«فيتش»: الكويت من الدول الأكثر عرضة لزيادة الإنفاق خارج التوقعات… إذا ارتفع النفط
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن تسجل الدول المصدّرة للنفط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نمواً أقوى مما سبق بـ2024 بسبب زخم إجمالي الناتج المحلي الحقيقي غير النفطي، واتجاه إنتاج النفط إلى الاستقرار بشكل عام بعد تخفيض الإنتاج بـ2023.
وخلصت الوكالة في تقرير لها إلى أن عاماً آخر من أسعار النفط القوية سيدعم التصنيفات الائتمانية لدول المنطقة المصدّرة للنفط.
وأعربت «فيتش» عن اعتقادها بأن النمو الاقتصادي العالمي الضعيف 2024 يمكن أن يدفع تحالف «أوبك+» إلى إجراء مزيد من تخفيضات الإنتاج إذا ما جنحت سوق النفط نحو الفائض، لكنها لاحظت أن الاتفاق الأخير في نوفمبر 2023 أبرز عدم وجود رغبة قوية في خفض أكثر للإنتاج.
وتوقعت الوكالة أن يكون نمو الاقتصاد غير النفطي أكثر بطئاً مما كان عليه في 2023 وإن كان سيبقى متيناً (في حدود 3.5 في المئة في دول الخليج) بفضل استمرار أسعار النفط المرتفعة. وفي الوقت ذاته، لفتت إلى أن الظروف الجيوسياسية في المنطقة تنطوي على مخاطر بالنسبة للسياحة والتجارة والاستثمارات.
ورجّحت الوكالة حدوث عجز طفيف في ميزانيات السعودية والكويت بـ2024، مرجعةً ذلك إلى قرار السعودية استخدام مجال الميزانية لدعم النمو غير النفطي، ومن جهة أخرى إلى الصعوبات التي تواجهها الكويت في تنفيذ إصلاحات بالإنفاق أو تطبيق إجراءات تتعلق بالإيرادات غير النفطية.
كما توقعت «فيتش» انخفاضاً في العجز بالبحرين بسبب الجهود التدريجية الإضافية لتقليص عجز الميزانية غير النفطية، مرجحة استمرار قطر وأبوظبي والإمارات (على أساس مجمع) وعُمان في تسجيل فوائض في الميزانية 2024، في ظل افتراضها أن يبلغ متوسط سعر برميل النفط 80 دولاراً، واستقرار الإنتاج إلى حد كبير عند مستويات نهاية 2023.
وذكرت أن أي تغير في سعر برميل النفط بقيمة 10 دولارات يؤدي إلى تغير موازنات دول الخليج بين 1.1 في المئة و3.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، في حال كانت كل العوامل الأخرى متساوية.
ورأت «فيتش» أن السعودية وأبوظبي وقطر والكويت الدول الأكثر عرضة لزيادة الإنفاق خارج التوقعات إذا ما ارتفعت أسعار النفط، متوقعة بقاء معدلات الديون/إجمالي الناتج المحلي مستقرة بشكل عام، وأن ترتفع في الكويت، ولو أن مستواها سيظل منخفضاً، بافتراض إقرار قانون الدَّين العام.
ولاحظت أن جهود احتواء الحرب بين إسرائيل وحماس كانت ناجحة حتى الآن وإن كانت الحرب أحدثت انتكاسة في الاتجاه الأخير لنزع التصعيد في المنطقة، مضيفة أن اقتصادات الخليج كانت ترغب بتمتين أكثر للاستقرار السياسي في المنطقة كجزء من إستراتيجياتها لزيادة النشاط الاقتصادي غير النفطي بما في ذلك السياحة.
وفي حال حدوث اتساع كبير للنزاع ستتأثر بلدان الخليج نتيجة لاضطرابات طرق التجارة النفطية، إذا لم تتأثر قدراتها الإنتاجية.
وستشهد بالتالي تأثيراً سلبياً على نشاطها الاقتصادي غير النفطي، فيما يُرجح أن يكون لأسعار النفط الأعلى تأثير تعويضي رغم أن جهود دول المجلس طويلة الأمد لتنويع اقتصاداتها ستُمنى بانتكاسة.
وتابعت «فيتش» أن دول الخليج تواصل في المدى الأبعد مواجهة المعضلة السياسية المتمثلة في تحقيق استدامة مالية طويلة الأمد، وفي الوقت ذاته تقديم نتائج اقتصادية جيدة لمواطنيها مع تشجيع التنويع الاقتصادي، مفيدة بأنه يمكن للحكومات أن تحافظ على متانة ميزانياتها في حين يزداد إنفاق القطاع العام، فيما سيؤدي هذا إلى تراكم تدريجي للالتزامات الطارئة.
وأشارت الوكالة في تقريرها إلى مجموعة تطورات ترى من الأهمية مراقبتها عن كثب، وهي كالآتي:
• أي اتساع للحرب بين إسرائيل و«حماس» يزيد من المخاطر الأمنية ويُلحق الضرر بالأداء الاقتصادي.
• استمرار الضغوط على شروط التمويل الخارجي، ما يمكن أن يعقّد خطط التمويل في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثل مصر والأردن وتونس.
• ردود الفعل الاجتماعية المناهضة للتعزيز المالي يمكن أن تشكل خطورة على التصنيفات، وبشكل خاص اذا ما تضافرت معها عوامل أخرى مثل استمرار تضخم أسعار المواد الغذائية.
