مصطفى عبد العظيم (دبي)

أخبار ذات صلة مبادرات الإمارات تستشرف مستقبل «الاستدامة» سياسات الاستدامة.. نجاح إماراتي بلا نظير مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

توقعت الوكالة الدولة للطاقة المتجددة «آيرينا» في تقرير مشترك لها مع منظمة التجارة العالمية، أن يلبي إنتاج الهيدروجين ومشتقاته 14% من الاستهلاك العالمي للطاقة بحلول عام 2050، مؤكدة أن الانتقال إلى الطاقة ذات الانبعاثات المنخفضة يتطلب زيادة سريعة في إنتاج الهيدروجين الأخضر.


وسلط التقرير المشترك الذي تم استعراضه خلال مؤتمر الأطراف «كوب 28»، الضوء على الدور المحوري للتجارة العالمية في تطوير أسواق الهيدروجين الأخضر، والسياسات الرامية إلى توسيع الإنتاج، ودورها أيضاً في توازن العرض والطلب على الهيدروجين الأخضر، حيث قد لا يكون الإنتاج المحلي في بعض الاقتصادات كافياً لتلبية الطلب المحلي. وشدد التقرير على أن توسيع إنتاج الهيدروجين الأخضر يتطلب تطوير سلاسل الإمداد الجديدة، وستكون له آثار على التجارة الدولية للهيدروجين ومشتقاته، وكذلك التجارة في المعدات والخدمات الضرورية على طول سلسلة القيمة.
واستعرض التقرير أهمية خفض الرسوم على المنتجات الرئيسية، وتأسيس بنية تحتية موثوقة، وإعادة هيكلة برامج الدعم الوطنية، وتطوير عمليات الحكومة الخضراء، بما يعزز تطوير سلاسل الإمداد للهيدروجين الأخضر والانتقال إلى اقتصاد ذي انبعاثات منخفضة. 
ووفقاً للتقرير، يُعتبر الهيدروجين الأخضر، الذي يُنتج حصرياً من الطاقة المتجددة، معروفاً عند الجميع كركيزة رئيسية في تسريع تحول الطاقة، وتحديداً في تخليص القطاعات والصناعات كثيفة الانبعاثات والتي لا يمكنها الاعتماد كلية على مصادر الطاقة المتجددة بسهولة، مثل بعض العمليات الصناعية وقطاعات الشحن والطيران.
ويشدد التقرير على ضرورة تحول مشهد الهيدروجين بشكل عاجل، حيث ينتقل الاستخدام الحالي إلى إمداد نظيف بالهيدروجين وتوسيع الإنتاج بأكثر من خمسة أضعاف بحلول عام 2050، مشيراً إلى أن هذه التوسعات ستتطلب زيادة غير مسبوقة لسعة الإنتاج، ويأتي على رأسها الهيدروجين الأخضر الذي يتم إنتاجه عن طريق التحليل الكهربائي للماء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية.
وقال رولاند روش، مدير مركز الابتكار والتكنولوجيا في «آيرينا»: «للوصول إلى عالم خالٍ من الانبعاثات، يجب أن يتغير المشهد الحالي لإنتاج الهيدروجين واستهلاكه بشكل جذري»، متوقعاً أن يكون للتجارة العالمية في الهيدروجين الأخضر ومشتقاته دور حاسم لربط تكلفة الإنتاج المنخفضة والأماكن ذات الطلب العالي.
ويشير التقرير إلى أنه من بين عامي 2009 و2021، تمت مناقشة 37 سياسة وتدبيراً خلال استعراض السياسيات التجارية للدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، تهدف إلى تطوير مشاريع الهيدروجين، والتي كان من أبرزها خريطة طريق دولة الإمارات العربية المتحدة للريادة في مجال الهيدروجين، وهي خطة وطنية شاملة تهدف إلى دعم الصناعات المحلية منخفضة الكربون، والمساهمة في تحقيق الحياد المناخي وتعزيز مكانة الدولة كمصدر للهيدروجين، ومنها كذلك خفض رسوم الاستيراد المؤقتة للأرجنتين على حصة من 6000 مركبة هجينة وكهربائية وتعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية، ورؤية نيوزيلندا للهيدروجين،، وبرامج الدعم لأعضاء مختلفين.
وقال آيك هو ليم، مدير قسم التجارة والبيئة في منظمة التجارة العالمية، خلال إطلاق التقرير ضمن فعاليات يوم التجار في (COP28)، إن التجارة المفتوحة والمتوقعة والمتسقة ستكون مفتاحاً لتعزيز سلاسل قيم الهيدروجين الأخضر.
وعن أهمية المعايير وإجراءات التحقق لبناء سوق هيدروجين مستدامة، أوضح ليم: «تستطيع مبادئ منظمة التجارة العالمية توفير إرشادات مفيدة حول كيفية تطوير معايير دولية حقيقية، وتنظيم التشريعات الوطنية المتماشية مع هذه المعايير».
وتناول التقرير أيضاً التحديات والفرص المتاحة للاقتصادات النامية فيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر ومشتقاته، مثل الميثانول الأخضر والأمونيا الخضراء، مشدداً على أهمية التعاون الدولي وضرورة تنسيق الأطُر التنظيمية لتشجيع تطوير التكنولوجيا وتعزيز الشفافية ونمو السوق.

