صحيفة فرنسية تفضح كذب الاحتلال الإسرائيلي وتكشف لماذا يمارس الكذب ..تفاصيل
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
كشف تحقيق لصحيفة ليبراسيون الفرنسية عن حملة تضليل كبرى قادها الاحتلال الإسرائيلي منذ الـ7 من أكتوبر الماضي استهدف من ورائها حشد الرأي العام الدولي لعملياته العسكرية التي يشنها حتى اليوم.
والتقرير المعنون بـ”إسرائيل 7 أكتوبر: مجزرة وغموض” من إنجاز الصحفيين سيدريك ماثيوت وفلوريان غوتيير وجاك بيزيت. وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن تقريرها يأتي في سياق التحقق من الادعاءات الإسرائيلية حول الأحداث المتعلقة بهجوم المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أن روايات الكيان تجانب الحقيقة وتحمل أهوالا مزعومة.
وأشارت ليبراسيون إلى أن الادعاءات تم تداولها على نطاق واسع ومن قبل القادة الإسرائيليين من أجل الحصول على الدعم الدولي لحربهم الانتقامية على قطاع غزة المحاصر، مؤكدة أنه لا يوجد قطع رؤوس ووضع أطفال في أفران أو بقر بطون حوامل أو تقييد أيادي أطفال خلف ظهورهم.
وأكّد التحقيق أن القصص التي نقلها الكيان لم تحدث وهي مجرد روايات لا تستند إلى حقائق تم تدعيمها بشهادات كاذبة، ضاربة مثال تقرير إساءة معاملة الأطفال واستهدافهم. وقالت الصحيفة إن التحقيقات أثبتت مقتل طفل واحد في وقت تحدثت فيه مصادر الكيان عن 40 قتيلا، كما أثبتت تعليقات الصحفيين الإسرائيليين بطلان رواية مقتل طفل آخر في فرن.
التثبت من الأخبار تقول الصحيفة الفرنسية إنّه على مدى شهرين من التدقيق، تبيّنت CheckNews أنّ العديد من القصص والشهادات غير المؤكدة أو غير المتماسكة لم تحدث لكن الاحتلال روّج لها بقوة سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي.
وذكّرت ليبراسيون بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزارة الخارجية تبنيا الأكاذيب في لقاءات دبلوماسية على أعلى مستوى من أجل حشد الرأي العام الدولي، معتبرة أن الحديث عن مجازر ليس سوى دعاية للحرب.
وفي معرض تفصيلها للأكاذيب الإسرائيلية، أوضح التقرير أنه يوم الثلاثاء 10 أكتوبر، نقلت مراسلة i24News الناطقة باللغة الإنجليزية نيكول زيديك، خلال زيارة كيبوتس كفار عزة، عن قائد عسكري قوله: “ما لا يقل عن 40 طفلا قد قتلوا وبعضهم قطعت رؤوسهم.”
وأضاف التحقيق أن الاحتلال الإسرائيلي كثّف من هذه الدعاية إعلاميا ورسميا (وزارة الخارجية)، مؤكدا أنّها رواية غير حقيقية ولا تمت للواقع بأي صلة خاصة أن الإحصاءات لم تدرج هذه الأرقام.
وقالت الصحيفة الفرنسية إن البحث المنهجي القائم على مقارنة المعطيات التي تنشرها الأجهزة الرسمية والمنظمات والبلاغات، أكّد أن رواية المحتل زيف هدفه الدعاية، مضيفة أن الأرقام المنشورة حتى 5 ديسمبر تؤكد أنه لم يتم التعرف على هوية عشرة مدنيين من أصل 686.
ونقلت ليبراسيون عن صحفي بـ”هآرتس” قوله إنه من غير المرجح للغاية أن يظل وجود ضحايا صغار آخرين غير معروف بعد شهرين من الأحداث.
ويوضح التقرير أن طفلا واحدا (ميلا كوهين) كان من بين القتلى في 7 أكتوبر في الكيبوتس على عكس ما تم نقله على نطاق واسع.
