مستقبل العمل المناخي .. يتحدد في «كوب 28»
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
يترقب العالم توصّل الدول الأطراف المجتمعة في مدينة إكسبو دبي إلى نتائج تاريخية وحاسمة تدفع مسارات العمل المناخي الدولي للحفاظ على البشرية وكوكب الأرض، في ظل محاولات المفاوضين التوصل إلى رؤية مشتركة لبنود مسوّدة البيان النهائي لمؤتمر «COP28».
وأظهرت المسوّدة التي نشرت على موقع المؤتمر خيارات مختلفة، لا سيما فيما يخص التخلص التدريجي المنظم والعادل من الوقود الأحفوري الذي يعد أصعب القضايا في المفاوضات، ولم يجد حتى الآن رؤية مشتركة للتوصل لاتفاق على الخيارات المطروحة وفقاً لعدد من المفاوضين.
ويتطلع «COP28» للتوصل إلى نتائج متوازنة خلال عمليات التفاوض التي يفترض إعلانها اليوم والوصول إلى أول تقييم عالمي لاتفاقية باريس للمناخ.
وتشكل مرحلة المفاوضات أمراً طبيعياً في تاريخ مؤتمرات الأطراف، حيث تبدأ الدول الأطراف بعد نشر مسودة النص النهائي بالتداول من أجل الاتفاق على الإعلان النهائي ومواصلة الاتصالات والنقاشات للوصول لاتفاق حول بنود النص الختامي الذي سيعتمده المفاوضون.
ومع اقتراب نهاية وقت المناقشات ووجود نص تفاوضي يتطلع العالم إلى توصل الدول الأطراف إلى نص نهائي يتضمن قرارات ونتائج حاسمة، تحترم العلم وتحافظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 مئوية، استجابةً للحصيلة العالمية.
ويتيح «COP28» أمام المفاوضين فرصة تاريخية لصياغة نهج مناخي عالمي يتماشى مع النتائج العلمية ويمكنها أن تسهم في الحدّ من الأخطار التي تواجهها الدول الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ.
الساعات الأخيرة
وتركز المفاوضات في الساعات الأخيرة على مواصلة النقاشات بين جميع الأطراف، لحل أصعب القضايا المتبقية للوصول إلى الاتفاق المنشود. فيما يراقب العالم الوصول إلى اتفاق عادل وتحقيق الطموحات في جميع البنود بما في ذلك ملف الوقود الأحفوري.
وعملت رئاسة «COP28» بشفافية وشمولية مع جميع الأطراف والمراقبين، للبناء على الزخم والتوجيه الذي حدده القادة لتحقيق نتائج عملية وملموسة بما يعكس الوحدة المتعددة الأطراف المطلوبة للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض.
وكانت رئاسة المؤتمر واضحة منذ البداية، بشأن الطموح الذي تسعى للوصول إليه، وقد صاغته في مسوّدة البيان الختامي الذي يشكل تقدماً جوهرياً ملموساً وخطوة كبيرة للعمل المناخي والدور الآن على الأطراف لتكمل المهمة، ونثق بقدرتهم على التوافق والتوصل إلى القرار المناسب من أجل مستقبل أفضل للبشرية وكوكب الأرض.
وتواجه البشرية تهديدات متزايدة جراء تغير المناخ، وتشير الدراسات إلى أن تغير المناخ سيؤدي إلى تفاقم مجموعة متنوعة من المخاطر التي باتت أمراً واقعاً وليست تهديداً مستقبلياً.
المخاطر التي يحملها التغير المناخي يمكن أن تقود إلى آثار مدمرة على البشر والبيئة، وقد تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق، بما في ذلك الهجرة والمجاعات والمعاناة من الكوارث الطبيعية.
ويُعد «كوب 28» فرصة مهمة للحكومات والجهات الفاعلة الأخرى للبدء باتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة تغير المناخ، لا سيما وأنه يشهد اختتام أول مراجعة عالمية لقياس التقدم في تحقيق أهداف اتفاقية باريس.
