كما يضيف لوند.

ويشير إلى أنه "من المحتمل أن تكون الخطة هي العمل من خلال القوات البحرية المشتركة أو CMF وهو تحالف أمني بحري مقره في البحرين".

ويضم التحالف العديد من الأعضاء، من الدنمارك وأستراليا إلى المملكة العربية السعودية، ويخضع لقيادة الولايات المتحدة.

ويتابع الباحث أنه "تم إنشاء فرقة عمل تابعة للقوات البحرية المشتركة تسمى CTF-153، وهي خاصة لضمان الأمن البحري وحرية الملاحة في البحر الأحمر، مع أخذ التهديدات الحوثية والإيرانية في الاعتبار".

ومن المحتمل أن تكون الفرق المذكورة الأداة التي تحاول الولايات المتحدة استخدامها لكن ليس من الواضح، حسب الباحث لوند، ما إذا كانت هناك إمكانية لوضع ما يكفي من السفن في المنطقة لإحداث فارق. 

"الوكلاء المختارون"

وتعتبر إيران أن جماعة الحوثيين الذين يعملون كوكلاء لديها قد يكونون "الأكثر ملائمة لتوسيع نطاق الحرب مع إسرائيل"، وهو ما أكده محللون مقربون من الحكومة الإيرانية قبل أيام لصحيفة "نيويورك تايمز".

وتشير الصحيفة إلى أن المحللين اعتمدوا في تحليلاتهم إلى معلومات من اثنين من الإيرانيين الذين ينتمون للحرس الثوري الإيراني، لا يسمح لهما بالتحدث علنا.

وقال المحللون إن الحوثيين هم "وكلاء إيران المختارون، لأنهم في اليمن قريبون بما يكفي من الممرات المائية الاستراتيجية للبحر الأحمر لتعطيل الشحن العالمي، وبعيدون بما يكفي عن إسرائيل لجعل الضربات الانتقامية صعبة".

لكن الباحث في الشؤون الإيرانية، الدكتور محمود البازي يعتبر أن الحوثيين "لا يصنفون كوكيل لإيران بالمعنى الحر"، وأن "العلاقة بين الطرفين تأخذ شكل شراكة استراتيجية".

ويتحدث البازي لموقع "الحرة" عن "التقاء مصالح بشأن عملية التدخل في مياه البحر الأحمر، حيث تستطيع إيران نفي علاقتها بشكل كامل بهذه الهجمات".

وترى إيران أن استهدافات الحوثي مؤثرة بالفعل، وتضر بالاقتصاد الإسرائيلي.

كما قد تؤدي إلى تعطيل ميناء إيلات، حسب الباحث، مشيرا إلى ضرر آخر يرتبط بتغيّر المسارات البحرية للسفن القادمة من الهند إلى إسرائيل، واضطرارها لقطع مسافات شاسعة عبر الأطلسي وصولا للمتوسط.

ويضيف الباحث آرون لوند أن الحوثيين "يتمتعون بأكبر هامش مناورة قياسا بباقي الجماعات المتحالفة مع إيران في المنطقة".

ويقول: "إنهم لا يواجهون أي تهديدات كبيرة في الداخل في الوقت الحالي، ويعلمون جيدا أنه لا إسرائيل ولا السعودية ولا الولايات المتحدة – ولا أي شخص آخر – سوف يبذل قصارى جهده لإطاحتهم. تمت تجربة ذلك وفشلت".

يعتبر لوند أنه وفي هذه المرحلة "يريد معظم أعدائهم فقط أن يكون اليمن مستقرا بشكل معقول وأن يتوقف عن تصدير الفوضى".

ولذلك "ربما يكون الحوثيون مستعدين وقادرين على الذهاب إلى أبعد من ذلك، ومن غير المرجح أن يشعروا بالقلق بشأن خطر تلقي بعض الضربات الجوية في مرحلة ما"، حسب ذات المتحدث.

"جبهة أقل خسارة"

ويفصل باب المندب، وهو ممر ضيق بين اليمن وجيبوتي، بين البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.

وله أهمية كبرى في خطوط الملاحة البحرية خاصة في نقل شحنات النفط العالمية، ويمر عبره ما معدله 17 ألف سفينة شحن وناقلة نفط سنويا، وفق مجلة "سي باور".

ويبلغ عرضه 18 ميلا (حوالي 29 كلم) في أضيق نقطة له، مما يجعل حركة الناقلات صعبة ومقتصرة على مسارين للشحنات الواردة والصادرة، وفق تقرير لوكالة "رويترز".