كذبة قتل 40 طفلا وقطع الرؤوس وتؤكد الصحيفة أنه في ضوء هذه المعلومات، تبدو العديد من البيانات التي أعقبت أحداث 7 أكتوبر – بالإضافة إلى كذبة 40 طفلا – غير دقيقة أو كاذبة، مضيفة: “يمكن تفسير البعض بالفوضى التي أعقبت الأحداث لكن يبدو أن البعض الآخر اختراعات خالصة، ولا يرتبط أي شيء تقريبا بالحقائق المثبتة”.
وأشارت ليبراسيون إلى أن معظم التصريحات الكاذبة وأغلبها من مصادر عسكرية تركزت حول الأطفال الرضع أو الأطفال الصغار ، مذكرة بتصريحات العقيد جولان فاخ قائد وحدة الإنقاذ التابعة للقوات الإسرائيلية حين استقباله وفدا برلمانيا فرنسيا.
وقال فاخ خلال زيارة كفار عزة: “نقلت بنفسي جثث الأطفال الذين قطعت رؤوسهم”. وأوردت الصحيفة الفرنسية تصريحا كاذبا آخر تناقلته مصادر تابعة للاحتلال جاء على لسان اللفتنانت كولونيل المتقاعد يارون بوسكيلا قال فيه: “حتى أنني نادم على مقابلة الحاخام.
كانت أوصافه للأشياء التي رآها صادمة للغاية، لدرجة أنني تقيأت للتو.” وفق بوسكيلا، رأى الحاخام “أطفالا شنقوا على التوالي على حبل الغسيل بحمالات صدر أمهاتهم”.
وتقول ليبراسيون إن يارون بوسكيلا هو جزء من منتدى الأمن الإسرائيلي (IDSF)، وهي منظمة أسسها جنرالات الجيش المتقاعدون، والتي تضغط (خاصة على الصعيد الدولي) للدفاع عن فكرة أن السلام الإسرائيلي لا يمكن تحقيقه إلا بالقوة.
وتؤكد ليبراسيون أن الغرض الرسمي من الهيكل، هو “تشكيل الرواية المتعلقة باحتياجات الأمن القومي لإسرائيل والتأثير فيها”.
وتتبع تحقيق الصحيفة الفرنسية هذه الرواية واكتشف أنه في 28 نوفمبر، أجرى يارون بوسكيلا مقابلة جديدة مع الصحفي يشاي كوهين، من موقع كيكار هاشابات الإخباري وروى قصته هي نفسها، مع الاختلاف الذي يدعي هذه المرة أنه رأى بعينيه “الأطفال، الذين شنقوا من حبل الغسيل”.
وتؤكد ليبراسيون أنه سرعان ما تم إخطار يشاي كوهين على الشبكات الاجتماعية بتناقضات الشهادة، بسبب عدم وجود أطفال متوفين في كفار أزا، ليقوم بحذف المنشور.
وأشار تحقيق ليبراسيون إلى أن الاحتلال الإسرائيلي روج لقصص أخرى غير متسقة مع الواقع مثل التي روتها منظمة زكا على لسان رئيسها في المنطقة الجنوبية يوسي لانداو الذي قال في شهادة إنه “اكتشف جثث عشرين طفلا محروقا في بيري وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، وتم إطلاق النار عليهم وحرقهم، في كومة”.
وتقول الصحيفة إن الرواية كاذبة لا أساس لها من الصحة وإن بنيامين نتنياهو تعمد نقلها في محادثة هاتفية جمعته برئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن.
وأشارت ليبراسيون إلى أن قصة يوسي لانداو قد تكون مستوحاة من مشهد موثق من حادثة بيري لكن لا علاقة له بما يقوله المنقذ ورئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكدة أن 11 بالغا قتلوا في أحد منازل الكيبوتس مع عناصر من حماس في قصف إسرائيلي، فيما نجا مراهقان: ياناي وليل هيتزروني أخته التوأم، البالغة من العمر 12 عاما. لا حوامل ولا إطلاق نار وعدّدت ليبراسيون أكاذيب روجها يوسي لانداو، منها أنه اكتشف جثة امرأة حامل أطلق عليها النار في الرأس، وزعم أن بطنها قد فتح وجنينها تم طعنه، لكن الناجين أكّدوا أنه لم تكن هناك أي نساء حوامل.
