محمد بن راشد يبارك للدكتور محمد العريان فوزه بـ”نوابغ العرب” عن فئة الاقتصاد
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، أن الاقتصاد شكّل دائماً الأساس للاستقرار والتنمية والمحفز للابتكار والتطوير اللذين ينفعا الأفراد والمجتمعات، وأن الإبداع الاقتصادي مسار للتقدم الفكري والرفاه المجتمعي والتعاون الدولي، لأن الرؤى الاقتصادية الطموحة كانت على مر العصور ركيزة لتحقيق التنمية وبناء مستقبل الأوطان والتبادل الثقافي المثمر و الحضاري المؤثر.
أتى ذلك فيما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر تدوينة على موقع إكس عن منح لقب “نوابغ العرب” عن فئة الاقتصاد للدكتور محمد العريان، الخبير الاقتصادي الدولي ورئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج، والذي قدم إسهامات استثنائية في مسارات التنمية الاقتصادية العالمية، وطوّر نظريات اقتصادية فاعلة عززت المرونة والقدرة على التكيّف وتحويل التحديات إلى فرص للعديد من اقتصادات الدول النامية والمتقدمة.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “نعلن اليوم عن الفائز بلقب “نوابغ العرب” عن فئة الاقتصاد.. الدكتور محمد العريان .. الخبير الاقتصادي الدولي الذي ساهم باستشاراته وأفكاره ونظرياته المهمة في تصميم استراتيجيات اقتصادية وسياسات تنموية استفادت منها عشرات الدول وملايين الأفراد في أنحاء العالم.”
وأكد سموه أن العالم العربي كان منذ القدم مركزاً للاقتصاد والتجارة، وأهدى العالم العلوم والأبحاث والاستراتيجيات للتنمية، مشدداً سموه على أن الاقتصاد يحمل معه أيضاً علوم وأبحاث وأفكار الشعوب المختلفة.
مستشار اقتصادي عالمي
وحاز الدكتور محمد العريان على جائزة “نوابغ العرب” عن فئة الاقتصاد تقديراً لإنجازاته ومساهماته البارزة وأبحاثه ومؤلفاته في مجال الاقتصاد عربياً وعالمياً، ويعتبر الدكتور العريان أحد أكبر المستشارين الاقتصاديين اليوم. وتشكل نظرياته الاقتصادية ورؤاه الاستراتيجية أساساً مؤثراً في العديد من السياسات التنموية على المستويين المحلي والدولي.
وقد عمل الدكتور محمد العريان في صندوق النقد الدولي. وكان رئيساً لمجلس التنمية العالمية. ومن موقعه كرئيس تنفيذي لمؤسسة هارفرد للوقف التعليمي، حقق لها عوائد استثنائية هي الأعلى في تاريخها لتزيد قيمتها السوقية بأكثر من 10 مليارات دولار في السنة المالية 2021 وتبلغ أكثر من 53 مليار دولار وهو الرقم الأعلى في تاريخ الصناديق الوقفية الجامعية. . وعمل العريان رئيساً تنفيذياً لعدد من كبريات المؤسسات العالمية التي تدير أصولاً تزيد قيمتها الإجمالية عن 1.1 تريليون دولار.
أبرز 100 شخصية مؤثرة
وتم اختيار الدكتور العريان لأربع مرات على التوالي ضمن قائمة أبرز 100 شخصية مؤثرة، نظراً لدوره في المساهمة بتشكيل ملامح الاقتصاد العالمي وتوسيع آفاق التقدم التنموي الاقتصادي الاجتماعي في العديد من القطاعات المستقبلية الحيوية.
ويعتبر خبراء أن لأفكار الدكتور العريان والرؤى التي يعلن عنها تأثير ملموس على الاقتصاد العالمي. وهو مرجع لعدد كبير من المؤسسات المالية والصحف العالمية والنشرات الاقتصادية المرموقة. وله كتابان ضمن قائمة “نيويورك تايمز” للكتب الأكثر مبيعاً ، إضافةً لمؤلفاته ومقالاته التي ينشرها شهرياً في المجلات الاقتصادية والصحف العالمية.
وساهم الدكتور العريان في تعزيز الحضور الاقتصادي والدولي لبلده الأم مصر وللعالم العربي ككل، من خلال مساهماته الأكاديمية والبحثية ومشاركاته في المؤتمرات والندوات الاقتصادية وتقديمه الاستشارات الاقتصادية التخصصية.
