زائرون: شكراً دولة الإمارات على حسن الاستضافة
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
دبي: يمامة بدوان، سومية سعد
تختلف اللغات، لكن تتشابه الكلمات، التي عبّر بها عدد من الزائرين لمؤتمر «كوب 28»، الذين شكروا دولة على تميز التنظيم وحُسن الاستضافة، التي لامست قلوبهم، وستبقى عالقة في ذاكرتهم.
«الخليج» التقت عدداً من الزائرين في المنطقتين، الزرقاء والخضراء، حيث قال والتر كنسلمان، ألماني، إن الغبطة التي تغمره لا يمكن وصفها، خاصة أنه لأول مرة يزور دولة الإمارات برفقة عائلته، بهدف حضور فعاليات مؤتمر الأطراف والاستمتاع بالأجواء الدافئة في الدولة، لكنه شعر بالدهشة من حُسن الضيافة، وكرم أبناء الإمارات، مشيراً إلى أنه سيعود إلى وطنه محملاً بالذكريات الجميلة، التي سيرويها لأصدقائه، ودائرة معارفه.
أما سوكانيا أودزغا، من الغابون، فأوضحت أن دولة الإمارات نجحت، بامتياز، في استضافة الحدث العالمي الأبرز، وجمعت مسؤولي العالم وشعوبه، في مكان واحد، للبحث عن حلول لقضية تهم البشرية أجمع. وذكرت أنها لم تكن تعلم بأن الإمارات من الدول الرائدة في التنمية وتعزيز الاستدامة، لكنها شاهدت ذلك بأم عينيها، وهو ما ستنقله إلى بلادها فور العودة مباشرة.
بينما أكدت جين كارل، من فرنسا، أن استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف، جعل من الدولة محل إعجاب شعوب العالم، لأنهم شاهدوا بأنفسهم حُسن الضيافة العربي، الذي تمتاز فيه الدولة، إلى جانب الابتسامة التي تعلو وجوه أبنائها، ما جعلها تشعر بالراحة والاسترخاء طيلة أيام المؤتمر.
كذلك الحال بالنسبة لآني بلونديل، فرنسية، التي عبّرت عن سعادتها بالسفر إلى الإمارات لزيارة فعاليات المؤتمر، حيث لم تكن تعلم شيئاً عن الشعب الإماراتي، لكنها فوجئت بما شاهدته من اهتمام الدولة بالاستدامة، وتطبيقها على أرض الواقع.
في حين، أوضحت نور إميليا، من الفلبين، أن الترحيب الذي لمسته من أبناء الإمارات في «كوب 28» يجعلها ترغب في العودة مرة أخرى إلى الدولة في زيارة ترفيهية، لأنها لم تكن تعلم بأن شعب الإمارات يتصف بالود والتسامح مع الآخرين، من دون النظر إلى ألوانهم، أو أديانهم، كما أنها تعلمت منهم كلمة «شكراً» باللغة العربية، حيث تقولها عندما تغادر إلى بلادها مع نهاية المؤتمر.
من جهته، قال عثمان عبدالمالك، من باكستان، إنه أخبر عائلته في موطنه عن جمال دولة الإمارات ورقيّ شعبها في التعامل مع الآخرين، وحُسن ضيافته، بينما علّق ريلسون بيرفاس، من الفلبين، بأنه يشعر بسعادة تغمره، لأنه في بلد متطور.
أما إيناس الشيخ، من مصر، فقالت إنها لم تشعر بالغربة، وهي في الإمارات، نتيجة حجم الترحيب الذي لمسته من شعب الدولة، ما دفعها لتمديد زيارتها.
تمتع زوار مؤتمر «كوب 28» بتوفير المواصلات المريحة لهم، وبحلول نقل سريعة ومستدامة ومنعدمة الانبعاثات الكربونية.
وساعد التاكسي الأصفر الوسيلة متوفرة بكثرة، في نقل الزوار العاديين، في أي مكان مجاناً بما يضمن عدم حاجة الزائر إلى المشي أكثر من 600 متر من السيارة إلى البوابة.
وأعربت ياريس الحاج من جنوب إفريقيا عن سعادتها الكبيرة بالوجود في كوب 28، وسعادتها بتجربة التاكسي الأصفر وخوض هذه الرحلة الفريدة والاستثنائية.
وقالت مونيكا كومار من سلوفينيا إنها جاءت خصيصاً مع مجموعة من صديقاتها يعملون في جناح سلوفينيا، وأنها قامت بجولة عامة في عدة أماكن خلال هذا الحدث العالمي متجولة بالتاكسي الأصفر داخل مدينة إكسبو.
أما ياسين علي من الهند فقد أعرب عن سعادته بالاستمتاع بمشاهدة فعاليات مؤتمر المناخ، وأنه جاء مع أسرته لمشاهدة الجناح الهندي وحضور الورش.
أما سعيدة الحاج من تونس فقالت أنها جاءت لحضور مبادرات بلادها خلال كوب 28، لكن سهولة التنقل المستدام بالمؤتمر جعلتها تشاهد الكثير من الفعاليات لبعض الدول علي أرض الواقع، ما ميشيل العميل من لبنان فيقول أحسست بالفخر وأنا على أرض عربية بها هذا الكم من التطور تستضف هذا الحدث الكبير وترحب بجميع الزوار بسهوله ويسر.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 الإمارات الاستدامة دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
شكراً دكتور أحمد زايد
لهذه الحكاية بداية ونهاية، ولكل منهما قصة تستحق أن تروى. ولمن يهوى رؤية الأمور من ثقب الإبرة، ويظن أنها محض حكاية شخصية، لا أقل ولا أكثر، إما يمتنع عن القراءة، أو هو حر. لماذا؟ لأن للحكاية أبطالاً، وهم من قال عنهم الصوفى الكبير «ابن عربى»: القِلُ دان له، والكُثردان له، فليس يعجزه قل ولا كثر.
