صحافة العرب:
2025-03-12@11:17:29 GMT

الثقافة في المآوي تلك

تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT

الثقافة في المآوي تلك

شاهد المقال التالي من صحافة العراق عن الثقافة في المآوي تلك، طالب عبد العزيز   لم تعد مقهى الأدباء بالبصرة مأوى خالصاً، تزدحم في المساءات كما كانت، لكنَّ جدرانها تصطكُّ بهم وبأصدقائهم في صباحات .،بحسب ما نشر شبكة اخبار العراق، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الثقافة في المآوي تلك، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.

الثقافة في المآوي تلك
طالب عبد العزيز

  لم تعد مقهى الأدباء بالبصرة مأوى خالصاً، تزدحم في المساءات كما كانت، لكنَّ جدرانها تصطكُّ بهم وبأصدقائهم في صباحات كلّ يوم جمعة. هناك برنامج أسبوعيٌّ يُعنى بالثقافة وما يجاورها، تقيمه إحدى منظمات المجتمع المدني (التجمع الثقافي في البصرة) تغطّي بعض الأنشطة المدنية، يحضره المتقاعدون من المثقفين وسواهم، من الذين يجدون عذرهم في البُعد والكهولة تقاعسهم عن الذهاب لحضور أنشطة اتحاد الادباء، وقصر الثقافة، وجمعية التشكيليين، الكائنة في البصرة القديمة، لذا، ارتأت ثلةٌ منهم (الادباء وأصدقاؤهم) أن ينتظروا حتى ليلة الخميس ليذهبوا مذهباً آخرَ في لعبة الحضور والغياب، لعبة تجمع بين الشعر والقصة والرواية والرسم في جانب، والخمرة والسياسة والنساء والسفر ومعاقرة الاحلام الاخيرة في جانب ثانٍ، وبذلك جعلوا ليلَهم هو الأجمل. ضمن مراقبتي البطيئة وجدتُ أنَّ أحاديث ثلتنا في الليالي تلك، والتي تشبه كثيراً أحاديث ثلل ثقافية غيرها، في بغداد والمدن العراقية الاخرى تذهب هدراً، وتمضي بلا تدوين، على اهمية أو فوضى ولا جدوى ما يدور فيها، من آراء وأفكار، فهي تضيع مثل حياتنا، التي أهدرت، وتهدر كل يوم. نحن أمّةٌ زهدت في ما هو أكثر أهمية من ذلك، ولم تقف بأقلامها على وقائع أهم وأدق تفاصيل حياتها، وقد أضعنا احداثاً ليس أقلّها ما كان لنا-نحن المثقفين- من مآسٍ ومصائب في حرب الثمانينات، بعد أن أغفلنا تدوين الوقائع الجسيمة تلك، ولم يخلد بيننا إلا ما كان (مآثر) للنظام في القصص والروايات التي كتبها البعض من الادباء المنتفعين، والتي جاءت متسقة مع فكره وتطلعاته.   الزقاق مظلم، والضاحية القديمة وسط المدينة تودِّع كلَّ يوم بيتاً، فهي تتآكل، والمكان، مكتب أحد الاصدقاء (المأوى) بسيط ومتواضع، تغادره الجرذان من ثقوبه، حال دخول الاصدقاء من بابه الزجاج، حاملين أشياءَهم. المركبات تلقي بهم قريبا منه، أو بعيداً عنه، ليس هذا بمهم لأحدهم، لكنهم يدخلونه بثياب هي الاجمل، وبابتسامات تأخذك الى السعادة وما يجاورها. بقبعته الروسية، يأتي رضا المشاهدة، أستاذ العربية، المتهمُ بالخوف من زوجته متأخراً، لكنه سرعان ما يبدد التهم تلك، فهو اضمامة لغويَّة، وبطانة علم وفكر، أما صالح جادري، الفنان، الذي هجر العربية (تخصصه) باكراً، وذهب بكليته الى التشكيل والالوان واللوحات، فهو دفتر أحاديث كبير عن الرسم والسينما والفنون، كذلك يكون الفنان والشاعر والكاتب والاعلامي هاشم تايه بمجيئه المتقطع، والذي نتوسّله حضوراً، على درايتنا بموقف أمِّ عياله من بغضها للحضور ذاك، فهو عالم اللغة، الذي لا يحدّثُ اللحنُ اللغويُّ نفسَه بالوقوف على لسانه وقلمه.    أقول واثقاً بأنَّ الاكاديميِّ، المتخصصَ بالفكر السياسيِّ المعاصر محمد عطوان أصغرنا عمراً، لكنه أغزرنا علماً، وهو المتمكن القادرُ على نثرُ الفكر والسياسة والادب والفنون على مائدة حديثه، ولنْ أتحدثَ طويلاً عن أبي عراق الشاعر، المتطرّفُ في حبّه، الغاضبُ لمعتقده، راوي حكايات الأزمنة، وصندوق الجدّات الأجمل، وجامع أمثالنا الشعبيّة، وشاعر الأغنية والهايكو، والباحث في شؤون الفولكلور فهو أكثر من ذلك بكثير.   ومن فرجةٍ هي الأجمل يدخل القاص رمزي حسن قلوبنا قبل دخوله علينا المأوى، يحمل بيده زجاجات ماء البربيكان وكيس الجبس والفاكهة، ذلك لأنَّ قلبه ما زال في معركته مع الكهرباء، أشعر والاصدقاء بالضجر إنْ لم يأتِ، خوفنا من قلبه حاضراً أكثر من خوفنا عليه غائباً، هذا النحيف الذي يسبغ على المكان ألفةً. هل أقول بأنَّ فائق حنون، الشاعر الذي لم يغره النشر، ولم يستهوه تراكم منشورات البع