وعلى مدار أيام المؤتمر، الذي بدأت فعالياته نهاية نوفمبر الماضي، أكد المشاركون أهميته في توجيه دفة العمل المناخي العالمي، وإعادة العالم إلى المسار الصحيح في تقييم التحديات البيئية وإيجاد الحلول، كما أكدوا أهمية المبادرات والإعلانات والأحداث التي شهدها.
ومع انطلاقته، شهد الحدث الإعلان عن تفعيل الصندوق العالمي للمناخ، وهو الصندوق الذي طال انتظاره، والذي سيعمل على تعويض الدول الأكثر تضرراً من تغيّر المناخ، في خطوة تاريخية من شأنها أن تسهم في تمكين الدول التي تتضرر من الكوارث التي يتسبب بها المناخ، لا سيما بالنسبة لدول الجنوب العالمي.
تعهدات مليونية
وبالفعل شهد الحدث تعهدات بقيمة وصلت إلى 792 مليون دولار حتى الحادي عشر من ديسمبر، وأعلنت الإمارات خلال الحدث عن إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، والذي صمم لسد فجوة التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بتكلفة مناسبة، ويهدف إلى جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030.
وشهد المؤتمر الذي وصفه الكثير من المسؤولين الدوليين بالاستثنائي، إقرار العديد من التعهدات التي من شأنها أن تغير توجهات الدول والمؤسسات على مستوى العالم فيما يخص التعامل مع قضايا المناخ والتحديات المستقبلية.
ومن ضمن التعهدات إقرار إعلان «كوب 28» زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ومضاعفة كفاءة الطاقة من جانب 130 دولة، وإقرار إعلان «كوب 28 الإمارات» بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي من جانب 153 دولة، وإقرار «كوب 28 الإمارات» بشأن المناخ والصحة من جانب 141 دولة، وإقرار إعلان «كوب 28 الإمارات» بشأن التمويل المناخي من جانب 13 دولة، وإقرار تعهد التبريد العالمي من جانب 66 دولة، وإقرار إعلان «كوب 28 الإمارات» بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام من جانب 78 دولة و40 منظمة، كل ذلك بالإضافة إلى العديد من التعهدات والمشاريع والمبادرات الأخرى.
وشهدت أجندة «كوب 28» العديد من الأمور الاستثنائية التي حدثت لأول مرة، كإدراج موضوع التجارة، واحتضان أول اجتماع للبرلمان الدولي في تاريخ COP، بالإضافة إلى منح الشباب والأطفال دوراً متنامياً ليكونوا في طليعة العمل المناخي باعتبارهم أصحاب المستقبل.(وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مدينة إكسبو دبي كوب 28 الإمارات الاستدامة کوب 28 الإمارات العمل المناخی تغیر المناخ من جانب
إقرأ أيضاً:
زعماء أوروبا يسابقون الزمن لمناقشة مستقبل أوكرانيا قبل أن يباغتهم ترامب بعقد اتفاق سلام مع روسيا
عُقدت القمة الاستثنائية يوم الخميس كرد فعل على قرار دونالد ترامب الأحادي الجانب بإطلاق مفاوضات مع فلاديمير بوتين.
يجتمع الخميس قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 في بروكسل لمناقشة مستقبل أوكرانيا، الدولة المرشحة للانضمام إلى التكتل، وسط الضغط الكبير الذي يمارسه دونالد ترامب ليتم إبرام اتفاق لإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن.
وهذه هي أول مرة يجتمع فيها رؤساء الدول والحكومات في قاعة واحدة منذ أن أجرى الرئيس الأمريكي اتصالا هاتفيا مع فلاديمير بوتين استغرق 90 دقيقة وقرر إطلاق مفاوضات لإنهاء الغزو المستمر منذ ثلاث سنوات.
