هالة الخياط (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة سفيرة «التحالف الأوروبي للمناخ» لـ«الاتحاد»: إنجازات كبيرة في «COP28» ندوة بالتعاون بين «تريندز» و«مركز الاتحاد للأخبار».. مستقبل التمويل المناخي على ضوء مخرجات «كوب 28» مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

شهدت فعاليات مؤتمر الأطراف «COP28» توقيع هيئة البيئة في أبوظبي عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع عدد من الشركاء المحليين والعالميين في مجال التعليم البيئي والبحث العلمي، بالإضافة إلى تعزيز دور الهيئة في مجال مراقبة البيئة واستخدام أحدث التقنيات المبتكرة.

 
وأوضحت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، أمين عام هيئة البيئة، في حوار مع «الاتحاد»، على هامش اختتام فعاليات COP28، أن الهيئة شاركت بأكثر من 50 فعالية على مدار أيام انعقاد المؤتمر، خلالها تم تسليط الضوء على جهود الهيئة وإنجازاتها في مجال المحافظة على جودة المياه والهواء والتنوع البيولوجي والمحميات، بالإضافة إلى الإعلان عن العديد من المبادرات ذات العلاقة بالأعشاب البحرية والقرم مع الجهات المحلية والعالمية. 
وقالت الظاهري: «لعبت هيئة البيئة في أبوظبي دوراً محورياً في فريق مفاوضي دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال مشاركة عدد من خبرائها في مجال التغير المناخي في المناقشات والمفاوضات الرئيسية المرتبطة بالعمل المناخي في المؤتمر. وتعد هذه فرصة لتبادل الخبرات ووجهات النظر مع المفاوضين من جميع أنحاء العالم لتحقيق مهمة مؤتمر الأطراف COP28، حيث إن المؤتمر يعتبر منصة فعالة لاتخاذ القرارات الرئيسية المتعلقة بتغير المناخ».
كما استضافت الهيئة فعاليات مخصصة لتسليط الضوء على برامجها الموجهة للشباب، حيث شارك مجلس شباب الهيئة بالعديد من الفعاليات خلال المؤتمر، وعمل مع مختلف الشركاء في مؤتمر الأطراف COP28، بما في ذلك المؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والشركات، لتعزيز التعاون والمشاركة في إجراء معالجة شاملة للتحديات متعددة الأوجه التي يفرضها تغير المناخ، والمساهمة في المجالات والمواضيع المختلفة التي تناقش في المؤتمر، مع التركيز على التكيف مع المناخ وحلول الطاقة المستدامة.
وبينت الظاهري أن الهيئة من خلال مشاركتها عرضت أبرز مشاريعها ومنها مشروع قياس انبعاثات المركبات عن بُعد على طرق أبوظبي، باستخدام أحدث التقنيات المبتكرة، والذي كشف عن نتائج مهمة وسيشكل أساساً للخطط المستقبلية لجودة الهواء في أبوظبي. كما عرضت مجموعتها من تطبيقات الهاتف المحمول، بالإضافة إلى منصة «ناها» التي تم إطلاقها حديثاً، والتي تعد تتويجاً لجميع مبادرات التوعية الرئيسية التي أطلقتها هيئة البيئة – أبوظبي، وتوفر مجموعة من الأدوات والموارد لتمكين الأفراد من تبني تغييرات في نمط الحياة لتكون صديقة للبيئة.
وقالت الظاهري: «تركزت مناقشاتنا على بناء الشراكات محلياً وعالمياً لدعم جهودنا في تنفيذ استراتيجية التغير المناخي لإمارة أبوظبي التي أطلقناها هذا العام، حيث إنها تمثل إطار عمل رؤيتنا لكيفية التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه - وهي واحدة من أهم إنجازاتنا التي تتوافق مع مسار المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050».  
وخلال COP28، سلطت الهيئة الضوء على المبادرات الريادية العالمية وأبرزها مبادرة القرم أبوظبي، التي تهدف إلى توفير منصة لتطوير حلول مبتكرة لزراعة أشجار القرم، والمساهمة في تخفيف آثار التغير المناخي والتوعية بأهميتها وضرورة المحافظة عليها، حيث تلعب أشجار القرم دوراً هاماً في احتجاز الكربون، وتعتبر من الحلول القائمة على الطبيعة لمواجهة تحدي تغير المناخ.
وفي هذا الإطار، أوضحت الظاهري أن جهود الإمارة في إعادة تأهيل أشجار القرم بدأت منذ ستينيات القرن الماضي بجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من خلال التوسع بزراعة أشجار القرم، واستمرت هذه الجهود لتصل مساحة أشجار القرم حالياً إلى 176 كيلو متراً مربعاً، بما يشمل الأشجار الطبيعية والمزروعة. وتحتضن إمارة أبوظبي حالياً 90% من مساحة أشجار القرم في الدولة.
ولفتت الظاهري إلى أن استخدام التقنيات الحديثة في زراعة أشجار القرم، كالطائرات من دون طيار، ساهمت في توفير التكلفة بأكثر من 80%، علماً أن الهيئة خلال الـ15 عاماً الماضية تمكنت من زراعة أكثر من 20 مليون شجرة قرم. 
كما تعتبر مبادرة القرم -أبوظبي الشريك العلمي للمبادرة الدولية التي أطلقتها الدولة «تحالف القرم من أجل المناخ»، والتي من خلالها يتم العمل على توحيد الجهود الدولية لصون أشجار القرم، وبناء القدرات وتعزيز الأبحاث، كما سيتم من خلالها نقل الخبرات والإمكانيات إلى دول أخرى على مستوى العالم. 
وفي إطار المبادرات التي شهدتها قمة COP28، أفادت الظاهري أن الهيئة لعبت دوراً ريادياً في تأسيس مبادرة تنمية الأعشاب البحرية، بالتعاون مع كل من وزارة التغير المناخي والبيئة، وأمانة اتفاقية الأنواع المهاجرة التي تستضيف الهيئة مكتبها منذ 15 سنة.
وستعمل المبادرة على تعزيز أطر التعاون مع كافة الأطراف للمحافظة على 150 ألف كم للأعشاب البحرية على مستوى العالم.
وعن الأهمية البيئية للأعشاب البحرية، أوضحت الظاهري أن الأعشاب البحرية في أبوظبي تخزن 52 طناً من الكربون لكل هكتار، وتساهم بما يعادل 15 مليون طن من الكربون الأزرق المخزن، ومساحة الأعشاب البحرية في أبوظبي تقدر بـ2922 كيلو متراً مربعاً.
وتعمل نظم الأعشاب البحرية على دعم مجموعات أبقار البحر والتي تحتضن إمارة أبوظبي ثاني تجمع لها حول العالم، بالإضافة إلى الحفاظ على السلاحف البحرية، حيث تحتضن الإمارة أكثر من 6 آلاف سلحفاة بحرية، وستعمل المبادرة على دعم المبادرات المبتكرة والتي تقدم حلولاً لإعادة تأهيل الأعشاب البحرية للتخفيف من آثار التغير المناخي.
وعن استضافة الدولة لـCOP28، أشارت الظاهري إلى أن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لـCOP28 تعتبر محطة مهمة في مسيرة الريادة التي بدأتها منذ عقود في مجال التغير المناخي وحماية البيئة، والذي يعكس إيمانها بأهمية التعاون وخلق الشراكات على المستوى العالمي، وسعيها الجاد لإيجاد حلول عملية وخطة عمل فعالة لمواجهة تحدياته والدفع قدماً بالجهود الدولية للتصدي لتداعيات تغير المناخ.
وأشادت بما شهده المؤتمر من إنجازات، وأبرزها اعتماد تفعيل صندوق الخسائر والأضرار الذي يعد من أهم الإنجازات التي حققها المؤتمر في يوم افتتاحه والذي تم الترحيب به باعتباره أداة رئيسية لتحقيق العدالة المناخية. كما تميز المؤتمر بالتزام العديد من الدول وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة بتخصيص مبالغ مالية غير مسبوقة لتمويل العمل المناخي من خلال صناديق وأطر عالمية عدة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: هيئة البيئة في أبوظبي شيخة الظاهري هيئة البيئة كوب 28 الأعشاب البحریة التغیر المناخی مؤتمر الأطراف بالإضافة إلى هیئة البیئة تغیر المناخ أشجار القرم أن الهیئة فی أبوظبی فی مجال من خلال