تكاليف تجارة الهيدروجين
استعرض التقرير تكاليف التجارة، وهي عامل مهم في تحديد جدوى توريد الهيدروجين الأخضر عبر الحدود للاستخدام النهائي، مثل في الصناعة والنقل، مشيراً إلى أن معدل الرسوم الجمركية المطبقة في المتوسط على الهيدروجين يبلغ حوالي 5.3 في المائة في 153 عضواً في منظمة التجارة العالمية، وهو أعلى من الأمونيا (4.4 في المائة) والميثانول (5.0 في المائة)، فيما يفرض بعض أعضاء المنظمة ما بين 5 و10 في المائة على واردات الهيدروجين، في حين يفرض سبعة أعضاء أسعاراً تزيد على 10 في المائة.

الضرائب
لفت التقرير إلى أنه بالإضافة إلى الرسوم الجمركية، قد يكون الهيدروجين والسلع المنتجة معه، مثل الأمونيا أو الحديد المختزل المباشر، عرضة للضرائب بناءً على محتواها الكربوني، فعلى سبيل المثال، في إطار آلية تعديل حدود الكربون للاتحاد الأوروبي (CBAM)، يتعين على المستوردين للهيدروجين والأمونيا والصلب أن يقوموا بالإبلاغ عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن إنتاجهم، وقد يواجهون، ابتداءً من عام 2026، تعديلاً لمواءمة سعر الكربون المدمج مع سعر الكربون في سوق الاتحاد الأوروبي، ما يعني أن الهيدروجين الأخضر والأمونيا أو الحديد المنتج بالهيدروجين الأخضر قد تواجه تكاليف أقل بناءً على محتواها الكربوني.

تقليل التكاليف
أشار التقرير إلى أنه يمكن أن تعزز التجارة المفتوحة في المنتجات عبر سلسلة الإمداد الوصول إلى التكنولوجيا وتقليل التكاليف وتعزيز إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث يمكن في المراحل الأولى من السلسلة، أن تسهم زيادة السلع والخدمات المتعلقة بإنتاج الطاقة المتجددة في تقليل تكاليف الطاقة المستخدمة في إنتاج الهيدروجين الأخضر.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: منظمة التجارة العالمية آيرينا الإمارات الهيدروجين الانبعاثات الكربونية إنتاج الهیدروجین الأخضر منظمة التجارة العالمیة الطاقة المتجددة فی المائة إلى أن

إقرأ أيضاً:

خطوات أرامكو لدعم تحول السعودية لأكبر منتج للهيدروجين عالميًا (تقرير)

مقالات مشابهة “كاس العالم للاندية لكرة اليد”.. موعد مباراة الأهلي وماجديبرج في النصف النهائي 2024

‏32 دقيقة مضت

“فرصة للخريجين”.. تعرف على شروط ومميزات التسجيل في برنامج فخور وزارة الدفاع النسخة الثانية

‏ساعة واحدة مضت

عاجل.. وزارة التعليم السعودية تعلن عن موعد اجازة مطولة للفصل الدراسي الأول والتقويم الدراسي 1446

‏ساعة واحدة مضت

الدول الغنية يمكنها زيادة تمويلات المناخ إلى 5 تريليونات دولار سنويًا (دراسة)

‏ساعتين مضت

واردات الإمارات من الألواح الشمسية الصينية تقفز 75% في 8 أشهر

‏3 ساعات مضت

استثمارات الهيدروجين المطلوبة مناخيًا تتجاوز تريليون دولار حتى 2030 (تقرير)

‏4 ساعات مضت

اقرأ في هذا المقال

السعودية تخطط لأن تكون أكبر منتج للهيدروجين في العالم.أرامكو السعودية تركز على إنتاج الهيدروجين الأزرق في الوقت الحالي.أول شحنة تجارية للأمونيا الزرقاء عالميًا انطلقت من السعودية.أرامكو تدعم استعمال الهيدروجين في الشاحنات الثقيلة.