وتضيء جائزة نوابغ العرب، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، على إبداعات العقول العربية المتميزة وتحتفي بإنجازاتها ودورها الإيجابي لمجتمعاتها والإنسانية. وتترجم الجائزة مساندة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للابتكار والإبداع والتقدم العلمي والمعرفي والثقافي والفكري في الوطن العربي إلى دعم ملموس يحتفي بهذه الفئة الفذة المؤثرة إيجاباً في محيطها والعالم.
وهنّأ معالي محمد عبدالله القرقاوي، رئيس اللجنة العليا لمبادرة “نوابغ العرب”، الدكتور محمد العريان لفوزه بلقب “نوابغ العرب” عن فئة الاقتصاد، مؤكداً أن مساهمات الدكتور العريان في تطوير هيكليات الاقتصاد العالمي وتسريع مسارات النمو الاقتصادي الذي يجعل من مصلحة الناس أولوية هي نموذج يفخر به الشباب ويطمحون إلى الاقتداء به في التحصيل المعرفي والبحث العلمي والتخطيط الاستراتيجي.
وأكد القرقاوي أن “نوابغ العرب” تكرّم المبدعين وتجسد فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، في تمكين المتميزين والاحتفاء بإنجازاتهم ليكونوا قدوةً ملهمة لأفراد مجتمعهم وعالمهم.
وقال معاليه خلال اتصاله بالدكتور محمد العريان لإعلامه بفوزه: “نوابغ العرب قدوة وقامات ملهمة لأجيال المستقبل الحريصة على المساهمة في مسارات التنمية كافة ومن ضمنها الاقتصاد.”
لجنة خبراء
وترأس معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، لجنة الاقتصاد في جائزة “نوابغ العرب”، والتي ضمت في عضويتها كلاً من سعادة عيسى كاظم محافظ مركز دبي المالي العالمي، ومحمد ماضي عميد كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ورباح أرزقي زميل أول في كلية جون إف كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد، وفريد بلحاج نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
توسيع أفاق النظرية الاقتصادية
وكرّمت “نوابغ العرب”، التي يعرفها جمهورها من الأفراد والمؤسسات في العالم العربي بجائزة “نوبل العرب”، الدكتور محمد العريان عن فئة الاقتصاد تقديراً لإنجازاته الاستثنائية في توسيع حدود المعرفة الاقتصادية العالمية، وتقديم تصورات عملية مفيدة لكيفية تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية في الاقتصادات الناشئة والنامية والكبرى حسب معطيات وظروف كلٍ منها.
وكان لأعماله ونظرياته بالغ الأثر الإيجابي في إعادة تعريف ركائز الاقتصاد الكلّي، وطرح سيناريوهات اقتصادية جديدة مرنة تمكّن الدول والمجتمعات من التكيف مع التحولات والمتغيرات، وتحويل التحديات إلى فرص، ودمج الأفراد والمؤسسات والشركات وقطاعات الأعمال في تحقيق الاستراتيجيات التنموية للدول.
مؤلفات مرجعية
وللدكتور العريان مؤلفات تعد اليوم مرجعية في تحليل الاقتصاد العالمي. ومن أبرز الأعمال التي ألفها وشارك في محتواها كتاب “النمو والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” الذي يطرح فيه الدكتور العريان المجالات المستقبلية والفرص الاقتصادية الواعدة للمنطقة، وكتاب”حين تتصادم الأسواق” الذي حل ضمن قائمة “نيويورك تايمز” وقائمة “وول ستريت جورنال” للكتب الأكثر مبيعاً، وحلل فيه التغييرات التي طرأت على النظام المالي العالمي عام 2008، بالإضافة إلى كتب أخرى مثل “اللعبة المتاحة”، و”خطة لإصلاح عالم مفكك”، و”دروس من تجربة حديثة”.
آلاف الترشيحات
وتم الإعلان عن فوز الدكتور محمد العريان بجائزة “نوابغ العرب” عن فئة الاقتصاد، بعد تسمية كلٍ من الدكتور هاني نجم من المملكة العربية السعودية فائزاً عن فئة الطب، والبروفيسور فاضل أديب من لبنان فائزاً بالجائزة عن فئة الهندسة والتكنولوجيا.
وتلقت “نوابغ العرب” آلاف الترشيحات ضمن فئاتها الست وهي الهندسة والتكنولوجيا، والطب، والاقتصاد، والعمارة والتصميم، والعلوم الطبيعية، والأدب والفنون.
