ربطت سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة، مشاركة بلادها بجهود إعمار قطاع غزة الذي دمره العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، بوجود خريطة طريق تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية. 

وقالت نسيبة في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن "الرسالة الإماراتية واضحة للغاية، وهي ربط الدعم المالي والسياسي لجهود إعادة إعمار البنية التحتية في غزة بمسار قابل للتطبيق تدعمه الولايات المتحدة نحو حل الدولتين.

 

وأكدت "لابد من وجود خريطة طريق جدية قبل أن نتحدث عن اليوم التالي وإعادة بناء البنية التحتية في غزة".  

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء 18 ألفا و412 قتيلا و50 ألفا و100 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة". 

وذكرت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدعم حل الدولتين، لكنها رفضت دعوات طالبت إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة أن الجيش الاحتلال لابد أن يحقق هدفيه المعلنين وهما القضاء على حماس وإعادة الأسرى المحتجين في القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول. 

وأوضحت نسيبة أن ما تقصده بخريطة الطريق "هي أن يجلس الإسرائيليون والسلطة الفلسطينية ومجموعة من الدول التي لديها نفوذ على كل منهما حول الطاولة ويقولون هذه هي نهاية اللعبة التي سنعمل عليها وسيبدأ العمل هنا وهذا هو الجدول الزمني، وسيبدأ الآن. 

اقرأ أيضاً

نتنياهو: السعودية والإمارات ستمولان إعادة إعمار غزة بعد الحرب

 

وذكرت الصحيفة أن نسيبة، التي كان جدها شخصية فلسطينية بارزة إبان الانتداب البريطاني، إن المجموعة التي سوف تحدد خريطة الطريق يجب أن تضم دولا مثل مصر والأردن، اللتين تشتركان في الحدود واتفاقيات السلام مع إسرائيل، إلى جانب الدول العربية الأخرى التي لها علاقات مع إسرائيل. 

وأضافت أن القوى الأوروبية وعدد قليل من الدول ذات الأغلبية المسلمة من منظمة التعاون الإسلامي، يجب أن تشارك أيضًا. 

وبحسب الصحيفة فإن من بين المقترحات التي طرحتها إسرائيل للسيطرة على غزة بعد الصراع أن يتم نشر قوات عربية ومسلمة على الأرض، وهو السيناريو الذي رفضته الحكومات الإقليمية. 

ولا يزال من غير الواضح أيضًا مستقبل السلطة السياسية الفلسطينية في المنطقة، التي تديرها حماس منذ عام 2006. 

منذ أن بدأت العدوان الإسرائيلي على غزة، أرسلت الإمارات مساعدات إنسانية إلى القطاع بقيمة عشرات الملايين من الدولارات، بما في ذلك المواد الغذائية الأساسية ومواد الإيواء. 

كما أجلت الإمارات مئات الأطفال الفلسطينيين لتلقي العلاج الطبي في الدولة الخليجية، وفي الأسبوع الماضي، افتتحت مستشفى ميدانيًا يضم 150 سريرًا داخل غزة مع انهيار النظام الصحي في القطاع تحت القصف الإسرائيلي. 

بعد حروب غزة السابقة، قدمت الإمارات ودول الخليج الأخرى مساعدات في إعادة بناء البنية التحتية، لكن حجم الضرر في الصراع الحالي يتجاوز أي شيء في الماضي. 

اتفاقات التطبيع 

وبحسب الصحيفة الأمريكي فإن من المحتمل أن يخلق اتفاق سلام شامل وفق حل الدولتين، فرصة لاعتراف إقليمي أوسع بإسرائيل، بما في ذلك من قبل السعودية. 

قبل هجوم طوفان الأقصى الذي نفذته كتائب القسام على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين أول، كانت إسرائيل والسعودية تجريان بالفعل مباحثات بوساطة أمريكية لإبرام اتفاق تطبيع للعلاقات بين البلدين. 

وقالت نسيبة إن حرب غزة المتواصل من أكثر من شهرين بالنسبة للإمارات هي "لحظة تحول" وبدون وجود خريطة طريق لحل الدولتين “لن نستثمر بشكل كامل في إعادة الإعمار، ومع إسرائيل سيكون لذلك تأثير أيضًا. 

وعقبت السفيرة الإماراتية قائلة "هذا ليس المسار الذي وقعنا عليه اتفاقيات إبراهيم (التطبيع)".  

ومنتصف سبتمبر/ أيلول 2020، وقعت إسرائيل مع الإمارات والبحرين، في البيت الأبيض بواشنطن، اتفاقيات لتطبيع العلاقات برعاية الولايات المتحدة. 

وجاء توقيع الاتفاقيات بعد مرور 26 عاما على آخر اتفاق وقعته إسرائيل مع دولة عربية وهي الأردن. 

وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب تطبيع العلاقات بينهما بوساطة أمريكية. 