وأكّدت الصحيفة الفرنسية أن متحدثا باسم زكا أقر لـ CheckNews أنه بسبب الحالة الصعبة للجثث، تمكن المتطوعون من إساءة تفسير ما رأوه.
وكشفت الصحيفة الفرنسية أن ميخال هرتسوغ زوجة رئيس الكيان قالت في تصريحات تعليقا على مقطع فيديو: “إرهابيون يعذبون امرأة حاملا ويزيلون جنينها”، مشيرة إلى أن تقنيات التحقق أثبتت أن الصور مأخوذة بالفعل من مقطع فيديو تمت مشاركته في عام 2018، والذي من شأنه أن يظهر الإساءة التي ارتكبها كارتل مكسيكي.
ونشرت الصحيفة الفرنسية رواية أخرى لـ”يوسي لانداو” زعم فيها اكتشاف جثث عائلة، بما في ذلك طفلان يبلغان من العمر 6 و11 عاما تعرضا للتعذيب بينما أكل الإرهابيون بقايا وجبة السبت. وقالت الصحيفة إن رواية لاندو تختلف من مقابلة إلى أخرى ففي بعض الأحيان، تحدث عن الأطفال الأحياء المحروقين أمام والديهم، وفي أوقات أخرى ذكر بالتفصيل، التشويهات التي لحقت بكل فرد من أفراد الأسرة.
وتشير ليبراسيون إلى أن وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن اعتمد هذه الرواية وقال: “صبي صغير وفتاة، تبلغ من العمر 6 و 8 سنوات، ووالداهما حول طاولة الإفطار. تم تمزيق عين الأب أمام أطفاله. تم قطع ثدي الأم، وبتر قدم الفتاة، وقطعت أصابع الصبي قبل إعدامها. ثم جلس جلادوهم وتناولوا وجبة.”
وعن طريق البحث المكثف ومقارنة البيانات والأخبار، أكدت ليبراسيون أنه لم يمت أي طفل يتراوح عمره بين 6 و11 عاما في بيري، مضيفة: “وفق التقييمات المتاحة الأسرة الوحيدة التي شهدت وفاة طفلين من جنس مختلف في بيري هي عائلة هيتزروني التي لا تتوافق ظروف وفاتها، المذكورة بالفعل، مع قصة لانداو”.
ووفق ليبراسيون، لم تجب المصادر الرسمية الإسرائيلية عن أسئلة CheckNews واكتفت بتأكيد أن “المتطوعين ليسوا خبراء في علم الأمراض وليست لديهم الأدوات المهنية لتحديد هوية الشخص المقتول وعمره، أو لتحديد كيفية قتله”.
الدعاية والدعم الأمريكي يؤكد تقرير ليبراسيون أن القصص الزائفة تروج لها مصادر غير رسمية وهي منظمات تقترن بلوبيات الضغط، مشيرا إلى أن إيلي بير (رئيس منظمة الإسعاف) زار الولايات المتحدة في نهاية أكتوبر، بنية الحصول على دعم القادة الأمريكيين. وأضافت الصحيفة أنه قبل مغادرته، قال بير الذي قابل جو بايدن خلال زيارة الرئيس الأمريكي، الأراضي المحتلة: “نحن نشهد الآن محاولات آلة الدعاية لحماس للإنكار وتقليل مدى هذه المذابح من أجل تحسين وضعه الدولي خلال الحرب، ومن واجبنا، شهودا على هذه الأعمال الهمجية، الحصول على دعم لا يتزعزع من صناع القرار الأمريكيين لإسرائيل”. وتابعت الصحيفة أنه في 28 أكتوبر، التقى بير في لاس فيغاس، أمام الائتلاف اليهودي الجمهوري، وذكّر بما سماها الفظائع التي يدعي أنه شهدها ولم يتم تأكيد أي منها.
وقال بير: “رأيت بأم عيني امرأة حامل لمدة أربعة أشهر، كانت في كيبوتس صغير. دخلوا منزلها، أمام أطفالها، وفتحوا بطنها، وأخرجوا الطفل وطعنوا الطفل الصغير أمامها، ثم أطلقوا النار عليها أمام عائلتها ثم قتلوا بقية الأطفال.” ويتابع: “رأيت أطفالا صغارا يتم قطع رؤوسهم، ولم نكن نعرف أي رأس ينتمي إلى أي طفل. رأينا طفلا صغيرا في الفرن. وضعوا هؤلاء الأوغاد، هؤلاء الأطفال في فرن وأشعلوا الفرن. وجدنا الطفل بعد بضع ساعات.”
