الإمارات تقود جولة لوفد من أعضاء مجلس الأمن في رفح
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
وائل بدران (رفح)
قادت دولة الإمارات، أمس، جولة للأعضاء الحاليين والمقبلين في مجلس الأمن، في مدينة رفح ومعبر رفح الحدودي الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، للوقوف على الوضع الإنساني والتحديات التي تواجه نقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع عن كثب.
وهدفت الزيارة إلى إطلاع أعضاء المجلس على المعاناة الشديدة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة وأوضاعهم الإنسانية الصعبة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة.
وشارك في الزيارة وفد من مجلس الأمن الدولي، من بينهم سفراء المملكة المتحدة والصين وروسيا وألبانيا وغانا والإكوادور وموزمبيق وروسيا وسلوفينيا واليابان والجمهورية الكورية وسيراليون وسويسرا، إلى جانب المفوض السامي لشؤون اللاجئين فليبي لارزيني ومنسقة المساعدات الإنسانية الأممية في الأراضي الفلسطينية لين هيستنغس.
وتضمنت الجولة التي واكبتها «الاتحاد»، اجتماعاً لوفد مندوبي مجلس الأمن الدولي، مع محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، والسفير طارق طايل المسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية المصرية، والسفير المصري السابق لدى فلسطين، وزيارة للمصابين الفلسطينيين الذين يخضعون للعلاج في مستشفى العريش المركزي.
كما شملت الجولة زيارة إلى المركز اللوجستي لتعبئة وتحميل شاحنات المساعدات الإغاثية بمدينة العريش، وزيارة معبر رفح الحدودي الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، للاطلاع على شحنات المساعدات المكدسة عند المعبر، والتحديات أمام إيصال المساعدات.
وعلاوة على ذلك، حضر أعضاء مجلس الأمن، بالصفة الوطنية لدولهم، افتتاح محطة لتحلية مياه البحر بتمويل وإدارة إماراتية.
وأكدت معالي السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أهمية الجولة في السماح للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بصفتها الوطنية، على فهم المعاناة والدمار الذي يعانيه سكان قطاع غزة وآمالهم، لاسيما في وقف إطلاق النار، معربة عن الامتنان للجهود الكبيرة التي تقوم بها الأمم المتحدة في تسهيل إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين.
وأعربت السفيرة باسم الوفد عن شكرها للحكومة المصرية على حسن ضيافتها، وترتيب هذه الزيارة خلال فترة وجيزة، وللسماح لها ولمندوبي مجلس الأمن الآخرين بإجراء هذه الزيارة بصفاتهم الوطنية كدول لفهم ليس فقط المعاناة والدمار اللذين يعانيهما سكان قطاع غزة، ولكن أيضاً آمالهم وقوتهم.
وأوضحت أن هذه هي الرسالة التي نستحضرها من خلال الزيارة الوطنية بصفتنا الفردية إلى جمهورية مصر العربية.
كما أعربت عن شكرها لكل الجهود التي بُذلت في نيويورك، وعن الامتنان للمجهود الكبير الذي تبذله الأمم المتحدة على الأرض في مصر وفي فلسطين، معربة عن خالص تعازيها لكافة المدنيين الفلسطينيين وعمال الإغاثة الإنسانية، وكذلك كافة الصحافيين الذين فقدوا أرواحهم، وكثير منهم مع ذويهم، دفاعاً عن المدنيين الفلسطينيين.
ولفتت إلى أن أولئك الذين فقدوا أرواحهم اختاروا بناء الجسور، وتقديم الأمل لمجتمعاتهم، حتى في مواجهة أحلك لحظات اليأس، مشددة على أنه كان ينبغي حمايتهم، لكن ذلك لم يحدث.
وتابعت معالي لانا زكي نسيبة: «نحن هنا لنقول إننا نتضامن مع أسرهم وأصدقائهم وأحبائهم»، مضيفة: «نؤمن بأنهم كانوا يمثلون أفضل ما في قطاع غزة، وكذلك الموظفين الأمميين الذين ظلوا على الأرض لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة».
وشددت على أن «فقدانهم أرواحهم تذكير صارخ بالتضحيات التي قدمها كثيرون، بينما كانوا يحاولون خدمة جميع من حولهم».
وذكرت: «يجب أن لا ننسى إنسانيتهم وتصميمهم على مساعدة الآخرين وسط حالة الرعب العالمي»، موجهة حديثها إلى فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، الذي حضر الجلسة قبيل توجهه إلى قطاع غزة مباشرة وإلى جميع زملائه في الوكالة الأممية.