• حدوث صدمة جديدة في أسعار النفط قد تكون بسبب تراجع متجدد في الطلب العالمي عليه. وقد يؤدي ذلك إلى الضغط على تصنيفات الدول المصدّرة للنفط الأكثر ضعفاً.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: أسعار النفط غیر النفطی
إقرأ أيضاً:
دول الخليج.. أيها الأقوى نموا بتوقعات صندوق النقد؟.. وأزعور يوضح كيف تتأثر المنطقة بالحرب التجارية بين أمريكا والصين
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— كشف صندوق النقد الدولي، عن نظرته المستقبلية وتوقعات النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العامين 2025 و2026 وسط ما يمر به العالم من توترات تجارية وتحوّلات جيوسياسية تلقي بظلالها على الاستقرار الاقتصادي للدول.
وقال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا في صندوق النقد الدول، جهاد أزعور، خلال في جلسة حوارية عن النظرة المستقبلية للنمو في المنطقة بعنوان " رسم مسار عبر الضباب"، عقدت في دبي، الخميس: "الحقائق، العام 2024 و2025 نحن نتوقع نمو الاقتصادات في المنطقة وسيختلف النمو استنادا إلى عدد من الأمور بنسبة 2.8% والعام التالي بنسبة إلى 3.6%.."
وتابع: "لماذا خفضنا من توقعات النمو؟ بسبب حالة عدم الاستقرار العالية العالمية، ورغم أنها لا تؤثر بشكل مباشر على الاقتصادات في المنطقة، إلا أنها لها عددا من التأثيرات غير المباشرة.. وكذلك تطور سوق النفط والمخاطر المترتبة على رفع أسعار الفائدة، وعليه الحقيقة الأولى هي أن الاقتصادات تنمو ولكن مستوى توقعات النمو تم إعادة النظر به وتخفيضه نظرا للأمور السابقة.."
وأضاف أزعور: "العنصر الثاني المهم هو هو أن هذا التنوّع لا يستند فقط على طبيعة الاقتصادات بل أيضا على اختلاف أداء الدول، ففي قطاع النفط لدينا اقتصادات الـGCC (دول مجلس التعاون الخليجي) أداؤها أفضل من أداء الدول خارج المجلس، دول مثل الإمارات ستنمو بنسبة 4% هذا العام وهذا النمو سيتسارع العام المقبل وكذلك بالنسبة للسعودية".
واستطرد: "وبين الدول المنتجة للنفط علينا هنا من الأهمية أن تفرق لدينا دول وبفضل سياساتها الإدارية القوية تمكنت من تحمل الصدمات وتسريع عمليات الإصلاح مع المحافظة على مستوى جيد من النمو، على سبيل المثال هنا، دول كالمغرب، وهناك دول لديها مديونية عالية تقبع حاليا إلى ضغط إضافي متمثل بكيفية مواصلة عملية السداد مع ارتفاع نسب الفائدة.."
وأردف: "المجموعة الثالثة، لدينا دول لديها آمال إن جاز التعبير مثل سوريا ولبنان حيث إعادة الاعمار المحتمل قد يدقع هذه الاقتصادات للانتعاش ودول أخرى لا تزال تعاني.. وهذا يقودني للنقطة المهمة الثانية التي أود طرحها، والمتمثلة هو كيف أن حالة عدم الاستقرار تؤثر على المنطقة؟ هذا يؤثر على المنطقة رغم أن مستوى الاندماج والتجارة مع الولايات المتحدة منخفض، ويكم للبعض أن يقول حسنا لن نتأثر، ولا يوجد ما يثير القلق، لا، هناك ’ثار وهذه الآثار متعددة، الأثر الأول هو انعكاس حالة عدم الاستقرار على سوق النفط فالطلب العالمي انخفض ورأينا بالفعل تأثر سوق النفط وتوقعات أسعار النفط أيضا تظهر أننا سننهي العام بأسعار أقل مقارنة ببداية العام.."
ومضى أزعور بالقول: "ثانيا، رأينا مستوى التذبذب المرتفع في الأسواق.. وثالثا نحن نرى أنه سيكون هناك آثار على هذه الإجراءات التجارية وسيكون هناك إعادة توجيه بالنسبة للتجارة وهذا سيكون له تأثير على المنطقة.. هل المنطقة ليس لديها القدرة على الرد؟ لا، يمكن للمنطقة التأقلم مع كل هذا واستخدام هذه التحولات كفرص لإعادة توجيه علاقاتها الاقتصادية وتقوية الاندماج الاقتصادي مع مناطق أخرى بالعالم وثالثا، تفعيل السياسات، ويظهر في تقرير النظرة المستقبلية أننا
وكان صندوق النقد قد نشر رسما بيانا يظهر توقعات النمو المستقبلية للمنطقة، حيث وعلى صعيد دول الخليج، تتصدر الإمارات القائمة بتوقعات نمو العام 2025 بنسبة 4.0% تليها السعودية بنسبة 3.0% ثم البحرين بـ2.8% وقطر بـ2.4% وسلطنة عُمان بـ2.3% والكويت بـ1.9%.
وبالنسبة للدول العربية المنتجة للنفط خارج منطقة الخليج، تتصدر ليبيا بتوقع نمو يصل إلى 17.1% ثم الجزائر بـ3.5% وإيران بنسبة 0.3% في حين يواجه العراق نظرة مستقبلية سالبة للعام 2025 بسالب 1.5%.
عربيا بالنسبة للدول غير المنتجة للنفط، تتصدر المغرب التوقعات بـ3.9% ثم مصر بـ3.8% والأردن بـ2.6% تليها تونس بـ1.4%، في حين يبرز السودان بتوقعات سلبية بنسبة 0.4%.