توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن تسجل الدول المصدّرة للنفط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نمواً أقوى مما سبق بـ2024 بسبب زخم إجمالي الناتج المحلي الحقيقي غير النفطي، واتجاه إنتاج النفط إلى الاستقرار بشكل عام بعد تخفيض الإنتاج بـ2023.
وخلصت الوكالة في تقرير لها إلى أن عاماً آخر من أسعار النفط القوية سيدعم التصنيفات الائتمانية لدول المنطقة المصدّرة للنفط.

وأعربت «فيتش» عن اعتقادها بأن النمو الاقتصادي العالمي الضعيف 2024 يمكن أن يدفع تحالف «أوبك+» إلى إجراء مزيد من تخفيضات الإنتاج إذا ما جنحت سوق النفط نحو الفائض، لكنها لاحظت أن الاتفاق الأخير في نوفمبر 2023 أبرز عدم وجود رغبة قوية في خفض أكثر للإنتاج.

وتوقعت الوكالة أن يكون نمو الاقتصاد غير النفطي أكثر بطئاً مما كان عليه في 2023 وإن كان سيبقى متيناً (في حدود 3.5 في المئة في دول الخليج) بفضل استمرار أسعار النفط المرتفعة. وفي الوقت ذاته، لفتت إلى أن الظروف الجيوسياسية في المنطقة تنطوي على مخاطر بالنسبة للسياحة والتجارة والاستثمارات.

ورجّحت الوكالة حدوث عجز طفيف في ميزانيات السعودية والكويت بـ2024، مرجعةً ذلك إلى قرار السعودية استخدام مجال الميزانية لدعم النمو غير النفطي، ومن جهة أخرى إلى الصعوبات التي تواجهها الكويت في تنفيذ إصلاحات بالإنفاق أو تطبيق إجراءات تتعلق بالإيرادات غير النفطية.

كما توقعت «فيتش» انخفاضاً في العجز بالبحرين بسبب الجهود التدريجية الإضافية لتقليص عجز الميزانية غير النفطية، مرجحة استمرار قطر وأبوظبي والإمارات (على أساس مجمع) وعُمان في تسجيل فوائض في الميزانية 2024، في ظل افتراضها أن يبلغ متوسط سعر برميل النفط 80 دولاراً، واستقرار الإنتاج إلى حد كبير عند مستويات نهاية 2023.

وذكرت أن أي تغير في سعر برميل النفط بقيمة 10 دولارات يؤدي إلى تغير موازنات دول الخليج بين 1.1 في المئة و3.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، في حال كانت كل العوامل الأخرى متساوية.

ورأت «فيتش» أن السعودية وأبوظبي وقطر والكويت الدول الأكثر عرضة لزيادة الإنفاق خارج التوقعات إذا ما ارتفعت أسعار النفط، متوقعة بقاء معدلات الديون/إجمالي الناتج المحلي مستقرة بشكل عام، وأن ترتفع في الكويت، ولو أن مستواها سيظل منخفضاً، بافتراض إقرار قانون الدَّين العام.

ولاحظت أن جهود احتواء الحرب بين إسرائيل وحماس كانت ناجحة حتى الآن وإن كانت الحرب أحدثت انتكاسة في الاتجاه الأخير لنزع التصعيد في المنطقة، مضيفة أن اقتصادات الخليج كانت ترغب بتمتين أكثر للاستقرار السياسي في المنطقة كجزء من إستراتيجياتها لزيادة النشاط الاقتصادي غير النفطي بما في ذلك السياحة.

وفي حال حدوث اتساع كبير للنزاع ستتأثر بلدان الخليج نتيجة لاضطرابات طرق التجارة النفطية، إذا لم تتأثر قدراتها الإنتاجية.

وستشهد بالتالي تأثيراً سلبياً على نشاطها الاقتصادي غير النفطي، فيما يُرجح أن يكون لأسعار النفط الأعلى تأثير تعويضي رغم أن جهود دول المجلس طويلة الأمد لتنويع اقتصاداتها ستُمنى بانتكاسة.

وتابعت «فيتش» أن دول الخليج تواصل في المدى الأبعد مواجهة المعضلة السياسية المتمثلة في تحقيق استدامة مالية طويلة الأمد، وفي الوقت ذاته تقديم نتائج اقتصادية جيدة لمواطنيها مع تشجيع التنويع الاقتصادي، مفيدة بأنه يمكن للحكومات أن تحافظ على متانة ميزانياتها في حين يزداد إنفاق القطاع العام، فيما سيؤدي هذا إلى تراكم تدريجي للالتزامات الطارئة.

وأشارت الوكالة في تقريرها إلى مجموعة تطورات ترى من الأهمية مراقبتها عن كثب، وهي كالآتي:

• أي اتساع للحرب بين إسرائيل و«حماس» يزيد من المخاطر الأمنية ويُلحق الضرر بالأداء الاقتصادي.

• استمرار الضغوط على شروط التمويل الخارجي، ما يمكن أن يعقّد خطط التمويل في بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثل مصر والأردن وتونس.

• ردود الفعل الاجتماعية المناهضة للتعزيز المالي يمكن أن تشكل خطورة على التصنيفات، وبشكل خاص اذا ما تضافرت معها عوامل أخرى مثل استمرار تضخم أسعار المواد الغذائية.