كما يعد أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاما في العالم، إذ يعبره حوالي خُمس الاستهلاك العالمي من النفط.

ووفق تقرير لوكالة "فرانس برس" تمر نحو 50 سفينة تجارية يوميا عبر مضيق باب المندب، فيما تمر حوالي 115 سفينة تجارية من مضيق هرمز الذي يفصل بين مياه الخليج من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى.  

كما تعتبر طرق الملاحة البحرية في هذه المنطقة أساسية للشحن والنفط والغاز المسال الذي يتم نقله إلى أوروبا.

ويعتقد الباحث البازي أن "التصعيد الحوثي يبدو أنه بدأ يتجاوز ارتباط السفن بإسرائيل إلى محاولة استهداف السفن التابعة للاتحاد الأوربي وغيرها من الدول"، "كورقة ضغط لتعطيل عملية الملاحة وضغط على الدول" لوقف الحرب في غزة.

ويقول إن "تشديد الهجمات مرتبط بشكل مباشر أولا بمحاولة منع القضاء على حماس وإيقاف الحرب، وثانيا برغبة إيرانية بتفعيل جيهة اليمن كجبهة بديلة وأقل خسارة بالمقارنة مع باقي الجبهات".

وتعتبر جبهة اليمن أفضل لإيران من جبهة جنوب لبنان، لأن تفعيل الأخيرة بشكل كامل "سوف يؤدي إلى تدمير قدرات حليفها حزب الله وزعزعة موقعه السياسي في بلاد ترفض التدخل في حرب غزة".

كما أن الساحة اليمنية كما يوضح البازي "منطقة مستعصية على الاجتياح البري"، وأن "الهجمات الجوية لن تكون مجدية لتعطيل القدرات الحوثية، خصوصا بعد ثماني سنوات حرب مع الائتلاف العربي".

"لا حل سحري"

ومن الواضح أن الولايات المتحدة يمكن أن تفعل أكثر بكثير من إسرائيل فيما يتعلق باليمن، ولكن "ليس من الواضح أن لديها طريقة لإغلاق منصات إطلاق الصواريخ الحوثية بطريقة مستدامة"، كما يقول الباحث آرون لوند.

ويضيف: "لا يوجد حل سحري سهل، ولا توجد شهية في واشنطن للقيام بعمل جدي واسع النطاق داخل اليمن – والحوثيون يعرفون ذلك".

"الطريقة الأكثر أمانا لتهدئة الوضع هي استعادة شكل ما من أشكال وقف إطلاق النار في غزة"، وفق وجهة نظر الباحث.

 ومع ذلك يشير إلى أن الضغط لتسريع وقف إطلاق النار "يصطدم بهدفين أميركيين، في نظر إدارة بايدن".

الهدف الأول أن واشنطن تريد منح إسرائيل الوقت الكافي لاستئصال حماس في غزة.

أما الثاني فهو أن الولايات المتحدة لا تريد إعطاء الانطباع بأن إيران وحزب الله والحوثيين يمكنهم إجبار الحكومة الأميركية بتكتيكات مثل هذه، لذا "لا يمكنهم جعل الأمر يبدو وكأنهم يستسلمون تحت الضغط"، كما يقول لوند.

وحتى سنوات قليلة مضت، كانت سفينة تدعى "سافيز" ترسو في البحر الأحمر، شمال مضيق باب المندب مباشرة، ويبدو أنها تراقب حركة المرور فقط، وقد تضررت فيما يُعتقد على نطاق واسع أنه هجوم إسرائيلي، ولكن تم استبدالها بسرعة، حسب الباحث.

وهناك الآن سفينة أخرى متمركزة في نفس المكان، تسمى "بهشاد"، ويوضح لوند أن "هذه السفن تراقب حركة المرور وتغذي الحوثيين بالمعلومات".