المصدر: صحافة العرب

كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس

إقرأ أيضاً:

هل تلاحظون الصمت الذي ضرب على خيمة خالد سلك؟!

من أحاجي الحرب ( ١٤٧١٦ ):
□□ صمتوا!
□ تذكرون عندما هاجم الفريق أول العطا دولة الإمارات واتهمها بالتورط في دعم المتمردين بالسودان؛ تذكرون يومها كيف سارع خالد سلك لانتقاده بعنف، متهماً إياه بإفساد علاقات السودان بمحيطه الإقليمي. وجاء مكتوبه على منصة ( X ) ما يلي:

○○ ( تصريحات الفريق ‎ياسر العطا الأخيرة ضد دول الإقليم الإمارات، ‎يوغندا، ‎تشاد” وما سبقها من حملات ضد ‎كينيا و‎اثيوبيا و‎الاتحاد الافريقي و‎ايقاد و‎الأمم المتحدة، هي استعادة للخطابات الغوغائية التي سادت في سنوات حكم النظام البائد والتي أورثت السودان العزلة، ودفع شعبنا ثمنها غالياً من حصار وتضييق، وتضرر منها جيراننا بصورة هددت السلم والأمن الاقليمي … ).
□ اليوم الحكومة السودانية مضت أشواطاً أبعد من مجرد تصريحات العطا، وهي تمضي في اللجؤ لمحكمة العدل الدولية والتقاضي بشأن تورط الإمارات في الإبادة الجماعية التي لحقت بالمساليت في غرب دارفور.

□ هل تلاحظون الصمت الذي ضرب على خيمة خالد سلك؟!
□ فلا هو يستطيع أن يطلق إدانة تجاه هذا الطرف أو مرافعة لذاك.
□ دروب العمالة شائكة ومحرجة خاصة عندما لا تقبل إلا السفور!

عصمت محمود أحمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أين تنشأ عملات البيتكوين؟ السر الذي لم يُكشف بعد
  • والدي الذي لم يلدني.. او قصة حياتي..
  • ما هو العمل الذي ندم على تقديمه؟.. الفنان أحمد التهامي يوضح
  • ما الذي يريده ترامب حقاً من الرسوم الجمركية؟
  • تحتمس الثالث وبناء الدولة المصرية.. القائد الذي صنع إمبراطورية قوية
  • «مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها
  • محمد أبو هاشم: الإمام أبو حنيفة وضع أساس الاجتهاد الفقهي الذي يسر على المسلمين
  • ما قصة القرش الذي حرمَ مشتركاً من راتب التقاعد المبكر؟
  • هل تلاحظون الصمت الذي ضرب على خيمة خالد سلك؟!
  • بن صهيون.. والد نتنياهو الذي غرس فيه كره العرب