“نوبل العرب” لتوسيع الأثر
وتهدف مبادرة “نوابغ العرب” إلى تكريم المتميزين في العالم العربي وتسليط الضوء على أدوارهم الداعمة لاستئناف مساهمة المنطقة العربية في الحضارة الإنسانية، إلى جانب تقديم دعم ملموس بمختلف أشكاله للفائزين في فئاتها، وتوسيع أثر إنجازاتهم محلياً وعربياً وعالمياً.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
صدور موسوعة «الصراع العربي الصهيوني » للدكتور محمد عمارة تقي الدين
صدرت بالقاهرة هذا الأسبوع موسوعة «الصراع العربي الصهيوني، نحو خريطة إدراكية جديدة» للدكتور محمد عمارة تقي الدين، الكاتب والأكاديمي المصري المتخصص في الاجتماع السياسي والصراع العربي الصهيوني.
الموسوعة من إصدار دار روافد للنشر والتوزيع، حيث تشارك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية.
تنقسم الموسوعة إلى جزأين ينقسمان بدورهما إلى ستة أقسام هي: القسم الأول: الإطار الفلسفي للموسوعة، القسم الثاني: قضايا الداخل الصهيوني، القسم الثالث: قضايا العلاقة بين اليهودية والصهيونية، القسم الرابع: قضايا فلسطين والأمة العربية، القسم الخامس: القضايا ذات البعد العالمي، القسم السادس: التطور التاريخي للصراع العربي الصهيوني.
أشار الدكتور محمد عمارة تقي الدين، إلى أن الموسوعة، هي محاولة لرسم ملامح خريطة إدراكية جديدة لهذا الصراع، إذ يقول في مقدمة الموسوعة:" هذه الموسوعة ستجري المحاولة على بلورة ملامح وأُطُر الإدراك العالمي لهذا الصِّراع العربي الصهيوني من ناحية: أي كيف يرى العالم هذا الصِّراع، والإدراك الصهيوني للعالم من ناحية أخرى: أي كيف يرى الصهاينة هذا العالم، كذلك الإدراك العربي الراهن لهذا الصِّراع، وهو باعتقادي إدراك زائف وعاجز عن الإحاطة بكافة جوانب الظاهرة، من هنا حاجتنا لخريطة إدراكيَّة جديدة أكثر اقتراباً من الواقع، وأكثر تعبيراً عن حيثياته وإلماماً بمفرداته وإحاطة بمستجداته، وإدراكاً لمساراته ".
وفي موضع آخر يقول:" يفرض علينا هذا الإدراك الذي نتغياه أن ننظر لهذا الصراع باعتباره أحد منتجات الحضارة الغربية، فهو ليس صراعًا دينيًا كما يزعم البعض، ولكنه صراع براجماتي نفعي يضرب بجذوره عميقًا في قلب الحضارة الغربية(تلك الحضارة التي بلا قلب)، غير أنه صراع متدثر بعباءة الدين ببراعة فائقة، بشكل أعمى كثيرين عن قراءته بشكل حقيقي".
ولنترككم مع بعض المقتطفات من مقدمة الموسوعة:
" الصراع العربي الصهيوني، هو في التحليل الأكثر عمقاً، أحد تمظهرات الواقع البائس الذي تعيشه البشرية، ذلك الواقع الذي قادها إليه فقدانها لعمق أخلاقي قيمي إنساني عام، وبحثها الدائب عن المصلحة والمنفعة الآنية، فهي حالة من قِصر النظر المزمن التي أصابت الحضارة الحديثة، وقد أوشكت أن تصبح عمى أخلاقي تام، من هنا فأي محاولة لعلاج الوضع المتردي للبشرية يجب أن تبدأ من هذا الصراع، تغوص في أعماقه، وتُبحِر في شرايينه".