وبالنظر إلى أن إحدى هذه السفن يبدو أنها تعرضت لهجوم في الماضي، يضيف أنه "لا يبدو مستبعدا أن يحدث ذلك مرة أخرى الآن بعد أن تصاعدت الأمور بهذه الطريقة الدرامية للغاية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الوقت الحالی فی البحر الأحمر فی المنطقة باب المندب من الواضح فی الیمن فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

«اليمن الجديد على طاولة السياسة الدولية» السفير عبدالإله حجر لـ”الثورة “: صنعاء أظهرت قدرة فائقة على التأثير في الهيبة الأمريكية في البحر الأحمر واستطاعت أن تردع السفن الأمريكية عن مواصلة تهديداتها

 

لا شيء يمنعنا من الاستمرار في المقاومة لأننا لا نملك ما نخسره أمريكا تتخبط وتبحث عمّن يتحدث مع صنعاء لإيقاف ضربات البارجات الأمريكية في البحر الأحمر ¶ رسالتنا للداخل هي أننا نسعى إلى سلام مشرّف لا ينتزع السيادة.. نحن نريد أن نلتئم كشعب يمني واحد بعيدًا عن التدخلات الخارجية
¶ رسالتنا للعالم أننا متمسكون بالقيم الإنسانية ونحترم حقوق الشعوب.. نحن نؤمن بالسلام ولكننا نرفض الإبادة الجماعية والعدوان
¶ هناك أفكار لفتح قنوات دبلوماسية مع الدول التي تتوافق معنا في الرؤية تجاه الخطر الأمريكي

يُعرف حجم الدول بمدى تحقيقها لأهدافها وتأثير سياستها إقليمياً ودولياً، واليمن في ذلك ينتقل بين فصول السياسة الدولية كأسد ثأر .. فمن السياسة المجندة للخارج الى دولة ذات قرار سيادي مركزه صنعاء وحدها .. هذه النقلة النوعية بكل تفاصيلها ومستجداتها ومستقبلها نناقشها في حوار خاص لموقع “الثورة نت” مع عميد الدبلوماسيين اليمنيين – مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى للشؤون الدبلوماسية سعادة السفير عبدالإله حجر .