إقرأ أيضاً:

يشهد توقيع مذكرة تفاهم بينها وبين الإمارة.. أمير القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله

استقبل صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، في مكتبه اليوم، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية المهندس محمد الشعلان.
وجرى خلال اللقاء استعراض جهود الهيئة في تطوير المحمية، وتعزيز دورها في المحافظة على البيئة وتنمية الموارد الطبيعية.
وشهد سموه توقيع مذكرة تفاهم بين إمارة منطقة القصيم وهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية بهدف تعزيز التعاون المشترك لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، ودعم الجهود البيئية التي تسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق رؤية المملكة 2030.
وأكد الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أن هذه الشراكة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التنمية البيئية في منطقة القصيم، مشيرًا إلى أن حماية البيئة وتنمية المحميات تعد جزءًا أساسيًا من رؤية المملكة الطموحة، وإلى أن توقيع هذه المذكرة ستسهم في تكامل الجهود بين الجهات ذات العلاقة لضمان استدامة الموارد الطبيعية، وتنمية المنطقة، وتعزيز السياحة البيئية، وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار السياحي، بما يخدم مواطنيها وزوارها.
من جانبه، أعرب المهندس محمد الشعلان عن شكره لسمو أمير منطقة القصيم على دعمه المستمر لجهود الهيئة، مؤكدًا حرص الهيئة على تحقيق مستهدفات المذكرة، وتحقيق أهدافها بما يعود بالنفع على المنطقة.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة يشهد توقيع اتفاقية للارتقاء بمعايير الرقابة على تداول الغذاء
  • الأمير سعود بن نهار يطلق مبادرات “طائف المستقبل” ويشهد توقيع عدد من الاتفاقيات
  • السياني يتفقد سير العمل في الهيئة العامة للشؤون البحرية
  • وزير الشئون النيابية: هناك تحديث للمنظومة البحرية يشهد بها القاصي والداني
  • أمير الحدود الشمالية يشهد توقيع اتفاقية لتعزيز التعاون الرياضي في مجال اليوغا
  • مدبولي يتابع موقف المُشروعات التي تنفذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة
  • طقس الغردقة يشهد رياحا وأتربة.. وترحيب بقرار توقف الرحلات البحرية
  • أمير القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله ويشهد توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة والإمارة
  • يشهد توقيع مذكرة تفاهم بينها وبين الإمارة.. أمير القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله
  • أبوظبي أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تطبِّق «إطار الشفافية المعزّز» محلياً وفق اتفاقية باريس للتغير المناخي