في غزة: الغذاء بات حلماً.. والمساعدات نقطة ببحر الاحتياجات
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
يكافح المدنيون في مدينة غزة للحصول على المياه والطعام في مهمة باتت شبه مستحيلة مع استمرار العدوان الإسرائيلي المدمرة على القطاع، ومع شح المساعدات الأممية ومنع إدخالها عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
«تعبتُ وأنا أبحث تحت القصف وبين ركام البيوت المدمرة وخاطرت بنفسي من أجل أن أجد أي شيء قد يسد جوع أهل البيت وخاصة ابنتي الصغيرة، وفي النهاية لم أجد إلا 3 حبات من البسكويت»، بهذه الكلمات وصف الشاب حسونة اسكافي رحلة البحث عن الطعام في غزة.
ويقول سكافي للأناضول إن رحلة البحث عن الطعام والمياه في غزة أصبحت «مهمة شبه مستحيلة» بعدما قطع الاحتلال الإسرائيلي كافة إمدادات الغذاء والماء والكهرباء والوقود عن القطاع مع بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
في البداية رفض سكافي وعائلته النزوح من حي الشجاعية، وفضّلوا البقاء في منزلهم، حتى أُجبروا على المغادرة رفقة نازحين آخرين لجؤوا إلى منزلهم بعد تدمير الجيش الإسرائيلي مربعا سكنيا قريب من منزله.
وتخضع مدينة غزة وشمال القطاع لحصار خانق فرضه الجيش الإسرائيلي منذ توغله بريا من منطقة جحر الديك شرقا باتجاه مفترق محررة نيتساريم على شارع صلاح الدين في 30 أكتوبر، ومنع حركة المواطنين على المفترق واقتصارها على النازحين باتجاه الجنوب.
الشاب كان يقطن في حي الشجاعية شرق مدينة غزة مع عائلته المكونة من زوجته وابنته الرضيعة ووالدته وشقيقيه وعمته وعمه المقعد.
يقول: «خرجنا من المنزل تحت وابل من القصف الجوي العنيف سيرًا على الأقدام، حتى وصلنا إلى أحد المدارس التي تؤوي آلاف النازحين من غزة والشمال».
وتابع بصوت حزين: «جلسنا في الشارع على باب المدرسة لنلتقط أنفاسنا بعد رحلة عذاب شاقة، قبل أن ننتقل إلى منزل لأحد الأصدقاء في حي الصبرة جنوب المدينة».
ويقضي سكافي وشقيقاه وقتا طويلا بحثا عن الطعام والمياه في المدينة المحاصرة التي عزلها الجيش عن باقي مدن القطاع، واستهدف أسواقها الشعبية ومراكزها التجارية وآبار المياه فيها والمصانع ومخازن البضائع لتضييق الخناق على ساكنيها ودفعهم إلى النزوح.
رائد النجار من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة يقول للأناضول: «لم نعد نبحث عن الطحين، فالمهمة أصبحت مستحيلة وإن توفر الطحين فلا غاز ولا حطب لطهيه أو خبزه».
ويوضح الشاب الثلاثيني أن «الجيش الإسرائيلي يحاصر مدرسة عوني الحرثاني التي نزح إليها مع عائلته المكونة من 7 أفراد».
ويضيف: «الوضع خطير جدا، ونحن محاصرون داخل المدرسة منذ عدة أيام ولا نتمكن من الدخول أو الخروج بسبب كثافة النيران».
ويؤكد «وجود نقص في المياه والطعام داخل المدرسة وخارجها بسبب العزلة التي فرضها الجيش الإسرائيلي على شمال غزة ومنعه وصول المساعدات إليها إلا بكميات محدودة جدا، محذرا من ارتقاء شهداء في شمال غزة جوعا وعطشا».
ويبين النجار أن مهمة الحصول على المياه شاقة وكانت تتطلب السير لمسافة طويلة للتعبئة، وقد تتكرر أكثر من مرة يوميا لجمع أكبر كمية ممكنة للاستخدامات المختلفة للعائلة.
متحدث بلدية غزة حسني مهنا، يقول إن تعداد سكان المدينة الأصليين والنازحين إليها من شمال القطاع، يقدر بـ 500 ألف نسمة يعيشون في ظروف إنسانية وصحية وبيئية كارثية، نظرا لعدم توفر أبسط مقومات الحياة، وسط غارات متواصلة على مدار الساعة تمنع المواطنين من الحركة.
ويؤكد مهنا في تصريح للأناضول، أن المدينة تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية، خاصة أن المساعدات التي وصلت إلى غزة والشمال لا تلبي الاحتياجات الدنيا للمواطنين والنازحين في المدينة وغالبيتها تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية من الدقيق والأرز والمعلبات.
ويوضح أن «الاحتلال استهدف الأسواق الشعبية والمراكز التجارية الكبرى في المدينة، حتى أصبح كل شيء في غزة كومة ركام، والشلل أصاب كل مفاصل الحياة بسبب العدوان والحصار».
وفيما يتعلق بأزمة نقص المياه؛ يؤكد أن «البلدية لم تستلم منذ مطلع نوفمبر الماضي أي لتر من الوقود، الأمر الذي فاقم الأزمات الإنسانية في مدينة غزة، ما اضطرها إلى وقف خدمات جمع النفايات وتشغيل محطات الصرف الصحي لتوفير كمية الوقود المحدودة لضمان استمرار عمل آبار المياه».
ويشير إلى «تدمير الجيش الإسرائيلي عددا من آبار المياه في مدينة غزة، وتوقف عدد آخر منها نتيجة نفاد الوقود، ولم يتبق حاليا سوى 3 آبار فقط تعمل لـ3 ساعات يوميا لضمان وصول المياه لسكان المدينة والنازحين إليها من شمال القطاع».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة نقص الطعام في غزة العدوان الإسرائيلي المساعدات الأممية الجیش الإسرائیلی مدینة غزة المیاه فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يُطلق النار باتجاه احد المواطنين في رميش
أطلق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه المواطن شربل شوفاني من بلدة رميش أثناء توجهه إلى مزرعته في خراج البلدة ما أدى إلى إصابته في كتفه الأيسر ونقله الى مستشفى تبنين الحكومي للمعالجة، وفق ما أفادت مندوبة "لبنان 24".