قبل ثلاثة أيام مرت الذكرى السابعة لرحيل الكاتب والمؤرخ والمناضل «صلاح عيسى». وبعد رحيله فى الخامس والعشرين من ديسمبر عام 2017 بثلاثة أشهر، سلمت مكتبة الإسكندرية فى 20 مارس 2018 مجموعة هائلة من الوثائق السياسية، التى جمعها طوال نحو أكثر من أربعين عاماً، من شتى مظانها، إن فى وزارة العدل أو دار الوثائق القومية أو دار الكتب لكى يستكمل بما هو منشور فى الصحف والدوريات بعض نواقص تلك الوثائق، أو حتى من أفراد من كل التيارات السياسية، ممن وردت أسماؤهم فى تلك الوثائق، كانوا لا يزالون على قيد الحياة.
وعكف صلاح عيسى على العمل فى تلك الوثائق لاستكمال الناقص منها وفهرستها وتجليدها ووضع هوامش توضيحية لما هو غامض من نصوصها، فى سياق مشروع بحثى، كان قد بدأ العمل من أجل إنجازه، وهو دراسة ونشر مجلدات للحركة الشيوعية المصرية منذ نشأتها فى الربع الأول من القرن العشرين حتى بداية الألفية الجديدة. هذا فضلاً عن وثائق مماثلة لقضايا جماعة الإخوان المسلمين، والتنظيمات الجهادية المنبثقة عنها فى نفس الفترة. تضمنت تلك الوثائق محاضر التحقيقات والتحرى والأحكام القضائية الصادرة بحق المتهمين بها، والمنشورات والبيانات المتعلقة بفصيلين من فصائل الحركة السياسية هما التيار الإسلامى والتيار اليسارى اللذان شكلا محورالصراع السياسى فى تاريخ مصر المعاصر. لكن الحياة لم تكن سخية معه بما يكفى، ورحل قبل إنجاز مشروعه. وكما يبدو، فتلك ثروة معرفية للباحثين والدارسين، والمحامين والقضاة وللسلطات التنفيذية.
تسلمت منى مكتبة الإسكندرية تلك الوثائق، التى كنت قد رفضت كل المغريات لإيداعها فى جهات غير مصرية، ووعدنى مستلموها برقمنة تلك الوثائق لإتاحاتها على أسطوانات مدمجة ووضعها فى ركن باسم صلاح عيسى للتعريف بما تنطوى عليه. بعد عام من ترك المسئولين عن تلك الوثاق مواقعهم الإدارية فى مكتبة الإسكندرية لأسباب غير واضحة لى حتى الآن، بجانب هبوب جائحة كورونا، بدأت أتلقى إشارات سلبية حول مصير تلك الوثائق. وبعد طول عناء فى التحرى لما آل إليه ذلك الوعد، قيل لى «وش كده» كلغة شباب اليوم، إن المكتبة لا تقيم أركاناً لصحفيين، بل لرؤساء وزعماء فقط، وهو قول جاء مرفقاً ببعض تطمينات بأن الوثائق فى الحفظ والصون، وأن المشكلة تكمن فى أن رقمنتها تحتاج إلى وقت. ولأننى من نماذج البشر الذين يصنفون لدى البعض بـ«الهبل» ولدى غيرهم بـ«سلامة الطوية» لم أجد مبرراً لكيلا أثق بمن وعدنى بأن المشروع فى حيز التنفيذ، أو أشكك فى عدم تنفيذ وعده.
لكن أربع سنوات مرت دون أن ينجز أى شىء. وقبل نحو عام التقيت صدفة بالدكتور «أحمد زايد» الذى كان قد تولى رئاسة مكتبة الإسكندرية قبل عام آخر من هذا اللقاء. وحين شرحت له محنتى مع المكتبة، قال لى إنه يسمع بذلك الموضوع للمرة الأولى، ما زاد من توجسى. وقطع لى وعداً فى برنامج الإعلامى «خيرى رمضان» بحل تلك المشكلة.
وكشأن كل الكبار، والعلماء الأجلاء، نفذ الدكتور أحمد زايد ما تعهد به، وأوفى بوعده. ويوم الثلاثاء الماضى دشنت مكتبة الإسكندرية احتفالية رائعة للإعلان عن رقمنة وثائق «صلاح عيسى» على موقع ذاكرة مصر المعاصرة الذى يضم نخبة عالية التأهيل والكفاءة من خبراء شباب فى وسائل الرقمنة، برئاسة الدكتور «سامح فوزى». لم يكن ممكناً الوصل إلى تلك اللحظة لولا توجيهات ورعاية الدكتور زايد، الذى قادته ثقافته الرفيعة وولعه بالتاريخ بجانب العلوم الاجتماعية، إلى إدراك قيمة تلك الوثائق ومدى أهميتها لخدمة مصالح عامة،وثقته فى قيمة صاحبها كمفكر ومؤرخ وصاحب رسالة ومدرسة. شكراً دكتور زايد ودامت لنا كل جهودك المتنوعة لخدمة مصالح الشعب والوطن.