وتقول ليبراسيون إنه رغم عدم تأكيد الصحفيين في الأراضي المحتلة ادعاء قال إن الطفل في الفرن وعدم توافق هذه الرواية مع السجلات، يستمر الكيان في ترويج هذه الدعاية قصد كسب مزيد من التأييد الأمريكي.
وتقول الصحيفة إن هذه الدعاية والروايات الكاذبة تلقى أذانا صاغية في واشنطن، مشيرة إلى دعوة السيناتور الجمهوري في لويزيانا جون كينيدي جو بايدن إلى الحفاظ على الدعم الأمريكي لإسرائيل، بحجة: “لا تحتاج إلى قراءة معاهدة بشأن الشرق الأوسط لمعرفة أن الوحوش فقط ستضع طفلا في فرن وتشغل المفتاح، كما ذكر منقذ”.
وتؤكد ليبراسيون أن بير ليس الوحيد الذي يعمل على إيصال الدعاية الإسرائيلية إلى الأمريكيين وتثبيتها، مشيرة إلى أن لينور أتياس (رئيس منظمة) تحدثت إلى سي إن إن قائلة: “كانت هناك فتاة صغيرة، تبلغ من العمر 8 أو 9 سنوات، قطعوا يدها، وكانت ما تزال تتنفس، كانت أنفاسها الأخيرة. لقد فقدت الكثير من الدماء لساعات.” وردا على سؤال من صحفية سي إن إن عن أسباب تأخر شهادتها حول هذا الموضوع، قالت لينور أتياس: “بعد ثلاثة أسابيع، أدركت أهمية الحديث عن هذا”.
وقالت ليبراسيون: “لم يمت أي طفل يبلغ من العمر 8 أو 9 سنوات في بيري. في مكان آخر، قُتل ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهن بين 8 و12 عاما في 7 أكتوبر، لكن ظروف الوفيات المعروفة لا تتوافق مع قصة لينور أتياس” زوجة نتانياهو وحبل الكذب الذي قطعته ليبيراسيون وفندت ليبراسيون ما أوردته زوجة نتنياهو سارة بقولها: “كانت إحدى النساء المختطفات حاملا. أنجبت طفلها أسيرا لحماس. يمكنك أن تتخيل، مثلي، ما يجب أن تعيشه هذه المرأة عقليا منذ أن احتجزها هؤلاء القتلة مع طفلها.” وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن ديلي ميل البريطانية نشرت مقالا يدعي أن امرأة تايلاندية، رهينة لحماس، أنجبت في الأسر
معلومات نفتها عائلة الرهينة المعني (الذي تم إطلاق سراحه منذ ذلك الحين) في الأيام التالية. يؤكد تحقيق ليبراسيون الذي أورد الرواية وأعقبها بنتائج التحقيقات أن الحملة التي يقودها الاحتلال ماهي إلا دعاية يهدف من ورائها إلى حشد الدعم الغربي خاصة الأمريكي من أجل تعزيز الزخم المؤيد لعملياته العسكرية المتواصلة لـ67 يوما.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی الصحیفة إن مشیرة إلى من العمر فی بیری من أجل
إقرأ أيضاً:
حزب مصر أكتوبر يدين اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي للمسجد الأقصى
أدانت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، بشدة اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن هذا الفعل الاستفزازي يعد انتهاكًا صارخًا للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى.
وأعلن الحزب في بيان له عن رفضه التام لهذه التصرفات المتطرفة التي تهدف إلى تأجيج مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، داعيًا إسرائيل إلى احترام التزاماتها كدولة قائمة بالاحتلال، والامتثال للقوانين الدولية التي تضمن حرمة الأماكن المقدسة.
وطالب الحزب المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن، بتحمل مسؤوليته واتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الانتهاكات التي تهدد فرص السلام وتعرقل جهود التعايش السلمي.
كما شدد الحزب على ضرورة الوصول إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، يضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويحقق له حق تقرير المصير.