وقد أدى تبنّي ترامب المتزايد لبعض سردية الكرملين، ورفضه إدانة روسيا باعتبارها الطرف المعتدي ومشادته الكلامية الحادة مع فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي إلى زعزعة الاتحاد الأوروبي بشكل عميق، وأثار المخاوف من أن تعقد واشنطن اتفاقًا مع موسكو ثم تجبر كييف على القبول به أو تركه.
وقد خفت حدة التوتر قليلاً هذا الأسبوع بعد أن أعرب زيلينسكي عن أسفه بشأن الصدام الذي وقع في المكتب البيضاوي وأشاد بـ"القيادة القوية" لترامب. ورد الرئيس الجمهوري بشكل إيجابي، قائلاً إنه "يقدر" كلمات زيلينسكي.
إذ قال ترامب أمام الكونغرس قبل يومين: "لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب التي لا معنى لها. إذا أردت إنهاء الحروب، عليك أن تتحدث إلى كلا الجانبين".
وعلى الرغم من هذه الانفراجة الواضحة، أبقى البيت الأبيض على تعليق مؤقت للمساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف، وهما قراران قد تكون لهما عواقب وخيمة على البلاد فيما تعيش فيه ساحة المعركة ظرفا حرجا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب متلفز: "لقد غيرت الولايات المتحدة الأمريكية، حليفتنا، موقفها من هذه الحرب، حيث قلّصت دعمها لأوكرانيا، وأثارت الشكوك حول ما سيأتي بعد ذلك". وأضاف: "أريد أن أصدق أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانبنا، ولكن علينا أن نكون مستعدين في حالة ما إذا لم يكن الأمر كذلك".
سيحاول الزعماء الـ27، أثناء اجتماعهم الخميس في قمة خاصة عُقدت كرد فعل على المحادثات الأمريكية الروسية، إظهار الوحدة والعزم في دعمهم الجماعي لأوكرانيا والإجابة على بعض الأسئلة الأكثر إلحاحًا، مثل نوع الضمانات الأمنية التي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يقدمها، ومقدار الأموال الإضافية التي يرغب في تخصيصها والمدى الذي يمكن أن يذهب إليه لتعويض غياب أمريكا.
كما قد تُناقش مسألة ما إذا كان سيتم تعيين مبعوث خاص للمفاوضات، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يتم طرح قائمة مختصرة بالأسماء في هذه المرحلة.
وسيسافر زيلينسكي إلى بروكسل لمخاطبة رؤساء الدول والحكومات شخصيًا.
لكن جهود توحيد الصف قد تتعرقل بسبب فيكتور أوربان، الذي انحاز بالكامل إلى الإدارة الأمريكية الجديدة وهدد بعرقلة أي مبادرة جديدة يمكن أن تقوّض، من وجهة نظره، مساعي ترامب لعقد الصفقات. ويعارض رئيس الوزراء المجري على وجه الخصوص نهج تحقيق "السلام من خلال القوة" لأنه ينطوي على تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لكييف.
وكان أوربان قد حدد النغمة قبيل انعقاد القمة، إذ قال: "هناك انقسام استراتيجي، وهو صدع في العلاقات عبر الأطلسي بين غالبية أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب"، محددًا بذلك النغمة.
ولم يتضح بعد في هذه المرحلة مدى تأثير أوربان في الاستنتاجات المشتركة للقمة، والتي يجب أن يتم الاتفاق عليها بالإجماع. لكن لرئيس الوزراء المجري تاريخ من التلويح بحق النقض (الفيتو) الذي يتمتع به قبل أن يعود عن موقفه فقط في اللحظة الأخيرة.
وقد أمضى الدبلوماسيون والمسؤولون الأيام القليلة الماضية في صقل الاستنتاجات لاستيعاب جميع وجهات النظر، لكنهم لا يستبعدون السيناريو الأكثر طموحا حيث يتم فيه التوقيع على نص نهائي من قبل 26 زعيمًا، أو 25 زعيمًا إذا حدث وانضمت سلوفاكيا إلى معسكر المجر.