" يُجسِّد هذا الصراع كل إخفاقات الحضارة الغربية في طورها ما بعد الحداثي، فهو هَمُّ الإنسانية جميعها، هو عورتها التي تبحث عمن يسترها، هو مكبوتاتها الحيوانية وقد تفجَّرت في أبشع صورها، ونحن نعتقد أن هذا الصراع هو في عمقه تجسيد لمأساة البشرية وإخفاقاتها في تغليب الروح على المادة، والقيمية على النفعية، والحق على القوة، وإن لم يتكاتف الجميع لإنهائه بشكل عادل وإنساني في آن فالأمر منذر بعواقب وخيمة"
"ها هو المشروع الصهيوني وقد تم تعميده بالدماء، دماء الفلسطينيين وإخوانهم من العرب، مع حاجته المستمرة لمزيد من الدماء ليواصل نموه وتمدده الشيطاني ككائن دراكولي نهِم، وهكذا عمّدت الحضارة الغربية كل مشروعاتها التوسعية الاستيطانية، وهكذا ستفعل مستقبلًا عبر إنتاج مشروعات استيطانية جديدة إن ظلت تسير بذات الاتجاه وتتبنى نفس القناعات، لذا فالتصدي للمشروع الصهيوني بنزعته الاستعمارية الاستيطانية هو معركة يخوضها الفلسطينيون نيابة عن البشرية كلها ودفاعاً عن إنسانيتها المُهدرة، فهو في عمقه دفاع عن القيم الإنسانية الخالدة كي لا يلتهمها تنين ما بعد الحداثة غربي المنشأ صهيوني التجليات".
"إن تأثير الصهيونية المدمر لا يقتصر على الديانة اليهودية واليهود فحسب، بل يزحف فكرها العنصري والمدنس على العالم في موجات ارتدادية هائلة، لتصيبه لعنة الشيفونية والعداء المُزمِن للآخر، ومن ثم سنعمد إلى تعرية استراتيجيات قومنة الأديان وأدلجتها، تمامًا كما فعلت الصهيونية باليهودية، وهكذا تفعل الأيديولوجيات العنصرية بكافة الأديان، إنها تقتات على المُقدَّس، تتسربل به وتتغذى من دمه وروحه".
"نحن أمام شعب فلسطيني يزيده الوقت قوة وصلابة وتمسكاً بحقوقه التاريخية، وتضخُّم الإحساس لديه بقيمة فعل المقاومة، بل وأضحى كثيرون في هذا العالم يثنون على كفاح هذا الشعب وينظرون إليه بإعجاب باعتباره واقفاً على تخوم الكرامة الإنسانية".
"في مقابل (حق القوة) والذي تُمثِّله إسرائيل، ومن خلفها الصهيونية العالمية، نُريد التأسيس لـ (قوة الحق)، والذي يُمثِّله الفلسطينيون وكل دُعاة الإنسانية".
" والحقيقة أن هذه الموسوعة، هي باعتقادي سِفْر في هوى الإنسان، في عشق الإنسانيَّة، تلك الملحمة الرائعة التي أبدعها الله عز وجل وقذف بها إلى حيِّز الوجود، إذ أن التصدي للمشروع الصهيوني هو في عمقه دفاع عن القيم الإنسانيَّة الخالدة لكي لا يلتهمها تِنّين ما بعد الحداثة غربي المنشأ صهيوني التجلِّيات".
" فالمشاعر الحقيقيَّة نائمة في أعماق الشعوب، وذاكرة الشعوب ذاكرة حديدية لا تسقط الجرائم داخلها ولا تُنسى بالتقادم، وفي القلب منها جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها الصهاينة ضد الفلسطينيين منذ بداية المشروع الصهيوني وحتى اللحظة الراهنة، فما كان يراهن عليه بن جوريون من أن "الكبار من الفلسطينيين سيموتون والصغار سينسون قضيتهم"، هو محض أوهام وأمنيات مسكونة بالخرافة".
"جانب من هذه الموسوعة، هو دفاع عن الأديان السماوية في إصدارها الأول، إصدار السماء، في صفائه ونقائه وحمولته الإنسانيَّة الرائعة، إذ يتمركز هذا الدفاع حول فضح وتعرية استراتيجيات الزحف غير المُقدَّس للأيديولوجيات الفاشيَّة العنصريَّة على الدِّين: كالأيديولوجيَّة الصهيونية هنا، إذ حوَّلته من دعوة محبة وسلام إلى بيان حرب وانتقام، فما الذي يريده الله منا؟ هل يريدنا أن نعيش في حالة صراع أزلي؟ اقتتال ودماء، حروب ودمار، أم أمن وسكينة وطمأنينة، واستخلاف وإعمار لهذا الكون؟"
"لقد أضحى الكيان الصهيوني، بفعل الأطروحات الصهيونية التي تلاعبت بالديانة اليهوديَّة، بمثابة العجل الذهبي الذي عبده اليهود من دون الله، بل وأضحوا على استعداد تام لإفناء البشرية من أجله".
