صحيفة الخليج:
2025-11-02@21:53:07 GMT

مستقبل العمل المناخي .. يتحدد في «كوب 28»

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

مستقبل العمل المناخي .. يتحدد في «كوب 28»

يترقب العالم توصّل الدول الأطراف المجتمعة في مدينة إكسبو دبي إلى نتائج تاريخية وحاسمة تدفع مسارات العمل المناخي الدولي للحفاظ على البشرية وكوكب الأرض، في ظل محاولات المفاوضين التوصل إلى رؤية مشتركة لبنود مسوّدة البيان النهائي لمؤتمر «COP28».

وأظهرت المسوّدة التي نشرت على موقع المؤتمر خيارات مختلفة، لا سيما فيما يخص التخلص التدريجي المنظم والعادل من الوقود الأحفوري الذي يعد أصعب القضايا في المفاوضات، ولم يجد حتى الآن رؤية مشتركة للتوصل لاتفاق على الخيارات المطروحة وفقاً لعدد من المفاوضين.

ويتطلع «COP28» للتوصل إلى نتائج متوازنة خلال عمليات التفاوض التي يفترض إعلانها اليوم والوصول إلى أول تقييم عالمي لاتفاقية باريس للمناخ.

وتشكل مرحلة المفاوضات أمراً طبيعياً في تاريخ مؤتمرات الأطراف، حيث تبدأ الدول الأطراف بعد نشر مسودة النص النهائي بالتداول من أجل الاتفاق على الإعلان النهائي ومواصلة الاتصالات والنقاشات للوصول لاتفاق حول بنود النص الختامي الذي سيعتمده المفاوضون.

ومع اقتراب نهاية وقت المناقشات ووجود نص تفاوضي يتطلع العالم إلى توصل الدول الأطراف إلى نص نهائي يتضمن قرارات ونتائج حاسمة، تحترم العلم وتحافظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 مئوية، استجابةً للحصيلة العالمية.

ويتيح «COP28» أمام المفاوضين فرصة تاريخية لصياغة نهج مناخي عالمي يتماشى مع النتائج العلمية ويمكنها أن تسهم في الحدّ من الأخطار التي تواجهها الدول الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ.

الساعات الأخيرة

وتركز المفاوضات في الساعات الأخيرة على مواصلة النقاشات بين جميع الأطراف، لحل أصعب القضايا المتبقية للوصول إلى الاتفاق المنشود. فيما يراقب العالم الوصول إلى اتفاق عادل وتحقيق الطموحات في جميع البنود بما في ذلك ملف الوقود الأحفوري.

وعملت رئاسة «COP28» بشفافية وشمولية مع جميع الأطراف والمراقبين، للبناء على الزخم والتوجيه الذي حدده القادة لتحقيق نتائج عملية وملموسة بما يعكس الوحدة المتعددة الأطراف المطلوبة للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض.

وكانت رئاسة المؤتمر واضحة منذ البداية، بشأن الطموح الذي تسعى للوصول إليه، وقد صاغته في مسوّدة البيان الختامي الذي يشكل تقدماً جوهرياً ملموساً وخطوة كبيرة للعمل المناخي والدور الآن على الأطراف لتكمل المهمة، ونثق بقدرتهم على التوافق والتوصل إلى القرار المناسب من أجل مستقبل أفضل للبشرية وكوكب الأرض.

وتواجه البشرية تهديدات متزايدة جراء تغير المناخ، وتشير الدراسات إلى أن تغير المناخ سيؤدي إلى تفاقم مجموعة متنوعة من المخاطر التي باتت أمراً واقعاً وليست تهديداً مستقبلياً.

المخاطر التي يحملها التغير المناخي يمكن أن تقود إلى آثار مدمرة على البشر والبيئة، وقد تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق، بما في ذلك الهجرة والمجاعات والمعاناة من الكوارث الطبيعية.

ويُعد «كوب 28» فرصة مهمة للحكومات والجهات الفاعلة الأخرى للبدء باتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة تغير المناخ، لا سيما وأنه يشهد اختتام أول مراجعة عالمية لقياس التقدم في تحقيق أهداف اتفاقية باريس.

وعلى مدار أيام المؤتمر، الذي بدأت فعالياته نهاية نوفمبر الماضي، أكد المشاركون أهميته في توجيه دفة العمل المناخي العالمي، وإعادة العالم إلى المسار الصحيح في تقييم التحديات البيئية وإيجاد الحلول، كما أكدوا أهمية المبادرات والإعلانات والأحداث التي شهدها.

ومع انطلاقته، شهد الحدث الإعلان عن تفعيل الصندوق العالمي للمناخ، وهو الصندوق الذي طال انتظاره، والذي سيعمل على تعويض الدول الأكثر تضرراً من تغيّر المناخ، في خطوة تاريخية من شأنها أن تسهم في تمكين الدول التي تتضرر من الكوارث التي يتسبب بها المناخ، لا سيما بالنسبة لدول الجنوب العالمي.

تعهدات مليونية

وبالفعل شهد الحدث تعهدات بقيمة وصلت إلى 792 مليون دولار حتى الحادي عشر من ديسمبر، وأعلنت الإمارات خلال الحدث عن إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، والذي صمم لسد فجوة التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بتكلفة مناسبة، ويهدف إلى جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030.

وشهد المؤتمر الذي وصفه الكثير من المسؤولين الدوليين بالاستثنائي، إقرار العديد من التعهدات التي من شأنها أن تغير توجهات الدول والمؤسسات على مستوى العالم فيما يخص التعامل مع قضايا المناخ والتحديات المستقبلية.

