مها بركات لـ«الاتحاد»: الإمارات أرسلت 11 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى غزة
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
وائل بدران (رفح)
أخبار ذات صلةكشفت الدكتورة مها بركات، مساعد وزير الخارجية للشؤون الطبية وعلوم الحياة، أمس، عن أن دولة الإمارات أرسلت أكثر من 11 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، من بينها مواد غذائية ومياه وإمدادات طبية أساسية، مشيرة إلى مواصلة الدولة جهودها الإغاثية والتي تضمنت أيضاً افتتاح محطة تحلية مياه البحر لتوفير المياه النظيفة إلى 300 ألف شخص من سكان القطاع.
وأوضحت الدكتورة مها بركات، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، على متن طائرة نقلت عدداً من أطفال غزة للعلاج في مستشفيات أبوظبي، أنه في إطار المبادرات الإنسانية لدولة الإمارات، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عن معالجة ألف طفل من قطاع غزة، إضافة إلى 1000 مريض بالسرطان، منوّهة بأن هذه هي الرحلة الخامسة التي تنقل أطفالاً للعلاج في الدولة.
وقالت بركات: «يسرنا أننا نجحنا في إجلاء الطفلة قمر والطفل محمد، من بين آخرين، بعد أن قطعوا طريقاً طويلاً، حيث تعرضوا للإصابة»، مضيفة: «نشعر بالآلام التي عانوا منها للوصول إلى الحدود، للخروج من منطقة الحرب قبل الوصول إلى مصر، ومن ثم وصولهم على متن الطائرة إلى دولة الإمارات». وتابعت: «يسرنا أنهم تمكنوا من ذلك».
وأكدت مساعد وزير الخارجية للشؤون الطبية وعلوم الحياة أن المستشفيات في أبوظبي متأهبة على قدم وساق للعناية بهم، وتقديم أفضل رعاية ممكنة لهم لتتحسن صحتهم، ويتمكنوا من استجماع قواهم، والتمكن من مساعدتهم على تجاوز الآلام والتعافي.
وعددت الدكتورة مها بركات المبادرات الأخرى، منها على سبيل المثال المستشفى الميداني الذي فتح أبوابه في غزة، والذي يضم 150 سريراً، لتقديم مختلف أنواع العلاج للمرضى، بما في ذلك عمليات جراحية معقدة.
وأشارت إلى قصص المصابين الذين يعانون حروقاً وكسوراً وإصابات، وكثير منهم خضعوا لعمليات بتر للأطراف، فيما يواصل الفريق الطبي في المستشفى الميداني أقصى ما يستطيع لمساعدتهم.
تخفيف المعاناة
أفادت الدكتورة مها بركات بأن من بين المبادرات الأخرى إرسال مساعدات إنسانية إلى المنطقة، فقد أرسلت الإمارات أكثر من 11 ألف طن من المساعدات، تتضمن أغذية ومياهاً وإمدادات طبية ضرورية، مضيفة: «أحدث المساعدات الإماراتية للقطاع هي محطات تحلية المياه لتوفير المياه النظيفة لنحو 300 ألف شخص يومياً في القطاع».
وأكدت في ختام حوارها مع «الاتحاد»، أهمية المبادرات كافة، معربة عن أملها في أن تسهم جميعها في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مها بركات فلسطين إسرائيل غزة الإمارات
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. رؤية شاملة لإنهاء الأزمة السودانية
أبوظبي (الاتحاد)
أوضح خبراء ومحللون أن دولة الإمارات تؤدي دوراً حيوياً ضمن الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب الدائرة في السودان، مشيرين إلى أن التحركات الإماراتية تعكس رؤية شاملة لإنهاء الأزمة الإنسانية، وضمان وحدة السودان واستقراره، وذلك بالتنسيق الكامل مع منظمات المجتمع الدولي، وعلى رأسها الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة.
وشدد الخبراء والمحللون، في تصريحات لـ «الاتحاد»، على أهمية الدعم غير المحدود الذي تقدمه الإمارات للحلول السياسية التي تعكس إرادة الشعب السوداني، مستنكرين الادعاءات الباطلة والحملات الإعلامية التي تقودها القوات المسلحة السودانية لتشويه الدور الإنساني والدبلوماسي للدولة.
