مصر – تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية الترويج لفكرة التهجير للشعب الفلسطيني بقطاع غزة والضفة الغربية إلى دول أخرى من أجل تصفية القضية الفلسطينية.

ووصف السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة، في تصريحات لـRT هذه الأفكار بأنها بعيدة عن أرض الواقع، مشيرا إلى أنه مصر لن تقبل والجيش المصري لن يقبل بأن يقتطع أحد جزءا من الأراضي المصرية.

وشدد السفير رخا أحمد حسن على أن مشروع التهجير الإسرائيلي بدأ منذ عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون، ويهدف إلى تهجير أكبر عدد من الفلسطينيين بالضفة الغربية إلى الأردن ودول أخرى، وتهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء ودول أخرى. وكشف أنه في عام 2008 تقدمت إسرائيل بمشروع للرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، بمنح مصر 600 كم2 بمحاذاة قطاع غزة لنقل الفلسطينيين إليها، مقابل أن تحصل مصر على 600 كم2 بصحراء النقب بجوار منطقة “العوجاء” ولكن هذا المقترح تم رفضه رفضا باتا وقاطعا، ثم عادت إسرائيل وتقدمت بالمقترح مرة أخرى في العام 2014 ولكن أيضا رفضته مصر رفضا قاطعا، ولكن “إسرائيل ظنت أنه في ظل الظروف الحرب الإجرامية على قطاع غزة، يمكنها تهجير سكان قطاع غزة قسريا إلى سيناء كما أعلنوا في الأول الأمر ثم قالوا إلى أي دولة أخرى”.

وأوضح أن كل ما يجري هو تفكير بعملية استعمارية استيطانية لا تأخذ في اعتبارها الواقع العملي، مشيرا إلى أن الواقع العملي يشير إلى أن الفلسطينين من قطاع غزة الذين كانوا خارج القطاع عادوا على الحدود من أجل العودة إلى قطاع غزة، من أجل الدفاع عن أرضهم والاطمئنان عن أهلهم.. الفلسطينون الذين أجبروا على ترك منازلهم إلى شمال غزة عادوا ورفضوا الخروج وقاموا بإنشاء مخيمات مكان بيوتهم المدمرة، لأن القيادات الفلسطينية في غزة والضفة الغربية رفضت عملية التهجير لأنها تصفية للقضية الفلسطينية.

وأشار السفير رخا أحمد حسن ـ إلى أن مصر والأردن رفضتا كل العروض التي قدمت في هذا الأمر أيا كانت، وتم رفضها ومازالت وستزال مرفوضة رفضا قاطعا، فكل ما تقوله إسرائيل وبعض ما يردده بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي “وليس الكونغرس الأمريكي نفسه” هي اقتراحات فقط، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن عندما كان عضوا بالكونغرس الأمريكي خلال الغزو الأمريكي للعراق قدم اقتراح بتقسيم العراق إلى 3 دول، فهم يتصرفون بما ليس لهم حق فيه بطريقة بها عجرفة استيطانية مرفوضة تماما، وبالتالي يقولوا ما يريدون ولكن كل هذا “خارج الملعب” فمصر لن تقبل والجيش المصري لن يقبل بأن يقتطع أحد جزء من الأراضي المصرية.

من جانبه، أكد دكتور طارق فهمي أستاذ علوم سياسية رئيس وحدة الدراسات الاسرائيلية المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن مصر لا تسعى لتحقيق أي مكاسب على حساب القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن مصر تؤكد على حقوقها وثوابتها وتدافع عن أرضها، وتدافع عن مبدأ رفض تهجير الفلسطينيين في سيناء، وبالتالي أقرت مصر واقعا سياسيا بأنه لا تهجير ولا تسكين للفلسطينيين بسيناء، والتأكيد أيضا على رفض تصفية القضية الفلسطينية.

وأشار دكتور طارق فهمي في تصريح خاص لـRT، إلى أن تهجير الفلسطينيين يعني فتح مجال لتصفية القضية الفلطسينية من أصولها، حيث أن المكون البشري أو السكاني يعد أحد مجالات الصراع مع الجانب الإسرائيلي، وبالتالي نجحت مصر بمهارة في إقرار “رفض التهجير”، ونقلت الصورة إلى الجانب الإسرائيلي حيث انتقل الحديث إلى نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى مثل قبرص أو إلى خارج المنطقة مثل استراليا وكندا ودول أخرى باعتبار أن هذه هي مسؤولية المجتمع الدولي، أو مسؤولية دولة جوار كمصر بالنسبة لقطاع غزة أو الأردن فيما يتعلق بالضفة الغربية.