مها موسى

أهلا ومرحباً بكم سعادة السفير في هذا اللقاء .. والبداية من الحديث عن المسار السياسي اليمني وتحولاته
باعتباركم أحد القلائل الذين عملوا في مراحل متعددة من الحكم، كيف ترون الفروقات الجوهرية بين ما سمي بـ”الدولة الجمهورية” سابقًا، وما تطرحه صنعاء اليوم كدولة مواجهة ومشروع تحرري ؟
– في البداية، أشكركم على هذه الاستضافة.. ما مرّت به اليمن منذ ثورة 26 سبتمبر وحتى اليوم، يمكن تلخيصه في صراع طويل من أجل السيادة، بدأ بانعتاق جزئي من النظام الإمامي ، لكنه ما لبث أن وقع تحت الهيمنة المصرية، لدرجة أن الحاكم الفعلي لليمن في تلك المرحلة كان القائد العسكري المصري.
وصل الأمر إلى حد استدعاء حكومة الأستاذ أحمد النعمان إلى القاهرة، بهدف مقابلتهم مع الرئيس عبد الناصر، لكن تم إبلاغهم لاحقًا بأن اللقاء سيكون مع رئيس الاستخبارات المصرية، وعندما رفضوا زُجّ بهم في السجن لمدة عام كامل.
هذا المشهد يعبّر بوضوح عن حجم الانتقاص الذي تعرضت له السيادة اليمنية حينها.
ما يُطرح اليوم من صنعاء يختلف جذريًا، إذ نرى مشروعًا تحرريًا يتبنّى مواجهة الهيمنة الخارجية، ويستند إلى مشروع فكري وسياسي نابع من الداخل اليمني، لا يخضع للوصاية أو الإملاء الخارجي، وهذا هو أهم الفروقات الجوهرية.
كيف تصفون التدخلات الخارجية في اليمن، خصوصًا ما بين الدورين المصري والسعودي؟
– بلا شك، التدخل المصري آنذاك كان قائمًا على رؤية مفادها أن اليمن يمكن أن يكون ورقة ضغط إقليمية.. لكن الأمور انقلبت عندما أدرك الشعب أن الثورة التي كان يؤمل من هذه الثورة الحرية، أصبحت وسيلة للإذلال.
لاحقًا، ومع انسحاب المصريين بعد نكسة 1967، دخلت السعودية على الخط بشكل أكبر من السابق، وتحوّلت اليمن إلى ساحة نفوذ سعودي.
والسيادة حينها انتُزعت من المصريين فقط لتنتقل إلى السعوديين، واستمر هذا الواقع حتى اندلاع ثورة 21 سبتمبر 2014، التي كانت في جوهرها استعادة للقرار اليمني ورفع للوصاية.
برأيكم ما الذي يميز الحكومات اليمنية بعد ثورة 21 سبتمبر 2014م خاصة وهذه الحكومات تواجه تحديات غير مسبوقة؟
– الحكومة السابقة، حكومة الإنقاذ، جاءت في مرحلة صعبة للغاية من حصار وحرب. رغم شح الموارد، استطاعت هذه الحكومة أن تصمد وتحافظ على مؤسسات الدولة وتقديم الخدمات الممكنة.
وفي عام 2024، تم تشكيل حكومة التغيير والبناء بعد تقييم حكومة الإنقاذ، التي كانت بحاجة إلى تحسينات بسبب الخيانة التي تعرضت لها من قبل علي صالح آنذاك.
وقد تميزت حكومة التغيير والبناء بعدة أمور، أهمها تقليص عدد الوزارات، واختيار الوزراء بناءً على الكفاءة، دون ضغوط خارجية، حيث عملت الحكومة وفق برنامج واضح وضوابط صارمة، مع تحذير من الإخلال بالواجبات .
ولهذه الحكومة إنجازات عده منها القضاء على خلايا إرهابية التي كانت تهدد حياة المواطنين بالإضافة إلى أنها حققت الكثير في مجال صرف الرواتب وتحقيق الأمن في ظل الحرب المستمرة. ودعمها المستمر للقضية الفلسطينية في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا.
التهديدات في البحر الأحمر والتحولات الجيوسياسية
عمليات البحر الأحمر شكلت نقطة انعطاف حاسمة… هل تحولت صنعاء من طرف محلي إلى لاعب إقليمي بحكم الواقع؟
– في الحقيقة، طوال فترة العدوان، لم تستخدم اليمن البحر الأحمر للدفاع عن نفسها رغم العدوان البحري والجوي والبري.. لكن مع تزايد التهديدات للقدس والقضية الفلسطينية، شعرنا أن البحر الأحمر هو الساحة التي يجب أن نستخدمها لدعم القضية الفلسطينية، حيث فرضنا حصارًا على ميناء إيلات الإسرائيلي (أم الرشراش) كردٍ على ما يحدث في فلسطين، ونجحنا في منع السفن المتجهة إلى إسرائيل من الوصول إلى هذا الميناء.