تنظر شركة أرامكو السعودية، أحد اللاعبين الرئيسين في سوق الطاقة العالمية، إلى وقود الهيدروجين بصفته أحد العوامل التي يمكن أن تغير قواعد اللعبة في مجال تحول الطاقة.

وتعد عملاقة النفط السعودية أحد منتجي النفط الخام الأقل كثافة كربونية في قطاع التنقيب والإنتاج، مع تنفيذ الشركة تقنيات حديثة؛ ومن بينها استخلاص الكربون وتخزينه وإعادة استعماله، وفقًا للرصد الدوري من جانب وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وفي السياق ذاته، تطور الشركة البنية التحتية للهيدروجين في السعودية لدعم طموح المملكة إلى أن تصبح أكبر منتج لذلك الوقود عالميًا، مع التركيز على النوع الأزرق، المنتج من الغاز الطبيعي، باستعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله.

ويشار إلى أن طريقة إعادة تشكيل الغاز الطبيعي عبر نظام يتفاعل فيه مع بخار شديد الحرارة، هي الأكثر شيوعًا في إنتاج الهيدروجين، بصفته عنصرًا كيميائيًا يحتاج إلى فصله عن المركبات المتكونة مع العناصر الأخرى، ومعظمها من الهيدروكربونات.

الهيدروجين في السعودية

عالميًا، قفزت استثمارات الهيدروجين المعلنة حتى عام 2030 إلى 680 مليار دولار حتى مايو/أيار 2024، ارتفاعًا من التقديرات السابقة البالغة 570 مليار دولار بنهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق بيانات مجلس الهيدروجين.

وتعمل أرامكو منذ سنوات على تطوير البنية التحتية لتقنية إنتاج الهيدروجين الأزرق، ومنها بدء تشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين والبخار والكهرباء في مصفاة جازان بتكلفة استثمارية 12 مليار دولار.

منشأة للهيدروجين – الصورة من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة

ومن المقرر -أيضًا- استعمال كميات كبيرة من الغاز المستخرج من حقل الجافورة للغاز غير المصاحب الذي سيبدأ التشغيل في عام 2025، لإنتاج الهيدروجين.

كما تبحث عملاقة النفط السعودية في كيفية استعمال الهيدروجين بوسائل النقل الثقيل بتكلفة تنافسية من خلال تطوير خلايا الوقود الهيدروجينية، لتعزيز القدرة على خفض الانبعاثات في مركبات الصناعات الثقيلة.

وفي شهر يونيو/حزيران 2024، وقّعت أرامكو اتفاقيات مع شركتي جيلي ورينو للاستحواذ على 10% من أسهم شركة متخصصة في أنظمة الدفع الهجينة، التي تجمع بين مزايا كل من خلايا الهيدروجين والبطاريات الكهربائية لتشغيل السيارة.

ويشار إلى أن خلايا الوقود الهيدروجينية تعمل على تزويد السيارة بالطاقة من خلال الجمع بين الهيدروجين والأكسجين، وفي المقابل تخزن البطاريات الطاقةَ الكهربائية لاستعمالها لاحقًا.

تشغيل أسطول من المركبات الهيدروجينية

استطاعت أرامكو السعودية، تشغيل أسطول صغير من المركبات الهيدروجينية الاختبارية، عبارة عن سيارات وحافلات، بعد أن افتتحت أول محطة للتزويد بوقود الهيدروجين بالمملكة عام 2019، في وادي الظهران للتقنية.

أول محطة للتزويد بالهيدروجين في المملكة – الصورة من أرامكو السعودية

وتنفذ -أيضًا- عددًا من المشروعات البحثية والإنتاجية في مجال استعمال الهيدروجين للحد من انبعاثات قطاع الطيران، على اعتبار أن الهيدروجين عنصر أساس في وقود الطائرات المستدام وهو الأداة الرئيسة للحد من الانبعاثات الناجمة عن الرحلات الجوية.