وأوضح أن الدبلوماسية المصرية نجحت في لفت أنظار العالم بأن يكون هناك مخارج أخرى في التعامل مع القضية الفلسطينية بكل تفاصلها، وتطوراتها على الأرض. وشدد على أن المشروعات الصهيونية بالنسبة لسيناء، مشروعات قديمة ويعاد تجديدها وتدويرها من آن لأخر، ولكن مصر على وعي كامل ومدركة لطبيعة ذلك.

وكانت “يديعوت أحرونوت” قد قالت إن هناك “تقارير تشير إلى أن مصر منفتحة على رحيل الفلسطينيين من غزة عبر أراضيها لتوطينهم في دول متفرقة بالعالم مقابل مساعدات أمريكية وأوروبية وخليجية”.

وأستندت الصحيفة العبرية إلى تقرير صحفي في جريدة “الأخبار” اللبنانية، وجاء في التقرير أن “مصر رغم معارضتها للسيناريو المحتمل، إلا أنها قد تسمح لسكان قطاع غزة بالانتقال إلى أراضيها، ثم تجد دولا أخرى حول العالم تستضيفهم، ولهذا فهي تحتاج إلى مساعدة مالية من الغرب والخليج”.

وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من ذلك “إلا أن وزير الخارجية المصري سامح شكري حذر في الولايات المتحدة من أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء سيهدد أمن إسرائيل واتفاق السلام بين البلدين”.

وقال محلل الشؤون السياسية بالصحيفة العبرية، ليئور بن آري، إنه على الرغم من معارضتها العلنية والحازمة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى أراضيها عقب الحرب، إلا أن مصر بدأت تستعد لتحقق السيناريو رغما عنها.

وأضاف أن صحيفة “الأخبار” نشرت تقريرها السبت الماضي، عن “مصادر مصرية، قالت إن مصر تدرس سبل التعامل مع الهجرة التي قد تبدأ في الأشهر الأولى من عام 2024، وإمكانية موافقة دول أخرى على “استضافة” المهاجرين الفلسطينيين الذين سيسمح لهم بالخروج عبر معبر رفح”.

وبحسب السيناريو، “ستستقبل مصر مئات الآلاف من سكان غزة وفق معايير تتعلق بالظروف الطبية والإنسانية، أو حاملي تصاريح الهجرة والدراسة في الخارج وغيرها وسيقيم هؤلاء في الأراضي المصرية لفترة زمنية محدودة في بداية العام قبل الانتقال إلى دول أخرى حيث سيحصلون على وضع خاص”.

وبحسب مصادر الصحيفة فإن “التغيير في موقف القاهرة ينبع من فهم أن تدمير القطاع مستمر ومن الافتراض بأن إسرائيل ستمنع إعادة الإعمار ووصول المساعدات الإنسانية، الأمر الذي سيجعل الحياة في غزة أكثر صعوبة”.

وأضاف المحلل السياسي الإسرائيلي أن مصر “بدأت في مراجعة حصص المهاجرين التي ستوافق الدول العربية في الخليج وشمال إفريقيا على قبولها، وفي الوقت نفسه، فهي تطلب دعما ماليا واسع النطاق من أوروبا والولايات المتحدة ودول الخليج، وتريد تعزيز تقديم المنح الدراسية للطلاب الغزيين في الغرب وتركيا، مما سيسمح لهم بالانتقال إلى هناك مع عائلاتهم”.

وقال: “رغم كل هذا، لا تزال مصر تبذل الكثير من الجهود في محاولة منع الهجرة الجماعية من قطاع غزة إلى أراضيها”.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة تهجیر الفلسطینیین مشیرا إلى أن دول أخرى قطاع غزة أن مصر

إقرأ أيضاً:

خبراء: تصريحات ترامب عن تهجير سكان غزة تكشف النية الحقيقية للمشروع الصهيوني

أجمع خبراء على أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة تمثل تحولا خطيرا في السياسة الأميركية وتكشف عن النية الحقيقية للمشروع الصهيوني، محذرين من تداعيات خطيرة على المنطقة برمتها.

ووفقا لرأي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، فإن ردود الفعل العربية والدولية الرافضة لتصريحات ترامب تعكس عمق المأزق الذي وضع البيت الأبيض نفسه فيه.