وعندما تدخلت الولايات المتحدة وبريطانيا واعتدوا علينا، قمنا بالرد على السفن التابعة لهما، وما زلنا مستمرين في ذلك، كما أثبتنا التزامنا بالمبادئ عندما أوقفنا العمليات ضد السفن بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة، وعند نقض العدو الإسرائيلي الاتفاقات عدنا للمواجهة، لأن ما يحدث في فلسطين هو مأساة إنسانية وأخلاقية تتطلب منا ومن كل حر التدخل والمساندة .
إلى أي مدى أعطى هذا الموقف لليمن ثقلًا وفرض وجود اليمن إقليميًا ؟
– موقفنا هذا منحنا احترامًا كبيرًا على مستوى الشعوب، وأعطانا هيبة إقليمية، فحالياً تعيش السعودية والإمارات حالة خوف، لأنهما يدركان جيدًا أننا لا نخاف أحداً فإذا كنا قادرين على مواجهة رأس الكفر (أمريكا) والشيطان الأكبر (إسرائيل)، فإنهم ليسوا شيئًا مقارنة بذلك، فإذا خرقت هذه الدول ما حددناه من خطوط حمراء، فسيواجهون الجحيم.
تموضع صنعاء الدبلوماسي في خريطة العالم الجديد
هل تتجه صنعاء لفتح قنوات دبلوماسية مستقلة مع (الصين، روسيا، إيران) بعيدًا عن الأمم المتحدة؟
– الفكرة موجودة، ولكن الجهود في هذا المجال لم تتركز بشكل كبير حتى الآن.. فنحن نمر بظروف صعبة من حصار كامل وصعوبة في التواصل، ومع ذلك هناك بعض الأفكار لفتح قنوات مع الدول التي تتوافق معنا في الرؤية تجاه الخطر الأمريكي، مثل دول أمريكا اللاتينية وبعض الدول الأخرى.
لماذا لم تركز الجهود بشكل أكبر على هذا الاتجاه الدبلوماسي؟
– السبب يعود إلى التحديات التي نواجهها من حصار اقتصادي ودبلوماسي .. نحن في وضع صعب، ليس لدينا تمثيل دبلوماسي في الخارج سوى في طهران، ولكن هناك أفكار لابتعاث ممثلين إلى الدول التي تشاركنا الرؤية، وخاصة في أمريكا اللاتينية.. نحن نستغل وضعنا في طهران للتواصل مع الدول الأخرى وأيضا من خلال الأمم المتحدة، وقد تكون هذه خطوة مهمة في المستقبل.
* كيف ساهم المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية ” الذي أُقيم في صنعاء وكان بمشاركة عربية وإسلامية ودولية واسعة في تعزيز الدور الدبلوماسي لليمن؟
– المؤتمر كان نقطة تحول، حيث أظهر للجميع أن اليمن ليس كما صورته وسائل الإعلام المعادية، فالعديد من الزوار، بما في ذلك نشطاء وبرلمانيين من مختلف أنحاء العالم، عادوا بانطباع مختلف عما كانوا يسمعونه في الخارج، على سبيل المثال، نائبة برلمانية بلغارية زارت اليمن مؤخرًا وعادت لتشيد بموقفنا وتساءلت عن سبب تأخر الموقف الأوروبي عن دعم القضية الفلسطينية.
كما أن المؤتمر كان فرصة لنشر الوعي العالمي حول مظلومية الشعب الفلسطيني والتحديات التي يواجهها الشعب اليمني نتيجة العدوان الأمريكي عليه فقط لأنه ثابت في مساندته لغزة .
هل هناك توجه مستقبلي للاستعانة بالدبلوماسيين الموجودين في وزارة الخارجية لتعزيز السياسة الخارجية اليمنية؟
– نعم، وزارة الخارجية تعمل على تنظيم الأمور بشكل أفضل، بعد أن شهدت إهمالًا في البداية بسبب العدوان، الا ان القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف، وهناك توجيهات واضحة من الرئيس مهدي المشاط بالتركيز على تعزيز العمل الدبلوماسي، وستعتمد الوزارة على الكوادر الدبلوماسية المتاحة لديها، وستسعى للاستفادة من الخبرات المتوافرة.
وفي المستقبل، قد يكون هناك دور أكبر للمؤتمرات والبعثات الدبلوماسية في تعزيز العلاقات مع الدول التي تشاركنا الرؤية ”ان أمريكا باتت تمثل خطرا على العالم.”
في هذا الإطار، ماذا عن بناء علاقات مع جنوب أفريقيا، هل هناك توجه لذلك؟
– بالفعل، هناك اهتمام بهذا الموضوع، خاصة أن دول جنوب أفريقيا كانت من أولى الدول التي تقدمت لمحكمة العدل الدولية ضد إسرائيل لارتكابها اعمال إبادة جماعية في غزة وعموم فلسطين المحتلة، ونحن نرى أن هناك إمكانيات كبيرة لبناء علاقات معها ومع الدول العربية والأفريقية الأخرى مثل تونس والجزائر، لكن الصعوبات في هذه الدول تتعلق بالنفوذ السعودي والإماراتي ، الا اننا سنعمل جاهدين على فتح قنوات تواصل مع هذه الدول، لأننا نشاركها في منطقة جغرافية متقاربة، ويمكن الاستفادة من الجاليات اليمنية في هذه الدول لتعزيز هذا التعاون.