ومن ضمن التعهدات إقرار إعلان «كوب 28» زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ومضاعفة كفاءة الطاقة من جانب 130 دولة، وإقرار إعلان «كوب 28 الإمارات» بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي من جانب 153 دولة، وإقرار «كوب 28 الإمارات» بشأن المناخ والصحة من جانب 141 دولة، وإقرار إعلان «كوب 28 الإمارات» بشأن التمويل المناخي من جانب 13 دولة، وإقرار تعهد التبريد العالمي من جانب 66 دولة، وإقرار إعلان «كوب 28 الإمارات» بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام من جانب 78 دولة و40 منظمة، كل ذلك بالإضافة إلى العديد من التعهدات والمشاريع والمبادرات الأخرى.

وشهدت أجندة «كوب 28» العديد من الأمور الاستثنائية التي حدثت لأول مرة، كإدراج موضوع التجارة، واحتضان أول اجتماع للبرلمان الدولي في تاريخ COP، بالإضافة إلى منح الشباب والأطفال دوراً متنامياً ليكونوا في طليعة العمل المناخي باعتبارهم أصحاب المستقبل.(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مدينة إكسبو دبي كوب 28 الإمارات الاستدامة کوب 28 الإمارات العمل المناخی تغیر المناخ من جانب

إقرأ أيضاً:

ترامب: سنوقف فورا كل المساعدات لنيجيريا في هذه الحالة

قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب،  خلال تصريحاته منذ قليل، إنه إذا استمرت حكومة نيجيريا في السماح بقتل المسيحيين سنوقف فورا كل المساعدات،  وفقا لقناة العربية. 

ترامب: أصدرت تعليماتي بالاستعداد لعملية محتملة في نيجيريا نيجيريا ترفض تصريحات ترامب حول "القتل الجماعي للمسيحيين": بغير الواقعية

وعلى صعيد آخر، أفاد مسئول في البيت الأبيض، يوم السبت، بأن الولايات المتحدة لن ترسل أي مسؤولين رفيعي المستوى إلى قمة المناخ "كوب 30" في البرازيل.

وذكرت وكالة "رويترز" أن إعلان عدم المشاركة خفف من مخاوف قادة العالم من أن واشنطن سترسل فريقا لإفشال المحادثات.

وستستضيف البرازيل قمة قادة رفيعة المستوى الأسبوع المقبل قبل بدء مفاوضات الأمم المتحدة بشأن المناخ التي تستمر أسبوعين في مدينة بيليم الأمازونية من 10 إلى 21 نوفمبر 2025.

وقال مسؤول البيت الأبيض لـ"رويترز" في رسالة بريد إلكتروني: "يتواصل الرئيس بشكل مباشر مع قادة العالم بشأن قضايا الطاقة، وهو ما يتضح من خلال اتفاقيات التجارة التاريخية واتفاقيات السلام التي تركز جميعها بشكل كبير على شراكات الطاقة".

وأفاد مسؤول البيت الأبيض بأن الوضع بدأ يتغير في ما يتعلق بإعطاء الأولوية لتغير المناخ.

وأشار في تصريحاته إلى مذكرة وزعها هذا الأسبوع الملياردير والمستثمر المخضرم بيل غيتس الذي قال إن الوقت قد حان للتحول عن التركيز على تحقيق أهداف درجة الحرارة العالمية، وأن تغير المناخ لن يؤدي إلى هلاك البشرية.

جدير بالذكر أن ترامب أعلن في أول يوم له في منصبه أن الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاقية باريس للمناخ التي وقعت قبل عشر سنوات وستدخل حيز التنفيذ في يناير 2026.

كما تراجع وزارة الخارجية الأمريكية التزام الولايات المتحدة بالاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف.

وفي وقت سابق من هذا العام، ضغطت الولايات المتحدة أيضا على الدول التي تتفاوض على معاهدة عالمية للحد من تلوث البلاستيك كي لا تدعم اتفاقية تضع حدودا قصوى لإنتاج البلاستيك.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، هددت الولايات المتحدة باستخدام قيود التأشيرات والعقوبات للرد على الدول التي ستصوت لصالح خطة طرحتها وكالة الأمم المتحدة للنقل البحري، المنظمة البحرية الدولية، للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن الشحن البحري.

وأدت هذه الأساليب إلى تصويت غالبية الدول في المنظمة البحرية الدولية على تأجيل قرار بشأن سعر الكربون العالمي للشحن الدولي لمدة عام.

وقال مسؤول البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب قد أوضح بالفعل وجهة نظر إدارته بشأن العمل المناخي متعدد الأطراف في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، حيث وصف تغير المناخ بأنه "أكبر عملية احتيال في العالم"، وانتقد الدول لوضعها سياسات مناخية قال إنها "كلفتها ثروات طائلة".

مقالات مشابهة

  • البيئة: مصر تؤكد التزامها بتعزيز الاقتصاد الدائري والعمل المناخي العربي المشترك
  • أزمة تركية أسترالية بشأن قمة المناخ القادمة
  • إطلاق الخطة الوطنية لـ«التكيف المناخي» في ليبيا
  • ما هي الدول التي ستقود اقتصاد العالم وتعيد تشكيل النظام من جديد بحلول 2030؟
  • ترامب: سنوقف فورا كل المساعدات لنيجيريا في هذه الحالة
  • وزيرة البيئة تلتقي نظيرتها الكندية لبحث تعزيز التعاون ودعم أولويات العمل المناخي العالمي
  • البيئة تطالب بدعم الدول النامية والأفريقية للتكيف مع تغير المناخ
  • البيت الأبيض: لن نرسل مسؤولين إلى قمة (كوب30)
  • كيف تتشكل الأعاصير؟ وما الذي يجعلها أشد فتكا؟
  • بعد سقوط دارفور شبح التقسيم يلوح في السودان.. فمن هي الأطراف الدولية التي ساهمت في هذه النتيجة؟