حرب غزة تترك أطفالاً في مواجهة اليتم
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
تلعب الطفلة رزان شبات البالغة من العمر 10 سنوات بالدمى على سرير مستشفى في غزة حيث تجلس وساقها متصلبة في جبيرة وأثر الجروح على وجهها، ولا تعرف أن والدتها وأبيها وإخوتها قتلوا في الغارة التي أصيبت فيها.
والطفلة الصغيرة هي واحدة من عدد متزايد من الأطفال في غزة الذين فقدوا والديهم، وفي بعض الحالات أسرهم بأكملها، في الحرب بين إسرائيل وحماس والذين يعتني بهم أقارب بعيدون أو أصدقاء أو حتى غرباء.
وقالت رجاء الجرو، وهي متزوجة من أحد أقارب رزان وتتولى رعاية الفتاة في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة إن الطفلة لا تعلم أنها فقدت عائلتها، ونحن المسؤولون عنها الآن.
وعلى الرغم من السجحة الكبيرة على جبهتها والندوب في جبينها وخدها، أضاء وجه رزان بابتسامة كبيرة وهي تلهو بدميتين ورديتين اللون، وتهدهدهما كما تفعل أم مع طفلها.
واختفت ابتسامتها حين سُئلت عن أكثر ما تفتقده في المستشفى.
وقالت فجأة بحزن إنها تفتقد عائلتها وتريد رؤيتهم.
وكانت ساقها اليسرى مستلقية على السرير، ومغطاة بالجبيرة من أعلى إلى أسفل.
وأضافت أنها خضعت لجراحة في ساقها وأربع جراحات في جمجمتها. وقالت أنها تتعافى وأصبحت أفضل حالاً.
وقال يونس العجلة، وهو طبيب مشارك في رعاية رزان، إنها وعدد من الأطفال الآخرين نُقلوا إلى المستشفى بمفردهم.
وأضاف أن كثيرين من الأطفال الذين يأتون إلى مستشفى شهداء الأقصى، لا يعرف الطاقم الطبي أسماءهم ويكتبون كلمة "مجهول" في ملفات دخولهم حتى يأتي أحد أقاربهم ويتعرف عليهم، وأن هذا كان حال رزان لبضعة أيام.
قال جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إنه من الصعب تحديد عدد أطفال غزة الذين أصبحوا أيتاماً الآن بسبب العدد الهائل من الأشخاص الذين يُقتلون والظروف البائسة على الأرض.
وأضاف "هناك كثير من الأطفال الذين فقدوا والديهم، لكن الأسوأ من ذلك أنهم فقدوا عائلاتهم بأكملها".
وتابع أن الأقارب أو الجيران عادة ما يتقدمون لرعاية الأطفال الأيتام، وكانت هناك حالات خطيرة لم يكن فيها أحد على قيد الحياة ليتولى أمر الأطفال.
ومضى يقول "التقيت بأطفال، عادة في المستشفيات لأنهم أصيبوا حين تعرض منزلهم للقصف، فقدوا أمهاتهم وأبيهم وأجدادهم، وعماتهم وأعمامهم وخالاتهم وأخوالهم، وإخوتهم، والجميع... حين يكون الطفل هو آخر فرد على قيد الحياة من أفراد الأسرة، فهذا يعني أن ثمة مشكلة حقيقية".
ونشبت الحرب بعد هجوم لمسلحي حركة حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أودى بحياة 1200 شخص، من بينهم رضع وأطفال، وتمخض عن اقتياد 240 شخصاً من جميع الأعمار لاحتجازهم كرهائن في غزة، وفقاً لإحصائيات إسرائيلية.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وردت بهجوم عسكري وحصار كامل للقطاع المكتظ بالسكان، مما أدى إلى مقتل أكثر من 18 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
تقرير يكشف حجم الدمار الذي خلفته الحرب في غزةhttps://t.co/EswwSrDWpu
— 24.ae (@20fourMedia) December 12, 2023واقتربت جيما كونيل، عاملة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة التي تزور المستشفى في دير البلح، من فتاة صغيرة وجلست مقرفصة قبالة الطفلة التي كانت تجلس على الأرض وفي قدميها ضمادات. وبدت الفتاة في حالة ذهول ولم ترد.
وقالت كونيل إنها التقت بكثيرين من الأطفال المصابين بصدمات نفسية كانوا جرحى وجائعين وخائفين، وفي كثير من الحالات مات عائلهم.
وقالت في مقابلة هاتفية أمس الإثنين منفصلة عن زيارتها للمستشفى "لقد رأى كثيرون منهم أشقاءهم يموتون، وآباؤهم يموتون".
وأضافت "التقيت بالأمس بفتاة صغيرة تبلغ من العمر أربع سنوات تقريبا، لم تكن قادرة على الكلام بسبب ما رأته. لم تكن قادرة حتى على نطق اسمها. كانت عيناها واسعتين مثل غزال تسلطت عليه المصابيح الأمامية لسيارة... هذا هو حال الأطفال في غزة كما يبدو".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل من الأطفال فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأونروا: 19 ألف طفل في غزة يعانون من سوء التغذية الحاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن ما يقرب من 19 ألف طفل تم نقلهم إلى المستشفى بسبب سوء التغذية الحاد خلال الأشهر الأربعة الماضية.
وقالت الوكالة الأممية، إن هذا العدد هو تقريبا ضعف الحالات المسجلة في النصف الأول من العام في قطاع غزة.
وبينما تواصل إسرائيل حصارها العسكري على الشمال وتقييد المساعدات الإنسانية، قالت الأونروا إن حليب الأطفال من بين الأشياء التي تعاني من نقص حاد.
وقالت الوكالة في بيان لها على موقع X: "في غزة، تلقى أكثر من 8500 طفل حليباً صناعياً من خلال الأونروا، لكن الإمدادات ليست كافية على الإطلاق. أحد مراكزنا الصحية الوحيدة العاملة لديه 6 صناديق فقط لتوزيعها - وهي أول عملية تسليم منذ 3 أشهر".
وأضافت: "مع اعتماد أكثر من 200 ألف شخص على هذه العيادة للحصول على الرعاية الصحية الأولية، فإن النقص الحاد في هذه العيادة يعرض العديد من الأشخاص، بما في ذلك الأطفال والرضع، لخطر كبير. إن المساعدات الفورية ووقف إطلاق النار أمران حيويان لإنقاذ الأرواح".