عودة ترامب وتصاعد العدوانية الأمريكية
التصنيف الأمريكي لأنصار الله بجماعة إرهابية، هل حد هذا التصنيف من التحرك الدبلوماسي لحكومة التغيير والبناء؟
– في الحقيقة، هذا التصنيف يُستخدم في حرب ضد الشعب اليمني بأكمله، وليس ضد أفراد فقط، ولكن الوحيدة المتضررة منه هي الولايات المتحدة نفسها، ففي خضم عدوانها علينا تجد نفسها عاجزة عن التفاوض معنا وأكبر دليل على فشل هذا التصنيف هو ما نراه اليوم، فأمريكا تتخبط وتبحث عمّن يتحدث مع صنعاء لإيقاف ضربات البارجات الأمريكية في البحر الأحمر.
لذا فهذا التصنيف أصبح عارًا عليهم، خاصة عندما يرون سفنهم تتعرض للهجوم ..أما بالنسبة لنا في صنعاء، فلا شيء يمنعنا من الاستمرار في المقاومة، لأننا لا نملك ما نخسره.. نحن لا نملك أرصدة في الخارج ولا نخطط للسفر إلى الولايات المتحدة، لذا فهذا التصنيف فشل في فترتين في عهد بايدن، ثم قام برفعه، والآن ترامب يعيد فرضه، لكنه بدأ يدرك أنه لا فائدة منه.
* ترامب تراجع عن قرارات عدة فهل تتوقعون أن يتراجع عن هذا القرار ؟
– في الواقع ترامب بدأ يدرك أن الواقع لم يتوافق مع توقعاته .. هو كان يظن أن صنعاء ستخضع وتستسلم، ولكننا أثبتنا أننا لن نركع أو نخضع لأي معتدٍ أو غازٍ.
صنعاء لم تُقهر ولن تُقهر على مدى التاريخ.
فحتى في قضايا أخرى مثل فرض الضرائب الجمركية، تراجع ترامب مع بعض دول أوروبا، وهذه إحدى الأمثلة على عدم قدرة سياسته على النجاح، ترامب هو شخص تحركه الأهواء، وكل ما يظهره من قوة ليس إلا ضعفًا حقيقيًا، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم “إن كيد الشيطان كان ضعيفًا” صدق الله العلي العظيم ، وهذا ينطبق على تصرفات ترامب .
فيما يخص المواجهة مع الكيان الصهيوني، هل تجاوزت صنعاء سقف “نصرة غزة” إلى مشروع مواجهة دائمة مع الكيان؟
– الكثير من الناس لا يعرفون أن أحد الأسباب الرئيسية للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار كان الضربات اليمنية التي أزعجت الكيان الصهيوني، فضرباتنا فعالة ونجحت في تدمير الصورة التي كانت رائجة عن “الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر”، والآن الكيان الصهيوني بدأ يعاني من هروب مستوطنيه إلى الملاجئ، وهذا كان مزعجًا لهم جدًا.
على الرغم من أن ضربات حماس كان لها دور أيضًا، فإن ضرباتنا كانت أكثر تأثيرًا.. بالتالي، أنا لا أعتقد أن الكيان الصهيوني قادر على الاستمرار في هذه الحالة من عدم الاستقرار، خاصة واليمن مستمر في مقاومته والكيان أيضًا لا يستطيع أن يدخل في مواجهة مباشرة معنا بسبب التحذيرات الأمريكية من التداعيات الكبرى التي ستلحق بالمنطقة إذا تصاعدت هذه المواجهات، نحن نمثل لهم رعبًا حقيقيًا؛ لأننا لا نخضع ولا نستجيب للاعتداءات، وهذا يمثل لهم تحديًا داخليًا كبيرًا، وهم يعلمون أن هذا صراع ليس باستطاعتهم حسمه.
* إلى أي مدى يمكن أن تؤدي التحركات اليمنية إلى إعادة تشكيل خرائط النفوذ البحري؟
– تحركاتنا العسكرية في البحر الأحمر جاءت في سياق نصرة الشعب الفلسطيني، لكن القدرة على تحييد السفن الحربية الأجنبية أصبحت ضرورة ملحة لدول المنطقة. علينا أن نؤمن سلامة هذا الممر البحري الحيوي، ونضمن عدم استخدام الدول الطاغية له كوسيلة لتهديد أمن الملاحة البحرية أو الدول المجاورة.
وهذه ستكون إحدى المبادرات التي ستسعى صنعاء لتحقيقها مستقبلاً وهي العمل على تعزيز الأمان في البحر الأحمر عبر التنسيق مع دول المنطقة، فاليمن من خلال مساندته لغزة في طوفان الأقصى أثبت قدرته العسكرية على التمييز بين الملاحة الآمنة والملاحة الخطرة، وهذا سيساعد على تشكيل تحالفات استراتيجية لضمان حماية هذا الممر.
هل يمكن القول أن صنعاء بمواجهتها للعدوان الأمريكي دمرت الهيبة الأمريكية في البحر الأحمر؟