وأشاروا إلى أن الواقع يكشف عن تعنت واضح من جانب حكومة «بورتسودان» التابعة للقوات المسلحة السودانية، ورفضها لكل مبادرات السلام المطروحة، بما فيها مبادرات ترعاها أطراف دولية موثوقة.
جهود إماراتية
وفي الوقت الذي تتواصل فيه جهود الوساطة الدولية لإحياء مسارات السلام في السودان، والتي تعثرت في أكثر من مناسبة نتيجة غياب الإرادة السياسية من بعض الأطراف، تبرز الإمارات كواحدة من الدول المحورية التي جمعت بين الدعم الإنساني الفعال، والتحرك الدبلوماسي المستمر، والدعوة الدائمة للحوار.
وكانت الإمارات من أوائل الدول التي دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار منذ اندلاع المواجهات، في أبريل 2023، وقدمت مساعدات غذائية وطبية عاجلة إلى عدة مناطق متضررة.
ويرى مراقبون، أن الفرصة لا تزال قائمة للوصول إلى تسوية سياسية، شرط أن تتخلى الأطراف المتصارعة عن منطق الحسم العسكري، وأن تنفتح على مقترحات الحل السياسي التي تدعمها القوى الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الإمارات التي لم تتوان عن تقديم كل دعم ممكن للسودانيين، بعيداً عن الأضواء أو المصالح الآنية.
تزييف الحقائق
واعتبر المحلل السياسي الكويتي، خالد العجمي، أن الادعاءات الباطلة التي تروجها القوات المسلحة السودانية ضد الإمارات تمثل محاولة لتزييف الحقائق والهروب من المسؤولية، مؤكداً أن الدولة لم تكن في يوم طرفاً في الأزمة السودانية، بل سعت، ولا تزال، إلى دفع أطراف النزاع نحو حل سياسي شامل يوقف الحرب، وينهي معاناة المدنيين.
وأوضح العجمي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه بمتابعة جهود الإمارات، نجد أنها ركزت على ثلاثة مسارات متوازية، الأول إنساني، يتمثل في دعم مراكز الإيواء والمساعدات الغذائية والطبية للسودانيين، سواء داخل السودان أو في دول الجوار، والثاني دبلوماسي، من خلال التنسيق مع أطراف دولية، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، والثالث استراتيجي، يقوم على الحفاظ على وحدة السودان، ومنع تفككه أو تحوله إلى بؤرة صراع مزمن.
وأشار إلى أن محاولة تصوير الإمارات كطرف منحاز في الأزمة تهدف إلى تخريب فرص السلام، مؤكداً أن المجتمع الدولي يدرك جيداً طبيعة الأجندات التي تتحرك خلف هذه الاتهامات، ويعرف من يعرقل مسارات الحوار، ومن يقدم مبادرات واقعية لحل الأزمة.
التزام أخلاقي
من جانبه، قال الدكتور عماد الدين حسين بحر الدين، الباحث في الدراسات الاستراتيجية، إن موقف الإمارات ينطلق من التزام أخلاقي وإنساني، وهو امتداد لنهجها المعروف في دعم استقرار الدول العربية.
وأوضح حسين لـ «الاتحاد»، أن الإمارات لم تتدخل في الشأن السوداني لصالح طرف ضد آخر، بل تحركت ضمن مظلة دولية، وبشراكة مع قوى إقليمية ودولية لإيجاد مخرج سياسي يضع حداً للحرب التي قضت على أرواح آلاف السودانيين، وشردت الملايين، ودمرت البنية التحتية، ومزقت النسيج الاجتماعي.
وأشار إلى أن الحل في السودان لن يأتي من خلال التصعيد، بل من خلال العودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكداً أن وحدة السودان أكبر من أي حسابات فئوية أو شخصية، موضحاً أن من يرفض الحلول السياسية، ويتهرب من التفاوض، لا يريد للسلام أن يتحقق، لأنه يعتبر استمرار الحرب ضماناً للنفوذ.
ودعا حسين إلى التركيز على هدف واحد فقط، وهو إنقاذ السودان من الانهيار الشامل، عبر دعم كل مبادرة صادقة تسعى للسلام، والتعامل بمسؤولية مع الواقع المعقد الذي تعيشه البلاد.