• حدوث صدمة جديدة في أسعار النفط قد تكون بسبب تراجع متجدد في الطلب العالمي عليه. وقد يؤدي ذلك إلى الضغط على تصنيفات الدول المصدّرة للنفط الأكثر ضعفاً.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: أسعار النفط غیر النفطی

إقرأ أيضاً:

عضو غرفة السياحة: أسعار الحج "مشوهة ينقصها العداله" وأحذر من "تأشيرة الزيارة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

توقع باسل السيسي، نائب رئيس غرفة شركات السياحة السابق، أن تكون أعداد تأشيرات الحج البري  هذا العام نحو 10 آلاف، والاقتصادي 14 ألف، والخمس نجوم 8 آلاف تأشيرة، بخلاف الحج المميز الذي يمنح فرصه مؤكده  خارج قرعة الحج الإلكترونية، محذرا: "مازالت بوادر ظاهرة السفر بتأشيرة زيارة استعدادا للحج مستمرة، وبنفس أعداد اليات الماضي، واحذر من هذا السلوك الذي يعيد إلينا مأساة وفيات الحجاج العام الماضي".
وقال السيسي، في تصريحات خاصة لـ “البوابة نيوز”، إن أسعار برامج الحج وفقا لضوابط وزارة السياحة والآثار، تمنح فرصة للشركات لتحسن الأداء وتقدم خدمة جيدا مميزة للحاج، ولكن الضوابط وضعت بعض أسعار الخدمات  دون اشتراط الجودة، لذا فإن الشركات يقع عليها مسؤولية تقدم الخدمة الفائقة الجودة طبقا للأسعار الجديدة، مشيرا إلى الأسعار التي أعلنتها الوزارة في الضوابط هي "أسعار مشوهة"، أي افتقدت للعلاقة المتوازنة بين السعر ونوع الخدمة والمستوى، فعند الانتقال من برنامج لأخر بنفس الخدمات نجد السعر يشهد تفاوتا كبيرا غير مبرر.
وأكد السيسي، أن عدم اشتراط تحسين البرامج الاقتصادية في ضوابط الوزارة سيكون له عواقب سلبية، حيث يفضل حجاج الاقتصادي والبري الإقامة ولو لأيام قليلة بالقرب من الحرم المكي، قبل انطلاق الموسم، وذلك بالطبع كان يجب أن يكون شرطا متضمنا أسعار التحسين بفنادق الخمس نجوم، حتى لا تنحاز بعض الشركات لعرض السعر الأقل فقط، وتحرم الحجاج من السكن بالقرب من الحرم المكي.
ولفت إلى أن الضوابط سمحت للسيدات بالسفر دون محرم، كما وضعت رسوم جدية حجز متناسبة مع موجة ارتفاع الأسعار العالمية، وهي نقاط إيجابية في ضوابط الوزارة، غير أن تاريخ إجراء القرعة الإلكترونية جاء مبكرا للغاية، وكان يجب منح وقت أكبر لتسويق البرامج، واستعداد الشركات للتنفيذ، منتقدا وضع سقف متدني لعدد التأشيرات المطلوبة من كل شركة لدخول القرعة، بل يجب إلغاء سقف التأشيرات لتحديد الأسماء المشتركة بالقرعة.
وقال السيسي: "الضوابط نصت على وجود برامج خارج منطقة الحرم لموسم كامل، دون النص تفصيليا على مستوي هذه أماكن إقامه هذه البرامج، مكتفية باعتماد السكن السابق معاينته، في حين أن ما سبق معاينته خارج منطقة الحرم كان استراحة فقط وبمواصفات أقل، ولكن تم السماح للشركات هذا الموسم باستخدامه سكنا للحجاج موسم كامل"، موضحا أنه كان يجب تحديد مواصفات السكن موسم كامل خارج مكة بشكل مختلف عما سبق، وإلا سنفتح الباب لمشكلات تماثل ما شهده الموسمين الماضيين.
وشدد على أن تأشيرة الزيارة لا تزال تشكل تهديدا لموسم الحج بتكرار مأساة العام الماضي، وحتى اليوم لم يصدر أي قرار بشأن السيطرة على هذا النوع من التأشيرات، وتنظيم السفر بها، وهي بالطبع ليست مسؤولية وزارة السياحة والآثار أو ضوابط الحج، لافتا إلى أن الموسم المقبل سوف تتمكن الشركات من حجز أماكن مميزة بالمشاعر المقدسة تختلف عن العام الماضي، وذلك نظرا لبدء إجراءات لموسم مبكرا في مصر هذه المرة، كما أن اتاحة العملة المطلوبة للشركات مبكرا سوف يسهل من هذا الأمر.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا… ودموع التماسيح
  • «معلومات الوزراء»: تراث أفريقيا ثم أوروبا الأكثر عرضة للتأثر بتقلبات المناخ
  • وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمننا القومي
  • «ماركت ووتش»: من المبكر استنتاج استمرار التضخم بأمريكا بسبب تعريفات ترامب الجمركية
  • ليبيا تخطط لزيادة إنتاج الغاز بدعم تركي لتلبية الطلب الأوروبي
  • وزير الخارجية لـ ولي عهد الكويت: نتطلع لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري
  • انخفاضٌ كبير في عدد أسرّة المستشفيات في أوروبا.. ما هي الدول الأكثر تضررا وأية مخاطر لهذا التراجع؟
  • وزير الخارجية لولي عهد الكويت: نتطلع لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري
  • عادل حمودة: الشيخ زايد امتلك رؤية وضعت الإمارات على خريطة الدول الأكثر رفاهية
  • عضو غرفة السياحة: أسعار الحج "مشوهة ينقصها العداله" وأحذر من "تأشيرة الزيارة"