صحيفة البلاد:
2025-01-05@10:28:50 GMT

أنا مدير وأنت مدير

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

أنا مدير وأنت مدير

عندما كنّا صغاراً كنّا نلعب ألعاب مختلفة لم نفهم لها هدفاً غير المتعة ومشاركة الآخرين في المرح، ولم ندرك حينها أن هناك أفكاراً ترتَّبت على تلك الألعاب، وكوّنت سلوكنا نحو تحقيق الأهداف المشروعة وغير المشروعة، ودعَّمت بعض الصفات التي لم نكن ندرك توغّلها داخلنا، ورسّخت مبدأ الغاية تبرّرالوسيلة دون أن نشعر أو يشعر أهلونا بذلك، ولعل من أبرز تلك الألعاب ، لعبة الكراسي والتي تتضمن أن يكون عدد الكراسي المستخدمة في اللعبة ، أقل من عدد اللاعبين، حتّى يبقى عند قرع الجرس ، أو انتهاء الأغنية المستخدمة ، أحد اللاعبين بدون كرسي، فيخرج بدوره من اللعبة.

في تلك الفترة ، كنّا نبذل قصارى جهدنا حتى لا نكون ذلك اللاعب المطرود من حلبة اللعبة، وكنّا نحاول أن نبقي هذه الهزيمة لآخر لحظة، لم نستوعب مقدار ما تركته في نفوسنا من حرص في القضاء على زملاء اللعب، أو الكره لذلك البطل الذي قضى على أحلامنا بالفوز، البعض من بيننا ممّن شعر بالهزيمة ، كان ينسب ذلك الفوز إلى الغش والخداع، وكان يصف الفائز بأبشع الأوصاف من الأنانية إلى التحايل لتتحول اللعبة في أغلب الأحيان إلى معركة لبقاء الأقوى لا الأفضل.

لعلّ تلك اللعبة ، لم تكن وحدها الداعم لفكرة البقاء على القمة منفردين، بل دعمها تصنيف الطلب إلى الأول والثاني والثالث في مراحلنا الدراسية، ويحضرني في هذا التصنيف إحدى قريباتي التي كانت دائماً تحصل على المركز الأول أو الثاني على مستوى مرحلتها الدراسية، وكانت هناك سباقات تحدث بينها وبين صديقتها المقربة، حيث كانت العلاقة بينهم طوال العام في حالة من الثبات إلى أن يأتي يوم النتائج وتبدأ فيه المنافسة على احتلال المركز الأول لتكون صاحبة المركز الثاني هي صاحبة الموقف العدائي المؤدي للفرقة إلى باقي أيام الإجازة الصيفية، ويأتي العام تلو العام لتتكرر القصة إلى أن انتهت تلك المنافسات بانتهاء المرحلة الثانوية وتوجهت كل واحدة منهن إلى مصير مختلف لا علاقة له بالتعليم.

لا أعلم من صاحب تلك الأفكار، ومن قال أن القمة لا تتسع إلا لشخص واحد ، وأنك حتّى تبقى على القمة ، يجب عليك أن تقضي على كل من يحاول الوصول إليها!

للأسف تلك الأفكار استمرت وتربت في تربة خصبة أوجدها بعض المدراء في نفوس موظفيهم ،إما بالسلبية المفرطة أو بزرع الولاء المشروط الذي جعل من كسب ود الإدارة العليا هو المطلب بعيداً عن نوع الإنتاجية التي هي الهدف الرئيسي، وانشغل أصحاب الإدارات في نزاعات شريفة وغير شريفة لإثبات عدم صلاحية زملائهم، ليس كرهاً لذلك الزميل.. إنما لأن حِجر الإدارة العليا لا يتسع لأكثر من مدير واحد، وعلى البقية الباقية أن تبحث عن مراكز متأخرة ، وترضى بما قسم لها بدون عدل ولا إنصاف، أو فلتبحث لها عن إدارة جديدة في مكان جديد تقدر إمكانياتها، خاصة لو أنها انتقلت دون أن تحمل معها ترسبات لعبة الكراسي ولم تستمر في نشر وباء تلك اللعبة لكل مكان جديد تحظى بالعمل فيه..
ليس مهماً من أصبح من بيننا المدير، فالمدير الحقيقي من استطاع أن يدير نفسه قبل أن يدير الآخرين، والمهم ماذا سندير؟ ولماذا ومتى وكيف وإلى أين سنصل؟

eman_bajunaid@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

كربلاء.. اعتقال 5 موظفين بينهم مدير بتهمة الاستيلاء على المال العام

الاقتصاد نيوز - بغداد

أعلنت هيئة النزاهة العراقية عن توقيف خمسة موظفين، بينهم مدير قطاع الحر ومدير صيانة الفرات في دائرة كهرباء كربلاء، بتهمة الاستيلاء على المال العام في أحد مشاريع فك الاختناقات الكهربائية.

وأوضحت الهيئة أن المتهمين قاموا بتنفيذ المشروع باستخدام موارد وآليات دائرة الكهرباء، بدلًا من الشركة المتعاقدة، مع بيع معظم المواد المخصصة للمشروع مثل الأعمدة والأسلاك والمحولات إلى جهات أخرى. كما أشارت إلى تواطؤ لجنة استلام المشروع في المصادقة على اكتماله رغم المخالفات.

وتمت العملية بالتعاون مع قاضي تحقيق محكمة كربلاء المختصة بقضايا النزاهة، الذي قرر توقيف المتهمين وفق المادة (316) من قانون العقوبات بعد تدوين أقوالهم، حيث اعترف بعضهم بالتهم المنسوبة إليهم.

وأكدت التحقيقات، التي أجراها فريق من مهندسي نقابة المهندسين ومكتب تحقيق كربلاء، سرقة مواد المشروع الرئيسية. كما استمعت المحكمة إلى شهادات العمال الذين أكدوا أن المشروع نُفذ بواسطة موظفي دائرة الكهرباء وليس المقاول.

الهيئة أشارت إلى ضبط الوثائق والمستندات المتعلقة بالمشروع، بما في ذلك محضر استلام اللجنة، كأدلة لدعم القضية.

مقالات مشابهة

  • عالمياً.. بغداد في المركز الأول بمستوى التلوث
  • كربلاء.. اعتقال 5 موظفين بينهم مدير بتهمة الاستيلاء على المال العام
  • أمير القصيم ينوه بتحقيق أمانة المنطقة المركز الأول في جائزة التميز البلدي لعام 2024
  • من الجدة ديزي إلى الكراسي المتحركة وروبوتات الدردشة: كيف يُغير الذكاء الاصطناعي حياتنا اليومية؟
  • شهاب الوهيبي يحصد المركز الأول في مسابقة نجم مهرجان صحار الغنائية
  • إليكم مواعيد أبرز الظواهر الفلكية التي ستُزيّن العام 2025
  • “أرحومة” يبحث تطوير برامج التدريب مع مدير المركز الليبي الصيني
  • مدير تعليم القاهرة تتفقد انتظام امتحانات المواد غير المضافة للمجموع بالفصل الدراسي الأول
  • الدقهلية: منح مكافأة للعاملين بمركز أجا لتحقيقهم المركز الأول في ملف التصالح
  • محافظ الدقهلية: مكافأة للعاملين بمركز أجا لتحقيقهم المركز الأول في النظافة وإنجاز التصالح