ومن بين خطوات أرامكو السعودية في قطاع الطيران، استثمارها في شركة أوكسي سي يو “OXCCU”، التابعة لجامعة أكسفورد البريطانية، والتي طوّرت عملية تصنيعية من خطوة واحدة لإنتاج وقود “اصطناعي”، عن طريق الجمع بين الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون.

وقررت الشركة البريطانية إنشاء أول معمل تجريبي عالمي في مطار أكسفورد الإقليمي في سبتمبر/أيلول 2024، لإنتاج ذلك الوقود.

أول شحنة عالمية من الأمونيا الزرقاء

نجحت أرامكو السعودية بالشراكة مع شركة سابك وبالتعاون مع معهد اقتصادات الطاقة الياباني في عام 2020 بشحن 40 طنًا من الأمونيا الزرقاء عالية الجودة إلى اليابان، واستُعملت لإنتاج كهرباء منخفضة الانبعاثات الكربونية، وكانت تلك الخطوة تعد الأولى عالميًا.

وكان المشروع المنتج منه الأمونيا الزرقاء دليلًا على أهمية تحويل المواد الهيدروكربونية إلى هيدروجين ثم إلى الأمونيا، وكذلك العمل على استخلاص واستعمال انبعاثات الكربون الناتجة عن ذلك وحقنها في آبار النفط لتحسين الإنتاج أو استعمالها في تصنيع الميثانول.

أول شحنة أمونيا زرقاء صدرتها السعودية – الصورة من أرامكو السعودية

وفي عام 2022، نقلت أرامكو أول شحنة تجارية من الأمونيا الزرقاء عالميًا بكمية بلغت 25 ألف طن إلى كوريا الجنوبية، بالتعاون مع شركة سابك للمغذيات الزراعية.

وتعمل الشركة على استكشاف المزيد من وسائل نقل الهيدروجين الأزرق والأمونيا واستعمالها واعتمادهما، وتخصيص المزيد من الموارد لدراسة عملية تحويل هذه الأمونيا الزرقاء إلى هيدروجين، أو ما يعرف باسم “التكسير العكسي”.

ويأتي ذلك في إطار إنشاء مرافق إنتاج واسعة النطاق للهيدروجين والأمونيا في السعودية، وتتضمن استخلاص الكربون وتخزينه بكميات ضخمة.

ويشار إلى أن نقل الهيدروجين خصوصًا عبر المسافات الطويلة من التحديات التي تواجه وقود المستقبل، إذ يعد غازًا شديد الاشتعال ويتطلب تبريده في درجة حرارة 253 درجة مئوية تحت الصفر لنقله في حالة سائلة.

ويجب الحفاظ على درجة الحرارة تلك طوال مدة النقل، وهو ما يستدعي معه استعمال خزانات مبردة محكمة العزل وتعد باهظة الثمن.

وفي حالة تحويل الهيدروجين إلى أمونيا، تكون أسهل وأكثر أمانًا في النقل وأقل قابلية للاشتعال وتستفيد من البنية التحتية الحالية للإنتاج والإمداد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link ذات صلة

مقالات مشابهة

  • كوريا الجنوبية وسلوفاكيا تبحثان سبل تعزيز الشراكة الإستراتيجية
  • هيدالجو يحقق الفوز في إسبانيا ليقترب من الإمارات
  • معلومات الوزراء يستعرض في تحليل معلوماتي آفاق ديناميكية التجارة وسلاسل الإمداد العالمية
  • خطوات أرامكو لدعم تحول السعودية لأكبر منتج للهيدروجين عالميًا (تقرير)
  • استثمارات الهيدروجين المطلوبة مناخيًا تتجاوز تريليون دولار حتى 2030 (تقرير)
  • أهداف الطاقة المتجددة في أفريقيا تواجه صعوبات رغم مضاعفة الاستثمارات (تقرير)
  • الإمارات تستكمل محادثاتها لتعزيز شراكة اقتصادية مع نيوزيلندا وأستراليا
  • التعليم: برنامج "منافس تطوير القدرات" يعزز المنافسة العالمية لطلاب الثانوية
  • توسعات كبيرة في مشروعات الطاقة المتجددة.. توقيع اتفاقيات لإنتاج الكهرباء باستثمارات 1.9 مليار دولار.. إنشاء أكبر مشروع في مصر وإفريقيا للطاقة الشمسية.. خبراء: استراتيجية متكاملة لإنتاج الهيدروجين
  • معادن الطاقة المتجددة في 5 دول أفريقية تحت سيطرة الصين (تقرير)