بالطبع. صنعاء أظهرت قدرة فائقة على التأثير في الهيبة الأمريكية في البحر الأحمر، حيث استطاعت أن تردع السفن الأمريكية عن مواصلة تهديداتها، من خلال استهداف السفن الأمريكية والبوارج في البحر الأحمر، دمرنا هيبة الولايات المتحدة كقوة عظمى في هذا المجال، بالإضافة على تأكيد صنعاء أنها قادرة على حماية مصالحها وأنها تمثل قوة لا يمكن تجاهلها.
هل تعتقدون أن صنعاء ترى في عودة ترامب إلى البيت الأبيض فرصة لتعزيز التموضع المستقل عن الهيمنة الغربية ؟
– نحن ننظر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعين الموضوعية، لا نعادي إلا من يعادينا، وإذا توقف العدوان الامريكي على بلادنا ورفعت الإبادة الجماعية عن غزة، فنحن مستعدون لأي نوع من العلاقات مع أي دولة شريطة احترام السيادة سواء كان ترامب أو بايدن في البيت الأبيض، لا يهمنا إلا السياسات، وليس الأشخاص، ليس لدينا عداوة دائمة مع أي شعب، حتى الشعب الأمريكي، هناك الكثير منهم يقفون بجانبنا في هذه القضية، ولكن في النهاية، نحن نريد السلام المبني على احترام السيادة.
هل نحن أمام نهاية عصر القوة الأمريكية المطلقة؟ وهل تحولت واشنطن من قائد للعالم إلى عبء على حلفائها؟
-العالم يشهد مرحلة تغيرات كبيرة في السياسة والاقتصاد، القوة الأمريكية التي كانت تتحكم في مصير العالم من خلال أساطيلها العسكرية أصبحت اليوم تواجه تحديات من دول محاصرة ومقاومة، هذا في حد ذاته يمثل تحولًا عميقًا.
التغيير الاقتصادي الذي نشهده، سواء في تشكيل تحالفات مثل “بريكس” أو الصعود الكبير للصين كقوة اقتصادية، يساهم في تقليص الهيمنة الأمريكية، وفي أوروبا أيضًا هناك قلق ليس فقط من الأمن السياسي، ولكن من الأمن الاقتصادي والغذائي، نحن نعيش الآن في مرحلة التحول، وقد يكون هذا هو نهاية تسلط الولايات المتحدة.
العالم سيشهد تحولات جوهرية في المستقبل، ونحن نرى أن حكمة الله عز وجل قد اقتضت نهاية هذا الطغيان، لا شك أن هذه المرحلة ستكون بداية لنهاية الهيمنة الأمريكية على العالم، ونحن نفتخر أننا أحد معاول هدم هذه الإمبراطورية.
ختاماً سعادة السفير .. ما هي الرسائل التي تودّ صنعاء إرسالها اليوم إلى الداخل أولًا، ثم إلى الخارج؟
– رسالتنا الأولى للداخل هي أننا نسعى إلى سلام مشرّف لا ينتزع السيادة.. نحن نريد أن نلتئم كشعب يمني واحد، بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
أما رسالتنا للعالم، فهي أننا متمسكون بالقيم الإنسانية ونحترم حقوق الشعوب.. نحن نؤمن بالسلام، ولكننا نرفض الإبادة الجماعية والعدوان.. قلوبنا مفتوحة لمن يسعى للسلام، ومن يريد أن يعادينا فعليه أن يذكر ما فعلناه في 2015م وكيف كبّدنا العدوان السعودي الإماراتي مرارة الهزيمة حتى وصل الحد أن يأتي السفير السعودي محمد بن جابر ليقبل ركبنا وأقدامنا.

مقالات مشابهة

  • «اليمن الجديد على طاولة السياسة الدولية» السفير عبدالإله حجر لـ”الثورة “: صنعاء أظهرت قدرة فائقة على التأثير في الهيبة الأمريكية في البحر الأحمر واستطاعت أن تردع السفن الأمريكية عن مواصلة تهديداتها
  • واشنطن توسع حربها التجارية ضد الصين بفرض رسوم على سفنها
  • الحوثيون: استهدفنا محيط مطار بن غوريون وحاملتي الطائرات "ترومان" و"فينسون" وأسقطنا طائرة MQ_9
  • الولايات المتحدة تتهم شركة صينية بدعم هجمات الحوثيين
  • واشنطن تعلن رسوما جديدة على سفن مرتبطة بالصين ترسو في الولايات المتحدة
  • فرض رسوم على السفن المرتبطة بالصين لدى رسوها في الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تستهدف الصين بضرائب جديدة
  • إسرائيل تعترض صاروخاً أطلقه الحوثيون من اليمن
  • ذا ناشيونال إنترست: واشنطن تتخبّط بحرياً ولا تملك استراتيجية متماسكة
  • رغم مضاعفة الميزانية: واشنطن تفشل في زيادة أسطولها البحري