وتتضمن مسودة الاستنتاجات الأخيرة التي اطلعت عليها يورونيوز إشارة مقتضبة إلى الصندوق المشترك الذي اقترحته الممثلة السامية كايا كالاس لزيادة إمدادات الأسلحة الفتاكة وغير الفتاكة لأوكرانيا بسرعة، وهو المقترح الذي هددت المجر بأنها ستستخدم حق النقض ضده.
حتى الآن، لم يتم وضع أي رقم لخطة كالاس، لكن التكهنات في بروكسل تشير إلى أنه يتراوح بين 10 مليارات يورو و40 مليار يورو تقريبا.
قال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي: "سيتم ذكر المبادرة بوضوح. إنها تحتاج فقط إلى مزيد من العمل، نود أن نرى مبلغًا (من المال). سيكون ذلك إشارة جدّ واضحة لأوكرانيا وللآخرين أيضا بأننا نتحمل مسؤوليتنا".
تتزامن معارضة أوربان مع ظهور ما يسمى "تحالف الراغبين" المكون من دول ديمقراطية ملتزمة بدعم أوكرانيا أثناء المفاوضات وبعدها من خلال تقديم ضمانات أمنية، مثل قوات برية على الأرض والحماية الجوية.
وقد أعربت كل من فرنسا والدنمارك والسويد، بالإضافة إلى دول من خارج الاتحاد الأوروبي مثل المملكة المتحدة والنرويج وأستراليا، عن اهتمامها بالانضمام إلى التحالف الوليد. ومع ذلك، فقد أصرت تلك الدول جميعًا على أن مساهمتها يجب أن تقترن بدعم أمريكي. حتى الآن، لم يُظهر ترامب أي مؤشر على أنه سيقدم مثل هذا الدعم، وبدلاً من ذلك عرض صفقة المعادن كنوع من الردع الاقتصادي ضد روسيا.
"هذا نقاش سابق لأوانه. ليس لدينا اتفاق سلام، ولا توجد حتى مفاوضات لتحقيق وقف إطلاق النار. ومن السابق لأوانه تحديد ما يجب القيام به".
"ولكن لا يمكننا أن نغفل أن السياق قد تغير. فقد أعربت العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن استعدادها للمشاركة في التحالف."
ستتناول قمة الخميس أيضًا مسألة الإنفاق الدفاعي، بناءً علىالاقتراح الأخير الذي قدمته أورسولا فون دير لاين لحشد ما يصل إلى 800 مليار يورو من الاستثمارات الإضافية.
بالنسبة لبروكسل، أصبحت كلتا القضيتين - مستقبل أوكرانيا والإنفاق العسكري - وجهين لعملة واحدة. إذ أن ضمان استمرار أوكرانيا كدولة ديمقراطية ذات سيادة ومستقرة سيتطلب من الدول الأعضاء تعزيز جيوشها الوطنية لإبقاء التوسع الروسي تحت السيطرة وضمان سلام دائم.
"تقول مسودة الاستنتاجات: "لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات تؤثر على الأمن الأوروبي دون مشاركة أوروبا. "إن أمن أوكرانيا وأوروبا وأمن العالم متشابكان."
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية رغم القيود الصارمة.. تصاعد عمليات تهريب مكونات الطائرات الأمريكية إلى روسيا بروكسل تلتزم الصمت بعد إعلان بولندا رفضها تنفيذ ميثاق الهجرة قبيل قمة بروسكل.. زيلينسكي يتحدث عن"ديناميكية إيجابية" في العلاقات بين واشنطن وكييف فولوديمير زيلينسكيمؤتمر قمة الإتحاد الأوروبيالاتحاد الأوروبيدونالد ترامبفيكتور أوربان