ووقف أعضاء الوفد والمسؤولون دقيقة صمت على أرواح الموظفين الأمميين والمدنيين الذين فقدوا أرواحهم، في قطاع غزة، كما عقدوا جلسة مغلقة ناقشوا فيها مجريات الأحداث في غزة.
وقالت: نأمل أن تنعكس زيارتنا على فهم أفضل للتحديات التي تواجه فرق العمل الإنسانية من أجل القيام بمهمتكم على الأرض، وأن ننقل هذا الفهم عبر هذه الزيارة الميدانية إلى مفاوضاتنا في مجلس الأمن في نيويورك.
من جانبه، رحب اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، بالوفد الزائر، مؤكداً ضرورة العمل على وقف إطلاق النار، وأعرب عن أسفه للمعاناة التي يعانيها المدنيون جراء هذه الحرب.
وشدد على ضرورة توفير الاحتياجات من مياه الشرب والأدوية والغذاء والدواء، وغيرها من الاحتياجات اللازمة لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة.
وقال، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»: إن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت من الدول الأولى التي قدمت الدعم للأشقاء الفلسطينيين، وتواصل دعمهم على الصعد كافة، لاسيما إرسال المساعدات الضرورية.
وفي هذه الأثناء، وجه السفير طارق طايل، المسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية، والسفير المصري السابق لدى فلسطين، الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة، على تنسيق هذه الزيارة للاطلاع عن كثب على التحديات أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وحذر طايل من أن المعاناة الإنسانية في غزة لا يمكن تحملها، مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أحاط مجلس الأمن، قبل أيام، بانهيار القطاع الصحي، وما لذلك من تداعيات خطيرة، كما أخطر المجلس بالقيود على حرية الحركة، وتعطل الاتصالات، الأمر الذي يجعل من الصعب على الوكالات الأممية من الوصول إلى المحتاجين، موضحاً أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق أعضاء مجلس الأمن الدولي.
وخلال زيارتهم إلى مستشفى العريش، التقى وفد أعضاء مجلس الأمن الدولي بعدد من المصابين الذين يتلقون العلاج، واستمعوا إلى قصصهم والظروف التي تعرضوا لها، كما اطلعوا على الإجراءات العلاجية والجهود التي تقوم بها مصر لعلاجهم.
من جهته، أكد سفير الصين لدى الأمم المتحدة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أهمية الزيارة الميدانية للاطلاع على مجريات الأحداث على الأرض.
وأشاد، خلال زيارة الوفد، إلى مستشفى العريش، بالجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات العربية والسلطات المصرية لمساعدة سكان غزة عبر إيصال المساعدات التي تشكل أهمية كبيرة لمن هم في أمسّ الحاجة لها، موضحاً: ندرك أن المساعدات الإنسانية ليست كافية، بسبب ضعف عبور الشاحنات.
وقال: قد لا نكون قادرين على تغيير الوضع بشكل كامل، لكن لن نستسلم، وسنواصل العمل في مجلس الأمن، مضيفاً: كما قلت من قبل «كفى»، ولابد من وقف إطلاق النار. وذكر: «نواصل العمل من أجل إرساء السلام، وهو أمر ليس سهل، لكن لابد من العمل سوياً».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات فلسطين إسرائيل غزة مجلس الأمن الدولي معبر رفح المساعدات الإنسانیة مجلس الأمن الدولی أعضاء مجلس الأمن الأمم المتحدة فی مجلس الأمن هذه الزیارة على الأرض قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: إسرائيل منعت ثلثي المساعدات الإنسانية في غزة
سرايا - أفاد متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن القوات "الإسرائيلية" منعت ثلثي عمليات المساعدات الإنسانية المختلفة البالغ عددها 129 والمخطط لها من أجل غزة الأسبوع الماضي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي يومي عقده دوجاريك، الجمعة.
وأشار دوجاريك، إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة يحتاج إلى ظروف إيواء مناسبة لحمايته من المطر والبرد مع اقتراب فصل الشتاء.
وأوضح أن الأمم المتحدة وشركاؤها يحاولون إيصال الخيام بسرعة إلى القطاع.
ولفت دوجاريك، إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين، وسرعة تزايد احتياجاتهم، مع العجز عن تلبيتها بسهولة، لا سيما بسبب الحصار الإسرائيلي في شمال غزة.
وأضاف أن "القوات الإسرائيلية لم تسمح إلا بثلث العمليات الإنسانية الـ129 المخطط لها لغزة الأسبوع الماضي".
وذكر أن العمليات الأخرى مُنعت لأسباب "أمنية ولوجستية".
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 148 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل "إسرائيل" مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1619
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-11-2024 11:18 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...