يحظرها القانون الدولي الإنساني.. تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية يبعث رسالة خاطئة للعالم
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
في عام 2008 وقع عدد من الدول اتفاقية الذخائر العنقودية التي حظرت امتلاك واستخدام هذه الأسلحة، وباتت الاتفاقية جزءا مهما من القانون الدولي الإنساني الذي يحظر استخدام هذه الأسلحة ويركز على احتياجات المدنيين. لذلك فإن إعلان الولايات المتحدة قبل أيام من قمة الناتو في فيلنيوس بأنها سوف تزود أوكرانيا بذخائر عنقودية يبعث رسالة خاطئة للعالم على نطاق واسع، لا سيما بالنسبة للدول التي لم تنضم بعد للاتفاقية.
وحتى الآن يبلغ عدد الدول أطراف الاتفاقية 111، وهناك 12 دولة موقعة عليها. وهي تحظر استخدام الذخائر العنقودية ونقلها وتخزينها. وتتطلب من الدول التي انضمت إليها تدمير مخزوناتها من هذه الأسلحة، وتطهير المناطق الملوثة بذخائر صغيرة لم تنفجر وتقديم المساعدات للضحايا.
لكن الولايات المتحدة وأوكرانيا لم توقعا على الاتفاقية حتى الآن، وكذلك الصين والهند، في حين أن بعض الدول الأوروبية انضمت للاتفاقية، من ضمنها دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا.
وتقول الدكتورة "باتريشيا لويس" مديرة برنامج الأمن الدولي بالمعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني "تشاتام هاوس"، وراشمسين ساجو مديرة برنامج القانون الدولي بالمعهد إنه رغم إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها تلقت تأكيدات من أوكرانيا بأنه لن يتم استخدام الذخائر في المناطق المأهولة بالمدنيين، وأن أوكرانيا سوف تحتفظ بتسجيلات وخرائط تتعلق بأماكن استخدامها، وأنها سوف تقوم بعملية تطهير بعد الحرب، هناك مخاوف إنسانية كبيرة بالنسبة لاستخدام القنابل العنقودية، كما أنه يبعث رسالة خاطئة للعالم بالنسبة للدول التي لم تنضم بعد للاتفاقية.
وحتى الآن لم تقم أي دولة من دول الناتو بتزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية، وقد نفت تركيا وأوكرانيا تقارير تفيد بأن أنقرة فعلت ذلك، رغم أن روسيا استخدمتها طوال حربها ضد أوكرانيا، كما استخدمت الأخيرة مخزونها من العهد السوفياتي من القنابل العنقودية، بحسب الباحثتين لويس وساجو.
مخاطر القنابل العنقودية
توضح الباحثتان لويس وساجو في تقريرهما أن كل قنبلة عنقودية يمكن أن تنشر عشرات أو مئات الذخائر الصغيرة على مساحة واسعة النطاق. وأحيانا لا تنفجر هذه الذخائر الصغيرة على الفور -وهو ما يطلق عليه معدل الفشل- وتترك في البيئة، وغالبا ما تغوص في الأرض أو المياه.
وفي الحروب الأخيرة، ظلت معدلات الفشل مرتفعة وتراوحت ما بين 10% إلى 40%، رغم أنها كانت أقل كثيرا في مرحلة الاختبار.
وكانت تداعيات هذه الذخائر الصغيرة التي لم تنفجر مماثلة للاستخدام الطويل المدى للألغام المضادة للأفراد وأسوأ منها في بعض الحالات.
وتبقى هذه الذخائر سنوات وحتى عقودا بعد الاستخدام، وغالبا ما يلتقطها الأطفال الذين يعتقدون أنها لعبا وعند انفجارها يشوهون أو يقتلون، والنتيجة واحدة سواء كان من أطلق هذه الذخائر عدوا أو من جانبهم.
كما أن استخدام هذه الأسلحة ينتهك القانون الإنساني الدولي، أي مبدأ التمييز (الحاجة في أي صراع مسلح للتمييز بين المقاتلين والمدنيين، وبين الأغراض العسكرية والمدنية).
كما أن المخاوف تتعلق بانتهاك مبدأ التناسب والقاعدة المضادة للهجمات العشوائية.
مبررات القرار الأميركي
في المقابل، يرى مؤيدو قرار الولايات المتحدة أن عدد الذخائر العنقودية الأميركية التي لن تنفجر أقل كثيرا عن عدد الذخائر والألغام الأرضية التي لم تنفجر بالفعل في أوكرانيا.
كما يقولون إن عدد المدنيين الأوكرانيين الذين سيقتلون سيكون أكثر كثيرا إذا لم تواصل أوكرانيا هجومها المضاد، وإن أوكرانيا سوف تخسر الحرب إذا لم تتزود بالذخائر الملائمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه الأسلحة هذه الذخائر التی لم
إقرأ أيضاً:
ما المحافظات السورية الأكثر تلوثا بالألغام والقنابل العنقودية؟
أصيب 5 أطفال بجروح وصفت بالخطيرة في انفجار لغم أرضي اليوم الأربعاء على أطراف قرية البوغاز في ريف حلب الشرقي، في وقت أحصت فيه الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 45 مدنيا نتيجة انفجار ألغام مضادة للأفراد في سوريا خلال الشهر الماضي.
وكان نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بدأ نهاية عام 2011 بزراعة الألغام على طول الشريط الحدودي مع لبنان وتركيا من دون أن يترافق ذلك مع تحذيرات ملائمة لحماية المدنيين، وفق تقرير بثته الجزيرة.
ومع اندلاع الحراك الشعبي، زاد النظام المخلوع -حسب الشبكة السورية- في استخدام الألغام المضادة للأفراد، ثم أدخل سلاحا فتاكا جديدا هو القنابل العنقودية.
وتتبعت الشبكة السورية على مدار السنوات الماضية ضحايا ومصابي انفجارات الألغام والذخائر العنقودية، وطابقت قاعدة بياناتها مع المعطيات الميدانية لمناطق القتال، في محاولة لرسم خريطة تقريبية عرضتها الجزيرة للمناطق الملوثة في محافظات البلاد.
خريطة الألغام في سوريا (الجزيرة)ووفق خريطة الجزيرة، برزت محافظات ملوثة بنسب أعلى من غيرها بالذخائر العنقودية والألغام، مثل حلب وإدلب وحماة وحمص والرقة ودير الزور والحسكة، وبدرجة أقل دمشق ودرعا والسويداء.
إعلانووثقت الشبكة مقتل ما لا يقل عن 3521 مدنيا، بينهم 931 طفلا، بسبب انفجار الألغام الأرضية منخفضة التكلفة من حيث التصنيع بين عامي 2011 و2024، إضافة إلى إصابة أكثر من 10 آلاف سوري.
وكان مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح قال للجزيرة إن طواقم الدفاع المدني تواجه تحديات كثيرة بعد سقوط نظام بشار الأسد، أبرزها وجود عدد كبير من المقابر الجماعية وكمية الألغام ومخلفات الحرب.
وأكد الصالح أن كمية انتشار الألغام ومخلفات الحرب في كثير من المناطق تعوق حركة فرق الدفاع المدني، وتعوق أيضا عودة المواطنين والنازحين إلى منازلهم، إضافة إلى إعاقة إصلاح شبكات المياه والكهرباء.
وشدد على ضرورة وجود فرق متخصصة في نزع الألغام وزيادة عدد العاملين في هذا المجال وتدريبهم بسبب انتشار الألغام ومخلفات الحرب على مساحة شاسعة في سوريا.