"ومِن ثَمَّ سنعمد إلى تعرية استراتيجيَّات قومنة الأديان وأدلجتها، تمامًا كما فعلت الصهيونية باليهوديَّة، وهكذا تفعل الأيديولوجيات العنصريَّة بكافة الأديان، إنها تقتات على المُقدَّس، تتسربل به وتتغذَّى من دمه وروحه".
"كما أن وظيفة هذه الموسوعة في بعديها التفكيكي ومِن ثَمَّ التركيبي، هو تحويل كمّ المعلومات اللانهائي حول الصِّراع العربي الصهيوني إلى معرفة حقيقيَّة، إلى خريطة معرفية وإدراكيَّة لهذا الصِّراع ومحدداته وديناميكية الحركة داخله وآليتها، والأوزان النسبية للقوى المُتحكمة في خيوط الصراع داخليًا وخارجيًا، فهي كأداة علمية من شأنها أن تعيننا على تحليل الواقع المُتعيّن مهما بلغت درجة تركيبيته، ودون الاعتماد على الخطاب الصهيوني الزَّائف دائمًا والمراوغ أبدًا ".
"في تلك اللحظة، لحظة المعرفة القصوى بحقيقة هذا الصِّراع بكل أبعاده، يمكننا بناء أكثر من سيناريو للحل والتسوية العادلة، ومِن ثَمَّ محاولة إنفاذ أحد هذه السيناريوهات على أرض الواقع ".
"والحقيقة أن هذه الموسوعة تأتي في لحظة تاريخيَّة فارقة، فكل الأمور موضوعة على الحافة: أمة عربية على حافة الانتحار، وحضارة غربية على حافة الجنون، وكيان صهيوني على حافة أقصى التطرُّف".
"وفي التحليل الأخير، فهذه الموسوعة، قد أردتُ منها أن تقدم للقارئ موجزًا مختصرًا للصراع العربي الصهيوني ومسارات تطوُّره، وما يُثار من جدل حوله بأسلوب مُبسّط ولا يخلو من عمق في آن، ودون تعقيدات لغويَّة أو علميَّة فلسفية، أن تقدم له خريطة إدراكيَّة شاملة حول هذا الصِّراع وسيناريوهات إنهائه، برؤية إنسانيَّة تراحمية، باعتباري كاتب أزعم أنني مشغول بالهمّ الإنساني أولًا وأخيرًا".
" فهي محاولة وجلة لبناء سيناريو مستقبلي لكيفيَّة خروج البشريَّة من واقعها البائس، ذلك الواقع الذي قادها إليه فقدانها لعمق أخلاقي قيمي إنساني عام، وبحثها الدائب عن المصلحة والمنفعة الآنية، فهي حالة من قِصر النظر المزمن التي أصابت الحضارة الحديثة، وقد أوشكت أن تصبح عَمَاً أخلاقياً تاماً.
"وباعتقادي أن هذا الصِّراع العربي الصهيوني، هو أحد تمظهرات هذا الواقع البائس الذي تعانيه البشرية، هو أحد منتجات الحضارة الغربية في طورها الأكثر رداءة، من هنا فأي محاولة لعلاج الوضع المتردِّي للبشرية يجب أن تبدأ من هذا الصِّراع، تغوص في أعماقه، وتُبحِر في شرايينه".
مما يجدر ذكره أن الدكتور محمد عمارة تقي الدين قد حصل على ميدالية دولة فلسطين و تكريم الرئيس الفلسطيني لجهوده العلمية الأكاديمية في الدفاع عن قضايا الأمة العربية وفي القلب منها القضية الفلسطينية.
وللدكتور عمارة عدد من الكتب والمؤلفات العلمية المنشورة لعل أبرزها: الأحزاب الدينية الإسرائيلية ودورها في صنع القرار السياسي، الحركات الدينية الرافضة للصهيونية داخل إسرائيل، المؤسسات الدينية في إسرائيل جدل الدين والسياسة، الإعلام ومعركة الوعي تفكيك آليات الخداع الجماهيري، المسيحية الصهيونية ونهاية الإنسان قراءة في التوظيف السياسي للدين، الإعلام الإسلامي والتحديات المستقبلية، قارب الانقاذ الأخير نحو صياغة مستقبل أفضل للبشرية، موسوعة الصراع العربي الصهيوني، نحو خريطة إدراكية جديدة (في جزأين).
هذا بالإضافة لمجموعة من المقالات والأبحاث العلمية المنشورة في الصحف والمجلات المصرية والعربية والأجنبية.