صحيفة البلاد:
2024-07-09@18:47:28 GMT

أنا مدير وأنت مدير

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

أنا مدير وأنت مدير

عندما كنّا صغاراً كنّا نلعب ألعاب مختلفة لم نفهم لها هدفاً غير المتعة ومشاركة الآخرين في المرح، ولم ندرك حينها أن هناك أفكاراً ترتَّبت على تلك الألعاب، وكوّنت سلوكنا نحو تحقيق الأهداف المشروعة وغير المشروعة، ودعَّمت بعض الصفات التي لم نكن ندرك توغّلها داخلنا، ورسّخت مبدأ الغاية تبرّرالوسيلة دون أن نشعر أو يشعر أهلونا بذلك، ولعل من أبرز تلك الألعاب ، لعبة الكراسي والتي تتضمن أن يكون عدد الكراسي المستخدمة في اللعبة ، أقل من عدد اللاعبين، حتّى يبقى عند قرع الجرس ، أو انتهاء الأغنية المستخدمة ، أحد اللاعبين بدون كرسي، فيخرج بدوره من اللعبة.

في تلك الفترة ، كنّا نبذل قصارى جهدنا حتى لا نكون ذلك اللاعب المطرود من حلبة اللعبة، وكنّا نحاول أن نبقي هذه الهزيمة لآخر لحظة، لم نستوعب مقدار ما تركته في نفوسنا من حرص في القضاء على زملاء اللعب، أو الكره لذلك البطل الذي قضى على أحلامنا بالفوز، البعض من بيننا ممّن شعر بالهزيمة ، كان ينسب ذلك الفوز إلى الغش والخداع، وكان يصف الفائز بأبشع الأوصاف من الأنانية إلى التحايل لتتحول اللعبة في أغلب الأحيان إلى معركة لبقاء الأقوى لا الأفضل.

لعلّ تلك اللعبة ، لم تكن وحدها الداعم لفكرة البقاء على القمة منفردين، بل دعمها تصنيف الطلب إلى الأول والثاني والثالث في مراحلنا الدراسية، ويحضرني في هذا التصنيف إحدى قريباتي التي كانت دائماً تحصل على المركز الأول أو الثاني على مستوى مرحلتها الدراسية، وكانت هناك سباقات تحدث بينها وبين صديقتها المقربة، حيث كانت العلاقة بينهم طوال العام في حالة من الثبات إلى أن يأتي يوم النتائج وتبدأ فيه المنافسة على احتلال المركز الأول لتكون صاحبة المركز الثاني هي صاحبة الموقف العدائي المؤدي للفرقة إلى باقي أيام الإجازة الصيفية، ويأتي العام تلو العام لتتكرر القصة إلى أن انتهت تلك المنافسات بانتهاء المرحلة الثانوية وتوجهت كل واحدة منهن إلى مصير مختلف لا علاقة له بالتعليم.

لا أعلم من صاحب تلك الأفكار، ومن قال أن القمة لا تتسع إلا لشخص واحد ، وأنك حتّى تبقى على القمة ، يجب عليك أن تقضي على كل من يحاول الوصول إليها!

للأسف تلك الأفكار استمرت وتربت في تربة خصبة أوجدها بعض المدراء في نفوس موظفيهم ،إما بالسلبية المفرطة أو بزرع الولاء المشروط الذي جعل من كسب ود الإدارة العليا هو المطلب بعيداً عن نوع الإنتاجية التي هي الهدف الرئيسي، وانشغل أصحاب الإدارات في نزاعات شريفة وغير شريفة لإثبات عدم صلاحية زملائهم، ليس كرهاً لذلك الزميل.. إنما لأن حِجر الإدارة العليا لا يتسع لأكثر من مدير واحد، وعلى البقية الباقية أن تبحث عن مراكز متأخرة ، وترضى بما قسم لها بدون عدل ولا إنصاف، أو فلتبحث لها عن إدارة جديدة في مكان جديد تقدر إمكانياتها، خاصة لو أنها انتقلت دون أن تحمل معها ترسبات لعبة الكراسي ولم تستمر في نشر وباء تلك اللعبة لكل مكان جديد تحظى بالعمل فيه..
ليس مهماً من أصبح من بيننا المدير، فالمدير الحقيقي من استطاع أن يدير نفسه قبل أن يدير الآخرين، والمهم ماذا سندير؟ ولماذا ومتى وكيف وإلى أين سنصل؟

eman_bajunaid@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

النيابة العامة تحرك دعوى جنائية ضد 18 مسؤول بلجان مراقبة امتحانات المرحلة الإعدادية

ليبيا – أعلنت النيابة العامة إطلاق سراح أحمد مسعود  مدير مركز الامتحانات بعد إيقافه من قبل الأمن الداخلي للتحقيق.

المستشار النائب العام وجَّه يوم السبت ببحث الواقعات التي استدل حولها جهاز الأمن الداخلي في مواجهة مدير عام المركز الوطني للامتحانات،فانتهت سلطة التحقيق إلى إخلاء سبيله.

وأشار مكتب النائب العام إلى اضطلاع المحقق بمهمة بحث الشواهد التي ساقها مسؤول المركز للدلالة على اختلال نظم تقييم طلبة السنة الأخيرة من مرحلة التعليم الإعدادي، فأسفر البحث عن تحديد ثماني عشرة لجنة مراقبة شهدت نشاطاً أثَّر على شؤون الامتحانات ونظمها؛ وبذلك انتهت النيابة إلى تحريك الدعوى الجنائية في مواجهة مسؤولي تلكم اللجان.

مقالات مشابهة

  • 160501 مكالمة استقبلها مركز اتصال «الشارقة الخيرية» خلال النصف الأول
  • "هيئة الطرق": 710 عملية مراجعة واعتماد وتفتيش خلال النصف الأول لـ 2024م
  • مجازاة مدير مدرسة ومسؤولة شؤون طلاب ببني سويف لعدم إخطارهما طالبة برسوبها
  • النيابة العامة تحرك دعوى جنائية ضد 18 مسؤول بلجان مراقبة امتحانات المرحلة الإعدادية
  • «النائب العام» يخلي سبيل مدير مركز الامتحانات ويحرك دعوى ضد لجان مراقبة
  • مقارنة القطاع الصحي بين العام والخاص
  • بطولة مراكش لكرة المضرب على الكراسي المتحركة.. الإسباني سيسكار ميسيكر والألمانية ويند بريتا يحرزان اللقب
  • إخلاء سبيل مدير مركز الامتحانات بعد التحقيق معه
  • إغلاق محال وشركات بيع المركبات الآلية التي تستغل الرصيف العام
  • القطاع غير الربحي في المملكة يشهد نموًّا في النصف الأول من العام 2024م