ولاحقا في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، أعلن المغرب استئناف علاقاته مع إسرائيل بعد أن علقها في 2000، وترقيتها إلى علاقات رسمية تشمل تبادل السفراء والسفارات. 

ومنذ ذلك الحين، لم تعلن أي دولة عربية إقامة علاقات مع إسرائيل، في حين أن العلاقات الإسرائيلية مع الإمارات والمغرب والبحرين توسعت، فيما تعرقلت في السودان بسبب التطورات الداخلية هناك. 

اقرأ أيضاً

كيف يساعد حقل الغاز البحري أمام غزة في تعافيها وإعادة إعمارها؟

 

 

المصدر | وول ستريت جورنال - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لانا نسيبة حرب غزة إعمار غزة البنیة التحتیة حل الدولتین مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

رداً على إصرار ترامب..قطر تشدد على حل الدولتين

أعربت قطر، الثلاثاء، مجدداً عن دعمها لحل الدولتين بعدما كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعوته لنقل فلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، والأردن.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحافي حين سُئل عن تصريحات ترامب: "موقفنا واضح دائماً بشأن ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه، وأن حل الدولتين هو الطريق الوحيد للمضي قدماً". وأضاف "لا نتفق في الكثير من الأمور مع جميع حلفائنا، ليس فقط الولايات المتحدة، ولكننا نعمل معهم عن كثب للتأكد من أننا نصيغ السياسة سويا".

أبرز ما جاء في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية لمستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري ⁦@majedalansari⁩

⁧#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/IcBINbzWtf

— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) January 28, 2025

وتوسطت قطر والولايات المتحدة ومصر، في وقف إطلاق النار في غزة واتفاق الرهائن الذي أوقف أكثر من عام من القتال منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل.

وكرر ترامب، الإثنين، رغبته في نقل سكان غزة إلى دول أخرى، بعدما قال في وقت سابق إنه يريد "تطهير" غزة عبر نقل فلسطينيين إلى مصر والأردن.

وقال الرئيس الأمريكي الصحافيين إنه "يود أن ينقلهم للعيش في منطقة حيث يكون بإمكانهم العيش دون اضطرابات وثورة وعنف".

وقال أنصاري: "نحن منخرطون بشكل كامل مع إدارة ترامب والمبعوث ويتكوف لصياغة السياسة تجاه المنطقة. نتبادل وجهات نظرنا معهم".

وأضاف "لن أعلق على نوع المناقشات التي نجريها معهم الآن، ولكن أود أن أقول إنها مثمرة للغاية. لقد عملنا بشكل وثيق للغاية مع إدارة ترامب حول القضايا الإقليمية ككل، بما في ذلك القضية الفلسطينية".

وأشار الأنصاري إلى أن الاتفاق ينص على استئناف المفاوضات من أجل المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر من دخوله حيز التنفيذ، مؤكداً أن "هناك سعياً قطرياً لتقديم هذا الموعد".

وأضاف "لا زلنا في المرحلة التحضيرية بمعنى أننا نواصل اتصالاتنا مع جميع الأطراف لتهيئة الأجواء لتبدأ المفاوضات كما هو متفق عليه".

حماس ترفض تلميح السلطة إلى إقامة دولة مصغرة في غزة - موقع 24استنكرت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، تصريحات للرئاسة الفلسطينية عن تداول أفكار لإقامة دولة فلسطينية مصغرة.

ولفت المتحدث القطري أيضاً إلى أن حماس ستفرج عن 3 رهائن إسرائيليين قبل يوم الجمعة، وفق تسوية أمكن التوصل إليها مساء الأحد، بعدما اتهمت إسرائيل حماس بـ"انتهاك" التهدئة برفض إطلاق سراح الرهينة أربيل يهود.

 

مقالات مشابهة

  • معهد صهيوني: صورة قاتمة لـ”وضع إسرائيل” في الحرب منذ 7 أكتوبر 
  • رئيس وزراء فلسطين: إعمار غزة يتطلب خروج إسرائيل وتخلي حماس عن الحكم
  • إعلامي أمريكي بالرياض: المملكة ليست التي كنا نقرأ عنها بالأخبار إنها مختلفة تمامًا .. فيديو
  • نيوزيلندا تشترط لتأشيرة الإسرائيليين الكشف عن تفاصيل خدمتهم العسكرية
  • سوريا.. تركيا تستهدف مواقع قسد بمحيط سد تشرين
  • معهد أمريكي: تهديدات صنعاء على “إسرائيل” وأمريكا لن تنتهي بتوقف الحرب في غزة
  • «طرق الشارقة» تنفذ مساراً بطول 250 متراً
  • رداً على إصرار ترامب..قطر تشدد على حل الدولتين
  • إسرائيل تعلن إصابة أكثر من 15 ألف جندي منذ 7 أكتوبر 2023
  • إسرائيل تتحدث عن التسوية التي أدت إلى الإفراج المبكر عن ثلاثة أسرى