غير أن البرغوثي شدد على أن البيانات والإدانات وحدها لا تكفي، داعيا إلى إجراءات أكثر وضوحا وحزما تشمل "دعوة لمؤتمر كامل لكل الدول العربية والإسلامية الـ56 لتعلن معا موقفا موحدا رافضا".

واتفق مع البرغوثي في رأيه توماس أوريك، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، مؤكدا أن "شعب غزة لن يذهب إلى أي مكان"، مشددا على ضرورة أن يتحدث القادة العرب مع ترامب "بشكل مباشر وواضح وصريح وليس بطريقة مهذبة بالضرورة".

ردود أفعال

وخلّفت تصريحات ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة موجة واسعة على المستوى العربي والدولي، إذ أعلنت السعودية أن موقفها من قيام الدولة الفلسطينية "راسخ وثابت وليس محل تفاوض أو مزايدات".

ودعا الأردن إلى "ضرورة وقف إجراءات الاستيطان ورفض أي محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين".

إعلان

وفي تحليله للموقف الإسرائيلي، وصف الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى المشهد في إسرائيل اليوم بأنه غير مسبوق، حيث تسود حالة من "الزهو لا مثيل سابقا لها".

ويلفت إلى أن حتى الذين كانوا يعارضون فكرة التهجير سابقا، مثل زعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس إلى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، أيدوا خطة ترامب، مما يؤكد الطبيعة الاستعمارية للمشروع الصهيوني.

كما استبعد البرغوثي أن تكون تصريحات ترامب مجرد بالون اختبار حسبما يرى البعض، محذرا من المخاطر والتداعيات، مؤكدا وجود نية حقيقية لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترامب لترحيل سكان قطاع غزة.

وربط ذلك بوجود "فريق في إدارة ترامب كله من الإنجيليين الصهاينة المتطرفين المسيحيين الذين يسعون إلى تطبيق تعاليم تلمودية".

حلول مقترحة

وبحثا عن حلول مقترحة، يؤكد البرغوثي ضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية فورا حسب اتفاق بكين، معتبرا أن هذه الخطوة ستسحب البساط من تحت أقدام ترامب والأطراف الأخرى، في حين يرى أوريك أن الحل يكمن في "مناقشات بناءة بخصوص مستقبل غزة".

وأكد البرغوثي قناعته بأن الشعب الفلسطيني سيحبط هذا المخطط، مشددا على أن "لا ترامب ولا نتنياهو سينجحان في التهجير"، موضحا أن ذلك يتطلب جهدا وتصديا من الجميع.

وفي سياق ردود الفعل الدولية المتواصلة على تصريحات ترامب بشأن غزة، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده تعارض أي مبادرة يتم فيها إقصاء أهالي قطاع غزة سواء كان ذلك في إدارة القطاع أو مستقبله، بينما أكد الكرملين أن موسكو ترى أن التسوية في الشرق الأوسط لا يمكن أن تتم إلا على أساس حل الدولتين.

ومن ناحيتها، دانت الفصائل الفلسطينية تصريحات ترامب، إذ وصفتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها غير مسؤولة، داعية لاجتماع عربي وإسلامي عاجل.

إعلان

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي فشل القصف الأميركي في التهجير، في حين اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن تصريحات ترامب إعلان حرب لن يمر.

مقالات مشابهة

  • تحذيرات إسرائيلية من تصعيد مع مصر بسبب مخطط تهجير الفلسطينيين
  • نائب: تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين تهدد استقرار المنطقة بشكل خطير
  • خرق صارخ للقانون الدولي.. مصر تحذر: مخطط تهجير الفلسطينيين تهديد خطير للسلام
  • عاجل | مصر تحذر من تصريحات الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين
  • سنعود للمقاومة.. رد قوي من الفصائل على مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة.. عاجل
  • خبراء: تصريحات ترامب عن تهجير سكان غزة تكشف النية الحقيقية للمشروع الصهيوني
  • تهجير الفلسطينيين بين مخطط نتانياهو وصمود العرب
  • خبراء: أمريكا تريد تسليم غزة لـ"تل أبيب" وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى
  • منظمة التحرير الفلسطينية ترفض دعوات تهجير الفلسطينيين من غزة
  • خبراء: ترامب عازم على تهجير الفلسطينيين وتوسيع التطبيع وتسهيل ضم الضفة